يوم مميز في حرم الله ..تنتشر الروحانيات وتفوح روائح الجنان .

بين دعاء مبتهل وبكاء متوسل و دعوات تنطلق في السماء تجذب الارواح للسكينة .

راقني كثيرا عند اقتراب الافول و صدوح أذان المغرب انتشار الجمال بأيدي من وضع نفسه لخدمة المعتمرين

فمن شباب رائعون يوزعون التمر والرطب يبتغون فضل الله واجر تفطير الصيام لاخرين يسقون الناس واخرين يوزعون مناديل

ليمسح الطائفين عرقهم في الجو الحار ..يستوي النساء والرجال في ذات العمل والكثرة بالطبع للرجال في الخدمة .

اعجبني رجل بل اذهلني اثناء طوافه في تنظيف صحن الحرم ..

قدر الله ان نقترب منه دون ان يشعر لنتأكد من هويته فقد عرفناه .

رجل فاضل صاحب مال كثير اغدق الله عليه النعم فصار يأتي من بلاده البعيده كل سنة ليعيش جو رمضان في الحرم المكي

 ثم لا يتوانى عن الحج

كل عام الرجل كان يدور في الصحن ويلتقط الاوساخ الملقاه من مناديل او اي اي شئ تراه عينه بحركة لطيفة سريعه ولم يقل انا

 التاجر المعروف افعل كذا والتقط من بين الاقدام رغم توفر عمال النظافة المختصين .

ما أجمل التواضع حينما يصير خلقا ..


عجوز يحمل دلة قهوة وطفل صغير في السادسة من عمره تقريبا يدور بتمراته واخر يوزع الحلوى في الطواف .

امرأة كبيرة تحمل قهوتها و كل يخدم بنفسه وروحه ويتألق في بيت الله تحت ستار الخفاء .

اثناء صلاة العشاء وانا ابحث عن مكان في وسط الزحام قدر الله لي ويسر مكانا بين امرأتين ..

على يميني امرأة مصرية وعلى يساري جزائرية وامامي سودانية وخلفي خليجية في خليط ممتع .

كانت الجزائرية تعبة قليلا فنامت لتستيقظ على قدم تضغط على رأسها وجسم يمر من فوقها .استيقظت فزعه ..

 ابتسمت يكفيك النوم ..تحدثنا سويا واستمتعت معها .

امرأة هادئة في حديثها تسكن منطقة الاوراس الجزائرية من مدينة خنشلة تتفاخر بأن أباها من شهداء الثورة وزوجها من المجاهدين

 و ما أجمله من فخر حدثني عن جمال البلد والمنطقه عندهم و ساءتها امور لمستها هنا سألتني اسئة كثيرة وانتهينا قبل اذان العشاء

 لنودع اللقاء الجميل ..

سائتني كثرة الخصامات وقت الصلاة للحصول على مكان واشتدت المعارك وارتفعت الاصوات وكبر الامام واعتدلت الصفوف

وما زال البعض في خناقه قتال نهى الدين عنه والذوق والعرف وكل شئ اسأل الله الهداية للجميع .

اثناء صلاة التراويح جرى خطف سريع في لمح البصر لحقيبة المرأة المصرية التي على يميني

 فارتفع صوتها " يالهوي ياحرامي يابن الكلب شنطتي شنطتي .."

 وبدأت بالتحرك فقذف الفتى ذا الخمس اعوام الحقيبة لانها ثقيلة وكبيرة ..

عادت الى الصلاة واكملتها بعد كل هذه الحركة والكلام و جلست معنا لتنتهي من الصلاة وهي تقول " خضني ..رعبني .."

 فقد كانت تحمل امانات ومبالغ في حقيبتها لذا فقد وقع قلبها وسقط .

هدأنا من روعها لنكمل الصلاة..

كان الفتى مع اثنين من اخوته مع امهم يشكلون عصابة تتجول بين الصفوف لتسرق الحقائب وتناولها الام

 في حركة سريعه بهلوانية .

صلينا ركعتين اخريين وقرأ الامام في الثانية بسورة النجم واخطأ فيها مرتين كانت المرأة المصرية تحمل مصحفا تتابع مع الامام

 وتقرأ بصوت خفيف معه عندما اخطا قالت : لا خطأ عيدها ..طبعا عاد للاعادة واخطا مرتين فقالت حينها بصوت عالي تكلمت به

 " مش كذا بقى مرتين ماله مش عارف " عندها كتمت انفاسي من شدة الضحك فالمرأة تتكلم بصوت عالي في الصلاةولا تعرف ان

 الكلام بهذا الشكل يبطل الصلاة انتابتني موجة ضحك في داخلي ولحسن الحظ ان الركعه انتهت بسرعه فسلم الامام وضحكت

 بصوتي ثم خرجت من الصف .
انتبهت بعد الركعتين لرجل مغربي تكاد عيونه تنقلع من مكانه ويسقط قلبه من الرعب لقد اضاع زوجته فصار ينادي

 بصوت مرتفع باسمها ..دعوت الله له بان يجد زوجته المفقودة.

في المروة رايت امراة تقف مع زوجها ومجموعه من بلدها وتقول بصوت عالي وهي تطل عليهم .." ياسلام المسلمين حلوين ..كلهم حلوين ..كلهم حلوين "

انتهيت من ما قدر لي ان اصلي من التراويح ثم خرجت وكنا هذا اليوم قررنا تجربة حافلات النقل الجماعي فهل اقصر طريق

 للوصول للمسجد الحرام من اي وسيلة اخرى ..بالفعل كان جيدا باردا ..في العودة وقع تصادم عنيف لسيارتين امامنا مباشرة كل من

 السائقين اراد الدخول بسرعه لطريق الاخر ..كان صو ت الارتطام عنيفا مما اخرج صراخ امرأة أمامي " لا ...لا حرام " فرد

 زوجها بسرعه " خليهم يستاهلون " وانتهى الحوار وهي واضعه كفها على صدرها ما ارقها ..

اكملنا مسرنا ولم تكتمل الحكاية التي انتهت بقبضة ...كنت اخر من خرج واذا بصوت ينادي من خلفي انتظري .

التفت فاذا المراة التي في نفس صفي ..

- خير ياختي .

- بالله خلي زوجك ينادي على زوجي .

- الحافلة فارغة .

- طيب معقول نزل وما قال لي .

- حيث لم يجلس جوارها كان بعيدا عنها - قلت لها وانا قد انزلت قدماي للارض انزلي .

- بدات تردد تكفين لا تتركيني ..لا تتركيني ..

-طيب انزلي بس ياختي لن اتركك .

قررت النزول لكنها بطيئة الحركة فأقفل الباص بابه عليها وصارت لقمة له ..بالـتأكيد انها تألمت وبالتأكيد اننا صرخنا في وجه

 السائق افتح افتح ..قفلت على الحرمة .

فتح الباب وخرجت المسكينة واذا بالزوج المحترم يقف على الرصيف يتفرج على المشهد دون ان يتحرك فيه ساكن ..

ربت على كتفها " سلامات اختي " وذهبت وانا احمل همها وهم النساء الذين بحوزة اشباه الرجال ممن لا يراعون حقا ولا ذمة

 لنسائهم فقد تذكرت اثناء المشي في الطريق للحافلة اني رأيت الرجل ذاته يمشي وكرشه المتدلية أمامه والمرأة بعيدة عنه تصارع

 طفل لديها ..وهو ذاته يخرج دون ان يخبرها ولو برنة هاتف ان تخرج ..

رحلة مميزة انتهت بجمال وروعه بعد ركوبي سيارتي حيث أمطرت السماء لمدة دقيقة فقط شئ سريع ورائع تراه في رحاب بيت الله .

Comments (4)

On 5 سبتمبر 2010 في 11:39 م , وفاء يقول...

عمره مقبوله يارب.
امس كنت اقول لزوجي انكم عملتم عمره فقال ماشاء الله ببساطه كده واحنا لو فكرنا لازم نقرر من قبل شهور ونقدم ويمكن نلاقي رخصه او لا يعني تحسي مشوار والله انكم في نعمه ماشاء الله
عشت معاك اللحظات وضحكت من المصريه ذكرتيني باخت مصريه كان الامام يدعو الى ان وصل الى (واقضي الدين عن المدينين)لقيتاها ترفع صوتها ياااارب ياااارب فجاتني الضحكه وقلت في نفسي الظاهر زوجها عليه ديون
وموقف رجل الحافله وزوجته ذكرني بالوالده وقد كانت تترحم على الوالد وتقول انه في الحج كانت لا تتحرك الا وتجده ممسك بها واحيانا اذا منعوه من الدخول يرتفع صوته :عندنا حرمه مريضه هنا لازم ادخل اساعدها تقول أمي مافي احد ممكن يعمل لي مثله ابدا. سبحان الله الرجال انواع

 
On 6 سبتمبر 2010 في 12:11 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

مرحب وفاء ..
بالفعل الرجال انواع واحببت ان تصل هذه المعلومة ..
منورة يا اختي

 
On 6 سبتمبر 2010 في 4:02 ص , نانا يقول...

استمتعت بقراءة ماكتبتي
الحمد لله على النعم التي نعيشها في بلاد التوحيد
نعرف من الصغر ان الكلام بالصلاة يبطلها
وهم يموتوا ولم يعرفوا حقيقة التوحيدولا دين الله الذي ارتضاه للناس
بارك الله فيك

 
On 6 سبتمبر 2010 في 4:39 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

يامرحبا بك نانا منورتني ياختي
فعلا الحمد لله على النعم .