الحمد لله حمدا لا يبلغ منتهاه والصلاة والسلام على نبيه محمد خير من اختاره واصطفاه , بفضل الله ها نحن سويا نصل للجزء الثلاثين و نتناول هذا الدرس مع سوره من النبأ وحتى سورة الليل , وما وجدت فيه من فائدة مميزة كتبتها لكم و ما كانت واضحة تجازوتها دون ذكر اسم السورة كما كان عهدنا في الدروس السابقة فنبدأ باسم الله .
* ن : 
سورة عبس :
- قوله تعالى " لكلِّ امرئٍ منهم يومئذ شأن يُغنيه " حدثنا عائذ ابن شريح الكندي قال : سمعت أنس بن مالك قال : قالت عائشة للنبي صلى الله عليه و سلم : أنحشر عراة ؟ قال : نعم , قالت :واسوأتاه , فأنزل الله تعالى " لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه " . 
سورة التكوير : 
- قوله تعالى " وما تشاءون إلا أن يشاء الله ربُّ العالمين " عن سلمان بن موسى قال : لما أنزل الله عز وجل " لمن شاء منكم أن يستقيم " قال : ذلك إلينا إن شئنا استقمنا و إن لم نشأ لم نستقم ,فأنزل الله تعالى " وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ".
سورة المطففين : 
- قوله تعالى " ويل للمطففين " عن ابن عباس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا , فأنزل الله تعالى " ويل للمطففين " فأحسنوا الكيل بعد ذلك.
سورة الطارق :
- قوله تعالى " و السماء و الطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب " نزلت في أبي طالب , و ذلك أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم بخبز و لبن , فبينما هو جالس إذ انحطّ نجم فامتلأ ماء ثمّ نارا , ففزع أبو طالب و قال : أيّ شيء هذا ؟ فقال : هذا نجم رمي به و هو آية من آيات الله , فعجب أبو طالب , فأنزل الله تعالى هذه الآية. 
* ط :
سورة النبإ :
- قوله تعالى " لابثين فيها أحقابا " ( آية 23 ) ماكثين في جهنم دهورًا  لا تنقضي ؛ ليس المراد بالأحقاب هنا السنون المحدودة , و إنما يُراد بها الدوام و الخلود , بدليل التنكير في قوله " أحقابا " أي إلى غير نهاية ؛ و لهذا فسرها الطبري بقوله : دهورًا لا تنقضي , جمعًا بين النصوص الكريمة الدالة على الخلود الأبدي كما قال تعالى " خالدين فيها أبدا " و الله أعلم.
- قوله تعالى " و كأسًا دِهَاقًا " ( آية 34 ) المراد بالكأس الخمر أي كأسًا من الخمر ممتلئة صافية , و معنى الدِّهاق : الممتلئة.
سورة عبس : 
- قوله تعالى " عبس و تولى " ( آية 1 ) قبض وجهه كراهيةً و أعرض . انظر إلى روعة القرآن و تدبَّر دقته و حكمته , فلم يواجه الرسول صلى الله عليه و سلم بضمير الخطاب مباشرة فيقول :( عبست يا محمد في وجه الأعمى و توليت عنه ) و إنما أتى بضمير الغائب " عبس و تولى . أن جاءه الأعمى " إجلالا لمقامه الرفيع عند الله و تلطفًا به , و تعليمًا للأمة أن يخاطبوا الرسول عليه السلام بكل إجلال و احترام.
- قوله تعالى " و فاكهة و أبًّا " ( آية 31 ) الأبُّ : هو ما تأكله البهائم من العشب , قال ابن عباس : هو ما أنبتته الأرض مما تأكله البهائم و الدواب كالحشيش.
- قوله تعالى " فإذا جاءت الصاخَّة " ( آية 33 ) سميت صاخَّة لأنها تصخُّ الآذان حتى تكاد تصمُّها لشدتها , فهي صيحة رهيبة.
سورة التكوير :
- قوله تعالى " و الليل إذا عسعس " ( آية 17 ) أي أقبل و أدبر , و ذلك في مبدأ الليل و منتهاه فالعسعسة و العساس رقة الظلام , و ذلك في طرفي الليل.
سورة المطففين : 
- قوله تعالى " ويل للمطففين " ( آية 1 ) الوادي الذي يسيل من صديد أهل جهنم , للذين يُنقِصون الناس حقوقَهم , في مكاييلهم أو في موازينهم عن الواجب لهم.
سورة الانشقاق :
- قوله تعالى " فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا " ( آية 7-8 ) المراد بالحساب اليسير هو العرض , تُعرض على المؤمن أعماله يوم القيامة , فيقول الله تعالى له : فعلت يوم كذا , كذا وكذا , فيقول : نعم يارب , فيقول الله له : سترتها عليك في الدنيا و أنا أغفرها لك اليوم , وحين سمعت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من حُوسب عُذب " قالت : أوليس الله يقول " فسوف يحاسب حسابا يسيرا " فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما ذاك العرض و 
لكن من نُوقش الحساب عُذب " .
سورة الأعلى : 
- قوله تعالى " فجعله غثاء أحوى " ( آية5 ) فجعله جافا يابسا بعد أن كان أخضرا زاهيا .
سورة الغاشية :
- قوله تعالى " هل أتاك حديث الغاشية - حتى قوله ليس لهم طعام إلا من ضريع " ( الآيات من 1- 6 ) هل أتاك يا محمد قصة القيامة التي تغشى الناس بالبلاء والأهوال ؟ " وجوه يومئذ خاشعة " وجوه أهل الكفر يوم القيامة ذليلة , " عاملة ناصبة " عاملة في النار , ناصبة فيها - أي متعبة - بجرِّ الأغلال والسلاسل " تسقى من عين آنية " تُسقى من شراب عين بلغ غايته في شدة الحر " ليس لهم طعام إلا من ضريع " ليس لهؤلاء يوم القيامة طعام إلا ما يطعمونه من نبات الضريع و هو سم قاتل , قال ابن عباس : هو شجر من النار . وقال قتادة : هو شر الطعام و أبشعه و أخبثه .
- قوله تعالى " و نمارق مصفوفة " ( آية 15 ) ووسائد ومرافق بعضها بجنب بعض .
- قوله تعالى " وزرابي مبثوثة " ( آية 16 ) وفيها طنافس ذا خمل رقيق و بُسط كثيرة مفروشة .
سورة البلد  :
- قوله تعالى " لا أقسم بهذا البلد " ( آية 1 ) أي أُقسم بهذا البلد الحرام " مكة " , "و أنت حل بهذا البلد " ( آية 2 ) و أنت يا محمد حلال بمكة تصنع فيها ما تشاء من قتل و أسرِ من أردت قد أطلقنا لك ذلك , و قد ذُكر في حديث طويل عن البخاري قول النبي فيه " فهي حرام إلى أن تقوم الساعة لم تحل لأحد قبلي و لن تحل لأحد بعدي و لم تحل لي إلا ساعة من نهار " , وذهب بعض المفسرون أن المعنى أي مقيم بهذا البلد من حل بالمكان أي أقام فيه .
*س :
سورة عبس :
- قوله تعالى " ثم أماته فأقبره " ( آية 21 ) أي أكرمه بالدفن و لم يجعله كسائر الحيوانات التي تكون جيفها على وجه الأرض .
سورة التكوير :
- قوله تعالى " و إذا العشار عُطلت " ( آية 4) أي عطل الناس يومئذ نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون بها و يراعونها في جميع الأوقات فجاءهم ما يذهلهم عنها . فنبه بالعشار- وهي النوق التي تتبعها أولادها وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك عندهم - على ماهو في معناها من كل نفيس .
سورة الانشقاق : 
- قوله تعالى " والليل وماوسق " ( آية 17 ) أي احتوى عليه من حيوانات وغيرها .
- قوله تعالى " و القمر إذا اتسق " ( آية 18 ) أي امتلأ نورا بإبداره و ذلك أحسن ما يكون و أكثر منافع .
سورة الشمس : 
- قوله تعالى " وقد خاب من دساها " ( آية 10 ) أي أخفاها في مزابل المعاصي و أمات استعدادها للخير بالمداومة على اتباع طرق الشيطان وفعل الفجور .
* ك :
سورة النبأ :
 مكية و آياتها أربعون , نزلت بعد سورة المعارج .
- قوله تعالى " إن للمتقين مفازا " ( آية 31 ) قال ابن عباس : متنزها لأنه قال بعده " حدائق " أي البساتين .
سورة النازعات :
مكية و آياتها ست و أربعون , نزلت بعد سورة النبأ .
- قوله تعالى  " يوم ترجف الراجفة. تتبعها الرادفة " ( آية 6 - 7 ) قال ابن عباس : هما النفحتان الأولى و الثانية .
سورة عبس :
مكية و آياتها ثنتان و أربعون , نزلت بعد سورة النجم .
سورة التكوير :
مكية و آياتها تسع وعشرون و نزلت بعد سورة المسد .
- روى الإمام أحمد عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ " إذا الشمس كورت " و " إذا السماء انفطرت " و " إذا السماء انشقت " رواه الترمذي .
- قوله تعالى " و إذا النفوس زُوجت " ( آية 7 ) عن مجاهد : أن الأمثال من الناس جمع بينهم و اختاره ابن جرير و هو الصحيح و عن ابن عباس : أن الأرواح تُزوج الأجساد  .
سورة الانفطار :
مكية و آياتها تسع عشرة , نزلت بعد سورة النازعات .
سورة المطففين :
مكية و آياتها ست وثلاثون , نزلت بعد سورة  العنكبوت و إنها آخر سورة نزلت بمكة المكرمة .
سورة الانشقاق :
مكية و آياتها خمس وعشرون و نزلت بعد سورة الانفطار .
- قوله تعالى " و أذنت لربها و حُقت " آية ( 2 ) أي و حُق لها أن تطيع أمره لأنه العظيم .
سورة البروج :
مكية و آياتها ثنتان و عشرون , نزلت بعد سورة الشمس .
سورة الطارق :
مكية و آياتها سبع عشرة , نزلت بعد سورة البلد .
- قوله تعالى " و السماء ذات الرجع " ( آية 11 ) تمطر ثم تمطر فترجع رزق العباد كل عام و لولا ذلك لهلكوا و هلكت مواشيهم .
سورة الأعلى :
مكية و آياتها تسع عشرة , نزلت بعد سورة التكوير .
سورة الغاشية :
مكية و آياتها ست وعشرون , نزلت بعد سورة الذاريات .
سورة الفجر : 
مكية و آياتها ثلاثون , نزلت بعد سورة الليل .
سورة البلد :
مكية و آياتها عشرون , نزلت بعد سورة ق~ .
سورة الشمس :
مكية و آياتها خمس عشرة , نزلت بعد سورة القدر  .
سورة الليل : 
مكية و آياتها إحدى و عشرون , نزلت بعد سورة الأعلى .
* ق :
سورة النبأ :
- قوله تعالى " ألم نجعل الأرض مهادا " ( آية 6 ) دلهم على قدرته على البعث أي قدرتنا على إيجاد هذه الأمور أعظم من قدرتنا على الإعادة . و المهاد : الوطاء و الفراش .
- قوله تعالى " لابثين فيها أحقابا " ( آية 23 ) أي ماكثين في النار ما دامت الأحقاب و هي لا تنقطع فكلما مضى حُقب جاء حُقب . والحُقُب بضمتين : الدهر , والأحقاب الدهور . والحِقْبة بالكسر السنة و الجمع حِقَب .
سورة النازعات :
- قوله تعالى " والنازعات غرقا " ( آية 1 ) الملائكة التي تنزع أرواح الكفار , قاله علي رضي الله عنه وغيره .
- قوله تعالى " و الناشطات نشطا " ( آية 2 )  قال ابن عباس : يعني الملائكة تنشط نفس المؤمن فتقبضها كما يُنشط العقال من يد البعير إذا حُل عنه .
- قوله تعالى " والسابحات سبحا " ( آية 3 ) قال علي رضي الله عنه : هي الملائكة تسبح بأرواح المؤمنين .
- قوله تعالى " فالسابقات سبقا " ( آية 4 )  قال علي رضي الله عنه : هي الملائكة تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء عليهم السلام . و عن مجاهد و أبي روق : هي الملائكة سبقت ابن آدم بالخير و العمل الصالح . وقيل : تسبق بني آدم إلى العمل الصالح فتكتبه . و عن مجاهد أيضا :الموت يسبق الإنسان . وقال مقاتل : الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة . و قال ابن مسعود : هي أنفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها و قد عاينت السرور شوقا إلى لقاء الله تعالى ورحمته .
سورة التكوير :
- قوله تعالى " و إذا السماء كشطت " ( آية 11 ) الكشط : قلع عن شدة التزاق , فالسماء تُكشط كما يكشط الجلد عن الكبش و غيره .
- قوله تعالى " و لقد رآه بالأفق المبين " ( آية 23 ) أي رأى جبريل في صورته له ستمائة جناج .
- قوله تعالى " وما هو على الغيب بضنين " ( آية 24 ) قرئت بالظاء بظنين و هي قراءة ابن كثير وأبي عمرو و الكسائي أي بمُتهم و الظنة التهمة . وقرأ الباقون بضنين بالضاد أي ببخيل من ضنيت بالشيء أَضنّ ضِنّا .
سورة المطففين :
- عن ابن ابن عباس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم  المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا , فأنزل الله تعالى " ويل للمطففين " فأحسنوا الكيل بعد ذلك .
سورة الانشقاق :
- قوله تعالى " ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه " ( آية 6 ) المراد بالإنسان الجنس أي ياابن آدم .
- قوله تعالى " والقمر إذا اتسق " ( آية 18 ) أي تم واجتمع و استوى . قال الحسن : اتسق أي امتلأ و اجتمع . وقال ابن عباس : استوى , وقال قتادة : استدار , و قال الفراء : امتلاؤه واستواؤه ليالي البدر .
سورة البروج :
- قوله تعالى " قُتل أصحاب الأخدود . النار ذات الوقود .إذ هم عليها قعود " ( آية 4 - 6 ) قتل أي لُعن  . قال ابن عباس : كل شيء في القرآن " قُتل " فهو لُعن .
" إذ هم عليها قعود " أي الذين خددوا الأخاديد و قعدوا عليها يُلقون فيها المؤمنين و كانوا بنجران في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام .
سورة الفجر :
- قوله تعالى " و الليل إذا يسر " ( آية 4 ) قال عكرمة و الكلبي و مجاهد و محمد بن كعب في قوله " والليل " هي ليلة المزدلفة خاصة لاختصاصها باجتماع الناس فيها لطاعة الله . وقيل : ليلة القدر لسِراية الرحمة فيها واختصاصها بزيادة الثواب فيها و وقيل : إنه عموم الليل كله . ومعنى " يسري " أي يُسرى فيه .
سورة البلد :
- قوله تعالى " ثم كان من الذين آمنوا " ( آية 17 ) يعني أنه لا يقتحم العقبة من فك رقبة أو أطعم في يوم ذي مسغبة حتى م الذين آمنوا أي صدقوا فإن شرط قبول الطاعات الإيمان بالله .
تم بحمد الله و فضله و يبقى درسنا الأخير من سورة الضحى حتى سورة الناس نكمله إن شاء الله .
   

Comments (0)