أبي ..أعطني مساحة ..

أمي .. اقتربي مني أكثر ..

البنون زينة الحياة الدنيا ,أمانه مستودعة وجمال فتان وبهرجة نفرح عند استقبالهم ونعد الآمال أن تكون معهم

نغدق الحنان والعطف منذ الساعات الاولى للولادة فهم أعضاء جدد في أسرنا

نلعب معهم كلما ازدادت شقاوتهم ونقترب منهم في جنونهم حتى اقترابهم من سن السابعة .

حيث يبدأ التغيير واضحا عليهم وتبدأ علامات جديدة وأسئلة أكثر حول كيف وما ولماذا ؟

بدايات إحساسهم بمعني حياتهم في هذه الفترة الحرجة يحتاجون أن نقترب منهم فيها ..أن نحتضن قلوبهم وعقولهم قبل أجسادهم ..

أن نشجع إبداعاتهم ..نعلمهم بفن وسياسة لا بأمر وشجار .

يحتاج الابناء من والديهم أن يعطوهم مساحة ووقتا حتى يفرغوا كل شحناتهم وأسئلتهم ويفهموا معاني الحياة القادمة .

ويجب أن نصل معهم بطرق نتعلمها أو نستشفها من خبراتنا أو خبرات غيرنا .

لنضرب مثلا على فكرة جميلة نعيشها مع أبنائنا ومن واقع تجربتي الشخصية أنقلها لكم وأتمنى سماع تجاربكم الكثيرة .

* في باب تعليم الصلاة ..

وجدت من تجربتي أن التهيئة المبكرة خير معين للطفل لقبول هذا الفرض عند أمرنا له في سن السابعة كما علمنا حبيبنا عليه الصلاة والسلام .

فبدل من ترك الطفل بلا صلاة من نعومة أظفاره ثم أمره بها فجأة وإلزاما نفعل الاتي ..

إن كان صبيا فحسن أن يذهب مع والده إلى المسجد ابتداء من سن الثالثة أو الرابعة مع تعليمه الأدب والهدوء ومكافئته بعد كل صلاة

 يخرج منها هادئا وهذه طريقة تعلمه أدب الرجال وحضور الاجتماعات وتنشئ روحا جريئة لديه مع كبر سنه فلا تأتي السابعه إلا وهو

 معتاد على الصلاة ويمكن أن يذهب لوحده ان كان المسجد جواره ونتجنب المهاترة والشجار أو تضييق الحال عليه في الأمر بالصلاة بعنف .

إذا كانت فتاة فيمكن أن نجهز لها خمارا للصلاة تدعوها الأم برفق وابتسام دون حض أو إلزام كلما صلت ومرة بمرة نجد أن الموضوع يتحول من تسلية الى حب .

وتصير الصلاة لدى الأبناء سهلة لا نحتاج لتنبيهمم عليها فكلما سمعو المؤذن بادروا بأنفسهم كما نبادر نحن ونترك عبارات

 ( صلو ..صلو ..) ( ربي بيدخلكم النار اذا ما صليتو الان ) ...وغيرها من عبارات التهديد التي تقابل بالرفض منهم والتمرد على نصيحة

 يعتبرونها أمرا وتعذيبا لهم .

ويمكن الاستعانة باللوح الترفيهية الموجودة في التدريب على ذلك وتجميع نقاط محفزة لهم تنتهي عند جمعها بمكافأة فيصير الامر لديهم

 تعليما بالترفيه ونرقى بهم من عالم الجدل والضرب والتوبيخ .

كانت لي خطةونجحت وارتحت بفضل الله .

* مثال آخر لمجال مختلف ..

يشكو العديد من الآباء والأمهات من اعتماد أبنائهم عليهم في المذاكرة والمراجعه المدرسية ويأخذ من الوالدين وقتا وجهدا ويتطلب مراقبة وشغلا .

يترك بعض الطلبة كل حقائبهم مغلقة حتى يفتحها الآباء أو يجلسوا جوراهم ليفتحوها ويشتد البعض منهم في ترك الواجب حتى يكون احد

 الوالدين من يحل نصفه او كله او يملي عليه الحل ويكون عقله مبرمجا للكتابة فقط دون تشغيله في البحث عن حله و مراجعة درسه .

لو رجعنا الى غرس مبدأ الاعتماد على الذات لديهم وتحفيز قدراتهم وأنهم يستطيعون أن يفعلوا فسوف نرتاح ونسلم من الجدل معهم .

لابد أن يكون البدء بالتعليم الأولي في البيت بطريقة اللعب والمرح بالألعاب الموجودة في الأسواق بطرق مبتكرة من تركيب أو مكعبات أو أحرف لاصقة أو ناطقة أو غيره مما يتوفر .

عند دخولهم لمرحة ما قبل الإبتدائية نحاول أن نتركهم قليلا ونراقب من بعد طريقة حلّهم ورسمهم وإذا جادوا نعلمهم بهدوء ونكافئ عند

 تمام الإنجاز فهذه مرحلة مهمة للتعليم والتهيئة الحقيقة .

تأتي المرحلة الإبتدائية وهي جدية لنا نعتبر أن المدرسة قد بدأت حقا لكن لا داعي لإرهاق أنفسنا أو أطفالنا ..

فيكفي أن نجلس قرب الطفل وبكل رحابة وابتسامة نفتح الصفحة سويا نتفرج معه على دروسه الجديدة ونثني على جمال منهجه وروعة

 رسم كتابه ..نعلمه طريقة الترتيب في المذاكرة وعدم إلقاء الكتب أو الحاجيات المدرسية هنا وهناك ثم نطلب منه حل ما لديه من واجب

 وإذا طلب أن نكتب عوضا عنه نعتذر بلطف و لا تأخذنا به العاطفة فنخسر ما بدأنا به من مهمة تعليمه طرق الاستذكار الصحيحة

 ولنتذكر أن الطفل ذكي جدا يحاول جس نبض أهله من أولى أيامه فإذا رأى لينا منهم أو تجاوزا فسوف يزداد في لعبه عليهم واعتماده

 واختراعه لأسباب أو ادعاء حتى يفر من فرضه المدرسي .

ويمكن مزاولة بعض الدروس بطرق تمثيلية أو لعب أو شئ نشعر بميلان الطفل نحوه فنحببه في المادة ونبدي إعجابنا بمنهجه الجميل

 ونحرض دوافع نفسه بأن الطريق ليصبح طبيبا أو مهندسا أو غيره يبدأ من هنا .

السنة الثانية ستكون أكثر أريحية وتليها باقي السنوات وغرسنا لفهم الإعتماد على الذات والصبر على الواجبات و( أنا أقدر أن أفعل ) ..

أتمنى ان تكون تجربتي الناجحة قد وافقت تجاربكم ولنستمع الى المزيد منكم

Comments (4)

On 12 أكتوبر 2010 في 1:01 ص , وفاء يقول...

موضوع جميل وياريت كل من لديه اولاد ان يشارك فيه بخبراته
بالنسبه لموضوع المذاكره فرأي من رأيك انا مثلا لم اعود ابنتي على الاعتماد علي وكنت في البدايه اراقبها من بعيد واساعدها في ايام الامتحانات فقط أما الان فتقريبا دوري تقلص جدا الا اذا طلبت مني مساعده والحمدلله الامور ماشيه وارى ان اعتماد الابناء على الاباء عبء كبير على الأهل وخاصا عندما يزداد عدد الابناء مع الوقت وتزيد المسؤليه على الام فلا تكاد تجد وقت لكل هذا.

 
On 12 أكتوبر 2010 في 6:24 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا وفاء ..بالفعل ننتظر مشاركة العديد في تجاربهم الناجحة مع ابنائهم او حتى مع اخوانهم لغير المتزوجين فكما تعلمين كل فرد كبير مسؤول عن التربية في الاسرة..
طريقتك جيدة و اهم ما فيها انك الان مرتاحة من المتابعة المقلقة و غرسك لمبدا الاعتماد على النفس فيها جميل عقبال ما يستمر مع باقي اخوانها
اشكر اضافتك ياعزيزتي .

 
On 15 أكتوبر 2010 في 7:39 م , ام انــــــــــــــس يقول...

موضوع رائع وفعلا جربت طريقة التحفيزفي الصلاة ونجحت مع ابنتي رسمت لها شجرة كبيرة فيها اغصان كبيرة تمثل اسبوع ويتفرع منه اغصان صغيرة تمثل الايام ثم الاوراق تمثل الصلوات فاذاصلت صلاة في وقتها لونتها بالاخضر واذاكانت قضاء بالاصفر واذا لم تصلها بالاسود وهكذا لمدة شهر اصبحت حريصة على الصلاة في وقتها حتى تحظى بشجرة جميله خضراءوفي كل غصن ثمرة اذا ادت عمل صالح جميل تلون الثمرة بالاحمر

 
On 15 أكتوبر 2010 في 11:25 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

لمرورك ام انس الشكر ..لعلك تدلي ايضا بالمزيد من تجاربك الناجحة مع ابنائك
لنستفيد جميعا..