الحمد لله واسع الفضل و المنة و الصلاة و السلام على محمد نبي الأمة و آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين و بعد ..
نقف اليوم مع فوائد من سورة النمل , وهي سورة مكية و آياتها 93 و في رواية 94 , ترتيبها في المصحف 27 , نزلت بعد سورة الشعراء
ن : لا يوجد
ط :
- آية 12 " و أدخل يدك في جيبك "  و أدخل كفك في جيبك , الجيبُ : فتحة الثوب التي يدخل منها الرأس , و ليس الجيب المعروف في الاصطلاح . 
- آية 12 " في تسع آيات "  الآيات التسع يراد بها : اليد , و العصا , و الطوفان , و الجراد , و القمل , و الضفادع , و الدم , و الطمس على الأموال , و الحجر الذي كان يضرب عليه موسى , و هي التي ذكرت في سورة الأعراف .
- آية 25 " ألا يسجدوا لله " زين لهم الشيطان أعمالهم ؛ لئلا يسجدوا لله , هكذا فسره الطبري , و قيل : إن " لا " مزيدةٌ و التقدير : فهم لا يهتدون إلى أن يسجدوا لله , و قيل : المعنى أَلا يا هؤلاء فاسجدوا .
- آية 38 " قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها " قال الطبري : السبب الذي من أجله أمر سليمان بإحضار عرش هذه المرأة , دون سائر ملكها ؛ ليجعل ذلك حجة عليها في نبوته , و يعرفها بذلك قدرة الله , و عظيم شأنه .
- آية 40 " قال الذي عنده علم من الكتاب " هذا الرجل من الأولياء الصالحين , و اسمه " آصف بن برخيا " و كان يعلم اسم الله الأعظم , الذي إذا دُعي به أجاب  و هو قول مجاهد . 
- آية 42 " فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو " لم تقل : نعم هو , أو ليس هو , و إنما قالت "  كأنه هو " و هذا غاية في الذكاء و الحزم , حيث شبهته به و لم تجزم بنفي أو إثبات .
- آية 59 " و سلام على عباده الذين اصطفى " رجح الطبري أن المراد ب" الذين اصطفى " أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم ، و رجح غيره أن المراد به الرسل ؛ أي و سلام على عباده المرسلين الذين اصطفاهم لرسالته . 
- آية 60 " بل هم قوم يعدلون " بل هؤلاء المشركون قوم ضلَّال ,يعدلون عن الحقِّ على عمدٍ منهم .
س : لا يوجد 
ك : لا يوجد 
ق : سورة النمل مكية كلها في قول الجميع , و هي ثلاث و تسعون آية . و قيل : أربع و تسعون آية .
- آية 11 " إلا من ظلم " قيل : أنه استثناء من محذوف ؛ و المعنى : إني لا يخاف لديّ المرسلون و إنما يخاف غيرهم ممن ظلم . 
- آية 16 " و ورث سليمان داود " قال الكلبي : كان لداود صلى الله عليه و سلم تسعة عشر ولدًا فورث سليمان من بينهم نبوّته و ملكه , و لو كان وراثة مال لكان جميع أولاده فيه سواء ؛ و قاله ابن العربي . 
- آية  18 " حتى إذا أتوا على واد النمل " قال قتادة : ذكر لنا أنه واد بأرض الشام . و قال كعب : هو بالطائف . 
- آية 20 " و تفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين " في هذه الآية دليل على تفقد الإمام أحوال رعيته ؛ و المحافظة عليهم .
- آية 21 " لأعذبنهم عذابًا شديدًا أو لأذبحنه " دليل على أن الحدّ على قدر الذنب لا على قدر الجسد , أما أنه يرفق بالمحدود في الزمان و الصفة .
- آية 22 " فقال أحطت بما لم تحط به " أي علمت ما لم تعلمه من الأمر فكان في هذا ردّ على من قال : إن الأنبياء تعلم الغيب . و في الآية دليل على أن الصغير يقول للكبير و المتعلم للعالم عندي ما ليس عندك إذا تحقّق ذلك و تيقنه . 
- آية 27 " أصدقت أم كنت من الكاذبين " دليل على أن الإمام يجب عليه أن يقبل عذر رعيته , و يدرأ العقوبة عنهم في ظاهر أحوالهم بباطن أعذارهم ؛ لأن سليمان لم يعاقب الهدهد حين اعتذر إليه . 
- آية 28 " اذهب بكتابي هذه فألقه إليكم "  في هذه الآية دليل على إرسال الكتب إلى المشركين و تبليغهم الدعوة , و دعائهم إلى الإسلام . 
- آية 32 " قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري " في هذه الآية دليل على صحة المشاورة . 
- آية 35 " و إني مرسلة إليهم بهدية " كان النبي صلى الله عليه و سلم يقبل الهدية و يثبت عليها و لا يقبل الصدقة , و كذلك كان سليمان عليه السلام  و سائر الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين . 
- آية 41 " قال نكروا لها عرشها " أي غيِّروه . قيل : جعل أعلاه أسفله , و أسفله أعلاه . قال الفرّاء و غيره : إنما أمر بتنكيره لأن الشياطين قالوا له : إن في عقلها شيئًا  فأراد أن يمتحنها . 
- آية 42 " فلما جاءت " يريد بلقيس , " قيل " لها , " أهكذا عرشك قالت كأنه هو " شبهته به لأنها خلفته تحت الأغلاق , فلم تقرّ بذلك و لم تنكر , فعلم سليمان كمال عقلها . 
- آية 62 " أمن يجيب المضطر إذا دعاه "
(1) قال ابن عباس : هو ذو الضرورة المجهود . و قال السديّ : الذي لا حول له و لا قوّة . و قال ذو النون : هو الذي قطع العلائق عما دون الله .
(2) في مسند أبي داود الطيالسي عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في دعاء المضطر :
 " اللهم رحمتك أرجو فلا تَكِلْنِي إلى نفسي طَرْفة عين و أصلح لي شأني كلَّه لا إله إلا أنت ". 
(3) ضمن الله تعالى إجابة المضطر إذا دعاه , و أخبر بذلك عن نفسه ؛ و السبب في ذلك أن الضرورة إليه باللجاء ينشأ عن الإخلاص , و قطع القلب عما سواه ؛ و للإخلاص عنده سبحانه موقع و ذمّة , وجد من مؤمن أو كافر , طائر أو فاجر .
تمت بحمد الله و موعدنا القادم مع سورة القصص إن شاء الله .

Comments (0)