من منا لا يحتاجه ؟! ...

من منا لم يفلت منه ضبطه بعض الأوقات !؟

من منا من لم يفكر ماذا لو قلت كذا أو وضحت كذا ؟!

الحوار فن ...قدرة ...ابداع

مهارة اجتماعية انسانية تحمل الكثير في معطيات التعامل مع الآخرين , حيث يختلف الواحد عن الآخر في منطق التفكير والحديث

 وشرح الأمور وقبولها أو رفضها .

وهو مربط الفرس في موضوعي اليوم الذي أتحدث فيه عن الحوار أسلوبا وفنا وأسبابا ودوافع له وطريقة عرضه وكيفية اكتساب النقاط فيه.

يعاني الكثير من البشر من العقد النفسية والمشاكل التي تمنعهم من حل لغز الحوار فنراهم يقلبون الدائرة بالصراخ والهمجية

 أو التعدي والتطاول مبتعدين عن مادة الموضوع في المحاورة .

لذا فليس الكل ذا مهارة وابداع في هذا الفن .

"وجادلهم بالتي هي أحسن " ..آية عظيمة تضع أسس الجدال مع الغير والذين هم المشركون في الآية لكن التعميم فصل جميل يمكن

 تطبيقه على كل حوار مع أي كائن .

يحتاج الحوار الى خبرة مكتسبة نتيجة الإحتكاك بالنفوس المختلفة و يحتاج لحنكة عند فهم الأمر

فلماذا نحتاج أن نتحاور بهدوء ؟

إذا تم الأمر بسلاسة فسنصل للمطلوب و سندرك المأمول وسنبتعد عن خيط الفرقة .

بمحاولات كثيرة قد نخطئ في بعض أحيانها لكننا نخرج بجمال الفهم .

اليوم اتصل سعيد على صديقه محمد يسأل عن حاله ثم باغته بسؤال كأنه عقاب وبدأ بسيل الحمم عليه أنا أفضل منك لاني

اتصلت أين أنت يا قاطع لا تسال عني ما الذي أخرك وشغلك عني لينقلب الصديق رادا بجفاء هل اتصلت لتؤنب ام تسال

..وبدأ الشجار وانتهت المكالمة ببعد بين الصديقين أتلفته طريقة الحوار وبداية إدارة الكلام والخروج عن المطلوب عرضه .

أمر مهم عند الحوار وهو لماذا نحاور ..فقد يبدأ البعض في ذلك رغبة في تعجيز الطرف الآخر والوصول به لطريق مقفل.

بينما يكون البعض مخفيا رغبته في كشف سلبيات الطرف الآخر وهذا من سوء المحاور .

كما يرغب البعض في اظهار النجاح والتفوق على الخصم أو الطرف المحاور له ويرى في ذلك انتصارا لما يحسبها قوة .

عند الحوار نتجاذب أطراف الأمر المطلوب وبكل هدوء نضع نقاطنا على الحروف ساعيين في المرتبة الأولى إلى الوصول للغاية

 من فتح الحوار .

قول فرعون:  " ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" ..ما هو الا حوار تسلطي متكبر يغرض للعُجب بالنفس .

وهذا ما يخفى على كثير من المحاورين فيطغى الكبر وفرض الرأي وعدم المرونة لتقبل الرأي الآخر عليهم .

يكون بعض الحوار سطحيا بطلب صاحبه كلمني لا تلمس عمقي وهنا يرسل المحاور والمتلقي رسائل مشفرة لبعضهما

كما يكون بعضه إقصائيا فأنا أتحاور معك، وأنا موقن أنك خطأ.. ولكني أحاول إفهامك .. ولست مستعداً لأن تُفهِمني شيئاً لأنني أفهم كل شيء .

يكون الحوار كذلك علميا حين يتحاور المثقفون بعيداً عن واقع الحياة كالحوار الأكاديمي ورسائل المناقشات الفكرية ..

هل للحوار الايجابي محاور ...؟

حقيقة للحوار الإيجابي بعض الوقفات المهمة ليكون صحيحا وكما ذكرت يوفي بالغرض المطلوب بداية

فيجب أن يكون موضوعيا يهتم بالفكرة وليس الشخص حتى يتم الخروج من سيطرة العقد النفسية ان جاز لي تسميتها

ويجب ان يبحث الأحداث ولا يؤلها ويقدم حسن الظن ويترك مواطن الخلل ويرسم العدل والمساواة واحترام كل طرف للآخر حتى

 تنفتح مساحة الحوار الراقي بالمحبة ولا يصير الحوار شجارا ..

ويجب ان يكون له مرجعية حتى لا يتحول الى حوار سئ .

" قال الإمام الشافعي: " قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب

ودائما ..جادلهم بالتي هي أحسن ...ليبقى الحوار هدفا ناجحا ومغنما للطرفين

كونوا بخير ...ولنتذكر هذا الكلام عند كل حوار

بقلم قلب النسائم .

Comments (11)

On 5 يونيو 2011 في 7:29 ص , غير معرف يقول...

مقاله راءعه
أمس تشاجرت مع صديقه بسبب سوء فهم وسوء حووار
موضوع رأاااءع جدا سلمت أناملك

خوخه

 
On 5 يونيو 2011 في 7:37 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

أهلا خوخة ...
ليتك لم تفعليها وانتظرتي لربما حققت هدفا بعد قراءة الموضوع
كوني بخير وجددي الحوار معها بطريقة مختلفة
يجب ان نكسب الناس والاصدقاء ولا نفقدهم بسوء الحوار
نسائم العطر لروحك النقية هذا الصباح

 
On 5 يونيو 2011 في 10:37 ص , غير معرف يقول...

فعلا الحديث فن واسلوب
وطريقة حديث الشخص واسلوبه
هي مفتاح حب الناس او كرههم له
والحوار الهادف في طرح المشاكل والعتاب وخلافه
هي ما توصل الي نتيجة مرضية للجميع
دون مشادات والفاظ نابية وهدوء في التعامل مع المسائل الصعبة
مقالة مميزة شكرا لك
0اجمل نساء الدنيا )

 
On 5 يونيو 2011 في 1:00 م , فيروز على يقول...

موضوع مهم جدا
اكثر نقط الاختلاف فى الحوار هو
تقبل كلام اللاخر حتى لو اختلفت معه
فى بعض أراءة
هنا ينتهى الحوار بروح جميلة

 
On 5 يونيو 2011 في 1:07 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

أهلا بك أجمل النساء
وكلنا نتعلم ونجدد العهد بفنون الحياة السعيدة

 
On 5 يونيو 2011 في 1:10 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

سعيدة بالحضور الفيروزي هنا ..
كل المنى لقلبك
يجب ان يرقى الحوار بيننا حتى نفهم بعضنا البعض
مرحبا بك

 
On 5 يونيو 2011 في 9:27 م , غير معرف يقول...

اتفق معك مئة بالمئة بما طرحتية هنا
اعتقد ان فن الحوار فن يتقنة القلة وهم من يفكرون قبل ان ينطقون ...
لو علم كل الناس ان الكلمة قد تكون معول هدم .. سلاح ...يقتل ..يجرح ..يشقى..يؤلم
وفى نفس الوقت قد يكون معول يبناء دواء .. بلسم يشفى...يسعد ..يفرح ..يبنى
لفكروا مليون مرة قبل ان يقرور ايهم يختاروا
ايختاروا االبناء(بناء علاقات جميلة ) ..
ام يختاروامعول هدم (للعلاقات الانسانية )
تقبلى مرورى
taman

 
On 6 يونيو 2011 في 1:48 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

صديقة الحرف
ما أسعدني بتواجدك وجمال اضافتك
صعوبة الامر يكمن في السرعه في الرد وعدم التريث لكن التريث والتفكير قبل الاستعجال فن آخر
نتمنى لنا ولكم وللجميع حسن التعامل وادارة الجوار بطرق صحيحة دائما
شكرا لك بلا عدد

 
On 7 يونيو 2011 في 12:18 ص , غير معرف يقول...

الحقيقة نحن بحاجة شديدة للحوار في حياتنا الشخصية وعلى المستوى الدولي ايضاولكن اعتقد ان فن الحوار يرتقي بحسب ارتقاء الشخص واستفادته من تجارب الاخرين وغوصه في نفوس الاشخاص المحيطين به كما تفضلتي0000ماذا اقول غير انك نجمة في سماء الرقي والابداع0

 
On 7 يونيو 2011 في 2:50 ص , سامر القنطار يقول...

هل الاخت فاطمة البار تملك فن الحوار مع اشخاص تناقض افكارها وتطلعاتها...

هل فاطمة البار تملك فن الحوار وتناقش اشخاص لا يؤمنون بأي شيء هل تستطيع ان تتقبل هكذا اشخاص وافكار ...

اذكر ابيات شعر لآبي اسود الدؤلي

ابدأ بنفسك

 
On 7 يونيو 2011 في 5:29 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اعتقد اخ سامر ان فاطمة البار تجيد ما تقول
واراك قد جربت الامر وتم قبول و سماع افكارك
اما نقاش افكار من لا يؤمنون بشئ فلها حدود عندي
عندما تصل لنقطة مبهمة او تعدي واضح على مسلمات وعندما ينغلق الطريق بالتجاوزات الحاصلة في الحوار
ارى ان اهمية حواري انا تقف وقد يكون غيري اولى به واقدر ...
لا اخرج عن حدود انضباطي في حوار اي كان
هل فهمت اخ سامر ماذا اقصد
وتذكر كيف تم مجاراة افكارك بداية لكن نجاح الحوار يعتمد كثيرا على صدق المتحاورين