كان لنصي ( أرجو الأفضل نصيب جيد من قراءة الدكتور محمود نصر أترك لكم النص و القراءة له ) 


قراءة في النص للدكتور محمود نصر  : قرأت كلمات القصة كلمة كلمة.. أعدها تارة.. وأعيد ترتيبها تارة.. وعندما قال لها :" أتحبيني.. قالت :جدا.." توقفت هنيهة أتأمل.. فإذا بالموقف يتناسب فيه الفعل مع رد الفعل.. فالحب بينهما ما زال في مهده.. فأقصاها عاما ثم عاد يسألها ":أتجبيني .. فأجابت : فوق ما قد يخطر ببالك.." توقفت ثانية لأسأل نفسي هل جد في الأمر شيء؟ أجبت نفسي الثالثة ثابتة.. فأقصاها سنوات طوال , وعاد يسأل عنها فوجدها قد فارقت الحياة .. كتب ورقة غرقت بدمعه "ولأني أحبك فقد قسوت". وإذا بإلحاح يشتد عليَّ أن أرتدي نظارة الPsychoanalysis تلك التي دائماً ما أضعها على أنفي عند تعاملي مع السرد السيكولوجي, وأنا اعترف بانجرافي في تيار ذاك النوع من السرد, حيث أعشقه قراءة وكتابة. عند تقمصي دور الPsychiatrist في تحليلي قصتكم تلك وجدت عنصر ال Masochism تفوح رائحته لتطول القاصي والداني, وأنا كنت قاصياً. رأيت تلك البائسة وقد تخضبت في حياض ال Masochism وأسلمت لها كينونتها, فصارت تتحرر من كل ما يشعرها بسلطة لها على ذاتها, مستمدة نشوتها, بل لذتها, بل كل ما رغبته من كونها مجرد ترس يدور في آلة, وآلتها لا ترحم, وما تزال تستلذ بقسوته, وما زالت براثن الآلة تندس بين شحمها وعظمها, وهي تقول هل من مزيد, وهي تزمزم دمائها, وتقول "ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب". وإن كانت أنوثتها لتبدي اعتراضاً على مجريات ما يحدث, فلتنكر أنوثتها, فلتتخلص منها, فلتتماهى مع تلك الآلة الذكورية التي لا تنشد منها سوى أربتها, وها هي راضية عن التضحية بما تملك طوعاً أو كرهاً, فعطاءها لذة, وعذابها نعيم, والتهامه لها يضفي على حياتها رونقها, بل معناها. إنما هي حالة سيكلوجية عصية, ومدعاة إلى التحليل, بل والعلاج. وها هو النصف الآخر قد تأتى جد موافق حتى نستطيع القول بأن قد وافق شن طبقة كما يقول المثل. إنما هي شخصية (ذكورية هاتيك النوبة) Sadisticبكل معاني الكلمة. تصاحبت في تلكم الشخصية من العوامل الخِلقية والخُلقية ما أهلتها لحمل اللقب الذي أمنحه إياها. فالجسد مغترب, والقلب قد قسا, تملكته عواطف هوجاء. إنما هي المطية لا الصاحب في السفر. دمية يتلهى بها, وما أكثر الدمى! اعترف الجاني بجريمته, " ولأني أحبك فقد قسوت".. وكاد المذنب أن يقول خذوني. أنانية مقنعة بقناع يخفيها. ستكون بين يديه كالوردة الحمراء التي يرتشف رحيقها. حتى إذا ما ذبلت بتلاتها, داسها تحت أقدامه, ويجري لاهثاً باحثاً عن سواها. لقد وقفت مطولاً هنا والعقل مني في شغل أمام تلكم الوردة الحمراء. وإني إذ أخط تلكم الحروف أكرر في ذهني أبياتاً ما أجملها لشاعر الإنجليزية الأشهر في عصور الرومانسية الذهبية William Blake. تلك القصيدة المعنونة "The Sick Rose"المنشورة عام 1794 ضمن ديوانه الذي يحمل عنوان "Songs of Experience".تلك الوردة (وكلمة وردة بالطبع لا تقتصر على معناها الحرفي, بل إن معانيها الرمزية في القصيدة لتنوء بالعصبة أولي القوة). أقول تلك الوردة تعرضت للاغتصاب على يد من وهبته حياتها, ولكنه لم يصن الجميل. وإني إذ أعتبر نفسي من عشاق William Blake ومن عشاق تلك القصيدة على وجه التحديد,حيث دائماً ما أقرأها على مسامع طلابي المتخصصين في دراسة الشعر الإنجليزي, فإني أنتهز الفرصة لأسوق أبياتها قليلة العدد المفعمة بالمعنى حتى يشاركني القراء متعة قراءتها. O Rose thou art sick. The invisible worm, That flies in the night In the howling storm: Has found out thy bed Of crimson joy: And his dark secret love Does thy life destroy. أعود لشخصيتنا, وأقول حتى ما شرعه الله حلالاً, أحاله إلى أمر يتم عنوة, فها هو يعلن مؤكداً انه أحبها فقد قسا", وهو راض عما اقترف, راض عن عنجهيته وفحولته وذكوريته, وهنا يثبت رجولته. أراك يا شهريار وقد بعثت من جديد. قم يا شهريار, استعرض فحولتك, واعرض أمام الناظرين رجولتك. فرفيقة ليلك بائسة مستكينة كمن سبقنها من جاريات, لا تعمر الواحدة منهن معك سوى ليلة واحدة. قم يا شهريار ونادي على مسرور, دعه يسفك دمها.. دعه يلحقها بسابقاتها.. دعه يمثل بجسدها.. وبارك بالنظرة الحمقاء دمها.. بارك بالفكرة الآثمة روحها الصاعدة إلى ربها.. اسعد بفحولتك.. تباهى أمام الناس بذكوريتك.. فسوف تندم ولات حين مندم.. دام إبداعكم أستاذة فاطمة.. دام عطاؤكم.. دمتم بخير. ******************************


Comments (1)

On 25 سبتمبر 2013 في 11:52 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

شكرا جزيلا وافرا دكتور محمود ..لا عدمت فضلك علي يا معلمي .