وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ..

كلمات معبرة في سورة يوسف ...

في سورة تذهب الأحزان وتجلي الكدر ..بسرد القصص الرائعه والمثيرة فيها فقصة فرح الأب بجمال فتيته

وشبابهم لم تدم له طويلا حتى فاجأته قصة أكل الذئب ليوسف .

قصة اختلقها الإخوة ليأكلوا نصيب أخيهم

وما أكثر القصص المختلقة في أيامنا هذه ليأكل كل من نصيب غيره بغير وجه حق .

تنتقل الآيات الجميلة في عرض متناسق لأحداث اختفاء يوسف وفقده وانتقاله لبيت العزيز كمراحل جديدة

في حياة الشاب الفاتن..وترسم صورة الجمال الذي سبب له المتاعب والابتلاء مع النسوة حتى أُصبن بالهوس في

حب جماله فلم يشعرن بألم تقطيع اليدين...وهنا يتبين لنا مآسي الحب وما يقع منه من أحداث حقيقية قد تضر الشخص

وهي هنا بروعة تخبر عن خفايا القلوب ومالا يمكن البوح به ..

رغم هذا كان يعقوب صابرا لم يبرح ..

وعادت المحاولة منه عند مغادرة الأبناء للتجارة أن يتركوا بنيامين سلوة لأبيه وكان يُخفي قلقا عليه ..

لكن القدر الالهي والامتحان بلغ أشده على قلب الأب..

فخروج الجميع مرة أخرى يعني توقع شر جديد ..يابني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ..

عودة صافرة اليدين من الاخ الحبيب للوالد ..هنا ..نسي يعقوب مصابه في بنيامين وفقده وقال ياأسفا

على يوسف...

تأسف على الفائت الأول الذي أوجعه وهنا ابيضت عيناه وغشاها من الحزن ما غشاها حتى لم يعد قادرا على

الابصار ..

و نجد في هذا الموضع  أن شدة البكاء تورث بياض العين وضعف النظر حتى قد تصل إلى حد فقده

ابيضت عيناه على فتاه فهو كظيم ...ورغم ما به من ألم الا أنه كاظم لغيظه من أبنائه وألمه لفقد الاثنين الحبيبين..

تناسق عجيب في سرد محكم للفقد والحزن وكظمه ونتيجة طبيعية بفقد البصر..

لتذهب السورة بعدها في حكايات الإخوة وسفرهم ومتعة للقارئ لها حتى يصل للنهاية المفرحة ..

ألقاه على وجهه فارتد بصيرا..

لك الشكر يالله فالفرح يعيد النشاط ويذهب المرض وارتد بصيرا ونجح في الاختبار الالهي الذي كتبه الله عليه .

سلسلة صبر الانبياء ونجاح دعوتهم وصبرهم وحزنهم وفرحهم وكل ذلك تحت ستار التعلق بالله فهو الحسيب والوكيل

...كانت خاطرة في نفسي عن قصة يوسف ويعقوب ودائما هذه السورة تثير أمورا كثيرة في نفسي.

إلى وقفة أخرى لا أدري متى ستحين ..

بقلم ..قلب النسائم

Comments (0)