وتحية حجازية تزفها حمام المدينة إليكم زفا و تحّدث قلوبكم بجمال الظل الوارف هنا وبديع النسمات التي تهب من الجوار الكريم
وحيث أن باب حذلقتي قد يقتلني يوما لكني أبَيْتُ إلا هو .
وفي هذه المدينة المباركة كلّل الله مساعي زوارها بالخير وأنالهم فضل الأَلْفِ في كل صلاة و تقبل منهم جميل دعائهم وأقول جميل
دعائهم وأزيد تكراري فما رأيت من عجب عُجاب كاد ظني أن يصفعني فهل من تشرف بالحضور يرغب في الإثم والخذلان فما يكون
عند سفاهة العقول وقت الحضرة النبوية أمر مهول ولأقص عليكم بعض خبر النساء فلهن من الحديث العجب من الكلام العتب وقد بلغ
بتلك الحشود والأفواج المتجمعة من بعد صلاة الفجر انتظارا لصافرة الانطلاق للدخول للروضة المباركة وقبل أن يكون وأثناء ذلك
كانت الدروس تجوب الحرم المدني تعلم أولئك الجاهلات بعض الأدب في الحضرة النبوية الشريفة ولكن تسمع الموتى فما من
مجيب , وانطلاق عجيب سِراعا سِراعا حتى ليصاب المار بلكمة نسوية تدفعه فتُخرج ما اجتمع في المعدة وتصيب الرأس بالدُوار,
وكأني خرجت بكم عن الحدث المهيب , تنشتر النساء انتشارا لتصل سباقا الى الروضة وهناك يتم الاقتتال على مكان الساريتين
اللتين أعطيتا للنساء في الروضة وتشيج المشاعر بالبكاء وتلتصق كل سيدة بمكان جلوسها التصاقا فذا لا يتيح لغيرها من الواقفات
مجالا حتى يتم طردها وطرد ذوقها الذي تجاوز الحد لتخرج بعد أن هرست ولكمت وعطرت الأجواء بزاكي عَرَقها فلا يصلح يا رعاكم
الله في الحضرة النبوية إلا الأدب والنظافة وخفض الصوت والدعاء بما يسر الله وأجراه على اللسان بلا تكلف ولا تعدّي ثم الخروج
انسحابا للوراء احتراما لساكني المكان صلى الله عليه وآله وصحبه ورضي عن جاريه الخليفتين , وبعد هذا المشهد وأثناء الخروج
ترى العين مالا يُغفر لصاحبه من قلة الأدب فما بُني هذا المسجد ليكون مكان تذكارات وشعارات مكتوبة ولا دعوات وتمنيات منقوشة
ومنحوتة .
وقد ساءني ما رأيت فذلك عبدالحميد يقول يارب ارزقني واعتدال الذرية الصالحة وتلك تكتب اسمها على الحاجز الجلدي المنصوب
وما أبكاني ذلك القلب السفيه المرسوم ووسطه سهم المحب وكتب فيه صاحبه كلاما لا اقوله ورسالة الى النبي , ثم وبعد ذلك الهمِّ
المنقوش ترى المخزي من عار هذه الأمة التي تُسجله بكل لهجاتها من العربي للتركي للاوردو والانجليزي والفارسي وأمور
قاتل الله من أساء بكتابتها وجعل المكان جدران ذكرياته العابثة فأين هم من هيبة المكان مسجدا وبيتا لله , وأين هم من جوار
المصطفى الذي يسيئون له كل وقت وحين بجهل وعمد وغباء متفلطح في أفئدتهم , ثم اشتد سعيي خروجا من المأزق الذي باتت
النساء فيه , و قد حدث أن صليت صلاة الظهر لأحد أيام بقائي وكانت امرأة ذات وليد لم يجاوز الخمس من أشهر عمره وبينا الصلاة
حاضرة قامت السيدة ورفعت أياديها تكبيرا وتركت طفلها ينشج ويصيح وانتهت من ركعة والطفل يكاد يموت من شدة الصياح والأم
في خشوع لا أدري من أين لها به , ولقد وددت في لحظتي تلك أن أضربها بدرة عمر فما هكذا يكون الفقه وما هكذا تكون الصلاة
وما هكذا يكون قلب الأم ففي الدين متسع أن تضمه بل وترضعه فما بعث النبي إلا بالرحمة المهداة ولكن ....!
ليت قومي يفقهون ثم بكى قلمي خرجت معتذرة من سيدي رسول الله وسائلة ربي أن يفقهنا في دينه فما أحوج عقولنا وقلوبنا
وأعمارنا لبعض فقه ..وإلى حذلقة قادمة تحيتي لبؤبؤ عين قرأ هذه الأسطر .
11:38:00 ص |
Category:
مقالاتي
|
0
التعليقات
Comments (0)