الحمد لله و كفى والصلاة والسلام عليه نبيه المصطفى , نكمل درسنا الثاني في موائد رمضان مع السور التالية ( الشورى - الزخرف - الدخان - الجاثية ) 
نبدأ بسم الله
سورة الشورى - سورة حمعسق~ - مكية إلا الآيات 23 , 24 , 25 ,27 فمدنية :
ن :
- قوله تعالى " و لو بسط الله الرزق لعباده لَبَغَوْا في الأرض " نزلت في قوم من أهل الصفة تمنوا سعة الدنيا و الغنى.
- قوله تعالى " وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا " و ذلك أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم : ألا تكلم الله و تنظر إليه إن كنت نبيًّا كما كلم الله موسى و نظر إليه ؟ فإنا لن نؤمن بك حتى تفعل ذلك , فقال : لم ينظر موسى إلى الله , و أنزلت الآية. 
ط :
- قوله تعالى " يَذْرَؤُكُمْ فيه " ( آية 11 ) يخلقكم فيما جعل لكم من أزواجكم , أي يخلقكم نسلا بعد نسل من الناس و الأنعام, و هو قول مجاهد.
- قوله تعالى " فإن يشإ الله يختم على قلبك " ( آية 24 ) يقول الله لنبيه صلى الله عليه و سلم : لو حدثت نفسك بالكذب على الله - كما يزعم المشركون - لختمت على قلبك فأنسيتك هذا القرآن , و سلبته من صدرك , و لكنك لم تكذب و لهذا أيدتك. 
- قوله تعالى " من بعد ما قنطوا " ( آية 28 ) من بعد ما يئسوا من نزوله و مجيئه.
- قوله تعالى " و من آياته الجوارِ في البحر كالأعلام " ( آية 32 ) السفن الجارية في البحر كالجبال.
- قوله تعالى " و الذين يجتنبون كبائر الإثم " ( آية 37 ) و الذين يجتنبون كبائر الذنوب و السيئات كالشرك بالله , و عقوق الوالدين , و قول الزور , و الفرار من الزحف.
 س : 
- قوله تعالى " ولا تتبع أهواءهم " ( آية 15 ) أي : أهواء المنحرفين عن الدين , و لم يقل " ولا تتبع دينهم " لأن حقيقة دينهم الذي شرعه الله لهم هو دين الرسل كلهم , ولكنهم لم يتبعوه.
ك : 
- قوله تعالى " و يعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص " ( آية 35 ) أي لا محيد لهم عن بأسنا و نقمتنا فإنهم مقهورون بقدرتنا.
ق : 
- قوله تعالى " حم . عسق " ( آية 1 , 2 ) قال عبد المؤمن : سألت الحسين ابن الفضل : لمَ قطع حم من عسق ولم تقطع كهيعص و ألمر و ألمص ؟ فقال لأن "حم . عسق" بين سور أولها حم فجرت مجرى نظائرها قبلها و بعدها , فكأن "حم" مبتدأ و "عسق" خبره. 
- قوله تعالى " و يستغفرون لمن في الأرض " ( آية 5 ) قال الماوردي : و في استغفارهم لهم قولان أحدهما من الذنوب و الخطايا وهو ظاهر قول مقاتل . الثاني أنه طلب الرزق لهم و السعة قاله الكلبي. عن أبي عثمان عن سلمان قال : إن العبد إذا كان يذكر الله في السراء فنزلت به الضراء قالت الملائكة صوت معروف من آدمي ضعيف كان يذكر الله تعالى في السراء
فنزلت به الضراء فيستغفرون له. فإذا كان لا يذكر الله في السراء فنزلت به الضراء قالت الملائكة صوت منكر من آدمي كان لا يذكر الله في السراء فنزلت به الضراء فلا يستغفرون الله له.
- قوله تعالى " الله الذي أنزل الكتاب بالحق و الميزان " ( آية 17 ) يعني القرآن و سائر الكتب المنزلة " بالحق " أي بالصدق و" الميزان " أي العدل قاله ابن عباس و أكثر المفسرين.
- قوله تعالى " أو يوبقهن بما كسبوا و يعف عن كثير " ( آية 34 ) أي و إن يشأ يجعل الرياح عواصف فيوبق السفن أي يغرقهن بذنوب أهلها و " يعف عن كثير " من أهلها فلا يغرقهم معها.حكاه الماوردي.
- قوله تعالى " و أمرهم شورى بينهم " ( آية 38 ) كانت الأنصار قبل قدوم النبي صلى الله عليه و سلم إليهم إذا أرادوا أمرا تشاوروا فيه ثم عملوا عليه فمدحهم الله تعالى به . قاله النقاش.
- قوله تعالى " أو يزوجهم ذكرانا و إناثا " ( آية 50 ) قال مجاهد : هو أن تلد المرأة غلاما ثم تلد جارية , ثم تلد غلاما ثم تلد جارية . و قال محمد ابن الحنفية : هو أن تلد توأما غلاما و جارية. قال القتبي : التزويج هاهنا هو الجمع بين البنين و البنات.   

سورة الزخرف 
 مكية بإجماع إلا الآية 54 فمدنية 
ن :
- قوله تعالى " و لمّا ضُرِبَ ابنُ مريم مثلا " عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لقريش : يا معشر قريش لا خير في أحد يعبد من دون الله , قالوا : أليس تزعم أن عيسى كان عبدا نبيا و عبدا صالحا , فإن كان كما تزعم فهو كآلهتهم , فأنزل الله تعالى " و لما ضرب ابن مريم مثلا ".  
ط :
- قوله تعالى " أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحًا أن كنتم قوما مسرفين " ( آية 5 ) أفنترككم - أيها المشركون - فلا نذكركم بعقابنا " أن كنتم قوما مسرفين " من أجل أنكم قوم مشركون ؟!
- قوله تعالى " وما كنا له مُقرِنين " ( آية 13 ) و ما كنا مطيقين لركوبه , قال ابن زيد : لولا الله ما قوينا عليها ولا أطقنا ركوبها. 
- قوله تعالى " ظل وجهه مسودًّا و هو كظيم " ( آية 17 ) ظل وجهه مسودا من سوء ما بُشر به , "و هو كظيم " و هو حزين.
- قوله تعالى " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " ( آية 67 ) الأصدقاء المتحابون على معاصي الله في الدنيا , يتبرأ بعضهم من بعض يوم القيامة , " إلا المتقين " إلا الذين كانوا تحابوا فيها على تقوى الله.  
س :
- قوله تعالى " و إنا إلى ربنا لمنقلبون " ( آية 14 ) أي : و إنا إلى خالقنا لراجعون بعد هذه الحياة ليحاسب كلا بما قدمت يداه , و فيه إيذان و إعلام بإن حق الراكب أن يتأمل فيما يلابسه من المسير , و يتذكر منه المسافرة العظمى التي هي الانقلاب و الرجوع إلى الله تعالى. 
- قوله تعالى " و أنتم فيها خالدون " ( آية 71 ) و هذا هو تمام نعيم أهل الجنة , وهو : الخلد الدائم فيها , الذي يتضمن دوام نعيمها و زيادته , و عدم انقطاعه.
ك :
- قوله تعالى " أفنضرب عنكم الذكر صفحًا أن كنتم قوما مسرفين " ( آية 5 ) الطف قول : أنه تعالى من لطفه و رحمته بخلقه لا يترك دعاءهم إلى الخير و إلى الذكر الحكيم و هو القرآن و إن كانوا مسرفين معرضين عنه , بل أمر به ليهتدي به من قدّر هدايته , و تقوم الحجة على من كتب شقاوته.
- قوله تعالى " فلما آسفونا " ( آية 55 ) معنى آسفونا أي أسخطونا. 
ق : 
- قوله تعالى " و كم أرسلنا من نبي في الأولين " ( آية 6 ) كم هنا خبرية و المراد بها التكثير و المعنى ما أكثر ما أرسلنا من الأنبياء. 
- قوله تعالى " وقالوا يا أيها الساحر "( آية 49 ) لما عاينوا العذاب قالوا يا أيها الساحر ، نادوه بما كانوا ينادونه به من قبل , ذلك على حسب عادتهم. و قيل كانوا يسمون العلماء سحرة فنادوه بذلك على سبيل التعظيم. قال ابن عباس : " يا أيها الساحر " يا أيها العالم . 
- قوله تعالى " و إنه لعلم للساعة فلا تمترن بها " ( آية 61 ) قال الحسن و قتادة و سعيد بن جبير : يريد القرآن ؛ لأنه يدل على قرب مجيء الساعة , أو به تعلم الساعة و أهوالها و أحوالها. و قال ابن عباس و مجاهد و الضحاك و السدي و قتادة أيضا : إنه خروج عيسى عليه السلام و ذلك من أعلام الساعة.
- قوله تعالى " و لما جاء عيسى بالبينات " ( آية 63 ) قال ابن عباس : يريد إحياء الموتى و إبراء الأسقام و خلق الطير و المائدة و غيرها , و الإخبار بكثير من الغيوب.

سورة الدخان :
ن :
- قوله تعالى " ذق إنك أنت العزيز الكريم " قال قتادة : نزلت في عدو الله أبي جهل ؛ و ذلك أنه قال : أيوعدني محمد والله لأنا أعزّ من بين جبليها , فأنزل الله تعالى هذه الآية. 
ط : 
- قوله تعالى " إنا أنزلناه في ليلة مباركة " ( آية 3 ) هي ليلة القدر. 
- قوله تعالى " فيها يُفْرَقُ كل أمر حكيم " ( آية 4 ) في هذه الليلة المباركة يُقضى و يُفَصَّل كل أمر محكم , أحكمه الله تعالى في تلك السنة. قال الحسن : في ليلة القدر يقضي الله كل أجل , و خَلْقٍ , و رزق إلى مثلها من العام المقبل. 
- قوله تعالى " ذُقْ إنك أنت العزيز الكريم " ( آية 49 ) نزلت في - أبي جهل - الذي كان يقول : إن محمدًا يتوعدني , و والله إني لأعزُّ من مشى بين جبليها , و إنما يقال له في الآخرة " ذق إنك أنت العزيز الكريم " على سبيل السخرية و الاستهزاء , فالأسلوب إذًا أسلوب سخرية و تهكم.  
س : لا يوجد
ك :
- قوله تعالى " فيها يفرق كل أمر حكيم " ( آية 4 ) أي في ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة , وما يكون فيها من الآجال و الأرزاق وما يكون فيها إلى آخرها.
- قوله تعالى " فما بكت عليهم السماء والأرض " ( آية 29 ) أي لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على فقدهم , ولا لهم في الأرض بقاع عبدوا الله فيها ففقدتهم , فلهذا استحقوا أن لا ينظروا ولا يؤخروا لكفرهم و إجرامهم و عتوهم و عنادهم. 
- قوله تعالى " يدعون فيها بكل فاكهة آمنين " ( آية 55 ) أي مهما طلبوا من أنواع الثمار أحضر , و هم آمنون من انقطاعه و امتناعه , بل يحضر إليهم كل ما أرادوا.     
ق :
مكية باتفاق إلا قوله تعالى " إنا كاشفو العذاب قليلا " ( آية 15 ) 
- قوله تعالى " فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين " ( آية 10 ) في الدخان ثلاثة أقوال : الأول أنه من أشراط الساعة لم يجيء بعد و أنه يمكث في الأرض أربعين يوما يملأ ما بين السماء و الأرض , فأما المؤمن فيصيبه مثل الزكام , و أما الكافر و الفاجر فيدخل في أنوفهم فيثقب مسامعهم و يضيق أنفاسهم و هو من آثار جهنم يوم القيامة. و ممن قال إن الدخان لم يأت بعد علي و ابن عباس و ابن عمر و أبو هريرة و زيد بن علي و الحسن و ابن أبي مليكة. القول الثاني أن الدخان هو ما أصاب قريشا من الجوع بدعاء النبي حتى كان الرجل يرى بين السماء و الأرض دخانا , قاله ابن مسعود.
قال و قد كشفه الله عنهم و لو كان يوم القيامه لم يكشفه عنهم. القول الثالث أنه يوم فتح مكة لما حجبت السماء الغبرة ؛ و قاله عبد الرحمن الأعرج.
- قوله تعالى " يغشى الناس " ( آية 11 ) في موضع الصفة للدخان , فإن كان قد مضى على ما قال ابن مسعود فهو خاص بالمشركين من أهل مكة , و إن كان من أشراط الساعة فهو عام على ما تقدم.
- قوله تعالى " و اترك البحر رهوا " ( آية 24 ) قال ابن عباس : رهوا أي طريقا ؛ و قاله الكعب و الحسن. 
- قوله تعالى " خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم " ( آية 47 ) فاعتلوه أي جروه و سوقوه . و العتل : أن تأخذ بتلابيب الرجل فتعتله أي تجره إليك لتذهب به إلى حبس أو بلية.
سورة الجاثية :
ن : 
- قوله تعالى " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله " قال ابن عباس في رواية عطاء : يريد عمر بن الخطاب خاصة , و أراد بالذين لا يرجون أيام الله عبد الله بن أبيّ.
ط :
- قوله تعالى " و ترى كُلَّ أمة جاثية " ( آية 28 ) و ترى أهل كل ملة و دين , مجتمعة مستوفزة على ركبها , من هول ذلك اليوم . قال ابن كثير : و هذا إذا جيء بجهنم , فإنها تزفر زفرة - أي تصيح صيحة - لا يبقى أحدٌ إلا جثا على ركبتيه.
- قوله تعالى " كل أمة تدعى إلى كتابها " ( آية 28 ) كل أهل ملة تدعى إلى كتابها , المراد به صحائف الأعمال التي سجلتها الملائكة على بني آدم. 
س : لا يوجد
ك : لا يوجد
ق :
 مكية كلها في قول الحسن و جابر و عكرمة . و قال ابن عباس و قتادة إلا آية " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله " ( آية 14 )
  تم بحمد الله و نكمل الدرس التالي مع السور التالية الأحقاف , محمد , الفتح , الحجرات .

Comments (0)