عرفته حبيبا وقريبا ..كان ابن عمي الذي ترابطت أنسجتنا منذ الطفولة وامتزجت بدماء قبيلتنا .

كبرنا وبلغنا الجمال وتزوجنا لنحقق قصة عشق بشهادة الجميع

اضطر للسفر بعيدا لطلب الرزق وحاول جاهدا معي أن أكون الرفيقة .

سعدت بخبر الحياة الجديدة التي سنحياها,لكن فرحتي اصدطمت بجدار عميق .

كان أبي متوفى ولم يكن لأمي سواي ,بكت وبكيت حينها بمرارة وقررتُ أن أبقى جوارها .

رفضتْ الانتقال معنا وتعالت صيحاتها تذكرني بالعمر الذي قضته من أجلي وتنازلها عن كل ملذات الحياة حتى أكبر , فهل يكون

الجزاء مني الرفض لها .

قررت أن أبقى وقرر حبيبي السفر

امتزجنا ثانية وبقوة خوف الفراق الذي لاح في الأفق

سافر وابتعد , لكن قلبه لم يبتعد , حاول معي أن ألحق به

مرت سنوات وسنوات وأمي ترفض ,بقيت عندها حبيسة حزني وحبي الموؤد .

أرسلت له طلقني ..آثرته أن يحيا سعيدا وقلت له تزوج

لكنه رفض وظل أعزبا من جديد هنا ..كانت الرسائل بيننا وكان الاتصال وكانت المحاولات ,لم أنجح في اقناع أمي,ولم ينجح في

العودة من جديد تزوجت لأني لم أجد من يكفلني بعد أن كبرت أمي

جن جنونه حينها وأصيب بالهذيان لكنه كان يردد اسمي دائما

احتضنته أخته وأسكنته معها ترعاه وتحيطه بحب أخوي جميل

لكنه الفراق والبعد فتت فؤداه وأصابه بالهم والعمى .

كانت أخباره تصل إلي فأبكي ولا أقدر على وصله من جديد

توفي زوجي وترملت بعد عمر طويل لم أنجب سوى فتاة .

ماتت أمي وبقيت وحيدة مع فتاتي أرعاها,كبرت فتاتي وهرمت

صعقت يوما بخبر وفاته ..بكيته بما لم يبكه حبيب لحبيبه .

صرت أحكي قصة حبي له وعشقه لي بجنون الهرم الذي صرته

اليوم أنا مقعدة لا أحرك سوى نصفي الأعلى

أجلس طوال وقتي أحدث به أسطورة الحب العذري

لأحفادي وكل من يزورني .

كنت أنا الجميلة التي شاخت ولم يشخ حبها ..

أنتظر الآن موتي حتى ألتقي به في عالم البرزخ.

" فالحب لا يموت "

Comments (2)

On 16 يوليو 2011 في 3:54 م , غير معرف يقول...

قصه رائعه ننتظر جديدك..

ام حامد,

 
On 17 يوليو 2011 في 9:50 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

مرحبا بك ام حامد
ان شاء الله لنا لقاء مع قصة اخرى