لليومين الماضيين كنت في دورة الذكاء الأسري و لعل الأسرة هي اللبنة المهمة لبناء حياة جيدة للإنسان  و عليه 
فمستحقاتها علينا كثيرة جدا في السعي لتحقيق السعادة فيها .
أثار المحاضران الفاضلان د. جاسم المطوع و د. عوض مرضاح الكثير من النقاط المهمة و الرائعة للوصول
إلى استقرار نفسي و أسري و مجتمعي نسعى جميعنا للسكون به لتحقيق الحياة الآمنة السعيدة .
ففي حياتنا نواجه الكثير من المشاكل الأسرية بعضها ظاهر و البعض الآخر خفي , بعضها دائم و الآخر مؤقت 
و بلا شك لكل طرق تعامل تخصه  .  تعالج المشاكل الدائمة قبل المؤقتة في ظل تخطيط مناسب لها لأن المؤقتة ستزول
سريعا بزوال السبب لكن الدائمة هي مجهولة السبب الذي يجب اكتشافه .
أمام مشاكل الحياة نحن نقف بين علاجها بطريقة ينهيها أو بين توظيف هذه المشكلة أو التكيف معها و يأتي آخر
العلاج الصبر , و الزمن بلا اختلاف هو جزء من العلاج  .
قد تتطلب بعض المشاكل العلاج القطعي و الفوري لها و لكن البداية بحلها 100% ليس جيدا لأنه سيستنفذ كل
أوراق الحلول المرنة و يختصرها في الإنهاء لذا فمن الذكاء ممارسة الوجهات الأخرى للحلول كجزء من العلاج .
ثمة محطات تغير الإنسان و تنبهه لمراجعة خطه الذي يسير عليه علّ أكبرها يظهر عند وقوع المصائب التي تنزل عليه
فتتركه في مراجعة صارمة لكل جزئياته , و تأتي الأسباب الربانية التي يوفق لها الإنسان كالدعاء و الصدقة ..الخ كجزء 
من التغيير الذي يلم بالحياة ثم يكون القرار الحاسم من الذات نفسها برغبة التغيير .
نحتاج بلا شك للوصول لأفكار ذكية في مواجهة المشاكل الأسرية الزوجية أو تلك المتعلقة بالأبناء و نحتاج للوصول
إلى سعة خيال تدفعنا لابتكار المزيد و المزيد من الحلول لنخرج بنتيجة ترضينا و في رحلة البحث عن الأفكار
محطات استراحة في الحياة و سؤال لأهل الاختصاص الذين يؤكدون الطريق .
فكل مشكلة تحتاج لخيال لنخرج بأفكار لحلولها .
هل تعلم  أيها القارئ أن 25% فقط من تطبيق المعلومات التي نعرفها في الحياة كفيل برفع مستوانا و تحسين الحال
إلى ثلاث أضعاف ما هو عليه ! فلنحرك إذن هذه الطاقات و نسخر المعلومات و الآليات لتحقيق النجاح الأسري
و النجاح العام المجتمعي .
قد نحتاج إلى جلسات خاصة في إطار العلاقات الزوجية للوصول لحوارات مفيدة و التخطيط لحل المشكلات و لكل 
طريقته الخاصة و لكن ما هو أهم هو الصدق في اللحظات مع النفس و طرح سؤال : هل فعلا أريد أن أغير ؟
و ستفيد تمارين الاسترخاء المعروفة في الانتقال إلى أجواء جيدة تجلي الفكرة المختبئة بين ثنايا اللحظات الزمنية .
أيها الأزواج نساء و رجالا تعلموا الثناء بدون سبب فالحياة تستحق , أثنوا على أبنائكم و على أنفسكم و من حولكم
تبادلوا الهدايا التي وصانا النبي عليها في قوله ( تهادوا تحابوا ) فالهدية سلوك إيجابي و السلوك يؤدي إلى نتيجة .
توقفوا و انظروا هل العلاقات في تحسن أم تراجع و ابحثوا بجدية في أسباب تراجعها , شاركوا بعضكم بالاهتمامات 
و تأكدوا أن لكل مشكلة ثمرة وعيتموها أم غابت عنكم .
ثم كان ثمة عنوان لافت في مادة الدكتور عوض يحمل اسم ( الخيانة ) و لعلها بوابة كبيرة لمعاني الخيانة 
الحقيقية , القلبية , النفسية , المسئولية , التربية .
لكن ما يؤكد الدكتور عليه هو أن الخيانة أيا كانت فهي غالبا ليست مشكلة قد يمكن استعمال طرق العلاج الخمسة 
المذكورة أعلاه و لكنها نتيجة لمشكلة أي أنها عرض لمرض فإذا عثر على أسباب المرض أمكن علاجه خصوصا إذا 
توافقت الرغبة في هذا .
لعل من أسباب الخيانة سريعا -و قد أفردها بموضوع خاص لاحقا إن شاء الله- أقول من فهمي للدورة أن من أسباب
الخيانة أيا كانت أسبابا نفسية , شرعية , ذهنية , بيئية , سلوكية و لعلك أيها القارئ تستحضر أمثلة كثيرة 
حول هذه الأنواع فقد يكون عدم الالتزام بالأذكار و البعد عن الرقابة الذاتية أو عدم وجود برامج إيمانية أو تتبع الشهوات 
أو الغفلة أهم الأسباب الشرعية .
و يدخل القلق و الخوف من المستقبل و الوسواس , ضعف الشخصية , النظرة الدونية للذات , والأمعية
يدخلون في محيط الأسباب النفسية , ثم تأتي الأسباب الذهنية لتؤكد و ترسم طريقا لهذه المظان فتأكيد التوقعات 
باستعمال قانون الجذب و الذي أشار له النبي بقوله تفاءلوا و حثه على الاستبشار و توقع الخير ,
ثم تكون البرمجة السلبية العكسية من النفس مزلقا للوقوع من حيث تركيزها على السلبيات و ارسالها رسائل سلبية 
و تقف أكبر مسبب ذهني للخيانة و هو الحديث مع الذات .
علينا التركيز على  الأساب السلوكية فهي تتركز على السبب و ليس على النتيجة .
فمن الأسباب السلوكية التصرفات المريبة كقفل شاشة التلفاز فجأة عند دخول الشريك أو المسئول , الانتقاد المستمر
الذي يقود إلى سلوك سيء و التنبيه في هذه النقطة إلى أهمية مدح الآخر و الثناء عليه لتعزيز الثقة في ذاته .
ثم الاعجاب بالغير و الذي يرسم خطا للغيرة فزوج يمتدح امرأة في التلفاز و يثني عليها أمام زوجته جارحا مشاعرها
و تاركا حبلا غير معقود يجرجر أفكارها و مثله المرأة .
في إحدى الاحصائيات تبين أن 95% من المشاكل الزوجية تكون بسبب عدم فهم الطرف الآخر و يكون الحوار
حلا ناجعا في حينها .
يقتل الغموض الدائم أجمل لحظات الصفاء و يزج بالآخر في بوابة الشك و التي قد تفضي به إلى الخيانة .
لغة الحديث و الجسد من أهم الأسباب السلوكية فإظهار الانزعاج من رؤية الشريك أو التأفف أو الكآبة التي تحل على 
تقاسيم الوجه أو الصد حتى في الفراش الزوجي كلها دلائل و إشارات تقود لمسببات الخيانة .
و تدخل الأسباب البيئية كالاعلام و ما يحمل و كالصداقات المتنوعة و المجتمع و تربية الوالدين ذاتها و المدرسة في
صياغة كيانات قابلة للخروج عن المسار .
في قاعدة تلم الكثير مما سبق ( من يحب لا يخون ) و التوقف معها لكم دون تعليق مني .
عليه فالحب هو العلاج الوحيد لعلاج الخيانات التي هي سلوكيات غير جيدة تؤذي شريك الحياة 
فهل للحب من طرق يَجُّب لُبَّه بها ؟ نعم هي كثيرة لكن المهم هو تطبيق هذه الطرق و الممارسة الدائمة لها 
فالقلوب كالأرض تحتاج سقيا بالحب و إلا لصارت قاحلة جرداء .
و لا يفوتني ذكر مادة كتابي ( روح الإبريز ) و الذي طرحت فيه الكثير من طرائق الوصول للحب و بحثت 
في أسباب فقدانه في القلوب و المجتمعات و أحيل للرجوع إليه لتجديد العهد بالمعلومات التي ستثري الموضوع هنا 
جلسة الحب , تخيله , مفاجأته , طرق تجديده , النظرة له و إليه , كلمات الحب المفقودة , الهدايا لأجل الحب
لمسات الحب كلها حاجات تطرق باب القلوب العطشة في العلاقات الزوجية .
من الذكاء الأسري التغلب على الغيرة التي هي سلوك يثور بين فترة و أخرى هو هدوء و عاصفة , ماء و نار 
حب و انتقام , يجمع الأضداد عندنا يرغب المحب بالتملك و قد يكون للتجارب البائسة مع الغير دوافع للغيرة 
على الشريك الجديد , ثم يأتي خوف الفقد و عدم تلبية الاحتياج من أهم أسباب الغيرة 
و يبقى الطبع اللشخص الغيور مسيطرا عليه لكن بممارسة التمارين و محاولة التفهم للوضع يمكن الخلاص من هذا 
العرض القاتل للسعادة , بمزيد من الاهتمام و الرعاية الصحية و المشاعرية و التطويرية للشريك بالإنصات له و تحقيق
 الرغبات قدر المستطاع .
لتحقيق الذكاء الزوجي ..استرخي لتُحدث حالة التوازن المطلوبة في حياتك لتحصل أكثر على مزيد من النجاح
و العطاء .
تنفس بطريقة 5*3*7 خذ نفسا عميقا من الأنف في خمس عدات تعدها ثم أمسكه في داخلك بمقدار ثلاث عدات
و أطلقه في سبع عدات مفرغا إياه م الفم بالتدريج , كرر التمرين ما يقارب سبع مرات صبحا و مساءا و مارس الرياضة
أيا كان نوعها لتصل إلى راحة جسدية و نفسية .
العب مع شريكك أيا كانت اللعبة و تذكر أن حبيبك المصطفى سابق و مازح و لعب .
جدد قدر المستطاع بكل الطرق الممكنة , ركز على الإيجابيات و حينما تفشل فتواصل مع المختصين فلربما كان التوفيق .
ختاما بعد طول الموضوع الذي جمعت لكم فيه أبرز النقاط و أهمها بإيجاز أتمنى وصول فائدته 
عليكم باستراتيجيات المهارات الأربع للذكاء الأسري ..
1- الوعي بالذات 
2- إدارة الذات 
3- الوعي الاجتماعي 
4- إدارة العلاقات 
و إذا ما أردتم وصفة الذكاء فإليكم ما ختم بها الدكتور عوض 
أغلق الملفات القديمة ثم افتح صفحة جديدة ,و بادر 
شكرا لقرائتكم قراء نسايم و رجائي في وصول الفائدة إليكم مع كل المحبة لكم . 










Comments (0)