الحمد لله الواحد الأحد , الفرد الصمد , الذي لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفوا أحد , و أصلي و أسلم على حبيبه محمد و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد ..
نكمل مع باقي السور المتممة للجزء التاسع والعشرين و الجُلُّ أحسبه يحفظها و عسى اليوم أن تكون الفوائد إضافة جيدة للجميع , بسم الله نبدأ ..
ن :
سورة المدثر :
- عن جابر قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي فنوديت فنظرت أمامي و خلفي وعن يميني و عن شمالي فلم أر أحدا ثم نوديت فرفعت رأسي فإذا هو على العرش في الهواء - يعني جبريل - فقلت دثروني دثروني , فصبوا عليّ ماء فأنزل الله الآيات .
- قوله تعالى " ذرني ومن خلقت وحيدا " قال مجاهد : إن الوليد بن المغيرة كان يغشى النبي صلى الله عليه وسلم و أبا بكر رضي الله عنه حتى حسبت قريش أنه يسلم , فقال أبو جهل : إن قريشا تزعم أنك إنما تأتي محمدا وابن أبي قحافة تصيب من طعامهما , فقال الوليد لقريش : إنكم ذوو أحساب و ذوو أحلام و إنكم تزعمون أن محمدا مجنون , وهل رأيتموه يتكهن قط ؟ قالوا : اللهم لا , قال : تزعمون أنه شاعر هل رأيتموه ينطق بشعر قط ؟ قالوا : لا , قال : فتزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من
الكذب ؟ قالوا : لا , قالت قريش للوليد : فما هو ؟ قال : ماهو إلا ساحر , وما بقوله بسحر , فذلك قول الله عنه " إنه فكر وقدر - إلى قوله - إن هذا إلا سحر يؤثر" .
سورة القيامة :
- قوله تعالى " أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه " نزلت في عمر بن أبي ربيعة و ذلك أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : حدثني عن يوم القيامة متى يكون و كيف أمرها و حالها ؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , فقال : لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك يا محمد و لم أومن به , أو يجمع الله هذه العظام ؟ فأنزل الله الآية .
سورة الإنسان :
- قوله تعالى " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا " قال ابن عباس : و ذلك أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نوبة أجّر نفسه يسقي نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح و قبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوا يقال له الخزيرة , فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا له الطعام , ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ثم عمل على الثلث الباقي , فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه و طووا يومهم ذلك فأنزلت فيه .
ط :
سورة المزمل :
- قوله تعالى " إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا " آية 5 , إنا يا محمد سنلقي عليك قولا ثقيل الحمل ثقيل العمل بحدوده وفرائضه .
- قوله تعالى " إن ناشئة الليل هي أشد وطئا " آية 6 , إن ساعات الليل و العبادة فيها أشد ثباتا من النهار و أثبت حفظا , قال قتادة : القيام بالليل أثبت في الخير .
- قوله تعالى " واهجرهم هجرا جميلا " آية 10 , كان هذا قبل الأمر بالقتال لأن المسلمين كانوا في مكة المكرمة قلة مستضعفين , فلما عز الإسلام و كثر أتباعه أمر المسلمون بقتالهم .
- قوله تعالى " وطعاما ذا غصة " آية 13 , قال ابن عباس : هو شوك يأخذ بالحلق يغص به آكله , فلا يدخل و لا يخرج .
سورة المدثر :
- قوله تعالى " وثيابك فطهر " آية 4 , و ثيابك فطهرها من النجاسة و هذا ما اختاره الطبري و هو الراجح من الأقوال و وقيل المراد بالآية طهِّر نفسك من الذنوب , فالثياب كناية عن النفس , يقال :فلان نقي الثياب أي نفسه زكية طاهرة و هذا القول مروي عن ابن عباس و عطاء و قتادة .
- قوله تعالى " ذرني ومن خلقت وحيدا " آية 11 , نزلت في الوليد بن المغيرة الذي كان من صناديد قريش و أغنيائها لقب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالساحر و أشاع ذلك بمكة بعد أن سمع القرآن و عرف أنه كلام الرحمن .
- قوله تعالى " فما تنفعهم شفاعة الشافعين " آية 48 , فما يشفع لهم أحد من أهل التوحيد فتنفعهم شفاعتهم , قال الطبري : وفي هذه الآية دلالة واضحة على أن الله تعالى مشفّع بعض خلقه في بعض .
سورة القيامة :
- قوله تعالى " لا تحرك به لسانك لتعجل به " آية 16 , قال ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة , فكان يحرك به لسانه و شفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه , فأنزل الله " لا تحرك به لسانك " فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق واستمع فإذا ذهب قرأه كما وعده الله .
سورة الإنسان :
- قوله تعالى " نحن خلقناهم وشددنا أسرهم " آية 28 , نحن خلقنا هؤلاء المشركين و شددنا خلقهم , المراد أحكمنا ربط مفاصلهم بالأعصاب و العروق , حتى كانوا أقوياء أشداء و أصل الأسر في اللغة : الشد و الربط ثم أطلق على الخلق , يقال : شد أسره أي أحسن خلقه و أحكم تكوينه .
سورة المرسلات :
- قوله تعالى " و المرسلات عرفا " آية 1 , أقسم الله بالرياح المرسلات يتبع بعضها بعضا وبكل ما يرسله الله من رياح و ملائكة و رسل .
- قوله تعالى " فالعاصفات عصفا " آية 2 , فالرياح الشديدات الهبوب السريعات الجري .
- قوله تعالى " و الناشرات نشرا " آية 3 , أقسم بالرياح التي تنشر السحاب , و بالمطر الذي ينشر الأرض , وبالملائكة التي تنشر الكتب .
- قوله تعالى " فالفارقات فرقا " آية 4 , الفاصلات التي تفصل بين الحق و الباطل مَلَكا كان أو قرآنا أو غير ذلك .
- قوله تعالى " فالملقيات ذكرا " آية 5 , الملائكة المبلغات وحي الله لرسله .
س :
سورة المزمل :
- قوله تعالى " أو زد عليه " آية 4 , أي على النصف فيكون نحو الثلثين .
- قوله تعالى " إن ناشئة الليل " آية 6 , أي الصلاة فيه - في الليل - بعد النوم أقرب لحصول مقصود القرآن .
سورة القيامة :
- قوله تعالى " لا أقسم بيوم القيامة " آية 1 , ليست " لا " ههنا نافية ولا زائدة و إنما أتى بها للاستفتاح والاهتمام بما بعدها .
- قوله تعالى " كلا لا وزر " آية 11 , أي لا ملجأ لأحد دون الله .
ك :
سورة المزمل :
- مكية و آياتها عشرون إلا الآيات 10-11-20 فمدنية نزلت بعد سورة القلم .
- قوله تعالى " إن لك في النهار سبحا طويلا " آية 7 , فراغا وبغية ومتقلبا وهذا حين كانت صلاة الليل فريضة ثم إن الله تبارك وتعالى منّ على عباده فخففها ووضعها .
سورة المدثر :
- مكية و آياتها ست وخمسون , نزلت بعد سورة المزمل .
سورة القيامة :
- مكية و آياتها أربعون , نزلت بعد سورة القارعة .
- قوله تعالى " ووجوه يومئذ باسرة " آية 24 , هذه وجوه الكفار تكون يوم القيامة باسرة أي كالحة عابسة .
سورة الإنسان :
مدنية و آياتها إحدى و ثلاثون , نزلت بعد سورة الرحمن .
- روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة " الم تنزيل " السجدة و " هل أتى على الإنسان " .
سورة المرسلات :
- مكية و آياتها خمسون إلا الآية 48 فمدنية , نزلت بعد سورة الهمزة .
ق :
سورة المزمل :
- قوله تعالى " إن ناشئة الليل " آية 6 , قال العلماء : ناشئة الليل أي أوقاته و ساعاته لأن أوقاته تنشأ أولا فأولا .
* وفيها :بين تعالى في هذه الآية فضل صلاة الليل على صلاة النهار و أن الاستكثار من صلاة الليل بالقراءة فيها ما أمكن , أعظم للأجر و أجلب للثواب
* وفيها : " أقوم قيلا " أي القراءة بالليل أقوم منها بالنهار أي أشد استقامة واستمرارا على الصواب , لأن الأصوات هادئة و الدنيا ساكنة فلا يضطرب على المصلي ما يقرؤه . قال قتادة ومجاهد : أي أصوب للقراءة و أثبت للقول , لأنه زمان التفهم .
- قوله تعالى " السماء منفطر به " آية 18 , أي متشققة لشدته و معنى " به " أي فيه , أي في ذلك اليوم لهوله .
سورة المدثر :
- قوله تعالى " فإذا نقر في الناقور " آية 8 , أي إذا نفخ في الصور .
- قوله تعالى " سأرهقه صعودا " آية 17 , الصعود : جبل من نار يتصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي كذلك فيه أبدا .
- قوله تعالى " فما تنفعهم شفاعة الشافعين " آية 48 , هذا دليل على صحة الشفاعة للمذنبين و ذلك أن قوما من أهل التوحيد عُذبوا بذنوبهم ثم شُفع فيهم فرحمهم الله بتوحيدهم و الشفاعة فأُخرجوا من النار و ليس للكفار شفيع يشفع فيهم .
سورة القيامة :
- قوله تعالى " وجوه يومئذ ناضرة .إلى ربها ناظرة " آية 22 - 23 , الأول من النّضرة التي هي الحسن و النعمة . و الثاني من النظر أي وجوه المؤمنين مشرقة حسنة ناعمة.
سورة الإنسان :
مكية في قول ابن عباس و مقاتل و الكلبي . وقال الجمهور : مدنية . وقيل : فيها مكي من قوله تعالى " إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا " 23 إلى آخر السورة و ما تقدمه فمدني .
- قوله تعالى " إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا " آية 10 ," عبوسا" من صفة اليوم , أي يوما تعبس فيه الوجوه من هوله وشدته .وقيل القمطرير الشديد , تقول العرب :يوم قمطرير و قُماطر و عصيب بمعنى .
- قوله تعالى " لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " آية 13 , أي لا يرون في الجنة حر كحر الشمس و لا " زمهريرا " أي ولا بردا مفرطا .
- قوله تعالى "إن هذه تذكرة " آية 29 , " هذه " أي السورة و " تذكرة " أي موعظة .
سورة المرسلات :
- قوله تعالى " ألم نجعل الأرض كفاتا " آية 25 , أي ضامة تضم الأحياء على ظهروها و الأموات في بطنها .
- قوله تعالى " كأنه جمالت صفر " آية 33 , كان ابن عباس يقول : الجمالات الصفر : حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال . ذكره البخاري وكان يقرؤها " جُمالات " بضم الجيم و كذلك قرأ مجاهد و حميد بضم الجيم وهي الحبال الغلاظ . وعن ابن عباس أيضا أنها قطع النحاس .وجُمالات بضم الجيم جمع جِماله بكسر الجيم موحدا .
قال الفراء : يجوز أن تكون الجِمالات جمع جِمال كما يقال : رجل ورجال و رجالات . و قيل شبهها بالجمالات لسرعة سيرها . و قيل لمتابعة بعضها بعضا .
تم بحمد الله وفضله و نكمل الدرس التالي مع الجزء الأخير و نتناول فيه السور من سورة النبأ حتى سورة الليل بعون الله وتوفيقه
4:17:00 ص |
Category:
موائد رمضان
|
0
التعليقات
Comments (0)