الحمد لله ربي أحمده حمد الشاكرين و أصلي و أسلم على نبيه وخير خلقه محمد و على آله وصحبه أجمعين , نكمل وقفاتنا و مع سورة من المثاني ترتيبها التاسع و العشرون , هي سورة العنكبوت السورة التي تحدثت عن ضعف ووهن بيت العنكبوت و هو كمثل من يعبد غير الله أو يتخذ وليا من دون الله لذا فموضوع السورة هو العقيدة و التوحيد , و سميت بالعنكبوت لذكر ووصف بيت العنكبوت فيها , هي من السور المكية عدا بعض الآيات كما سيرد في التفصيل , نزلت بعد سورة الروم .
ن :
- قوله تعالى " ووصينا الإنسان بواليده حسنا " نزلت في سعد بن أبي وقاص و أمه , ذلك أنه لما أسلم قالت له أمه جمية : يا سعد بلغني أنك صبوت فوالله لا يظلني سقف بيت من الضح و الريح و لا آكل و لا أشرب حتى تكفر بمحمد و ترجع إلى ما كنت عليه , و كان أحب ولدها إليها , فأبى سعد فصبرت ثلاثة أيام لم تأكل و لم تشرب و لم تستظل بظل حتى خشي عليها فأتى سعد النبي صلى الله عليه وسلم و شكا ذلك إليه , فأنزل الله الآية .
- قوله تعالى " ومن الناس من يقول آمنا بالله " قال مجاهد : نزلت في أناس كانوا يؤمنون بألسنتهم فإذا أصابهم بلاء من الله ومصيبة في أنفسهم افتتنوا . و قال الضحاك : نزلت في أناس من المنافقين بمة كانوا يؤمنون فإذا أوذوا رجعوا إلى الشرك .
ط :
- آية11 " و ليعلمن الله الذين ءامنوا و ليعلمن المنافقين " و ليُعلمن الله أولياؤه من أهل الإيمان و أهل النفاق بالمحن و الابتلاء حتى يميزوا كل فريق عن الآخر , و نبه الطبري إلى أن معنى يعلم الله المؤمن و المنافق إنما هو إعلام المؤمنين و إطلاعهم على ذلك لا أنه يعلمهم بعد الابتلاء .
- آية 33 " وضاق بهم ذرعا " و لما جاءت الملائكة لوطا ساءه مجيء الملائكة ضيوفا عليه , و ضاق ذرعه بضيافتهم لما علم من خبث فعل قومه ,  و في الحاشية ورد أن معنى ضاق بهم ذرعا أي ضاق صدره من مجيئهم خوفا عليهم من الأخباث فقد جاءوه بصورة شباب مرد فظنهم من البشر .
- آية 38 " و كانوا مستبصرين " يحسبونهم على هدى وصواب .
- آية 45 " و لذكر الله أكبر " أي ذكر الله إياكم أفضل من ذكركم إياه , هكذا فسره الطبري و هو منقول عن ابن عباس فقد سأله رجل عن معى الآية فقال : ذكر الله العباد أكبر من ذكر العباد له .
س : لا يوجد 
ك :
- آية 45 " و لذكر الله أكبر " أي إن ما ذكرت الله به في الصلاة باخلاص و حضور نية و قصد يقابله من الله ذكر عبده في الملأ الأعلى كما قال الله " اذكروني أذكركم ".
آية 46 " و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " روى البخاري عن أبي هريرة قال "  وكان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرية و يفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تصدقوا أهل الكتاب و لا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا و أنزل إليكم و إلهنا و إلهكم واحد و نحن له مسلمون " .
ق :
- سورة العنكبوت مكية إلا الآية من 1- 11 فمدنية , و هي مكية في قول الحسن و هكرمة و عطاء و جابر . و مدنية كلها في أحد قولي ابن عباس و قتادة . و في القول الآخر لهما و هو قول يحي بن سلام أنها مكية إلا عشر آيات من أولها فإنها نزلت بالمدينة في شأن من كان من المسلمين بمكة . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : نزلت  بين مكة و المدينة و هي تسع وستون آية .
- آية 14 " و لقد أرسلنا نوحا " ذكر قصة نوح تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم , أي ابتلي النبيون قبلك بالكفار فصبروا , و خص نوحا بالذكر لأنه أول رسول أرسل إلى الأرض و قد امتلأت كفرا .
- آية 29 " وتأتون في ناديكم المنكر " قالت أم هانئ : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز و جل " وتأتون في ناديكم المنكر " قال ( كانوا يخذفون من يمر بهم و يسخرون منه فذلك المنكر الذي كانوا يأتونه ) أخرجه أبو داود في مسنده .
- آية 45 " و لذكر الله أكبر " أي ذكر الله لكم بالثواب و الثناء عليكم أكبر من ذكركم له في عبادتكم و صلواتكم ".
-آية 64 " و إن الدار الآخرة لهي الحيوان " أي دار الحياة الباقية التي لا تزول و لا موت فيها .
تم بحمد الله و الموعد القادم مع سورة الروم . 

Comments (0)