مر اليوم بطيئا فسالم ينتظر الغد وبعد الغد حتى يلتقي بالمحبوبة
في يوم الزفاف كانت سلمى تتجهز فقد استيقظت صباحا لتستعد للذهاب للمزينة لكنها كانت متعبة من اثر الزكام الذي اصابها من اسبوع ولم تنته اعراضه ربما بسبب الارهاق الذي تعانيه فسهر الضيوف معها والازعاج والناس الذين يملئون البيت كل هذا ويزيد عليه


اقتراب موعد الحفل ما يسبب ضغطا عليها

أخذتها أمها  للطبيب فأعطاها حقنة مسكنة وأخرى منشطة ومحلولا وريديا علها تستعيد بعضا من نشاطها .
بعدها ذهبت للانتقال للمرحلة الثانية وهي الزينة والمكياج .
بدت عيونها غائرتين  من التعب لكنها فرحة وتقاوم الارهاق بالفرح
وصلت للمزينة وبدأت في تسريح شعرها بعدها شعرت بالجوع فلم تجد شئيا تأكله من غير ان يغير رائحة فمها او يؤثر على طاقتها فقررت ان لاتأكل شيئا غير حبوب الفيكس المخففة للالتهاب .
مرت ساعات طوال قضتها عند المزينة وانتهت الجميلة بعد  أذان العشاء وتكاد تسقط من الجوع وانهاك المرض لكنها مقاومة الفتاة ليلة عرسها.
بعد انتهائها بدت كالقمر يوم اكتماله ذهبت لمكان العرس ولما دخلت غرفتها انبهر الجميع ممن شاهدها بجمالها وصاروا يرددون ماشاء الله ربي يحفظ هذا الجمال.
لبست فستانها الابيض الذي طالما حلمت به  كحلم أي فتاه و بدت تشعر بشعور اختلط فيه الخوف والرهبة من هذه الليلة مع فرح غامر وشئ من الارهاق .
اقترب موعد رؤية سالم لزوجته حسب العرف المتفق عليها  فناداه خاله هيا بني الليلة لك فقط تفضل معي .
هنا لم تتحرك قدماه خوفا فجره خاله بقوة هيا ما بك
يارجل اذكر الله .
تنفس عميقا وقلب عينيه وقال هيا انا مستعد , وكأنه مقدم على حرب ضروس يخشى فيها الهزيمة .
دخل العريس المتأنق بكامل زينته ورائحته التي تفوح عودا وبخورا ليشاهد جمالا فتانا ومخلوقا غريبا ينتظره هو آية من الجما ل والروعه لم يتكلم فلسانه عاجز عن الوصف لكن بسمته زاد عرضها حتى لم يبق الا القليل وينشق فمه من شدتها .
جلس الى جوارها  وهي تنتظر للاسفل خجلا وناداها سلمى كيف حالك .
لم ترد عليه بسبب الحياء الذي ضرب اركانها هذه الليلة الرهيبة
لكن العادات الطقوس تلاحقهم فيلزم ان يلبسها هديته من الذهب حتى يرى الجميع انه رجل يقدر على القيام بهذه الزوجه خير قيام
البسها عقدها وحاول ان يربطه لكن لا خبره له في الموضوع فكانت تبعد رقبتها وتحنيها حتى يتم التثبيت لكن سالم يجول بناظريه في اشياء اخرى انها قريبة منه الان يالله ما اجمل بشرتها عنقها طويل وجميل وبدأ يكلم نفسه في حديث خاطف قطعه صوت خالته دع عنك يا بني انتم الشباب المبتدؤن لا خبرة لديكم بمثل هذه الامور.
اصلحت العقد وبقيت الاسوارة حاول ان يلبسها لكنه فشل في ربطها ولم يفشل في لمس كف سلمى الناعم ناداها ..جميله هذه النقوش .
ردت بصوتها الدافئ ليس الان يا سالم .
رشت احدى الصغيرات حفنة من الورود الحمراء فرحا فانتشرت فوق الرؤوس وفوق العروس ودخل شئ منها في جيدها نظر سالم نظره حملق فيها عيونه ومد يده فأخرج بعض الوريقات .
نادته سلمي ... دع عنك هذا سأذهب فالجميع ينتظرني .
الى اين يا سلمى انا انتظرك من وقت طويل ..لا تذهبي ..
سالم ساعة وأكون معك .
جلست العروس والنساء تنظرنها وتبارك للام وتدعو لها بالفرح والسعاده والتوفيق.
مرت الساعة وسالم ينتظر على احر من الجمر .
نادى خاله هيا يا خالي ..اريد ان اذهب ..!
ابتسم وقال له حسنا .سأوصلكم للفندق لتبيتا اليوم فيه .
في السيارة جلست سلمى اول مرة جوار سالم وجلس سالم جوار جميلته كان كلا منهما قابضا كفه .
لم يهمس ايهما بكلمة وكأن السيارة خاليه .
ثم همس لها لقد رأيت عينين فاتنتين يوم الحناء لحظت فيهما شغبا جميلا ..فردت عليه بصوت خافت وهادئ حتى لا يسمعها ابوها : وأنا رايت شعرا كثيرا فوق اصابع قدميك لانها الشئ الوحيد الذي رأيته منك .
ابتسم ماسكا بيدها وهي ترتعش فقرر أن يتركها .
مر الطريق الطويل وانتهي بوصولهما نزلا للفندق ولحقهما ابو سلمى.
جرت ثوبها الطويل والناس يختلسون النظر ماذا تحت العباءة السوداء ؟.
صفقوا لها تحية ومباركة فهذا أقصى شئ  يمكن فعله.
 صعدا للغرفة الخاصة بهما .
ادخلهما والدها ثم سلم على ابنته ..سلمى اتمنى لك التوفيق ساذهب الان ..
خفتت الغرفة من الهمس والبوح والحركة كل في مكانه ..
سلمى تجلس في حياء وسالم لا يدري ما يفعل ................................؟!!
 مرت ليلة من الليالي التي لا تنسى .
في الصباح صحا سالم على انين زوجته الممدة بجواره ..
لقدر ارتفعت حرارتها جدا وصارت تهمس بكلام غير مفهوم فاتصل فورا على خاله .
اسرع والداها واخذاها الى الطبيب  نظر الطبيب اليها ..الم تذهب عنك الحرارة ..؟! حسنا ساعطيك محلولا اخر .
جلس زوجها بجوارها ومن الجهة الاخرى الطبيب الذي باشر بنفسه اعطاء الحقنة وكان يقول في قلبه مسكينة عروس تصبح في مستشفى ..
اعطاها العلاج اللازم وبدا عليها التحسن , خرجت من عنده لتكمل باقي المراسيم المعتاد عليها .
فاتجهت صوب المزينة مرة اخرى انها رحلة عذاب جديدة للعروس تنتظر فيها حتى تنتهي من المكياج مرة اخرى كم هائل منه يثقل عيونها وخدودها لكن المضطر يفعل الصعب.
 يجب ان تنساق وراء هذه الامور فهي عروس ويجب ان تبدو في اجمل حلة .
انتهت وعادت للبيت ولبست فستانا ازرق جميل صارت كفراشة ملونة جميلة تزدهي بالالوان المتناسقة .
خرجت وشاهدها سالم حيث ستركب معه في السيارة لاول مرة وقال ربي احفظ هذا الجمال..اسمعي يا سلمى لاتتأخري لا اطيق البعد عنك كم ستبقين ..ابيتسمت وقالت ساعتين ..
بلع ريقه ..حسنا كما تحبين ..
مشت ونزلت من السيارة ورفعت قدميها لتصعد الدرجة فانكفأت وسقطت على وجهها ....
قالت عندها ما اتعس حظي ..يالي من عروس .....
امسك سالم بيدها ..لا باس حبيبتي انه الزكام  يفعل الافاعيل .

Comments (4)

On 28 يناير 2010 في 2:15 م , غير معرف يقول...

ياسلام على العروسه تحسي كأنها تحارب . لكن ايام العرس لها شعور خاص مثل ماقلتي فرح مع تعب مع قلق خلطه خاصه بالزواج
واول لقاء له ذكريات وحتى اول نظره تحسي تشوفي زوجك بشكل ثاني ,تصدقي اني احيانا اجلس واحاول اتذكر شكل زوجي لما شفته اول مره وتجي الصوره وتروح ومهما استعنتي بصور الفيديو ماتغنيك عن الشعور
معليش طولت
لكن مدونه رائعه واعجز انا عن كتابه مثلها لان يوم العرس كنت مخدره واشوفالعرس كأنه فيلم هندي هههه
وفاء

 
On 28 يناير 2010 في 3:09 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

شفتي عشت الجو وتذكرت ايام عرسك صح هذا اللي كنت ابغى اوصله واجدد معاك شوي والا ما تزوج يتخيل كيف بيكون يوم عرسه
الله عليك وعلى مرورك
تحياتي

 
On 30 يناير 2010 في 7:19 م , أمواج صامته يقول...

قصه ظريفه وفيها مواقف كثيره
بس اللي لفت نظري أن سالم ماشفش سلمى الا يوم الجواز
طيب ازاي اختارها ولا علشان بنت خاله يعني بيعرفها من وهم صغيرين(وانت مالك ياحشريه ) هههههه

 
On 30 يناير 2010 في 10:41 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

ههههه دمك عسل امواج
بس العادات القبلية تحكم بن الرجل لا يرى خطيبته الا يوم العرس وهذا قديما لكن الان قد تتكرر نادار في بعض العوائل
يا ليت عزموك كان شفتيهم
هلا فيك قلبي صديقة دائمة