الأخت العزيزة و أديبتنا المبدعة الأستاذة فاطمة البار, أطيب التحيات و أرقها و أعطرها و أنداها في عالم الود والخلود. عيد بأية حال عدت يا عيد؟ عدت وقد نكثت غزلاً نسجناه معاً.. أضعت حباً أنجبناه معاً, وأرضعته وحدي.. صرت نشازاً في سيمفونية طالما أجدنا عزف أنغامها. جئت بعدما ضيعت الصيف اللبن, وأي صيف, وأي لبن؟ أتيت وقد جمَّد الشتاء بصقيعه نبعاً ثجاجاً كان قد تدفق مقسماً أن يروي ظمأك.. تساقطت اوراق حبنا كما تساقطت أوراق الخريف.. انتظرتك في الربيع ترعى حبك الذى نمى وترعرع واعشوشب.. ذكرتك في لياليَّ الطوال ساهدة مغيبة عادة للدقائق والثوان.. بحثت عنك حولي, ولما لم أجدك بحثت عنك فيَّ, وجدت بقاياً لك في القلب عالقة.. قلت يا قلب هاك قد باع الغالي بالرخيص. ذاك قد جرى خلف حب زهيد.. هذا قد هان عليه حبه, فليهن عليك. سمعت للقلب أنيناً, فقلت يا فؤادي رحم الله الهوى.. كان صرحاً في خيال فهوى.. وجدت عقلي مرات ومرات يتشبث بأطلال حب درس.. قلت يا عقل إن الوحدة أحب إليَّ مما تدعونني إليه.. وإن لم يبعد عني ويتركني, لأكونن من النادمين.. لا يا قلب, لا يا عقل.. لست أنا من تندم على حب ضاع وأضاع. لست حزينة على سنوات انبرت والخداع يعمر قلبي كما عقلي.. لقد تعلمت الدرس قاسياً.. ولا تلدغ عاشقة من عاشق واحد مرتين.. أقسم بأغلى ما تمتلكه فتاة أن يظل حبي لي.. لن أنظر للوراء ثانية.. لن أدعه يمتص رحيقي, ويهفو لغيري.. كفى كل ما قد كان.. منحته كل شيء, وضن عليَّ بأقل شيء.. صيرته قبلتي, فولاني ظهره.. وهبته نفسي, فباعني بأرخص الأثمان.. آه يا قلب وألف آه..! عاد بعد أن ذبلت الوردة, عاد بعد أن أذبلها, بعد أن ارتشف ما فيها,, وما أدراك ما قد كان فيها.. بحق حب طاهر أسكنته قلبي, ولم أطلع عليه أحداً, إني لن أسلم قلبي لأحد بعد اليوم.. حسبي ما تبقى من وردتي.. أحوطها بعنياتي.. أرويها بقطرات حبي.. أسبل عليها شآبيب أنوثتي.. علَّها تكون لي.. علها تصون الجميل.. عسى ألا أندم ثانية.. أقول أستاذتنا الأديبة, إذا ما هانت كرامة المرء فحياته أو مماته الكل سواء. لقد وصلت عزة النفس أو قل النرجسية المتصلبة حداً دفع بوردتكم الأبية أن تقاسي ويلات الموت عطشاً بدلاً من أن تنتظر ذاك الخائن الذي ينظر لتلك و يجري خلف أخرى. إن قصتك على قصرها قد ساقت لنا ما نسميه بالإنجليزية Parable يمكننا أن نستمد منها عبرة لمن يعتبر. فيا ليت بين بني البشر من يعتبر. أكاد أسمع همس وردتكم في احتضارها تهتف بذاك المثل الإنجليزي القائل "Change everything but your love". . . وإني إذ أخط تلكم الحروف أكرر في ذهني أبياتاً ما أجملها(( لشاعر الإنجليزية الأشهر, بل المبشر الأول بالرومانسية في عصور الرومانسية الذهبية William Blake. تلك القصيدة المعنونة "The Sick Rose"المنشورة عام 1794 ضمن ديوانه الذي يحمل عنوان "Songs of Experience".تلك الوردة (وكلمة وردة بالطبع لا تقتصر على معناها الحرفي, بل إن معانيها الرمزية في القصيدة لتنوء بالعصبة أولي القوة). أقول تلك الودة تعرضت للاغتصاب على يد من وهبته حياتها, ولكنه لم يصن الجميل. وإني إذ أعتبر نفسي من عشاق William Blake ومن عشاق تلك القصيدة على وجه التحديد,حيث دائماً ما أقرأها على مسامع طلابي المتخصصين في دراسة الشعر الإنجليزي, فإني أنتهز الفرصة لأسوق أبياتها قليلة العدد المفعمة بالمعنى حتى يشاركني القراء متعة قراءتها. O Rose thou art sick. The invisible worm, That flies in the night In the howling storm:
Has found out thy bed Of crimson joy: And his dark secret love Does thy life destroy. تحية ليراعكم المبدع الذي أرانا من رسمه كل الجمال. . . ..أرجو لكم إلهاماً لا تنقطع رسله, وقيثارة دائماً ما تهتز أوتارها.. . . . . ..سلم القلم وسلمت حاملته. . . . . . . . دمتم في تألقكم. دمتم في إبداعكم. دمتم بخير.( أخوكم محمود) *****************************
شكر الله لكم استاذي الدكتور محمود هذا العبور المتألق و هذ الكلمات التي تفرح بعبق الأدب و تخط دروب الادباء نظرتك دائا للمعاني العميقة تبهر حقا و ليست بالغريب على مثلك هذا الابداع فأنا أؤمن ان الجمالية في النصوص حين تقرأ من قراء مبدعين . ممتنة لكرم متابعتك و اشكرك على القصيدة الرائعة و آمل ان يقبلها القراء في نسايم هدية منك لهم .
Comments (2)
الأخت العزيزة و أديبتنا المبدعة الأستاذة فاطمة البار, أطيب التحيات و أرقها و أعطرها و أنداها في عالم الود والخلود. عيد بأية حال عدت يا عيد؟ عدت وقد نكثت غزلاً نسجناه معاً.. أضعت حباً أنجبناه معاً, وأرضعته وحدي.. صرت نشازاً في سيمفونية طالما أجدنا عزف أنغامها. جئت بعدما ضيعت الصيف اللبن, وأي صيف, وأي لبن؟ أتيت وقد جمَّد الشتاء بصقيعه نبعاً ثجاجاً كان قد تدفق مقسماً أن يروي ظمأك.. تساقطت اوراق حبنا كما تساقطت أوراق الخريف.. انتظرتك في الربيع ترعى حبك الذى نمى وترعرع واعشوشب.. ذكرتك في لياليَّ الطوال ساهدة مغيبة عادة للدقائق والثوان.. بحثت عنك حولي, ولما لم أجدك بحثت عنك فيَّ, وجدت بقاياً لك في القلب عالقة.. قلت يا قلب هاك قد باع الغالي بالرخيص. ذاك قد جرى خلف حب زهيد.. هذا قد هان عليه حبه, فليهن عليك. سمعت للقلب أنيناً, فقلت يا فؤادي رحم الله الهوى.. كان صرحاً في خيال فهوى.. وجدت عقلي مرات ومرات يتشبث بأطلال حب درس.. قلت يا عقل إن الوحدة أحب إليَّ مما تدعونني إليه.. وإن لم يبعد عني ويتركني, لأكونن من النادمين.. لا يا قلب, لا يا عقل.. لست أنا من تندم على حب ضاع وأضاع. لست حزينة على سنوات انبرت والخداع يعمر قلبي كما عقلي.. لقد تعلمت الدرس قاسياً.. ولا تلدغ عاشقة من عاشق واحد مرتين.. أقسم بأغلى ما تمتلكه فتاة أن يظل حبي لي.. لن أنظر للوراء ثانية.. لن أدعه يمتص رحيقي, ويهفو لغيري.. كفى كل ما قد كان.. منحته كل شيء, وضن عليَّ بأقل شيء.. صيرته قبلتي, فولاني ظهره.. وهبته نفسي, فباعني بأرخص الأثمان.. آه يا قلب وألف آه..! عاد بعد أن ذبلت الوردة, عاد بعد أن أذبلها, بعد أن ارتشف ما فيها,, وما أدراك ما قد كان فيها.. بحق حب طاهر أسكنته قلبي, ولم أطلع عليه أحداً, إني لن أسلم قلبي لأحد بعد اليوم.. حسبي ما تبقى من وردتي.. أحوطها بعنياتي.. أرويها بقطرات حبي.. أسبل عليها شآبيب أنوثتي.. علَّها تكون لي.. علها تصون الجميل.. عسى ألا أندم ثانية..
أقول أستاذتنا الأديبة, إذا ما هانت كرامة المرء فحياته أو مماته الكل سواء. لقد وصلت عزة النفس أو قل النرجسية المتصلبة حداً دفع بوردتكم الأبية أن تقاسي ويلات الموت عطشاً بدلاً من أن تنتظر ذاك الخائن الذي ينظر لتلك و يجري خلف أخرى. إن قصتك على قصرها قد ساقت لنا ما نسميه بالإنجليزية Parable يمكننا أن نستمد منها عبرة لمن يعتبر. فيا ليت بين بني البشر من يعتبر. أكاد أسمع همس وردتكم في احتضارها تهتف بذاك المثل الإنجليزي القائل "Change everything but your love". .
. وإني إذ أخط تلكم الحروف أكرر في ذهني أبياتاً ما أجملها(( لشاعر الإنجليزية الأشهر, بل المبشر الأول بالرومانسية في عصور الرومانسية الذهبية William Blake. تلك القصيدة المعنونة "The Sick Rose"المنشورة عام 1794 ضمن ديوانه الذي يحمل عنوان "Songs of Experience".تلك الوردة (وكلمة وردة بالطبع لا تقتصر على معناها الحرفي, بل إن معانيها الرمزية في القصيدة لتنوء بالعصبة أولي القوة). أقول تلك الودة تعرضت للاغتصاب على يد من وهبته حياتها, ولكنه لم يصن الجميل. وإني إذ أعتبر نفسي من عشاق William Blake ومن عشاق تلك القصيدة على وجه التحديد,حيث دائماً ما أقرأها على مسامع طلابي المتخصصين في دراسة الشعر الإنجليزي, فإني أنتهز الفرصة لأسوق أبياتها قليلة العدد المفعمة بالمعنى حتى يشاركني القراء متعة قراءتها. O Rose thou art sick.
The invisible worm,
That flies in the night
In the howling storm:
Has found out thy bed
Of crimson joy:
And his dark secret love
Does thy life destroy.
تحية ليراعكم المبدع الذي أرانا من رسمه كل الجمال. . . ..أرجو لكم إلهاماً لا تنقطع رسله, وقيثارة دائماً ما تهتز أوتارها.. . . . . ..سلم القلم وسلمت حاملته. . . . . . . . دمتم في تألقكم. دمتم في إبداعكم. دمتم بخير.( أخوكم محمود)
*****************************
شكر الله لكم استاذي الدكتور محمود هذا العبور المتألق
و هذ الكلمات التي تفرح بعبق الأدب و تخط دروب الادباء
نظرتك دائا للمعاني العميقة تبهر حقا و ليست بالغريب على مثلك هذا الابداع
فأنا أؤمن ان الجمالية في النصوص حين تقرأ من قراء مبدعين .
ممتنة لكرم متابعتك و اشكرك على القصيدة الرائعة
و آمل ان يقبلها القراء في نسايم هدية منك لهم .