رغم أن القلم بيده الا انه ينكر انه من كتب على وجه اخيه :)

أطفالنا ..أكبادنا تمشي على الأرض ..

كل منا يحلم بأطفال مثاليين ...مؤدبين ..ممتعين.. بكل معنى الجمال والفرح يحييون لكن قد يصعب على البعض التعامل مع أخطاء

 أطفاله وما أكثر تلكم الأخطاء الجميلة في بداية حياتهم الزهرية .

قد يكون الفارق العمري بين الأهل وأبنائهم مانعا لهم من التقرب والفهم الحقيقي أو إدراك بعض ماهيات السلوك الذي يرتكبه هؤلاء البراعم .

لعلي أقف اليوم حول كيفية علاج " الكذب" عند الأطفال والذي يبدأ تقريبا عند سن الثالثة من أعمارهم ليمتد إلى الخامسة عشر

 إن لم يتم علاجه وإصلاح خلله وإلا لتحول إلى مرض مزمن لازمهم طوال حياتهم وصار ديدنهم الكذب في كل تعاملاتهم مع الغير .

لنطرح الاسئلة أولا ثم نتاولها واحدا تلو الآخر ..

- لماذا يكذب الطفل ؟ منذ متي يبدأ هذا السلوك لديه ؟ هل الكذب عند الأطفال نتيجة سوء الخلق أم أنه عشوائي أم طبيعي ؟

هل نبتسم عند سماع الكذبة أم نهاجم ونصرخ ؟ هل نوبخ أو نجيد التصرف ؟ هل هناك أسبابا تستدعي الأطفال للكذب علينا ؟

هل كذبهم وسيلة تعبير عن شئ ما ؟ أتراهم يلفتون النظر إليهم ويقولون " أمي ..أبي " نحن هنا ..

لنرى كيف نتعامل مع هذا السلوك ونتمكن من تقويمه لنصل بهم إلى حياة الصدق والثقة .

يكذب الأطفال في سن مبكرة من حياتهم محاولين بداية جس نبض الأهل الى هذا التصرف وهل هو لائق أم لا لكن هذا الجس يأتي

 بعد محاولات للكذب تعبيرا عن خيالاتهم وأحلامهم وبطريقتهم الخاصة , يبدأ هذا الفعل من الثالثة من عمر الطفل وبشكل عفوي

 فمثلا قد تسأله أمه " حبيبي من كسر هذه اللعبة ؟ فيجيب ..أخي . يكذب هنا مع أنه يعرف أنه من كسرها ويبدأ في ملاحظة أمه

 هل هي غاضبة أم راضية ؟هل قبلت واقتنعت بما قاله أم لا . هل ستوبخ أخوه وينجو هو "

وقد يكون الكذب أيضا مشتركا كما في المثال السابق للنجاة من الموقف بدهاء الطفل وذكائه الذي لا يصدق فيتطور هذا السلوك

 إن وجد قبولا من الأهل وتصديقا لكل شئ .

على الأم في هذه الحالة عدم الإبتسام في وجه الطفل ليعلم أن التأكد من كلامه مطلوب وفي نفس الوقت تدعم الأم سلوكها

حيث تنزل لمستوى وجه الطفل وتخاطبه وعينيها في عينيه " حبيبي قلت لي لست أنت من فعلها ..حسنا لنرى من فعلها " قد تلاحظ

 الأم ارتباكا في عيني طفلها ثم تقول مكملة " ليست اللعبة هي المهمة عندي بقدر ما يهمني أن يكون طفلي محقا فيما يقول وصادقا "

عندها قد يتصرف الطفل بأحد الاسلوبين ..إما أن يقول " أمي أنا آسف أنا من كسرها لن أكررها عندها وفورا تضمه وتحتضنه

 شاكرة له اعترافه وصدقه " وإما أن يستمر في مسلسل الكذب ويدعي أنه أخاه من فعلها عندها تتركه وتذهب إلى أخيه لتسأله

 بإنفراد وستعرف بحكمتها وخبرتها من الفاعل ثم تعود لتقول له " كنت أتمنى أن تكون محقا وكم كنت سأفتخر بصدقك لو أخبرتني

 الحقيقة " ثم تذهب وتتركه ليعيد صياغة الموضوع في نفسه مرة ثانية .

عند بلوغ السادسة وما بعدها يكون كذب الاطفال للنجاة من العقاب الذي سينتظرهم أو الخلاص بطريقة سريعة من تحقيق الوالدين

 معهما فيختارون الطريق الأسهل والأقصر في نظرهم ..

هذا السن ملائم جدا لتوضيح مساوئ الكذب ونتيجته وأنه فعل يكرهه الله و يعاقب عليه وأن الناس أيضا لا يقبلونه وسيدركون

 ماذا تعني هذه الكلمات .

قد تلحظ أن الكذبات الكبيرة في سن ما فوق العاشرة بمثابة جرس إنذار للأهل " نحن هنا " " انتهبوا لنا " نحتاج اليكم "

 ففي فترة المراهقة الصعبة التي يمرون بها تتأرجح مشاعرهم وتتشابك محاولة الخلاص والفكاك .

على الوالدين تعزيز الثقة وإشعارهم بالقرب واحتضان كل مشاعرهم ومخاوفهم باللعب معهم ومشاركتهم هواياتهم

والنزول الى أفكارهم الجنونية التي يعيشونها هذه الفترة .

قد يفتعلون الكذبة ليُضحكوا الأهل ويغيروا الأجواء التي ترعبهم وقد يكذبون لأنهم يرون قدواتهم الكبيرة من أم أو أب أو معلم

 أوغيره يكذبون ويتخلصون من الأمور بالكذب ..

وقد يكون إحساس النقص واللاشئ هو المسيطر والباعث للكذب ..قد يكذبون لانهم يكرهون شخص معين أو نتيجة معينة

وقد يكذبون وقاية لأنفسهم كما أسلفت وقد يكذبون لبسا في أمر وقلة في فهم بعده ..

المهم في موضوعي أن نخرج بهدوء وسلام من هذه الكارثة ونرسل كما هائلا من إشارات الثقة وتعزيز السلوك الجيد

 في قلوبهم رغم أننا سنواجه صعوبة عند كثرة الأولاد وقد نقع ضحية مؤامرتهم المتفقين عليها ..

أتمنى أن أكون وفقت في طرحي للموضوع وكل خلل فيه من نفسي والشيطان ..
 
لقرائي الشكر ومن أراد النقل فله مع نسبة الموضوع لنسايم ليل 

Comments (10)

On 31 أكتوبر 2010 في 10:20 م , عبدالرحمن بن ناصر يقول...

وفقت جداً سيدتي بطرح الموضوع

واعذري فهمي .. فأجد الطرح تركز على الاسباب التي تدفع الطفل للكذب

اعتقد .. ان الآخوين وهما من رحماً واحده الا انهما يختلفان بالسلوكيات فتطبيق العلاج قد يختلف من واحد الى آخر فالعقاب البدني يجدي مع احدهما مثلا بينما لا ينفع مع الآخر !

مررت من هنا بعجالة ..
مقدماً العرفان والشكر لسمو ما تطرحينه سيدتي ,,

 
On 31 أكتوبر 2010 في 11:51 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اشكر مرورك اخي الفاضل لكن ارفض مبدأ العقاب البدني واقف صفا بصف مع التفاهم وايجاد الحل بمعرفة الاسباب..
احترم رأيك و اؤكد لك ان العقاب البدني له نتائج اسوء ..
من خلال تجربت الناجحة ولله الحمد لم اضرب يوما قد استعمل توقيف الوقت بعض الاحيان لكن دون اي اذى بدني او تعدي
دمت بخير ولمرورك كل الشكر

 
On 1 نوفمبر 2010 في 12:13 ص , عبدالرحمن بن ناصر يقول...

سيدتي الكريمة ..

العقاب البدني احد الآساليب التي اوجدها ديننا الحنيف ولا آدلل على المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام بمعنى الحديث اذ قال ( آمروهم بالصلاة بسبع ‘‘ واضربوهم ‘‘ بعشر ))
عموماً انا اوردت مثال آتي بسياق النقاش وحقيقة ليس آسلوبي وان كنت اضعه من الآساليب التربوية !

سيدتي الكريمة ..
انا كان مآخذي ان الآساليب التربوية لم تظهر بالنسبة بوضوح في سياق الحد من كذب الآطفال والتعامل معهم واعذري سوء فهمي ونظرتي القاصرة !

 
On 1 نوفمبر 2010 في 6:52 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

بالفعل اخي امر الاسلام بالضرب على الصلاة عند العاشرة لكن الا تلحظ انه أتى به بعد 3 سنوات من الامر ..!! وليت شعري اي ضرب يقصده .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الضرب والايذاء البدني سواء للانسان او للحيوان ورأفته ورحمته ونهيه عن ذلك معروف مستدل به في كل كتب السير ..تعرف اخي لقد شاهدت مرات عديدة في اماكن تسوق او غيره اناس يضربون ابنائهم لطما او صفعا بطريقة وحشية لا يستحقون ان يكونوا اهلا لهم بهذا التصرف الارعن ..
لنعد لنقاط موضوعنا..ربما ضاعت نقاط التعامل في سياث الحديث حيث اني دمجت المشكلة والحل دون تمييز ..لكن لنأخذ جزءا جزءا..
اسباب الكذب
- للتعبير عن خيال الطفل واحلامه .
- خوفا من العقاب وهروبا منه.
- محاولة للفت نظر الاهل اليه.
- تقليد لبعض سلوكيات الاهل ومواقف كذبهم.
- الخلاص من مشكلة بطريقة مختصرة
- فقد الثقةوالاحساس بالدونية .
- محاولة قلب الاجواء الى ترفيه وضحك .
- لبسا في فهم امر معين .
اما العلاج السلوكي من الاهل فيكون حسب طبيعة وسبب الكذب ....
- التقرب الى خيالاته ومجاراته في سن معينة ثم ختمها بالضحك ليتقين انها ليست حقيقة .
- التقرب واليقة والامان العاطفي .
- محاولة فهم المشاعر المتقلبه .
- العدل بين الاخوة حتى لا يجرب احدهم ا لكذب .
- البعد عن العقاب البدني او اللفظي السئ الذي يكون مدعاة للكذب .
- توضيح عقوبة الكذب وانه صفة منبوذة.
- الصدق في التعامل والقدوة الحسنة.
تقريبا هذه النقاط التي اوردتها وربما اختلطت ببعضها البعض
والعذر على النقص فالعمل بشري يعتريه الخلل
اشكر مرورك اخي عبدالرحمن بن ناصر

 
On 2 نوفمبر 2010 في 4:53 ص , ابن الاوراس يقول...

موفقة استاذتنا في طرحك لهذاالموضوع،كماعهدنا منك ومن نسائم ليل دوما في مناقشتك لمواضيع جد حساسة كموضوع اليوم مما يزعج الوالدين هو ملاحظة الكذب على أبنائهم ، وذلك لما للصدق من أهمية كبيرة ولتفادي هذا السلوك عند ابنائنا
وفقك الله ......................

 
On 2 نوفمبر 2010 في 6:42 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا بك اخي ابن الاواس ..
اشكر مرورك فاضلي ..
لان الكذب عند الاطفال معاناة للكثير من الاهالي فقد سمحت لقلمي ان يطرق الموضوع بقدر استطاعته..
كلي رغبة في طرح المزيد مما يفيد ..
فاطلب انت وقارئي ما تودون ان ننقاشه في نسايم
دمت بخير دائما وابدا

 
On 3 نوفمبر 2010 في 10:23 م , سارة الجاسم يقول...

ذكرتني بحادثه مشابهه لأختي التي تصغرني بسنتين و التي كانت شديدة الغيرة مني

حيث رسمت ذات يوم فتاة بشعر متطاير و فوقها مربع يقول [أنا سارة]

أظنها أعجبت برسمها بعد أن فرغت منه إلى الدرجه التي جعلتها تكتب تحته [هذا هيفا كَتَبَتْهُ]

بعد أن فضح أمرها ...
لم نعد نرى سوى سيل الدموع مع العبارة الشهيرة المصاحبه له [لست أنا من فعلها]

ذكريـــات ^_^

 
On 3 نوفمبر 2010 في 11:18 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا سارة ..
مرحبا بك .ربما كتبته اختك خيالا منها وليس بقصد الكذب ولو رجعنا لعمرها حينها لفهمنا المقصد ..
اشكر مرورك عزيزتي

 
On 6 يناير 2011 في 1:49 ص , غير معرف يقول...

اشكرك اخت فاطمة على هذا الموضوع الحساس بالنسبة لكذب الطفل ...

اذكر وانا صغير كنت ارتكب اخطاء كثيرة في البيت مع اخوتي وكنت اخرب كل شيء واكتب على دفاترهم المدرسية ..وايضاً اكتب واخربش على حائط الغرفة
تشتكي اختي لأبي وأمي ويبدأ التحقيق طبعاً انا معروف بالتخريب والعبث بأشياء اخوتي يسأل ابي من فعل هذا.. الكل ينكر وانا ايضاً ...

ولكن الكل كان يسلم من العقاب ما عدا انا يبدأ الضرب والتأنيب ...كنت اكذب كثيراً على اسرتي وكان السبب الهروب من العقاب ....

لا يوجد في البيت من يحاول ان يسأل عن سبب هذة التصرفات ...وخاصة والدي كان شديداً في العقاب

كان يفتقر لأسلوب التربية وكانت مشكلة بالنسبة لنا جميعاً كان يصرخ ويضرب بسرعة لا يوجد تفاهم

والمشكلة اين عندما كنت اعترف بالذنب كنت اعاقب ايضاً لا مفر لا ان كذبت ولا انا اعترفت وكانت مشكلة كبيرة


ولكن اخت فاطمة.. عندما كبرت تأكد لي ان المدرسة الاولى في حياتي كان البيت

اخت فاطمة يوجد دراسة عالمية حول تصرفات الاطفال هل تعلمي لم يجد لها حل ابداً ولا علاج من قبل المتخصصين...لان تصرفات الطفل بكل عنوينها تعبيراً عن شخصيته...

بدأت اتعامل مع اولاد اخوتي الصغار كنت احبهم كثيراً وأحاول ان اتعامل معهم بكل لطف وحنية عكس تصرفات امهم وابيهم

في احدى الايام دخل امير و نورة الى غرفتي وتم كسر المزهرية .. المهم..

عندما دخلت عليهم..قال ابن اخي امير قال لست انا من كسر بل نورة..طبعاً انا لا استعمل طريقة الضرب ابداً في حياتي مع طفل لانني كنت طفل يوماً

استعملت طريقة جديدة بالتعامل مع الاطفال

قلت حسناً اذن سوف اخذ نورة معي اليوم الى السوق واشتري لها حذاء جديد واشترى لها شكلاطة ...


تصوري اخت فاطمة اعترف ابن اخي امير قال لا يا عمو انا الذي كسرت المزهرية ...ليست نورة

قلت لهم حسناً انا سوف اخذكم معي ولكن بشرط ان لا تدخلوا الى غرفتي من بعد هذا اليوم ولكن للأسف لم يتحقق ذلك لانهم عادوا لتخريب والكذب مرة اخرى لذلك اخت فاطمة التعامل مع الطفل شيء محير للغاية صدقيني لا يستطيع احد ان يضبط سلوك الاطفال لانها مرحلة من مراحل نضج العقل لديهم هذا تصوري


واشكر جزيل الشكر على هذا الموضوع الذي اعادني 30 عام للوراءولذكريات الكذب على الاسرة والعقاب

دمتي بخير دائماً

 
On 6 يناير 2011 في 6:09 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

شكرا سيدي..صحيح ما قلت ويبقى الخوف من العقاب اهم اسباب الكذب لكن التربية التي تمل الثقة للاطفال والتربية الناضجة الواعية ستجنب الطفل والاهل هذه المتاعب
وبعض الوقات نحتاج ان نسرح مع الطفل في عالمه ونسجه ولا نخبره انه كذب
اشكرك وحزنت على صغرك المؤلم لكن درس لا تنساه في التعامل مع ابنائك ان شاء الله
شكر بعمق