الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و آله وصحبه ومن تبعه ..
نكمل الدرس الثامن مع سور من الجزء ما قبل الأخير و نبدأ بسورة الملك إن شاء الله حتى سورة الجن .
ن :
سورة الملك :
- قوله تعالى " و أسرُّوا قولكم أو اجهروا به " قال ابن عباس : نزلت في المشركين كانوا ينالون من رسول الله صلى الله عليه و سلم , فخبره جبريل عليه السلام بما قالوا فيه و نالوا منه , فيقول بعضهم لبعض : أسرّوا قولكم لئلا يسمع إله محمد.
سورة القلم :
- قوله تعالى " و إنك لعلى خُلُقٍ عظيم " عن عائشة قالت : ما كان أحد أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه و سلم , ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال لبيك , و لذلك أنزل الله عزّ و جل " و إنك لعلى خلق عظيم ".
- قوله تعالى " و إن يكاد الذين كفروا " نزلت حين أراد الكفار أن يعينوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فيصيبوه بالعين , فنظر إليه قوم من قريش , فقالوا : ما رأينا مثله ولا مثل حججه , و كانت العين في بني أسد , حتى إن كانت الناقة السمينة و البقرة السمينة تمرّ بأحدهم فيعينها ثم يقول : يا جارية خذي المكتل و الدرهم فأتينا بلحم من لحم هذه , فما تبرح حتى تقع بالموت فتنحر.
سورة الحاقة :
- قوله تعالى " و تَعِيَها أذنٌ واعية " أخبرنا عبد الله بن الزبير قال : سمعت صالح بن هشيم يقول : سمعت بُريدة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعليّ : إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك , و أن أعلمك و تعي , و حقٌّ على الله أن تعي , فنزلت " و تعيها أذن واعية ".
سورة المعارج :
- قوله تعالى " سأل سائل بعذاب واقع " نزلت في النضر بن الحارث حين قال - اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك - الآية , فدعا على نفسه و سأل العذاب , فنزل به ما سأل يوم بدر فقتل صبرا , و نزل فيه " سأل سائل بعذاب واقع ".
* ط :
سورة الملك :
- قوله تعالى " فارجع البصر هل ترى من فطور " ( آية 3 ) فردِّدِ البصر في السموات , هل ترى فيها من صدوع ؟
سورة القلم :
- قوله تعالى " ن~ و القلم وما يسطرون " ( آية 1 ) الراجح أن هذا من الحروف المقطعة للتنبيه على إعجاز القرآن , و قيل : هو اسم للدواة التي يوضع فيها الحبر , و قيل : هو اسم للسورة و قيل غير ذلك و الله أعلم.
- قوله تعالى " همّاز مشّاءٍ بنميم " ( آية 11 ) مغتاب للناس يأكل لحومهم , مشاءٍ بنقل حديث الناس , ينقل حديث بعضهم إلى بعض.
- قوله تعالى " عُتُلٍّ بعد ذلك زنيم " ( آية 13 ) " عتل " جاف شديد في فكره , " بعد ذلك زنيم " و هو مع ذلك دعيٌّ ملصقٌ بالقوم و ليس منهم.
- قوله تعالى " سَنَسِمُهُ على الخرطوم " ( آية 16 ) سنبين أمره بيانًا واضحًا حتى يعرفه الناس , و سنخطمه بالسيف فنجعل ذلك علامة باقيةً فيه ما عاش . قال ابن عباس : و قد خطم يوم بدر بالسيف , نزلت هذه الآيات في - الوليد بن المغيرة - و قيل في الأخنس بن شريق , و قد ألحق به القرآن ذلا و عارًا لا يفارقه أبدا.
- قوله تعالى " و غَدَوْا على حردٍ قادرين " ( آية 25 ) و مضوا على أمرٍ قد قصدوه و اعتمدوه.
- قوله تعالى " ولا تكن كصاحب الحوت " ( آية 48 ) ولا تكن كنبي الله - يونس بن متى - عليه السلام الذي حبسه الحوت في بطنه.
سورة الحاقة :
- قوله تعالى " الحاقة " ( آية 1 ) الساعة " الحاقة " التي تحقُّ فيها الأمور , قال ابن عباس : الحاقة : من أسماء يوم القيامة , عظَّمها الله و حذَّرها عباده.
- قوله تعالى " فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية " ( آية 5 ) قال قتادة : هي الصيحة التي خرجت عن حدِّ كل صيحة , و لهذا سُمِّيت بالطاغية.
- قوله تعالى " و المؤتفكات " ( آية 9 ) و القرى التي انقلبت بأهلها , فصار عاليها سافلها , و هم قوم لوط.
- قوله تعالى " فأخذهم أخذة رابية " ( آية 10 ) فأخذهم ربهم أخذة شديدة زائدة في الشدة.
- قوله تعالى " و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " ( آية 17 ) و يحمل عرش الرحمن فوقهم يومئذ ثمانية من الملائكة , قيل : إنهم ثمانية من الملائكة يحملون العرش ؛ و هو قول ابن زيد.
و قيل : ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهن إلا الله ؛ و هو قول ابن عباس. و لم يذكر الإمام الطبري ترجيحًا لأحد القولين , و الأظهر أنهم ثمانية أملاك لأنه لو كان المراد بها الكثرة لقال ثمانية صفوف.
- قوله تعالى " ثم لقطعنا منه الوتين " ( آية 46 ) ثم لقطعنا منه نياط القلب , الوتين : عرق يتعلق به القلب إذا انقطع مات صاحبه , و الغرض من الآية أنه تعالى يعاجله بالعقوبة ولا يمهله.
سورة المعارج :
- قوله تعالى " سأل سائل بعذاب واقع " ( آية 1 ) سأل سائل من الكفار عن عذاب الله بمن هو واقع ؟ , السائل هو - النضر بن الحارث - من صناديد قريش و طواغيتها , لما خوَّفهم رسول الله من عذاب الله سأل نزول العذاب استهزاءً فنزلت الآية.
- قوله تعالى " إنهم يرونه بعيدا " ( آية 6 ) إنما أخبر جلَّ ثناؤه أنهم يرون ذلك بعيدا , لأنهم لا يصدقون به و ينكرون البعث بعد الموت , فقال إنهم يرونه غير واقع , و نحن نراه قريبا أي واقعا لأنه آتٍ لا محالة.
- قوله تعالى " يوم تكون السماء كالمُهل " ( آية 8 ) يوم تكون السماء كالنحاس المذاب.
- قوله تعالى " و تكون الجبال كالعِهن " ( آية 9 ) و تكون الجبال كالصوف المنفوش.
- قوله تعالى " ولا يسأل حميمٌ حميمًا " ( آية 10 ) ولا يسأل قريب قريبه عن شأنه , لشغله بشأن نفسه.
- قوله تعالى " و الذين في أموالهم حقٌّ معلوم " ( آية 24 ) و الذين في أموالهم حق معين , و هو الزكاة المفروضة ؛ هذا قول قتادة و اختاره الطبري , و قال ابن عباس : في المال حقٌّ سوى الصدقة , يصل بها رحمه , أو يقري بها ضيفًا , أو يعين بها محرومًا.
- قوله تعالى " كأنهم إلى نُصُبٍ يُوفِضُون " ( آية 43 ) كأنهم إلى عَلَمٍ قد نُصب لهم يستبقون , أي كأنهم يسعون إلى أصنامهم و آلهتهم التي كانوا يعبدونها و يتسابقون نحوها في الدنيا , و في هذا التشبيه تهكم بهم و تعريض بسخافة عقولهم , إذ عبدوا ما لا يستحق العبادة , و تركوا عبادة الواحد الأحد.
سورة نوح :
لا يوجد.
سورة الجن :
- قوله تعالى " و أنه تعالى جدُّ ربِّنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا " ( آية 3 ) و أنه تعالت عظمة ربنا , و قدرته و سلطانه , أن يكون له صاحبة - زوجة - أو يتخذ ولدًا ؛ لأن الصاحبة و الولد إنما تكون من الضعيف العاجز , الذي يحتاج لقضاء الشهوة إلى الوقاع , و ربنا منزَّه عن ذلك.
- قوله تعالى " و أنه كان يقول سفيهنا على الله شططا " ( آية 4 ) و أنه كان سفيهنا - إبليس - يقول على الله قولا ظلما متعديا فيه.
- قوله تعالى " و أنَّا لا ندري أَشَرٌّ أُريدَ بمن في الأرض " ( آية 10 ) و أنَّا لا ندري أعذابًا أراد الله أن ينزله بأهل الأرض , بمنعه إيانا السمع من السماء.
- قوله تعالى " و أمَّا القاسطون فكانوا لجهنم حطبا " ( آية 15 ) و أما الجائرون عن الإسلام الظالمون , فكانوا حطبًا تُوقد بهم جهنم ؛ قال في صفوة التفاسير ( و إلى هنا انتهى كلام الجن على قول الجمهور , و أن الكلام بعده من كلام الله تعالى الذي أوحاه لرسوله لا من كلام الجن ).
- قوله تعالى " و أنَّه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لِبَدًا " ( آية 19 ) و أنه لما قام محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : - لا إله إلا الله - كادت العرب تكون على محمد جميعا , في إطفاء نور الله.
- قوله تعالى " إلا من ارتضى من رسول " ( آية 27 ) إلا من ارتضى من رسول , فإنه يطلعه على ما شاء من الغيب ؛ هذه الآية الكريمة أصل في اختصاص الله تعالى بعلم الغيب , فإن الغيب لا يعلمه إلا الله , لا مَلَك , ولا نبيٌّ , ولا رسول يعلم الغيب , إلا إذا أطلعه الله على ذلك.
س :
سورة الجن :
في هذه السورة فوائد عديدة منها : وجود الجن , و أنهم مأمورون منهيون , و مجازون بأعمالهم , كما هو صريح في هذه السورة.
و منها : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مبعوث إلى الجن , كما هو مبعوث إلى الإنس.
و منها : ذكاء الجن , و معرفتهم بالحق , و أن الذي ساقهم إلى الإيمان هو ما تحققوه من هداية القرآن , و حسن أدبهم في خطابهم.
و منها : اعتناء الله برسوله , و حفظه لما جاء به.
و منها : شدة حرص الجن على استماعهم للرسول صلى الله عليه و سلم , و تراكمهم عليه.
و منها : أن هذه السورة قد اشتملت على الأمر بالتوحيد و النهي عن الشرك , و بينت حالة الخلق , و أن كل أحد منهم لا يستحق من العبادة مثقال ذرة.
و منها : أن علوم الغيوب قد انفرد الله بعلمها , فلا يعلمها أحد من الخلق , إلا من ارتضاه الله و اختصه بعلم شيء منها.
ك :
سورة الملك :
مكية و آياتها ثلاثون , نزلت بعد سورة الطور.
سورة القلم :
مكية و آياتها ثنتان و خمسون , إلا من الآية 17-22 و من الآية 48-50 فمدنية , نزلت بعد سورة العلق.
- قوله تعالى " و إن يكاد الذين كفروا لَيُزْلِقُونَكَ بأبصارهم " ( آية 51 ) عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( العين حقٌّ , و لو كان شيء سابق القدَر لسبقت العين و إذا استُغْسلْتُم فاغسلوا ).
سورة الحاقة :
مكية و آياتها ثنتان و خمسون , نزلت بعد سورة الملك.
- قوله تعالى " هاؤم اقرأوا كتابِيْه " ( آية 19 ) أي خذوا اقرأوا كتابيه لأنه يعلم أن فيه خيرا و حسناتٍ محضة ؛ لأنه ممَّن بدل الله سيئآته حسنات و معنى هاؤم , أي هاكم.
و في الصحيح حديث ابن عمر حين سئل عن النجوى فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( يدني الله العبدَ يوم القيامة فيقرره بذنوبه كلها حتى إذا رأى أنه قد هلك قال الله تعالى : إني سترتها عليك في الدنيا و أنا أغفرها لك اليوم , ثم يُعطى كتاب حسناته بيمينه. و أما الكافر و المنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربّهم ألا لعنة الله على الظالمين ).
سورة المعارج :
- قوله تعالى " فمالِ الذين كفروا قِبَلَكَ مُهْطِعِين " ( آية 36 ) أي نافرين منك منطلقين بسرعة.
سورة نوح :
مكية و آياتها ثمان و عشرون , نزلت بعد سورة النحل.
- قوله تعالى " مما خطيئاتهم أُغرقوا " ( آية 25 ) أي من إصرارهم على الكفر و مخالفة رسولهم.
سورة الجن :
مكية و آياتها ثمان و عشرون , نزلت بعد الأعراف.
ق :
سورة الملك :
مكية في قول الجميع تسمى سورة الواقية و المنجية , نزلت بعد سورة الطور و آياتها 30 .
- قوله تعالى " الذي خلق الموت و الحياة " آية( 2 ) قيل المعنى خلقكم للموت و الحياة يعني للموت في الدنيا و الحياة في الآخرة و قدم الموت على الحياة لأن الموت إلى القهر أقرب , و قيل قدمه لأنه أقدم الأشياء في الابتداء كانت في حكم الموت كالنطفة و التراب و نحوها .
* وفيه : قدم الموت على الحياة لأن أقوى الناس داعيا إلى العمل من نَصب موتع بين عينيه .
- قوله تعالى " ثم ارجع البصر كرتين " (آية 4 ) أي رجعتين و إنما أمر بالنظر مرتين لأن الإنسان إذا نظر في الشيء مرة لا يرى عيبه مالم ينظر إليه مرة أخرى .
- قوله تعالى " إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا و هي تفور " ( آية 7 ) سمعوا لها شهيقا أي صوتا . قال ابن عباس : الشهيق لجهنم عند إلقاء الكفار فيها تشهق إليهم شهقة البغلة للشعير , ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف . وقيل : الشهيق من الكفار عند إلقائهم في النار , قاله عطاء .
- قوله تعالى " فلما رأوه زلفة " ( آية 27 ) أي قريبا قاله مجاهد , وقال الحسن عيانا . و أكثر المفسرين على أن المعنى : فلما رأوه يعني العذاب وهو عذاب الآخرة .
سورة القلم :
مكية إلا الآيات من 17-33 و من 48- 50 فمدنية , نزلت بعد سورة العلق .
- قوله تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم " ( آية 4 ) قال ابن عباس ومجاهد : على خُلُق , على دين عظيم من الأديان , ليس دين أحب إلى الله تعالى ولا أرضى عنده منه . وفي صحيح مسلم عن عائشة : أن خُلُقه كان القرآن .
* روى الترمذي عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اتق الله حيثما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها و خالق الناس بخلق حسن ) حسن صحيح .
- قوله تعالى " فستبصر ويبصرون , بأيكم المفتون " ( آية 7 - 8 ) الباء زائدة أي فستبصر و يبصرون أيكم المفتون , أي الذي فتن بالجنون .
- قوله تعالى " هماز مشاء بنميم " آية (11 ) هماز قال ابن زيد : الذي يهمز الناس بيده ويضربهم . واللماز باللسان .
- قوله تعالى " سنسمه على الخرطوم " آية ( 16 ) " سنسمه " قا ابن عباس : معنى سنسمه أي سنخطمه بالسيف . قال و قد خطم الذي نزلت فيه يوم بدر بالسيف فلم يزل مخطوما إلى أن مات , و قال قتادة : سنسمه يوم القيامة على أنفه سمة يُعرف بها .
- قوله تعالى " إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة " آية ( 17 ) يريد أهل مكة لما بطروا و عادوا محمدا صلى الله عليه وسلم ابتليناهم بالجوع و القحط كما بلونا أهل الجنة المعروف خبرها عندهم .
* و في الآية دليل على أن العزم مما يؤاخذ به الإنسان لأنهم عزموا على أن يفعلوا فعوقبوا قبل فعلهم .
- قوله تعالى " فانطلقوا وهم يتخافون " آية (23 ) أي يتسارون , أي يخفون كلامهم و يسرونه لئلا يعلم بهم أحد , قاله عطاء و قتادة.
- قوله تعالى " فاصبر لحكم ربك و لا تكن كصاحب الحوت إذ نادى و هو مكظوم " آية ( 48 ) أي لا تكن مثله في الغضب و الضجر و العجلة . وقال قتادة : إن الله تعالى يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم و يأمره بالصبر و لا يعجل كما عجل صاحب الحوت .
سورة الحاقة :
سورة مكية نزلت بعد سورة الملك و آايتها 52 .
- قوله تعالى " الحاقة . ماالحاقة " آية (1- 2 ) يريد القيامة سُميت بذلك لأن الأمور تُحق فيها .
- قوله تعالى " كذبت ثمود و عاد بالقارعة " آية (4 ) القارعة القيامة وسُميت بذلك لأنها تقرع الناس بأهوالها .
- قوله تعالى " فأما ثمود فأُهلكوا بالطاغية " آية ( 5 ) فيه إضمار أي بالفعلة الطاغية , و قال قتادة : أي بالصيحة الطاغية أي المجاوزة للحد أي لحد الصيحات من الهول .
- قوله تعالى " و أما عاد فأُهلكوا بريح صرصر عاتية " آية ( 6 ) أي باردة تحرق ببردها كإحراق النار , مأخوذ من الصر وهو البرد , قاله الضحاك , وقيل إنها الشديدة الصوت . وقال مجاهد : الشديدة السموم ." عاتية " أي عتت على خزانها فلم تطعهم و لم يطيقوها من شدة هبوبها و غضبت لغضب الله .
- قوله تعالى " إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية " آية (11 ) أي ارتفع و علا , و قال علي رضي الله عنه : طغى على خُزانه من الملائكة غضبا لربه فلم يقدروا على حبسه .وقال قتادة : زاد كل شيء على خمسة عشر ذراعا . وقال ابن عباس : طغى الماء زمن نوح على خُزانه فكثر عليهم فلم يدروا كم خرج .
- قوله تعالى " وحملت الأرض و الجبال فدكتا دكة واحدة " آية ( 14) أي رفعت من أماكنها " فدكتا " أي فتتا و كسرتا .
- قوله تعالى " و المَلَك على أرجائها " آية ( 17 ) يعني الملائكة على أطرافها حين تنشق لأن السماء مكانهم , قاله ابن عباس .
* " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " قال ابن عباس : ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله .
- قوله تعالى " فأما من أوتي كتابه بيمينه " آية( 19 ) قال ابن عباس : أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الأمة عمر بن الخطاب , وله شعاع كشعاع الشمس . قيل له : فأين أبو بكر ؟ فقال هيهات هيهات ّ زفته الملائكة إلى الجنة , قاله الثعلبي .
- " قوله تعالى " فسبح باسم رب العظيم " آية (52 ) أي فصل لربك , قاله ابن عباس . وقيل : أي نزه الله عن السوء و النقائص
سورة المعارج :
سورة مكية , نزلت بعد سورة الحاقة , آياتها 44 .
- قوله تعالى " وتكون الجبال كالعهن المنفوش " آية (9 ) أي كالصوف المصبوغ , و لا يُقال للصوف عهن إلا أن يكون مصبوغا
- قوله تعالى " يبصرونهم " آية (11 ) أي يرونهم , و ليس في القيامة مخلوق إلا وهو نصب عين صاحبه من الجن و الإنس فيبصر الرجل أباه و أخاه و قرابته و عشيرته و لا يسأله و لا يكلمه لاشتغالهم بأنفسهم . وقال ابن عباس : يتعارفون ساعة ثم لا يتعارفون بعد تلك الساعة . وفي بعض الأخبار : أن أهل القيامة يفرون من المعارف مخافة المظالم . وقيل "يبصّرونهم" يرجع إلى الملائكة أي يعرفون أحوال الناس فيسوقون كل فريق إلى ما يليق بهم .
- قوله تعالى " إن الإنسان خلق هلوعا " آية ( 19 ) يعني الكافر , عن الضحاك . والهلع في اللغة : أشد الحرص و أسوأ الجزع و أفحشه و كذلك قال قتادة و مجاهد و غيرهما . و المعنى أنه لا يصبر على خير و لا شر حتى يفعل فيهما مالا ينبغي . وقال ابن كيسان : خلق الله الإنسان يُجب ما يسره ويرضيه و يهرب مما يكرهه ويسخطه ثم تَعَبّده الله بإنفاق ما يحب والصبر على ما يكره .
- قوله تعالى " إلا المصلين " قال النخعي المصلين الذين يؤدون الصلاة المكتوبة . وقال ابن مسعود : الذين يصلونها لوقتها فأما تركها فكُفْر . و قيل هم الصحابة : وقيل المؤمنون عامة فإنهم يغلبون فَرْط الجزع بثقتهم بربهم و يقينهم .
- قوله تعالى " أيطمع كل امرىء منهم أن يُدخل جنة نعيم " آية ( 38 ) قال المفسرون : كان المشركون يجتمعون حول النبي صلى الله عليه وسلم ويستمعون كلامه فيكذبونه و يكذبون عليه و يستهزئون بأصحابه و يقولون : لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلنها قبلهم و لئن أعطوا منها شيئا لنعطين أكثر منه .
سورة نوح :
سورة مكية نزلت بعد سورة النحل و آياتها 28 .
- قوله تعالى " يرسل السماء عليكم مدرارا " آية (11 ) أي يرسل ماء السماء أي يرسل المطر .
- " مالكم لا ترجون لله وقارا " آية لا(13 ) قيل الرجاء هنا بمعنى الخوف , أي مالكم لا تخافون لله عظمة و قدرة على أحدكم بالعقوبة .
- " وقالوا لا تذرن ءالهتكم و لا تذرن ودا ولا سواعا و لا يغوث و يعوق ونسرا " آية (23 ) قال ابن عباس و غيره : هي أصنام وصور كان قوم نوح يعبدونها ثم عبدتها العرب و هذا قول الجمهور . وقيل إنها للعرب لم يعبدها غيرهم . وكانت أكبر أصنامهم و أعظمها عندهم فلذلك خصوها بالذكر .
سورة الجن :
سورة مكية و آياتها 28 , نزلت بعد سورة الأعراف .
- قوله تعالى " قل أُوحي إلي " ( آية 1 ) اختلف هل رآهم النبي صلى الله عليه وسلم أم لا ؟ فظاهر القرآن يدل على أنه لم يرهم لقوله تعالى " استمع " .
- قوله تعالى " و أنا لمسنا السماء " آية ( 8 ) أي طلبنا خبرها كما جرت عادتنا " فوجدناها ملئت حرسا شديدا " أي حفظة يعني الملائكة .
- قوله تعالى " و أنا منا الصالحون و منا دون ذلك " آية (11 ) هذا من قول الجن و أي قال بعضهم لبعض لما دعوا أصحابهم إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم و إنا كنا قبل استماع القرآن منا الصالحون ومنا الكافرون .
- قوله تعالى " و أنا لما سمعنا الهدى آمنا به " آية (13 ) يعني لما سمعنا القرآن آمنا به وبالله و صدقنا محمدا صلى الله عليه وسلم على رسالته . و كان صلى الله عليه وسلم مبعوثا إلى الإنس و الجن . قال الحسن : بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى الإنس و الجن و لم يبعث الله تعالى قط رسولا من الجن و لا من أهل البادية و لا من النساء .
و في وقوله " فمن يؤمن بالله بربه فلا يخاف بخسا و لا رهقا " قال ابن عباس : لا يخاف أن يُنقص من حسناته و لا أن يزاد في سيئاته لأن البخس النقصان .
- قوله تعالى " و أنه لما قام عبدالله يدعوه " آية ( 19 ) " عبدالله" هنا محمد صلى الله عليه وسلم , "يدعوه " أي يعبده . " كادوا يكونون عليه لبدا " قال الزبير بن العوام : هم الجن حين استمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم , أي كاد يركب بعضهم بعضا ازدحاما ويسقطون حرصا على سماع القرآن .
تم بحمد الله و فضله ونكمل الدرس التالي إن شاء الله مع باقي سور هذا الجزء : المزمل , المدثر , القيامة و الإنسان , المرسلات
8:57:00 م |
Category:
موائد رمضان
|
0
التعليقات
Comments (0)