مرت ثلاثة اشهر بسلام...ذات ليلة ونحن في العمارة نائمين وبعد منتصف الليل اتصلت جارتي ...قرع قلبي الف مرة لماذا تتصل في هذا الوقت المتأخر من الليل.
خفت عليها لكنها استدركت الوضع وقالت ..الم تشعري .؟
قلت ماذا ايضا ؟
قالت لقد تعب العجوز الذي فوقكم وكانت امراته وحيده معه اتصلت علي فطلبنا الاسعاف لكن الاسعاف لم يصل الا وقد توفى الجار ..
قلت ..رحمه الله حسنا هيا لنصعد الان لنقدم العزاء .
صعدنا لشقتهم دخلت واذا الجار العجوز موضوع في المجلس ومسجى الجسد مكشوف الوجه وزوجته وشخصين من اقربائهم بجواره .
قدمت العزاء ثم نزلت لا تفكير..... يالله مات العجوز فوقي ولم اشعر ..!!
حضر الاسعاف في اليوم التالي واخذه ولم نشعر ايضا ..لا نحس باي حركة في عمارة السكون هذه.
لم تنته القصة بعد فعمارتي مليئة ...مليئة جدا بالاحداث .
يسكن في الطابق الثاني الذي فوقنا رجل يعمل ضابطا طيب لكنه غير بشوش لا يعني الامر شئيا فالطباع مختلفه والاهم انه يرد السلام لكن هذا الرجل الغريب لا اعرف ماذ اسمي مصابه !!!!
دخلت العمارة متاخرة واردت اقفال الباب الخارجي تفاجات بسلسة مفاتيح معلقه عليه اخذتها وذهبت لزوجي حتى يرى قصتها فقد كنت خائفه ان تحصل عمليه سرقة او أي شئ اخر
لكن زوجي غضب لاني ادخلته في دوامه فلو حدث شئ لصاحب المفتاح فسيتهمنا مباشرة ذهب للحارس وناداه وساله عن صاحب المفاتيح فاخبره لربما كان جاركم فهو دائما ينسى مفاتيح السيارة عليها وقد ينساها على باب العمارة ولربما على باب بيته هذا وزوجته في البيت يالله ماذا لو رآه احد ضعاف النفوس ....
المهم اخذ الحارس المفتاح وصعد به للجار ثم نصحه زوجي في الصباح ان يهتم بالمفاتيح فهي شئ مهم جدا ...
اعود لشخص اخر في العمارة العجيبة انها ابنه الجيران الجدد..
بعد وفاة العجوز انتقلت زوجته من الشقة لمكان لا نعلمه لكن نعلم ان عائلة اخرى حلت مكانه كانت هذه العائلة تتكون من رجل كبير في السن وزوجته وشاب و3 بنات الجميع كبار لا طفل لديهم وهذا شئ جيد حتى لا اسمع قعقعة وازعاجا من الاعلى .
لكن الازعاج يلحق من أي نوع من البشر فقد كانت احدى الشابات تدرس في المرحلة الجامعية وكانت ترجع كل يوم مبكرة تقريبا في وقت يكون باب العمارة مقفلا ..
لا مفتاح لديها لذا فهي تمسك ازرار الجرس الخارجي لتوقظ أي شخص حتى يفتح لها وكنت انا سعيدة الحظ دائما فهذا وقت عملي المنزلي ..
كنت ارد من كثر الازعاج ولان زر الفتح لا يعمل لدي فقد كنت اتكبد الخروج وفتح الباب وقد يحترق الطعام وقد تكون حالتي لا تسمح (في الحمام مثلا ) لكن الشابة لا تتعب من ضغط الزر المستمر حتى اصاب بالصداع واخرج لفتح الباب
افتحه فتدخل بلا سلام ولاكلام ولا شكرا ولا يحزنون وكاني مكلفة بفتح الباب لها ..
قلت لا بأس الجيران لبعضهم لكني سئمت وضقت من هذا الازعاج فلرما غلبني النوم واستيقظت على الجرس الاقرع , ذات يوم فتحت الباب وابتسامتي الجميلة قلت لها :لو سمحت يا اختي انسخي لك مفتاح للباب فلم اعد اطيق ارسلت لي نظره من عينيها مخلوطة بتعجب و شئ اخر لا اعرفه لكن عرفت انه لم يعجبها الكلام .
تركتني بسرعه دون رد وصعدت لشقتها قررت بعدها ان لا افتح لها الباب مهما كلف الامر وصار ما صار ولم افتحه الى اليوم ...
الم ترو القصة العجيبة..!! جميع طبقات السكان مميزون .!
تلد احدى الجارات ولا نعلم شيئا عن صاحبه المولود ولا ماذا ولدت ولا أي ما يمت بصله ...
ولدت انا فبادلوني نفس الشعور تعودنا على البعد وعدم اللقاء لربما لاختلاف المواعيد ونظام البيت وانشغل الكل بامور حياته .
الاغرب في الجديد والخبر المفيد هو الاخير ..
اعتاد حارس العمارة ان يخرج ملابسه للشمس كل صباح ويتركها بيد ان احد من المارة من عصابات الشباب جاءه ذات يوم مع صديق له اوقفا السيارة ونزل احدهما وتوجه ناحيه الحارس في عز الظهر ووضح النهار وقوة الشمس وكثرة المارين اقترب منه بعد ان اخرج سلاحه..
- امشي امامي لداخل الغرفه .
خاف الحارس المسكين ومشى للداخل عندها هدده بالقتل اذا لم يخرج كل ما يملك من مال ,حلف له انه لا يملك مالا فلم يصدقه ورفع السلاح في وجهه عندها تذكر مبلغ 300 ريال كان قد جمعها من السكان لغرض شراء سيارة ماء لتعبئة خزان العمارة ...
خاف الحارس المسكين وخفنا نحن جميعا بدأ زوجي بابلاغ السكان بضرورة اقفال الابواب عند الخروج صباحا فالعمارة صباحا خالية من الرجال والعيون عليها قوية هل توافقوني انها شئ اخر ... لكن مع كل هذا احبها واشعر بالسعادة وانا ادخل وأخرج من بابها المنقوش وكانه لوحه جمال للداخل ترحب بدخوله وللخارج تودعه وتنتظر استقباله .
وقد سعدت بمزرعتي التي انبتت افل والياسمين والذرة والورود واشايء كثيرة كلها في مدخلها اسقيه كل يوم واسرتي
فرحين بانتاج شئ مميز للعمارة وحتى هنا لم يقل اي احد ياسلام ماهذا الجمال ...نظرات مسروقة لقلوب مسروقه ..


Comments (10)

On 24 مارس 2010 في 8:07 م , نانا يقول...

الله يعينك فتو عمارتك ماساة
ولو كنت مكانك لتركت الشقه من اول حدث
بيس قلبك ابيض لسه تحبيها
الحمدلله على نعمة الدمام
ومن قبلها المدينه النبويه
علنا نحط رحالنا اخرالعمر فيها

 
On 24 مارس 2010 في 8:23 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

الله يسعدك نانا هي كذا جدة يابعيدين يااما حشريين زيادة
لكن افضل الهدوء عن الازعاج والتدخل
شكرا لمرورك واسال الله ان يختم لنا بسكنى مدينة نبيه والشهادة فيها امين

 
On 24 مارس 2010 في 8:38 م , سوسو يقول...

فعلاً عمارة العجايب

انا ابغى اعرف كيف انتي متحملة كل هالمصائب

والله كلة كووووم والبنت هذي كوووم ثاني

شايفه نفسها على ايه والله لاخليها تعفن وتجيها

ضربة شمس وتتصلب اصابعها من كثر الضغط على الجرس

ويجيها روماتيزم من كثرة الوقوف والله ماافتح لها

الباب لو اعرف انه بيجيها سكتة قلبية من القهر

ممكن افتح اول مرة ولكنها ماتسلم ولا تتأسف وكأني

شغاله عن اهلها والله لارد عليها مين اذا قالت انا

فلانة افتحي اقول لها طيب انتظري واخليها تشمس

الين يجي واحد من برة يفتحلها الباب والا تنسخ لها

مفتاح او تدق بالجوال على امها تنزل تفتح لها .

والله يافوفو قهرتيني بالبنت هذي

على العموم انا انصحك بالمبادرة على الاقل

بالمناسبات تجتمعوا ولادة زواج وفاة اي مناسبة

لان الجيران لبعض وحال عمارتكم بالامانه يغم وما

يفرح ماتكفي كثرة مشاكلها على الاقل تكونو مع

بعض وقت الشدائد ويد وحدة .

 
On 24 مارس 2010 في 8:48 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

سوسو حرام عليك البنت مسكينة خلاص انتهينا منها الجيران لبعض هههههه
احنا مو في مشاكل الحمدلله سلام بس رعب ...
ان شاء الله ما تسكني في شئ زيها

 
On 25 مارس 2010 في 12:11 ص , غير معرف يقول...

عمارة يعقوبيان

عواشه

 
On 25 مارس 2010 في 12:22 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

قد تكون هي ياعيوش
صباحك فل منورةصديقتي

 
On 25 مارس 2010 في 12:47 ص , وفاء يقول...

عماره غريبه فعلا يعني محد يسأل على أحد قلنا ماشي لكن هذا التعامل المتعجرف بدون سبب.
بس بالنسبه لي عماره كده ولا عماره سكانها حشرين
وكل يوم زيارات وعيالهم عندك .

 
On 25 مارس 2010 في 1:02 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

ههههه كويس فوفو رايك معاي
كذا ارحم من الحشرية فعلا منورة صديقتي

 
On 18 أغسطس 2010 في 12:31 م , غير معرف يقول...

سردد قصصي رائع


ربما تكون كثير من العمائر كعمارتكم


ولكن لانجد شخصا يسردها بهذه الطريقه الملفته


عبدالرحمن السالم

http://ar.netlog.com/d77oooom

 
On 18 أغسطس 2010 في 1:17 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

شكرا للحضور اخي عبدالرحمن ..
صحيح اكثر العمائر تعاني لكن عمارتي الجميلة شئ آخر ..
دمت بخير