النقد الأدبي فن من فنون الادب وعلومه ..يفسر العمل الادبي ويشرح اتجاهه
يبين خطأه من صوابه ..يرتقي بالنص والعمل ويبني لهما اساسا مبتعدا عن الجرح في ذات الكاتب .
ينظر الناقد في النصوص الادبية شعرية كانت او نثرية ثم يأخذ في الكشف عن مواطن الجمال والقبح فيها معللاً ما يقوله ومحاولاً
ان يثير في نفوسنا شعور بان ما يقول صحيح .
و هو اقصى ما يطمح اليه النقد الادبي , لانه لن يستطيع ابداً ان يقدم لنا برهاناً علميا يقيناً , ولذا لا يوجد عندنا نقد أدبي صائب
وآخر خاطئ وانما يوجد نقد ادبي اكثر قدرة على تأويل العمل الفني وتفسيره من غيره .
واختلاف مناهج النقد معناه اختلاف في وجهات النظر.
الذوق هو المرجع الأول في الحكم على الأدب والفنون لأنه أقرب في الحكم على الأدب والفنون ،ولكن الذوق الجدير بالاعتبار هو
الذوق المصقول لذوق الناقد الذي يستطيع أن يكبح جماح هواه الخاص الذي قد يجافي في الصواب ،الخبير بالأدب الذي راضه
ومارسه،وتخصص في فهمه ودرس أساليب الأدباء ومنح القدرة على فهم أسرارهم والنفوذ الى دخائلهم وادراك مشاعرهم وسبر
عواطفهم،بفهمه العميق وحسه المرهف وكثرة تجاربه الأدبية لذلك لابد أن يتمتع الناقد بعدة صفات تؤهله لأن يقول في النص .
النقد الادبي مهم لبناء الهيكل العام للنصوص وتنسيقها والنظر فيها بعمق ..لكن عندما يتحول
واصلا للشخوص والذوات فهو شتيمة وسب وربما وصل للقذف .
حقيقة ان النقد الادبي ليس انتقاصا للكاتب علي اي وجه ولكنه انتقاص لبعض اجزاء العلل في النصوص وبه يرتقي النص ويدرك
الكاتب مواطن الضعف والخلل لديه فيتجنبها فمن هو الناقد الذي يجب ان يكون له الحق في ذلك .
بالطبع ليس الكل على قدرة لنقد نص نقدا بناءا صحيحا ولكن يمكن ابداء الرأي العام فيه بيد ان الناقد الحقيقي يمتلك بداية حسيا
نقديا واذنا مرهفة وعينا مدققة فوق الدراسة لهذا الفن فيجب ان تجتمع الملكة والفطرة مع الوعي والتدريب والالمام بكل جوانبه
حتى يصير المرء ناقدا فاهما .
ولوجود الاقلام الناقدة حاجة ملحة لتنقية الانتاجات الادبية وعليهم تقع المسئولية في تحصيل الرقي والنفع للمجتمع في كل جوانب
الادب وبه ترتفع الاقلام الادبية وترتقي فابداع الكاتب مع فحص الناقد يرسمان جمالا اكثر .
يجب ان يكون الناقد ذا ثقافة نقدية ادبية محيطا بكل علوم الادب وقد يجوز تقسيم الثقافة النقدية المتخصصه
وذلك بأن يعرف أصول النقد وطرقه , فيعرف كيف يحلل النص الأدبي ويستنبط صفاته وخصائصه,ويحكم عليه كما ينبغي إلى
ثقافة الأدبية وبلاغية ولغوية وإسلامية يطلع فيها الناقد على بحور هذه العلوم حتى يكون موضوعيا صادقا في حكمه
عند تحليل نص أدبي يعتمد الناقد على ما ذكر سابقا ليكتشف عيوب النص وجماله بعد أن يُعمل حسه ويتذوق بملكته ليدخل بعمق في
أجواء النص مستعرضا الشكل العام وفكرة النص ,منتقلا بعدها إلى أسلوب عرضها ليدقق في ألفاظ العمل المقدم جماله وفصاحة
لفظه وأناقته وطريقة هيكلة الكاتب للنص وما ضم من فنون الادب والبديع .
وفي النصوص الشعرية يتم مع ما ذُكر مراعاة الاوزان والقوافي وايقاع الكلمات وتوازنها للوصول للمطلوب من تحريك الوجدان
وتقوية المعنى المرغوب .
وبهذا فالحكم على نص حقيقة بجمال أو سوء وعرض ذلك يحتاج لمن يتقن مبتعدا عن الدوافع الشخصية والانتقام من كاتب النص
لعلي قد وضحت قليلا بعض معاني النقد والذي بات الكثير يتجرأ عليه دون علم فيه
دمتم جميعا بخير
6:45:00 ص |
Category:
مقالاتي
|
0
التعليقات
Comments (0)