أختي العزيزة أستاذة فاطمة, أهلاً بكم وأنا ضيف عليكم.. وما مصارع العشاق عنا ببعيد. إن هي إلا قلوب اقتربت فاتحدت, فصار الدم واحداً, والوجيب يستشعره كل منهم. إن هم إلا أرواح تسامت في عالم الحب الأثيري, فترائى الواحد لحبيبه, كما تترائى الملائكة لأهل الصلاح. إنما هي نسمة من ريح حب طاهر. هبت فبثت حياة في جسدين, في قلبين, في كيانين. أبى الاثنان إلا العيش معاً, أو الموت معاً. رحماك ربي بالمجنون, فقد رأى نصفه الآخر يضيع من بين يديه. أحس بنبضه يخاصمه, أن هب لنصرة حبيبك, أحس بالدم يتخاذل في شرايينه, ألا حياة بعدها. هام المسكين على وجهه, تآنس بالظباء, ونفر من بني جلدته, لفظ آخر أنفاسه, وفي القلب حاجة إليك ليلاه.. ليتك كنت له! رحم الله روميو, لطالما ود اللحظة أن تواتيه, أن تجمعه معها, ولكن تقدرون فتضحك الأقدار. صدقت يا إمام. لم تضحك أقداره فحسب, بل قهقهت ورفعت عقيرتها, وها هما قد جمعهما الموت, بعد أن فرقتهما الحياة. رحم الله جوفري (في رائعة أمين معلوف "الحب عن بعد", حيث لم يمهله القدر لثوان ليجني ثمرة حبه. مات المسكين بين يدي معشوقته التي لم يرها في حياته سوى وهو يموت بين يديها.. وإن كان المجنون وروميو لم يجدا من يترحم عليهما, فها هي كليمانس تستنزل رحمات ربها على حبها المسجى بين يديها, " لا أستحق أن أحب بعد اليوم. لا أستحق أن يتغنى بي الشعراء. غداً.. سأتشح بالسواد. وألبس ثوباً من الصوف السميك. وأتوارى عن الأنظار, تحت سقف أحد الأديرة". رحم الله العشاق, الأحياء منهم والأموات.. أشكر لكم حسن ضيافتكم.. عفواً أختي الكريمة, لا أستطيع متابعة كتابتكم يوماً بيوم, فعقارب الساعة لا ترحم.. (أخوكم محمود) *****************************
مرحبا بحضورك الوارف دكتور محمود ..و الله لمرورك الشرف لكل حرف هنا .. المدونة لكم و بين يديكم في اي وقت و حين قراءة مدهشة يا معلمنا .. و الحب مصارع قيل و قيل و هاذ أجمل ما فيه . دمتم بخير و شكر الله لكم هذا الكرم .
Comments (4)
أختي العزيزة أستاذة فاطمة, أهلاً بكم وأنا ضيف عليكم..
وما مصارع العشاق عنا ببعيد. إن هي إلا قلوب اقتربت فاتحدت, فصار الدم واحداً, والوجيب يستشعره كل منهم. إن هم إلا أرواح تسامت في عالم الحب الأثيري, فترائى الواحد لحبيبه, كما تترائى الملائكة لأهل الصلاح. إنما هي نسمة من ريح حب طاهر. هبت فبثت حياة في جسدين, في قلبين, في كيانين. أبى الاثنان إلا العيش معاً, أو الموت معاً. رحماك ربي بالمجنون, فقد رأى نصفه الآخر يضيع من بين يديه. أحس بنبضه يخاصمه, أن هب لنصرة حبيبك, أحس بالدم يتخاذل في شرايينه, ألا حياة بعدها. هام المسكين على وجهه, تآنس بالظباء, ونفر من بني جلدته, لفظ آخر أنفاسه, وفي القلب حاجة إليك ليلاه.. ليتك كنت له! رحم الله روميو, لطالما ود اللحظة أن تواتيه, أن تجمعه معها, ولكن تقدرون فتضحك الأقدار. صدقت يا إمام. لم تضحك أقداره فحسب, بل قهقهت ورفعت عقيرتها, وها هما قد جمعهما الموت, بعد أن فرقتهما الحياة. رحم الله جوفري (في رائعة أمين معلوف "الحب عن بعد", حيث لم يمهله القدر لثوان ليجني ثمرة حبه. مات المسكين بين يدي معشوقته التي لم يرها في حياته سوى وهو يموت بين يديها.. وإن كان المجنون وروميو لم يجدا من يترحم عليهما, فها هي كليمانس تستنزل رحمات ربها على حبها المسجى بين يديها, " لا أستحق أن أحب بعد اليوم. لا أستحق أن يتغنى بي الشعراء. غداً.. سأتشح بالسواد. وألبس ثوباً من الصوف السميك. وأتوارى عن الأنظار, تحت سقف أحد الأديرة". رحم الله العشاق, الأحياء منهم والأموات.. أشكر لكم حسن ضيافتكم..
عفواً أختي الكريمة, لا أستطيع متابعة كتابتكم يوماً بيوم, فعقارب الساعة لا ترحم.. (أخوكم محمود)
*****************************
مرحبا بحضورك الوارف دكتور محمود ..و الله لمرورك الشرف لكل حرف هنا ..
المدونة لكم و بين يديكم في اي وقت و حين
قراءة مدهشة يا معلمنا ..
و الحب مصارع قيل و قيل و هاذ أجمل ما فيه .
دمتم بخير و شكر الله لكم هذا الكرم .
نعوذ بالله من العشق ، اللهم عافنا ، واحفظ لنا ديننا وذرياتنا ، لقطة دقيقة بديعة
يقول الامام علي رضي الله عنه ( العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض.)..
شكرا لقرائتك .