مبدعة الحرف الجميل, أستاذة فاطمة, سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. عندما صفع العنوان عيني حاولت الهرب منه, فما أشق على نفسي من أن أرى اللون الأحمر الذي دائماً ما يسهد المقل ولا يرحم القلب الأسيف. عندها أتاني نداء لم أدر مرسله. ترددت, ولكن رأيت عيني تباغتني وتسترق النظر بين كلمات قلائل. قلت ذاك نداؤك أيها المسكين. فلذة الكبد, حبة القلب أفديك بنفسي, فلتكف عن البكاء. أكاد أسمع اصطراخات قلبك وقد كاد ينفجر. أشعر بك وقد لدغك الجوع وألهبك الظمأ. أراك تتحسس "ماما" عسى أن تعثر بصدرها على قطراتك التي اعتدت عليها, فتذهب جوعك, وتبل صداك. أحس بك يا مهجة القلب تترنح يميناً ويساراً سائلاً نفسك, لم برد حضنها؟ لم ضاق ذرعاً بي؟ لم لا تضمني بين ذراعيها؟ لم لا تلثمني بين عيني؟ أقسى قلبها؟ أنسيت ضناها؟ أبخلت عليَّ بما كانت تهبني إياه؟ تتكأكأ عليك الأسئلة وتتفحلس. تمد يدك الصغيرة إليها, تقلب يدك في أنحاء جسدها, ترتد إليك اليد خاسئة ملونة بلون رهيب. لون فجر الدمع في عينيك. وأطلق الصرخة من لسانك المعقود. لك الله يا بني. لله درك يا ابن أختي. أكاد أسمع كلماتك التي لا تكاد تفصح من شدة النشيج. أستبين منها كلمات تصك أذنيَّ, "عماه أسرع.. عماه أغث أمي.. عماه لا تتركني وحيداً, فالليل أليل والبرد ما أقساه.. عماه كاد الجوع أن يقتلني.. عماه..". لبيك بني وسعديك. حياتي فداؤك وما ملكت. لا تبتئس يا قرة القلب, فإني لك الأب والأم. هلم إليَّ صغيري, فحضني لك المأوى والفراش. تعالى إليَّ أضمك فيهرب البرد من أوصالك. أقبل ولا تخف, فمن خلقك لن ينساك. عسى أن يجري لك في صدري ما أجراه لك في صدرها. لا تعجب بني فالله لا يعجزه شيء في أرضه ولا في سماءه. سر إليّ أيها الحبيب واتركهم يوارونها الثرى. فما هناك خير مما هنا. دعها تذهب لتحصل على هديتها, ولكن لا تغسل يدك يا صغيري. فما لونت يدك إلا لتقول لك سر على الدرب, فإما أن تأخذ لي بحقي وإلا فلتتبعني في أقرب وقت, والآخرة خير وأبقى. شكرأً أستاذة فاطمة على كرم ضيافتكم في مدونتكم. أخوكم محمود ***************************
Comments (4)
مبدعة الحرف الجميل, أستاذة فاطمة, سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
عندما صفع العنوان عيني حاولت الهرب منه, فما أشق على نفسي من أن أرى اللون الأحمر الذي دائماً ما يسهد المقل ولا يرحم القلب الأسيف. عندها أتاني نداء لم أدر مرسله. ترددت, ولكن رأيت عيني تباغتني وتسترق النظر بين كلمات قلائل. قلت ذاك نداؤك أيها المسكين. فلذة الكبد, حبة القلب أفديك بنفسي, فلتكف عن البكاء. أكاد أسمع اصطراخات قلبك وقد كاد ينفجر. أشعر بك وقد لدغك الجوع وألهبك الظمأ. أراك تتحسس "ماما" عسى أن تعثر بصدرها على قطراتك التي اعتدت عليها, فتذهب جوعك, وتبل صداك. أحس بك يا مهجة القلب تترنح يميناً ويساراً سائلاً نفسك, لم برد حضنها؟ لم ضاق ذرعاً بي؟ لم لا تضمني بين ذراعيها؟ لم لا تلثمني بين عيني؟ أقسى قلبها؟ أنسيت ضناها؟ أبخلت عليَّ بما كانت تهبني إياه؟ تتكأكأ عليك الأسئلة وتتفحلس. تمد يدك الصغيرة إليها, تقلب يدك في أنحاء جسدها, ترتد إليك اليد خاسئة ملونة بلون رهيب. لون فجر الدمع في عينيك. وأطلق الصرخة من لسانك المعقود. لك الله يا بني. لله درك يا ابن أختي. أكاد أسمع كلماتك التي لا تكاد تفصح من شدة النشيج. أستبين منها كلمات تصك أذنيَّ, "عماه أسرع.. عماه أغث أمي.. عماه لا تتركني وحيداً, فالليل أليل والبرد ما أقساه.. عماه كاد الجوع أن يقتلني.. عماه..". لبيك بني وسعديك. حياتي فداؤك وما ملكت. لا تبتئس يا قرة القلب, فإني لك الأب والأم. هلم إليَّ صغيري, فحضني لك المأوى والفراش. تعالى إليَّ أضمك فيهرب البرد من أوصالك. أقبل ولا تخف, فمن خلقك لن ينساك. عسى أن يجري لك في صدري ما أجراه لك في صدرها. لا تعجب بني فالله لا يعجزه شيء في أرضه ولا في سماءه. سر إليّ أيها الحبيب واتركهم يوارونها الثرى. فما هناك خير مما هنا. دعها تذهب لتحصل على هديتها, ولكن لا تغسل يدك يا صغيري. فما لونت يدك إلا لتقول لك سر على الدرب, فإما أن تأخذ لي بحقي وإلا فلتتبعني في أقرب وقت, والآخرة خير وأبقى.
شكرأً أستاذة فاطمة على كرم ضيافتكم في مدونتكم.
أخوكم محمود
***************************
شاكرة لك استاذي الدكتور محمود
كنت الاسعد بحضورك و قرائتك
و يبقى للدم لغة لا يفوقها شئ
ممتنة لكرم تواجدك
احمرّت يداه ، وماردت ماما
يا الله !!!!!
اللهم انصرهم نصرا مؤزرا
آمين ..كل الشكر لك