لماذا يراهق الاربعيني...
موضوع اعجبني ورايت نقله لكم ..

لم أراهق، لم أتمتع بشبابي.. شغلني العلم ثم العمل .. كلمات اعتدنا سماعها

من زوج تجاوز سن الأربعين و الذي من المفترض أنه سن النضج- تعبت مرآته ..

الشباب في عينيه يبحث عن التجديد في حياته التي يقول أنها أصيبت بالملل..

يتغاضى عن الشيب بأنه دليل على الشيخوخة ويصر بأنه وقار.

ويرى في التجاعيد دليل على سنين الخبرة، فيمضي باحثاً عن شابة في سن

أولاده يجدد معها شبابه ويثبت للجميع وهذا الدافع الأكبر أنه لازال شاباً

يتمتع بالقوة.وقد تأتي مراهقة الرجل الثانية في الأربعين أو الخمسين أو الستين

إذ ليس لها توقيت محدد...


لماذا يفكر رجل الأربعين بالزواج بأخرى؟

هناك عوامل عدة تساهم في مرور الرجل بمرحلة المراهقة الثانية منها ما يتعلق

بالرجل ونفسيته، ومنها ما يتعلق بالمرأة " الزوجة" شخصيتها، تعاملها مع زوجها

اهتمامها بعش الزوجية، ومنها ما يخلفه المجتمع باختلاف نظرته لكل من الرجل

والمرأة وهما في سن الأربعين.


الرجل:

عندما يشعر الرجل أنه اقترب من سن الأربعين يريد أن يثبت لنفسه ولكل من حوله

أنه مازال قوياً وجذاباً ومؤثراً، وربما هذا ما يفسر بحثه عن الفتاة صغيرة السن، لا من

تساويه عمراً.. ليقول علناً أنظروا مازلت شاباً ومرغوباً.

وفي أحيان أخرى تحدث مراهقة الأب كرد فعل على مراهقة الابن، حين يراه مفعماً

بالشباب، فيوقظ فيه شبابا وذكريات، فيتمرد بطريقته الخاصة على شعره الأبيض

وشكله الجديد، بكل الطرق من صبغ الشعر إلى ارتداء الملابس الشبابية.

يصاب الرجل بما يسمى بالمراهقة الثانية عندما يشعر بأن الأحلام قد تلاشت

والمشاريع التي فكر وأمل بتحقيقها قد انتهت أو لم يعد هناك وقت أو فائدة لنتفيذها

وأن الباقي من العمر أقل من الذي راح ..

وإن أكثر الأمور التي تصيب الرجل باليأس والإحباط أن يشعر بأن لا جديد يعمله أو

يتعلمه، أو ليس من أحد بحاجة إلى رأيه أو رعايته.

وعموماً يرغب رجل الأربعين أن ينفي تهمة الكبر عنه ويثبت لنفسه أولاً ولكل المحيطين

به أنه لازال ينبض بالحيوية والشباب .


المرأة:

معظم النساء يعتبرن أنهن تعدين مرحلة الخصوبة والشباب عندما يكبر أولادهن

مما يغضب أزواجهن الذين يرفضون الاعتراف بمظاهر الشيخوخة، ويرون في

زوجاتهم ما يذكرهم بما لا يريدون تذكره، مما يثير المشاكل الزوجية بينهم، حيث

تتهم الزوجة زوجها بالتصابي، بينما يراها هو امرأة استسلمت لبوادر الشيخوخة..

فيبدأ بالبحث عن أخرى.

يقول الكاتب " يحيى حمدي " في كتابه " ترويض الرجل":تحدث استثناءات قليلة

جداً هي تلك التي تستطيع المرأة أن تحتفظ بمشاعر رجلها ناحيتها حتى آخر العمر.

أما القاعدة هي أن الزوج في الأغلب الأعم وبعدما يتوارى جمال امرأته وشبابها

وتدخل مكرهة نحو سنواتها العجاف يشعر بأن من حقه أن يسعى نحو ما يجدد له

بعض شبابه.سواء على المستوى العاطفي أو على المستوى الحسي، فيلجأ إلى

أن يتزوج أو يحب أو يميل أو حتى يكبت إذا لم يجد أياً مما سبق متاحاً.

وبالطبع فإن ذبول تلك الفتنة وأفول شمس ذلك الشباب سوف يفرض واقعاً جديداً

تفتقد المرأة فيه لأدوات النقاش المقنع.

كما أن عدم توفر الزوجة الصديقة التي تشارك الزوج أحلامه وهواياته وتوفر له الأمان

والاستقرار والمشاركة الفعلية من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى وقوع الزوج

في فخ 'المراهقة الثانية'.

كذلك إصابة بعض الزوجات بالاكتئاب بعد خروج الأولاد من البيت، وانشغالهم كل

في حياته الخاصة، تجعل الزوج يلجأ إلى الهروب من البيت والزوجة ليعيش فترة

مراهقة أخرى.


المجتمع:

عامل آخر ذكره الكاتب " يحيى حمدي" يتعلق بالمجتمع يقول: إن المجتمع العربي

بخاصة قد درج على أن التعامل مع سن الأربعين عند المرأة على أنه سن يأس وسن

بداية النهاية المريرة، ومع سن الأربعين عند الرجل على أنه سن النضوج وسن نهاية

البداية المريرة أيضاً.

ومع شيب المرأة على أنه شيخوخة كبر قبح فوق قبح، ومع شيب الرجل على أنه

وقار وهيبة وجمال فوق جمال.

ومع الرجل الذي يود الزواج من امرأة مسنة على أنه مريض نفسياً بداء الحرمان من

حنان الأم في الطفولة، ومع الفتاة التي تريد الزواج من رجل مسن بأنها متفتحة

محبة لرجولة أبيها تعرف الفارق بين الشباب عديم الخبرة والرجولة الناضجة الحقة!!.

لكل هذه الأسباب وغيرها يعايش الرجل بعد الأربعين وهماً.. اسمه عدم كفاية امرأته

له ووهماً آخر اسمه " حقه الطبيعي في أن يستمتع بشبابه .. ووهماً ثالثاً اسمه "

إعجاب صغيرات السن بنضجه".


مشاكل في الحياة الزوجية:

أحياناً تتسبب المشاكل الزوجية و وجود فجوة بين الزوج و زوجته في رغبة الرجل

بالارتباط بزوجة أخرى، إذ أنه يرى أنه اضطر ولسنوات طويلة أن يتحمل زوجته من اجل

تربية الأولاد، وبطبيعة الحال فإن هذه الفجوة تتسع أكثر فأكثر عقب خروج الأولاد

من البيت، ولذلك يبدأ الزوج في البحث عن أسلوب جديد للحياة بعد ذلك.

وأحياناً يكون اقتحام الروتين والملل للحياة الزوجية خاصة بعد الانتهاء من مشاكل تربية

الأولاد وخروجهم من منزل الأسرة سواء بالزواج أو للعمل في الخارج سبباً في تفكير

الزوج بنفسه.. بحثاً عن التجديد وأملاً في أن يجد ما يشغله.

ماذا تفعل المرأة لئلا يحدث ذلك؟

 
نصيحة مقدمة من رجل أفشى سر بني جنسه:

لاشك أن الوقاية هي أفضل وأسلم الطرق، إذ على الزوجة الاستعداد لتفادي وقوع

زوجها في فخ المراهقة الثانية، قبل سنوات طويلة من وقوعها.

وقد يكون هذا الاستعداد منذ السنين الأولى من الزواج، وأهم نقاط هذه الخطة

المستقبلية الارتباط بصداقة قوية مع الزوج، وعدم نسيانه أثناء رحلة تربية الأولاد،

وأيضا مشاركة الزوج في بعض هواياته حتى لو كانت لا توافق اهتمامات الزوجة.

ويجب أن تتحاور الزوجة مع زوجها في العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية بل

وحتى السياسية، وان تخصص له ولو ساعة يوميا للاقتراب منه والتقرب إليه حتى

لا تحدث الفجوة بينهما وتتسع دون أن تدري ..

يقال بأن الاعتناء بالزوج مثل الاعتناء بالزرع تماما، إذا أهمل جف ومات وإذا اعتنيت

به نما وترعرع وطرح.. إنها معادلة بسيطة يمكن لكل زوجة إتباعها.

يقول الدكتور يحيى حمدي : من تلك المرأة التي يمكنها أن تمثل الاستثناء من

تلك القاعدة " الخائبة"، ومن هي المرأة التي بمقدورها أن تحتفظ بمشاعر زوجها

حيالها دون أن ينال منها التغيير الذي تفرضه – عليها وعليه- عوامل الزمن واليأس

إنها ببساطة المرأة المجهولة.

فالرجل تجذبه في شخصية المرأة المناطق المجهولة فيها، ويستفز تعلقه بها كم

" اللوغارتيمات" التي عليه أن يحلها فيها.. فهو لا يشجيه أن يجدها كتاباً مفتوحاً يمكن

أن يقرأه بسهولة.. ولا يسعده أن يجدها خارطة سهلة يمكن أن يفك رموز تضاريسها

بيسر وسلاسة!.

فالغموض في شخصية المرأة، والعطاء المدروس والامتناع المحسوب يجعل المرأة

في عيني الرجل لغزاً ... يسعى دوماً في صحوة ومنامه إلى حل طلاسمه ليرضي

غروره التاريخي والفطري.. ونزعته إلى الإحساس بالامتلاك الكامل الذي ينتقص

منه أي قدر من الجهل بموضوع الامتلاك.

فلو أن المرأة جعلت من صمتها أحياناً ومن غموضها أحياناً أخرى ومن تجديد

" ما سبق له معرفته" أحياناً ثالثة.. ومن تقديم المشاعر " المعلومة" بطرق

" غير معلومة" أحياناً رابعة. ومن مناورة فضوله بذكاء " واستغباء" أحياناً خامسة.

أقول لو أنها جعلت من كل ذلك أسلوباً لها وطريقة تخاطب فيها غرائزه فطريته لوارته

التراب بعد عمل طويل ولسان حاله يقول كما قال قيس بن الملوح من قبله..

مازالت في النفس حاجات إليك كما هي!..

إن المرأة التي تعرف كيف تنفخ " قبلة الحياة" من روح حياتها مع رجلها بتحديد مشاعرها

ناحيته كلما نالت منها "روتينية" الأمان وبلادة النسيان، وباستدعاء كبريائها تجاهه كلما

اطمأن إلى استسلام الأنثى وسكون الحلال، وقدمت نفسها له في ثوب جديد وصورة

جديدة كلما أصابه " نفور" اختلاط الطعم السابق باللاحق وزهد امتلاك المتاح.

إن المرأة التي تعرف كيف تفعل كل ذلك سوف تحتفظ بزوجها إلى الأبد ولو طاردته

كل نساء العالم.

وإن حدث ذلك كيف تتصرف المرأة ؟

إذا ما شعرت بأن زوجك يقوم بتصرفات مراهقة، عليك بإتباع الخطوات التالية:

- لا تضطربي، وحافظي على هدوئك إذ يجب أن تكون ردة فعلك رزينة وحكيمة

و لتعرفي كيف تتعاملين مع الموقف.

- لا تشعريه بأنك تراقبين تصرفاته أو أنك انتبهت إلى التغيير الذي طرأ عليه

ولا تنتقدي تصرفاته لئلا تثيري معه المشاكل قبل أن يتاح لك التصرف لتجاوز الأزمة.

- أبدي إعجابك بمظهره وأناقته وسرورك لاهتمامه بأناقته، واطلبي منه أن يشتري

لك ثياباً جديدة وبذات الألوان التي يرتديها لتشكلا معاً ثنائياً منسجماً، مما يشعره

بأنك أيضاً مهتمة بنفسك وأنه ليست في واد وهو في واد آخر، وأنك مهتمة مثله

بتزين نفسك، فينتبه انه ليس الجذاب الوحيد في البيت.

- لا تعترضي على أي نشاط يريد القيام به معللة بأنه أصبح كبيراً ويجب أن يرتاح

فإن ذلك سيجعله أكثر إصرارا على البحث عن امرأة أخرى ترى فيه القوة والشباب

وتشعره بذلك، وأشعريه أنك دائماً معجبة به وبكل ما يقوم.

- حاولي التقرب منه أكثر من السابق، وطهري بيتك من المشاكل، واجعليه يجد في

البيت الراحة والسعادة .

- أشعريه واشعري معه أن هناك الكثير من الأحلام التي لم تتحقق، وأنك معه تأملين

بتحقيقها، وأن غداً جميلاً ومشرقاً ينتظركما معاً، فالهداف المشتركة دوماً سواء كان

الزوجان في سن صغيرة أو كبيرة هي من تزيد قرب الزوجين من بعضهما وتجعل الأمل

في الغد يتجدد دوماً.

- لا تسخري من مشاعر المراهقة التي يمر فيها، فليس منا من يريد أن يشعر بأن

دوره قد انتهى وأنه خلّف الشباب وراءه دون رجعة.. إن فهمك لمشاعره سيجعلك

تحسنين التصرف معه بدل من السخرية منه أو انتقاد تصرفاته.

- كوني له الصديقة التي تتفهم مشاعره من دون الدخول في التفاصيل المحرجة

والزوجة التي تشعره بقوته وجاذبيته وبأنه لازال مرغوباً كالسابق وأكثر.

- اهتمي بنفسك وبمظهرك وعززي ثقتك بنفسك وتمسكي بكبريائك، البسي ومارسي

الرياضة، اهتمي بغذائك ، تجملي دعيه يرى الشباب معك لا بعيداً عنك، ولا تقولي

أني كبرت وراحت علي، فإن شعرت بذلك سيشعر هو به ويبحث عن أخرى.

Comments (4)

On 27 يونيو 2010 في 2:15 م , غير معرف يقول...

لماذا يراهق الأربعيني ليت حوى تعرف سر التعامل بإتقان ومهارة فائقة حتى لايرهقه وترهقه فيراهق !ربما يسأل البعض مثلي تماماً تُرى ماهو الدافع والسبب في جعل الأربعيني مراهقا أليست هي من تكبره أو تصغرة سناً سبباً . أعتقد إن حاجة الرجل بالعطف والحنان ومشاعر المحبة الصادقة بكل الوسائل المقربة إليه لها أثرفي جعل الحياة مستمرة فالبوح وكلمة الحب الخاطرة والهمسة من الأعماق تتغلغل في الأعماق وتأجج المشاعر وتجعلها متجددة وجياشة في نفوس الأحباب لاسيما الكثير مما ذُكر أعلاه من فن التعامل وإتقانه لمن له دراية تامة في جعل الأمور تسير إلى نصابها الأعلى . ولي سؤال أخيتي فاطمة بإعتقادك من المسؤول عن جعل المراهق الأربعيني يراهق إذا صح اللفظ .
وهل المسؤولية شاملة كلاهما أو إحداهما . فإن كان فخوفي على حمم البراكين التي تتدافع تبعاًوربما تثور كمايقول العالمون في أي لحظةمثلهاكبركان نابولي مثلاً . لكنه ثوران من نوع مغاير .
شكراً من الأعماق لإتحافنا بمواضيع ذات قيمة.
سأنيخ مطيتي كلما جنحت سارية لأشتم النسيم .
مخلصكم آسر .

 
On 27 يونيو 2010 في 5:04 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

كلما أنخت مطيتيك ستجد مكانك بين اخوانك..فنسائم تشتاق لبث هوائها لتشتمه جميع الانوف الراقية..
اما سؤالك عن المسؤول عن جعل المراهق الاربعيني او الخمسيني او الستيني يراهق فبالطبع من تقف جواره وتسانده ...
والمسؤولية مشتركة والهموم متقاسمة..
لست ضد او مع فالاثنين كالعينين بهما سويا يُرى كل الجمال ..
وكم نحلم ان نرفق ونصير مكملين لا عابثين بحياتنا
محركين لسفينتا في الاتجاه الصحيح.
والا بربك قل لي لاي اتجاه يتحرك قارب يدير كل طرف منه باتجاه معاكس..
لو عرفنا مكان الالم فسيم العلاج بلا اربع او خمسين
دمت بخير..

 
On 29 يونيو 2010 في 1:52 ص , غير معرف يقول...

شىء غريب فعلا بينما تهداء المراة وتريد الاستقرار والهدوء بعد رحلة طويلة من التعب و الكفاح ن تستيقظ فجاة على ان زوجها الاربعينى وربما الخمسينى يريد ان يبداء حياته مع اخرى صغيرة ، هل هو عشقه للتجديد ام ان صفات الرجل عامة تدفعه لرحلة الكفاح للابد ام انه يستغل المراة الى ان تنتهى وتتلاشى ومن ثم يتجه نحو اخرى ليفعل نفس الشىء بها ؟ الموضوع صعب لكن شىء واحد يمكن للمراة ان تستفيد منه ألا تثق برجل ابدا كلهم فى النهاية ذكور يعيشون فى مجتمع نظمه الذكور لانفسهم حتى عقول النساء وُجهت لتنقاد نحو انحرافتهم حقيقة لا اجد فى الرجل المراهق الذى يفعل هذا شىء يحترم بل ان جرايمته فى نظرى لا تختلف عن المنحرفين يجب ان تعالج . عبير المعداوي

 
On 29 يونيو 2010 في 9:38 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا استاذتنا عبير ..شرفي مرورك عندي..بعد غياب
اختي الفاضلة ..
احترم رأيك ومداخلتك . الا تعتقدين انه تعميمك اجحاف بحق الرجال..
صحيح ان البعض وليس الكل كما وصفت واسوء من ذلك ويحتاج لمحاكمة انحرافه وتسببه في خضوع وكسور لكن ما زال الخير باق وما زال بعض الرجال كالماس النقي يحتاج لقلب يحافظ عليه فيدوم رونقه ..
قد تكون التجارب التي نمر بها ادله لنا او علينا ويبقى ان نرفض المراهقه ونسير بطريق الاعتدال في العلاقة الزوجية التي تسعد قلبين وتوجه اجيالا نحو قمة السعادة..
بورك وجودك وحضورك