و تحذلقت فتاتي الصغيرة ذات يوم من أيام شقاوتها العنيدة محاولة إثبات شخصيتها بطريقة البراءة الماكرة !
فبدأت بمعسول الكلام و تلفظ أجمل الكلمات اللطيفة لـ ( ماما ) العسل , الوردة, ..الخ تلك الكلمات التي بات لا يجيدها إلا الصغار الذين ظهر لي حدة ذكائهم هذه الأيام !
فقلت لو يتعلم الرجال صنوف الحديث المعسول ما بقيت في البيوت قضية و لحُلت أوزار المشكلات فما الإناث إلا ماء منساب تحركه الريح حيث شاءت , و ما الإناث إلا قوارير
تنكسر و بسرعة خاطفة !
ثم بدا لي قول أحد الرجال : لستن أنتن القوارير ..أنتن الطوب ! فخطر على لساني : و لستم أنتم الرجال , أنتم مجرد ذكور !
ثم تركت التفكير في الأزواج فهو الحديث الذي يقلقل الحروف و يململ النفوس و يطحن المودات و يوشي بروائح الحريق في البيوت .
و عدت للصغيرة التي تتلاعب بالأحرف تقصد التلاعب بي في زمن صارت هي الأقوى بأسلحة الدمار الشامل التي تطلقها من الآيباد و التاب و ابن عمه اللاب و باقي قبيلته من أدوات
اللمس حتى صارت أمنية مشاهدة فلم كرتون معين تتحق في ثانية فقلت رحم الله حالنا , أين أنت يوم كنا نرجو الحلقة التي فاتت من فيلم الكرتون لنعوض حزن فقدها و إلا بحثنا عمن يسردها
لنا ريثما نحصل على شريط ممغنط يعرضها !
حسنا يا صغيرة ثم ماذا ؟ قرأت لي ما أدهشني في كتاب القراءة المدرسية فلسانها يردد الكلمات و أنا أكاد أموت من الضحك ! فهي تقرأ مثلا ( سَاحَةُ المدْرَسَةِ وَاسِعَةٌ ) بهذا الشكل
( فَصْلِي مُرَتَبٌ وَ نَظِيفٌ ) !
قلت اصبري فمالحرف الذي ترينه في العبارة سين أم فاء ؟!
فقالت : تريدين أن أقرأ فاتركيني , فاكتشفت أن المعلمة البائسة و المعذورة بازدحام الفصل الأربعيني تقوم بتسريع الأمر عن طريق تحفيظ الطالبات العبارات دون أن يفقهن أين هي الكلمات
فتحولن إلى ببغاوات , فأدركت أن البلية ستحط إن لم أحل الأمر , فقلت إنه الهجاء ! لنتهجأ سويا يا صغيرة فقلنا ( سين فتحة ألف سكون سا , حاء فتحة حاء ,ساحا , تاء ضمتين تن , ثم كان يجب أن نقول ساحتن ) لكنها قالت ( فصلي ) فزعقت لا لا لا ..ثم ضحكت بمكر و براءة ( الله يهدي عيوني يا ماما ) ...و أخذت تكلم عيونها لم لا تنظرين لم و لم ..و أنا أحدق
فقد غلبتني كما تغلبني كل مرة !
7:38:00 م |
Category:
مقالاتي
|
0
التعليقات
Comments (0)