الحمد لله حمدا حمدا و الصلاة و السلام على نبيه وشفعيه محمدا , اليوم نقف مع آيات سورة الشعراء , السورة الممتلئة بقصص الأنبياء حيث ورد فيها سبع قصص للأنبياء عليهم السلام و التي جاءت تسلية للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم لما اتهمه قومه بالسحر و الجنون و كذبوه.
سورة الشعراء مكية على تفصيل سأذكره لاحقا , ترتيبها 26 في السور و عدد آياتها 227 آية .
ن : لم يرد عنده شيء عنها
ط :
- آية 3 " لعلك باخع نفسك " أي مهلك نفسك و هنا تسلية للرسول في عدم إيمان قومه .
- آية 63 " فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر " فكان كل فرق أي كل طائفة من البحر كالجبل العظيم انفلق اثنتي عشرة فلقة و الفرق في اللغة : الجزء و الطائفة.
- آية 69 " واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه و قومه ما تعبدون " يعني أي شيء تعبدون و كان يعلم أنهم عبدة أصنام لكنه سألهم للإلزام و التبكيت .
- آية 80 " وإذا مرضت فهو يشفين " و إذا سقم جسمي و اعتل فهو يبرئه و يعافيه , لم يقل " و إذا أمرضني فهو يشفين " رعاية للأدب في مقام المدح و الثناء و التذكير بالنعم .
- آية 89 " إلا من أتى الله بقلب سليم " قال مجاهد : سليم من الشك في الحق ,و قال قتادة : سليم من الشرك .
- آية 95 " وجنود إبليس أجمعون " المراد أتباعه قاطبة من الجن و الإنس .
- آية 99 " وما أضلنا إلا المجرمون " وما أضلنا عن الحق إلا إبليس , و ابن آدم الذي سن القتل -قصره الطبري على هذا - و لا شك ( و الكلام للمحقق ) أن الآية تشمل كل مجرم يمنع من فعل الخيرو يشجع الشر و ينشره و ييسر سبله في الأرض .
- آية 105 " كذبت قوم نوح المرسلين " هذه القصة الثالثة من قصص الأنبياء و إنما قال المرسلين بالجمع لأن من كذب رسولا فقد كذب جميع الرسل .
- آية 116 " قالوا لئن لم تنته لنرجمنك " الإمام ابن جرير يفسر الرجم دائما بالشتم , لا الرجم بالحجارة , و الصحيح قول المفسرين أن المراد به الرجم بالحجارة فهو تهديد له بالقتل .
- آية 153 " قالوا إنما أنت من المسحرين " أي إنما أنت من المخلوقين الذين يعللون بالطعام و الشراب مثلنا و هذا ما قاله وفسره الطبري ,و الراجح أن المعنى المسحورين الذين سُحروا حتى غلب على عقولهم ,و المسحَّر مبالغة من المسحور .
- آية 225 " ألم تر أنهم في كل واد يهيمون " ألم تر أن الشعراء يذهبون في كل واد كالهائم على وجهه على غير قصد, فيمدحون بالباطل قوما و يهجون آخرين بالكذب و الزور و أكثر قولهم كذب وباطل إلا الذين آمنوا أي إلا شعراء رسول الله صلى الله عليه و سلم و من كان بالصفة التي وصفه الله بها من الإيمان و العمل الصالح , وهم يذكرون الله كثيرا في كل أحوالهم و هم من انتصروا بشعرهم ممن هجاهم من شعراء المشركين , و ذهب بعض المفسرين - الكلام للمحقق - أن هذا الذم في شعراء المشركين و الصحيح أنه عام في جميع الشعراء بدليل الاستثناء " إلا الذين آمنوا " .
س :
- آية 49 " لأقطعن أيديكم و أرجلكم من خلاف " اليد اليمنى و الرجل اليسرى كما يفعل بالمفسد في الأرض .
- آية 155 "لها شرب ولكم شرب يوم معلوم " أي تشرب ماء البئر يوما و أنتم تشربون لبنها ثم تصدر عنكم اليوم الآخر و تشربون أنتم ماء البئر .
ك :
- سورة الشعراء مكية إلا الآية 197 ثم من الآية 224 إلى آخر السورة فمدنية , نزلت بعد الواقعة , ووقع في تفسير مالك المروي عنه تسميتها سورة الجامعة .
- آية 153 " قالوا إنما أنت من المسحرين " أي المسحورين لا عقل لك .
- آية 176 " كذب أصحاب لئيكة المرسلين " أصحاب الأيكة هم أهل مدين على الصحيح و كان نبي الله شعيب من أنفسهم و الأيكة شجرة , وقيل شجر ملتف كالغيظة كانوا يعبدونها فأمرهم شعيب بترك عبادتها و عبادة الواحد الأحد .
-آية 197 " أن يعلمه علماء بني إسرائيل " أي أو ليس يكفيهم من الشاهد الصادق على ذلك أن علماء بني إسرائيل يجدون ذكر هذا القرآن في كتبهم التي يدرسونها , و المراد العدول منهم الذين يعترفون بما في أيديهم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم و مبعثه و أمته كعبدالله بن سلام و غيره .
- آية 225 " ألم تر أنهم في كل واد يهيمون " اختلف العلماء رحمهم الله فيما إذا اعترف الشاعر في شعره بما يوجب عليه حدا هل يقام عليه بهذا الاعتراف أم لا ..لأنهم يقولون مالايفعلون ؟ على قولين و الأصح أنه لا يقام عليه الحد إلا إذا قارف فعلا يوجب حدا .
- آية 227 " وانتصروا من بعد ما ظلموا " قال ابن عباس : يردون على الكفار الذين كانوا يهجون به المؤمنين و كذا قال مجاهد و قتادة . و هذا كما ثبت في الصحيح ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان : اهجهم - أو قال - هاجهم و جبريل معك ) .
ق :
- آية 13 " ولا ينطلق لساني " في المحاجة على ما أحب و كان في لسانه عقدة على ما تقدم في طه .
- آية 14 " ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون " الذنب هنا قتل القبطي , وخاف موسى أن يقتلوه به , ودل هذا على أن الخوف قد يصحب الأنبياء و الفضلاء و الأولياء مع معرفتهم بالله و أن لا فاعل إلا هو , إذ قد يسلط من شاء على من شاء .
- آية 19 " قال فعلتك فعلتك التي فعلت و أنت من الكافرين " قال الضحاك : أي في قتلك القبطي إذ هو نفس لا يحل قتله . و قيل : أي بنعمتي التي كانت لنا عليك من التربية و الإحسان إليك , قاله ابن زيد. و قال الحسن : من الكافرين أني إلهك . وقال السدي : من الكافرين بالله لأنك كنت معنا على ديننا هذا الذي تعيبه . وكان بين خروج موسى عليه السلام حين قتل القبطي و بين رجوعه نبيا أحد عشر عاما غير أشهر .
- آية 56 " و إنا لجميع حذرون " أي مجتمع مستعد أخذنا حذرنا و أسلحتنا . وقرىء " حاذرون " ومعناه معنى حذرون أي فرقون خائفون .
و قال عبدالله بن مسعود " حاذرون " مؤدون في السلاح و الكراع مقوون .
- آية 57 " فأخرجناهم من جنات و عيون " أي من أرض مصر .
- آية 60 " فأتبعوهم مشرقين " أي فتبع فرعون وقومه بني إسرائيل . قال السدي: حين أشرقت الشمس بالشعاع و اختلف في تأخير فرعون وقومه عن موسى و بني إسرائيل على قولين , أحدهما لاشتغالهم - أي فرعون وقومه - بدفن أبكارهم في تلك الليلة لأن الوباء في تلك الليلة وقع فيهم , فقوله " مشرقين : حال لقوم فرعون .
الثاني : إن سحابة أظلتهم و ظلمة فقالوا : نحن بعد في الليل فما تقشعت عنهم حتى أصبحوا . وقال أبو عبيدة معنى " فأتبعوهم مشرقين " أي ناحية المشرق .
- آية 84 " و اجعل لي لسان صدق في الآخرين " قال ابن عباس : هو اجتماع الأمم عليه , و قال مجاهد : هو الثناء الحسن , و قال ابن عطية : الثناء و خلد المكانة بإجماع المفسرين .و قيل معناه سؤاله أن يكون من ذريته في آخر الزمان من يوم بالحق فأجيب الدعوة في النبي محمدصلى الله عليه وسلم .
- آية 100- 101 " فما لنا من شافعين و لا صديق حميم " قال الزمخشري :و جمع الشافع لكثرة الشافعين ووحد الصديق لقلته .
- آية 123 " كذبت عاد المرسلين " التأنيث بمعنى القبيلة و الجماعة .
- آية 129 " وتتخذون مصانع " أي منازل , قاله الكلبي . و قيل حصونا مشيدة , قاله ابن عباس و مجاهد .قال الجوهري : المصنعة كالحوض يجتمع فيها ماء المطر و كذلك المصنُعة بضم النون . والمصانع الحصون و قال أبو عبيدة : يقال لكل بناء مصنعة . حكاه المهدوي , وقال عبدالرزاق : المصانع عندنا بلغة اليمن القصور العادية .
- آية 177 " إذ قال لهم شعيب ألا تتقون " و لم يقل أخوهم شعيب , لأنه لم يكن أخا لأصحاب الأيكة في النسب , فلما ذكر مدين في الأعراف قال " أخوهم شعيبا " لأنه كان منهم . قال ابن زيد : أرسل الله شعيبا رسولا إلى قومه أهل مدين و إلى أهل البادية و هم أصحاب الأيكة , و قاله قتادة .
- آية 221 " هل أنبئكم على من تنزل الشياطين " إنما قال "تنزل" لأنها أكثر ما تكون في الهواء و أنها تمر في الريح .
- آية 224 " و الشعراء يتبعهم الغاوون " الشعراء جمع شاعر مثل جاهل و جهلاء , قال ابن عباس : هم الكفار يتبعهم ضلال الجن و الإنس . وقيل " الغاوون " الزائلون عن الحق .
- الشعر المذموم الذي لا يحل سماعه و صاحبه ملوم فهو المتكلم بالباطل حتى يفضلوا أجبن الناس على عنترة و أشحهم على حاتم و يبهتوا البريء و يفسقوا التقي .
- آية 226 " و أنهم يقولون مالا يفعلون " يقول : أكثرهم يكذبون أي يدلون بكلامهم على الكرم و الخير لا يفعلونه .
- آية 227 " و انتصروا من بعد ما ظلموا " و إنما يكون الانتصار بالحق و بما حده الله عز و جل فإن تجاوز ذلك فقد انتصر بالباطل .
تم بحمد الله و الموعد القادم مع سورة النمل إن شاء الله .
11:16:00 ص |
Category:
موائد رمضان
|
0
التعليقات
Comments (0)