بين الجدران الاربعه وفوق نصف السرير بقيت معلقة امالي والآمي ...

هدؤها مخيف وصمتها مرعب و رائحة المعقم تزيد الامر رعبا ..
لا يقل رعبها عن مغسة الموتى فكلاهما له علاقة بقلب الانسان تلك تودع وتغسل والاخرى تستقبل وتغسل ايضا ..
ساعتين مرتا علي كسنتين ..عقارب الساعه لا تريد الحراك ...بطيئة جدا تكاد تحسبها خربه .
كل قليل تدخل الممرضة وتنادي لا بأس انت بخير..واقول اي خير تريني فيه ..انني اتعلق واتشبث بالامل في ان لا اموت ..انني اشتم رائحة الموت واحس الآلآمه تقطعني الا تعطينيي دواء او سما ينهي الالامي ...ارجوك ...
كل مفصل في جسدي يؤلمي وكل عرق يشتد بقوة وكأن شئيا ينتزعه من لحمي ..
آه ..آه ...صرخة قوية تدك المكان ..فجارتي في الغرفة المجاورةبدأت تلفظ انفاسها اقصد زفراتها وبدأت المحنة الحقيقية لها والصراخ من حولها ..اصبري حاولي ثواني يا سيدتي ..!!
ثم يشتد الصراخ وفجأه تنتكتم انفساها ويهدأ صوتها فلا اسمع الا صرير اسنانها وكلمة ساموت ساموت ياربي ارحم ضعفي بين يديك ثم بكاء صغيرها ...ضحكات قوية واااااااو الحمد لله انتهى كل شئ ....انظري فتاة كالقمر .
بدأت اسمع صوتها تبكي وتضحك في خليط ممزوج بصوت محشرج لن تسمعه الا في تلك الغرفة ..
بعد قليل بدأت تقول اعطوني الهاتف ساكلم زوجي وكأن شئيا لم يحدث وكأنها لم تكن في سكرات قبل قليل ..عادت لها الحياه وعادت البسمة وعاد الامل..يالله كم هي جميلة هذه التناقضات في عقل المرأة ...كم هي جميلة تلك الحياه الجديدو التي تبثها حواء .
عادت الزفرات وبدأت الخناجر تطعن خواصري ..فتوسلت للطبيبة قلت ساقبل يديك اعطيني شيئا يخلصني من الموت ...
هي تضحك لن تموتي انها مسألة دقائق ..ثم تذهب وتتركني اصرخ واولول ..
لا فائدة من هذا النشيج ...بدأت انفاسي تتسارع وبدأت اكتمها خوفا من ان تسمعني الطبيبة ...لا اريدها الان لقد توجهت بكامل قلبي لله ...اتضرع اليه واتذكر كم انا ضعيفة ...ما انا الا قطرة في بحر ...يارب ساعدني ...يارب لا احد ارحم بي منك ...
عرفته من يقين قلبي ...وشعرت بالايمان يتغلغل في جسدي ...لحظة ضعف لا تدانيها لحظة ...لا ينفع الا وجهه ولا يخلص من الموت الا رحمته ...
بكيت دموعا جافة لا تخرج من حرقة والم ..لن يشعر بها الا من ذاق هذه الالام لا يجريها وصف ولايصفها قلم ..
تصورت في هذه اللحظة اني في عالم اخر واني اطير فوق هذا السرير واني احمل طفلي بين يدي...انكتم نفسي وتوقف قلبي وحشرجت قليلا كاني اغرف في ماء عميق وصرخ طفلي ...
هرولت الممرضة والطبيبة ومساعدتها والجميع يتلقون هذا الوليد وهم يرددون ماذا فعلت ..لما لم تنادي ...ابستمت وقلت كنت مع من خلصني فله الشكر ..


Comments (6)

On 8 أبريل 2010 في 3:41 م , سوسو يقول...

الحمد لله على سلامتك

خلاص لا عاد تروحين المستشفى صرتي خبيرة وعندك خبرة

بهذا المجال الله يحفظ لك زهراتك آمين يارب

كثير من يشبهها بسكرات الموت او الموت البطيء

ياااااااااااااااااه يقولون ان الامه لاتطاق

وهي دقائق فقط فكيف لو كانت هذه الدقائق ساعات

اللهم ارحم ضعفنا

بصراحة هذا الموضوع لحالة يخليكي تفكري انك تكملي

دراستك هههههههههههه علشان ينسون موضوع الزواج

وبالنهاية الواحده تقول هذا قدر الله اذا جاء لن

يأخرة شيء فالتوكل على الله والتسليم له هو طريق

النجاااااااااااه .

 
On 8 أبريل 2010 في 4:59 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

هههههه ياسلام عليك سوسو هي اذية وتعب محبوب تحبه النساء على خطره
والسبب العلمي له ان هرمون ينفرز بعد الولادة يسبب نسيان الالم فورا فتجدي الوالده تبتسم رغم التعب والالم فسبحان الله جلت قدرته كيف تنسى النساء الالم وان شاء الله نسمع تجاربك بس فكرة الدراسة حل مجدي جدا ومفيد
منورة صديقتي

 
On 8 أبريل 2010 في 11:14 م , وفاء يقول...

حرام عليك انا ابغى انسى هذه الحكايه تفكريني ليش .لكن الحمدلله النهايه سعيده
فعلا فرحه الولاده غريبه جدا تحسي كأن الدنيا كلها صارت حلوه وكأنك ملكه هههه
موضوع لطيف .

 
On 9 أبريل 2010 في 1:02 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

معليه فوفو مو قصدي اثير مخاوفك انما القصد ان اهيئ قلبك للموعد المنتظر الله يقومك بالسلامة

 
On 9 أبريل 2010 في 5:22 م , امل يقول...

سبحان الله النسيان نعمه عظيمه ذكرتيني بالولاده
عارفه وانا في غرفة الولاده مع ان الالام قويه لكن اتذكر امي كيف كانت من زمان تولد من غير مستشفيات
الحمدلله عالنعمه اللي احنا فيها
في كل ولاده لي لما يبدأ الجد وتبدأ الالام اقول لنفسي ايش اللي رجعني للموقف هذا ؟ ايش اللي يخليني احمل مره ثانيه؟؟
وبعد الولاده على طول اقعد افكر متى اخلص الاربعين واتحنى واغير شكلي
كل هذا في غرفة الولاده قبل وبعد!
الحمدلله على نعمة النسيان والله يبارك لنا في اطفالنا ويرزق كل محروم

 
On 9 أبريل 2010 في 5:24 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

هلا امول بطلتك ومافي فايدة النساء لا يتوبون رغم الالم والتعب
الله يسعدك ويخفف عن كل متؤلمة