الحمد لله حمدا حمدا والصلاة على نبيه محمد صلاة نزداد بها شرفا وفضلا 
نكمل الدرس الثالث في موائدنا الرمضانية مع سور ( الأحقاف , محمد , الفتح , الحجرات ) 
و باسم الله نبدأ ..
سورة الأحقاف :
ن :
- قوله تعالى " وما أدري ما يفعل بي ولا بكم " عن ابن عباس : لما اشتد البلاء بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام أنه يهاجر إلى أرض ذات نخل و شجر وماء فقصها على أصحابه فاستبشروا بذلك و رأوا فيها فرجا مما هم فيه من أذى المشركين , ثم إنهم مكثوا برهة لا يرون ذلك فقالوا يا رسول الله متى نهاجر للأرض التي رأيت ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله الآية.
- قوله تعالى " حتى إذا بلغ أشده و بلغ أربعين سنة " قال ابن عباس في رواية عطاء : أنزلت في أبو بكر الصديق ؛ و ذلك أنه صحب رسول الله و هو ابن ثمان عشر سنة و رسول الله ابن عشرين فلما نبئ رسول الله وهو ابن أربعين سنة و أبو بكر ابن ثمان و ثلاثين سنة أسلم و صدق رسول الله , فلما بلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي.  
ط :
- قوله تعالى " ما خلقنا السموات و الأرض وما بينهما إلا بالحق و أجل مسمى " ( آية 3 ) إلا لإقامة الحق و العدل في الخلق.
 " و أجل مسمى " هو زمن فنائهما يوم القيامة.
- قوله تعالى " و ما أدري ما يُفعَل بي ولا بكم " ( آية 9 ) ولا أدري ما يُصنع بي ولا بكم في الدنيا , هذا ما رجحه الطبري من الأقوال و هو قول الحسن , و أما في الآخرة فقد أعلمه الله بأنه هو و المؤمنين في جنان النعيم , و أن المشركين في دركات الجحيم. 
- قوله تعالى " حتى إذا بلغ أشده و بلغ أربعين سنة " ( آية 15 ) حتى إذا بلغ السن الذي تناهى فيها قوته , و هي كما قال مجاهد و قتادة : سن الثالثة و الثلاثون من العمر , و في الأربعين يكون نهاية اكتمال العقل و الرشد ؛ و لذلك لم يُبعث نبيٌ قبل الأربعين. " و بلغ أربعين سنة " حين تكاملت حجة الله عليه , و عرف الواجب لله في بر والديه.
س :
- قوله تعالى " أتعدانني أن أُخرج " ( آية 17 ) أتعدانني أن أخرج من قبري إلى يوم القيامة و قد خلت القرون قبلي على التكذيب و سلفوا على الكفر ؟
ك : لايوجد
ق :
مكية في قول جميعهم وهي أربع و ثلاثون آية .
سورة محمد :
ن : لا يوجد
ط :
- قوله تعالى " فإذا لقيتم الذين كفروا فَضَرْبَ الرقاب " ( آية 4 ) فإذا لقيتم - أيها المؤمنون - الذين كفروا من أهل الحرب , فاضربوا رقابهم. 
- قوله تعالى " فيها أنهار من ماء غير آسن " ( آية 15 ) في الجنة أنهار من ماء غير متغير الرائحة , " وأنهار من لبن لم يتغير طعمه " و فيها أنهار من لبن - حليب - لم يتغير طعمه لأنه لم يُحلب من حيوان بل خلقه الله في الأنهار .
- قوله تعالى " ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم " ( آية 30 ) قال المفسرون : لم يتكلم بعد نزول الآيات منافق إلا عرفه النبي صلى الله عليه وسلم .
س : لا يوجد
ك :
- قوله تعالى " أم حسب الذين في قلوبهم مرض ألن يخرج الله أضغانهم " ( آية 29 ) الأضغان جمع ضغن و هو ما في النفوس من الحسد و الحقد للإسلام و أهله و القائمين بنصره .
ق :
سورة محمد مدنية إلا الآية 13  فنزلت في الطريق أثناء الهجرة وآياتها 38 , نزلت بعد سورة الحديد .
سورة الفتح :
ن :
عن المسور ابن مخرمة و مروان بن الحكم قال : نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها.
 - قوله تعالى " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " عن أنس قال : لما رجعنا من غزوة الحديبية و قد حيل بيننا و بين نسكنا فنحن بين الحزن و الكآبة , أنزل الله عز وجل " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا و ما فيها كلها. و قال عطاء عن ابن عباس :إن اليهود شمتوا بالنبي صلى الله عليه و سلم و المسلمين لما نزل قوله تعالى " و ما أدري ما يفعل بي ولا بكم  " و قالوا : كيف نتبع رجلا لا يدري ما يفعل به , فاشتد ذلك على النبي صلى الله عليه و سلم , فأنزل الله تعالى : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ".
- قوله تعالى " ليُدخل المؤمنين و المؤمنات جنات " عن أنس قال : لما نزلت " إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر " قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم :هنيئا لك يا رسول الله ما أعطاك الله فما لنا ؟ فأنزل الله تعالى " ليدخل المؤمنين و المؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار.  
ط :
- قوله تعالى " وأثابهم فتحا قريبا " يعني عوضهم عن غنائم أهل مكة بفتح خيبر , وهو الصحيح كما قال الطبري أنها غنائم خيبر لأنها هي التي كانت بعد صلح الحديبية والله تعالى يقول " وأثابهم فتحا قريبا " وأما فتح مكة فقد كان بعد مدة طويلة والله أعلم .
س :
- قوله تعالى " فتصيبكم منهم معرة بغير علم " ( آية 25 ) المعرة : ما يدخل تحت قتالهم من نيلهم بالأذى والمكروه .
ك:
- قوله تعالى " والهدي معكوفا أن يبلغ محله " ( آية 25 ) أي وصدوا الهدي أن يصل إلى محله و كان سبعين بدنة , 
" لو تزيلوا " أي لو تميز الكفار من المؤمنين الذين بين أظهرهم .
ق :
سورة الفتح مدنية , نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية و آياتها 29 , نزلت بعد سورة الجمعة , نزلت ليلا بين مكة والمدينة في شأن الحديبية .
- قوله تعالى " قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد " ( آية 16 ) قال ابن عباس و عطاء بن أبي رباح ومجاهد و ابن أبي ليلى و عطاء الخرساني : هم فارس . وقال كعب والحسن وعبدالرحمن بن أبي ليلى : الروم  .
- قوله تعالى " وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها " ( آية 20 ) قال ابن عباس ومجاهد : إنها المغانم التي تكون إلى يوم القيامة . وقال ابن زيد : هي مغانم خيبر , و قوله " فعجل لكم هذه " أي خيبر , قاله مجاهد . وقال ابن عباس : عجل لكم صلح الحديبية . 
" و كف أيدي الناس عنكم " يعني أهل مكة , كفهم عنكم بالصلح .
- قوله تعالى " لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها " ( آية 21 ) قال ابن عباس : هي الفتوح التي فُتحت على المسلمين كأرض فارس و الروم وجميع ما فتحه المسلمون .
- قوله تعالى " و لولا رجال مؤمنون " ( آية 25 ) يعني من المستضعفين من المؤمنين في مكة وسط الكفار , كسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة وأبي جندل بن سهيل و أشباههم . قوله " لم تعلموهم " أي تعرفوهم . و قيل لم تعلموهم أنهم مؤمنون .
و قوله " أن تطؤوهم " بالقتل و الإيقاع بهم .
- قوله تعالى " وتصيبكم منهم معرة بغير علم " آية 25 المعرة العيب , أي يقول المشركون : قد قتلوا أهل دينهم .
- قوله تعالى " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " ( آية 29 ) قال منصور سألت مجاهدا عن قوله تعالى " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " أهو أثر يكون بين عيني الرجل ؟ قال : لا , ربما يكون بين عيني الرجل مثل ركبة العنز وهو أقسى من الحجارة ! و لكنه نور في وجوههم من الخشوع . وقال ابن جريج : هو الوقار و البهاء .
سورة الحجرات :
ن :
- قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " نزلت في ثابت بن قيس بن شماس كان في أذنه وقر , و كان جهوريّ الصوت , و كان إذا كلم إنسانا جهر بصوته , فربما كان يكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فيتأذى بصوته , فأنزل الله تعالى هذه الآية.
- قوله تعالى " إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله " قال عطاء عن ابن عباس : لما نزل قوله تعالى " لا ترفعوا أصواتكم " تألى أبو بكر أن لا يكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا كأخي السرار , فأنزل الله تعالى في أبي بكر " إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله ".
- قوله تعالى " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون " حدثنا أبو مسلم البجلي قال : سمعت زيد بن أرقم يقول : أتى ناس النبي صلى الله عليه و سلم فجعلوا ينادونه و هو في الحجرة يا محمد يا محمد , فأنزل الله تعالى " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ".
- قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإٍ فتبينوا " نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
- قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم " نزلت في ثابت بن قيس بن شماس ؛ و ذلك أنه كان في أذنه وقر.
- قوله تعالى " ولا نساء من نساء عسى أن يكنَّ خيرا منهن " نزلت في امرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم سخرتا من أم سلمة.
- قوله تعالى " و لا تنابزوا بالألقاب " عن الشعبي , عن أبي جبيرة ابن الضحاك عن أبيه و عمومته قالوا : قدم علينا النبي عليه الصلاة و السلام , فجعل الرجل يدعو للرجل ينبزه , فيقال يا رسول الله إنه يكرهه , فنزلت " ولا تنابزوا بالألقاب ".
- قوله تعالى " قالت الأعراب آمنَّا " نزلت في أعراب من بني أسد ابن خزيمة قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة في سنة جدية و أظهروا الشهادتين ولم يكونوا مؤمنين في السرّ ,و أفسدوا طرق المدينة بالعذرات و أغلوا أسعارها , و كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه و سلم : أتيناك بالأثقال و العيال و لم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان فأعطنا من الصدقة , و جعلوا  يمنون عليه , فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.
ط :
- قوله تعالى " و أقسطوا إن الله يحب المقسطين " ( آية 9 ) اعدلوا في حكمكم بين من حكمتم بينهم , و الله تعالى قال يحب المقسطين ولم يقل القاسطين لأن المقسط اسم فاعل بمعنى العادل وماضيه أَقْسَط أي عَدَل و أما القاسط فهو الظالم الجائر " وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا " وماضيه قَسَط بمعنى ظلم .
- قوله تعالى " و لا تنابزوا بالألقاب " ( آية 11 ) ولا تدعوا إخوانكم بالألقاب البذيئة يما يكرهون من اسم أو صفة . 
س : لا يوجد
ك :
- قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله " ( آية 1 ) , أي لا تقولوا خلاف الكتاب و السنة .
- قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن " ( آية 12 ) روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه قال ( و لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرا ,و أنت تجد لها في الخير محملا ) .
وروى أبو داوود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل المسلم على المسلم حرام ماله و عرضه ودمه , حسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) رواه الترمذي .
ق : لايوجد 
تم بحمد الله و نكمل السورة في الدرس التالي ما يتسير من سور ( ق , الذاريات , الطور , النجم , القمر ) . 

Comments (0)