ككل عام ننتظره بالشوق ، تتحراه قلوبنا و تحن ذراتنا للسكون فيه و للفرح صغارا وكبارا . هذا الضيف القادم يحتاج منا أن نُحسن استقباله بتطهير و تنظيف و تجهيز و مائدة تعمر فيه ، لكن ياترى كيف سنتمكن من تحسين هذه الأمور جميعا ؟ إليكم طرقا خفيفة و غير متعبة ولا مكلفة ، و لكن هذه المرة سأجعلها كرسائل علّ وصولها يكون الأسرع .
- من حسن استقبال الضيف تطهير القلوب و التسامح مع كل من بيننا وبينه مخاصمة ، ثم تطهير العقول حتى تتجهز لاستقبال الضيف ، فلا تنهمكوا في تنظيف غبار بيوتكم تاركين ما علق بأرواحكم !
ب- النسبة للمائدة فلن تتكلفوا نقودا ولن ترتفع ميزانية شهركم القادم بسبب ما ظننتم أنه إكرام للضيف ، فضيفنا تعجبه موائد أخرى فاجعلوها له كل حين ، أكرموه بمائدة القرآن ، تفرغوا لفهمه ودراسته و اتركوا ما سواه ، لا يشغلنكم عن القرآن والذكر شاغل ، و لاتسمحوا لغيره من الملهيات الاجتماعية و لا التقنية ، و لتحذروا من أن تسلموا وقتكم كله وعقولكم للتلفاز و لا لمواقع التواصل فالضيف سيرحل ووحدكم من ستندمون .
- رسالة لربة المنزل :لست مضطرة عزيزتي لشراء كل المفرزنات والمعلبات و الحلويات فلست مقبلة على مجاعة ، كما أنك لست مضطرة لتقديم بوفيهات يومية و صنع قائمة عام لتتناولوها في ثلاثين يوما ! فارفقي بنفسك و اصنعي مايقيم صيامك و من تعولين و تفرغي للعبادة والصلاة والقرآن .
- رسالة للرجل :لا تكن قاسيا و تطلب المزيد من الأطعمة فمعدتك سيملؤها كأس ماء ! و امنح أسرتك وقتا للعبادة و شارك في صنع ما يسد جوعكم فأنت متعب و هم متعبون!
- من الجميل أن يتعلم الأبناء المساعدة في المنزل فيخف العمل على ربة الأسرة ، ثم من الجميل تعويدهم على الصدقات و توزيعها على المحتاجين ، و سيكون من الجيد أن تُطعم الأسرة المساكين أو تصنع طعاما لأسر محتاجة و توزعها قبل الإفطار بدل النوم و الارتماء في أحضان الهواتف .
- عليكم بزيادة الترابط والوصل و محو ندبات الوقت مع جيرانكم بإهدائهم من طعامكم ، كما يجب تقليص الزيارات المطولة و المكلفة و المضيعة للوقت و يكتفى بأقرب الرحم حتى يتسنى الوقت للعبادة ، و كأني بالبعض ممن يجهز قائمة زيارات و سهرات رمضانية حتى آخر ليلة فاستفيقوا .
- المحاولة قدر المستطاع التقليل من الخروج للأسواق فهي من ملهيات القلب وصوارفه و يا حبذا الانتهاء قبل رمضان من متطلباتكم .
- إذا كنتم في وظائف فضاعفوا جهدكم و إخلاصكم و لا تبرروا صعوبة مزاجكم بالصيام ! فوربي إنه لمدرسة و إنه لخير مربي و خير معلم فأصغوا لتفهموا درسه .
عليكم أن تستغلوا كل شهركم قدر استطاعتكم و لا يكن شهر حشو و بطن و غيبة و سوء خلق وظلم و تسكع و تضييع ، و لا يكن شهركم جوعا فتخيبوا .
- مارسوا رياضة قلوبكم فيه لتقوى ، و رياضة أبدانكم لتصحوا، و أروا الله من أعمالكم خيرا .
- في رمضان ستنكشف حقيقة عقولكم و أفكاركم و متطلباتكم فأنتم وحدكم من تديرون أنفسكم و الشيطان منكم برآء ، مقيد مُبعد ، فتغلبوا على شياطين أنفسكم . بلغنا الله و إياكم ما نرجوه ووفقنا لحسن استقبال الضيف و لإكرامه و جعلنا من المقبولين العتقاء الفرحين بالقبول قبل فرحهم بثوب عيد جديد ، و لتذكروا إخوانكم في كل أرض بخير ودعوة عند الفطر لكم ولهم وليتقبل الله .
*رمضان محطة تزود لا تفريغ عقول وجيوب ووقت
رغم أنف عبد دخل عليه رمضان فلم يغفر له .
7:21:00 م |
Category:
مقالاتي
|
0
التعليقات
Comments (0)