الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده والحمدلله الذي بلغنا درس التفسير لرمضان 1437 و كما اعتدنا اختصار الرموز
ن: اسباب النزول للنيسابوري
ط: تفسير الطبري
ك: ابن كثير
س: السعدي
ق: القرطبي
و بسم الله نبدأ
"سورة المؤمنون" سورة مكية ترتيبها 23 , عدد آياتها 118 , نزلت بعد سورة الأنبياء .
ن :
- في قوله عز وجل ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) , عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء , فنزل - الذين هم في صلاتهم خاشعون -.
في قوله تعالى ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) , قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : وافقت ربي في أربع....ونزلت -ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين- إلى قوله تعالى ثم أنشأناه خلقا آخر -فقلت - فتبارك الله أحسن الخالقين -.
ط :
- آية رقم 2 ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) الخشوع في الصلاة يكون بأمرين : بأفعال القلب كالخوف والرهبة واستحضار عظمة الله , و بأفعال الجوارح كالسكون وترك الالتفات والنظر إلّا إلى موضع سجوده , روي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يعبث بلحيته فقال : " لو خشع قلبه لخشعت جوارحه "
- آية رقم 12-14 ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة ...فتبارك الله أحسن الخالقين ) هذه الأطوار التي مر بها الإنسان , هي ما يثبته علم التشريح , وعلم الأجنة في عصرنا الحديث , فمن أين لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعرف هذه الأدوار , في عصر لم تكتشف فيه الأشعة ولا المجاهر الدقيقة , لو لم يكن هذا القرآن تنزيل الحكيم العليم ؟!
- آية رقم 19 ( فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب ) قال ابن جرير : " وخص جل ثناؤه الجنات بأنها من نخيل وأعناب دون وصفها بسائر ثمار الأرض لأن هذين النوعين من الثمار كانا أعظم ثمار الحجاز , وما قرب منها , فكانت النخيل لأهل المدينة , والأعناب لأهل الطائف , فذكر القوم بما يعرفون من نعمة الله عليهم بما أنعم عليهم من ثمارها .
- آية رقم 27 ( فإذا جاء أمرنا وفار التنور ) قال ابن جرير : هو التنور الذي يخبز فيه الذي جعلنا فورانه بالماء آية مجيء عذابنا لهلاك قومه ! وقيل : المراد بالتنور وجه الأرض لقوله تعالى ( وفجرنا الأرض عيونًا ) .
- آية رقم 41 ( فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين ) الغثاء : هو ما يحمله السيل على وجه الماء من أوراق يابسة وعيدان مما لا ينتفع به.
- آية رقم 62 ( ولا نكلف نفساً إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ) المراد بنطقه إثبات كل عمل في سجل صحائف أعمالهم.
- آية رقم 67 ( مستكبرين به سامرًا تهجرون ) "مستكبرين به" مستكبرين بحرم الله تقولون : لا يغلبنا أحد فيه. , لأنا أهل الحرم , "سامرًا تهجرون" تسمرون بالليل تقولون في القرآن أفحش الكلام , معرضين عن القرآن وعن الرسول عليه السلام.
- آية رقم 77 ( حتى إذا فتحنا عليهم بابًا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون ) "إذا هم فيه مبلسون" إذا هم نادمون على ما سلف منهم. , والإبلاس : اليأس من كل خير أو السكوت مع التحير , وفسَّره الطبري بالندم على ما سلف.
- آية رقم 104 ( تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ) "وهم فيها كالحون" وقد تـقلّصت شفاههم وبدت أسنانهم من إحراق النار. , ورد أنه تتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه , وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته , فهذا هو الكلوح.
ك :
- آية رقم 2 ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) أي خاشعو القلوب. والخشوع في الصلاة يحصل لمن فرغ قلبه لها , واشتغل بها عما عداها آثارها على غيرها.
- آية رقم 3 ( والذين هم عن اللغو معرضون ) أي عن الباطل , وهو يشمل الشرك والمعاصي و ما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال.
- آية رقم 17 ( و لقد خلقنا فوقكم سبع طرائق و ما كنا عن الخلق غافلين ) لما ذكر الله تعالى خلق الإنسان , عطف بذكر خلق السموات السبع , وكثيراً ما يذكر تعالى خلق السموات والأرض مع خلق الإنسان.
- آية رقم 49 ( و لقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون ) وبعد أن أنزل االله التوراة لم يهلك الله أمةً بعامة بل أمر المؤمنين بقتال الكافرين , كمــا قال تعالى : ( و لقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس و هدى و رحمةً لعلم يتذكرون ) .
- آية رقم 51 ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) يأمر الله تعالى عباده المرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين بالأكل من الحلال و القيام بالصالح من الأعمال , فدل على أن الحلال عون على العمل الصالح.
- آية رقم 71 ( و لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات و الأرض و من فيهنّ ) أي لو أجابهم الله تعالى إلى ما في أنفسهم من الهوى , و شرع الأمور على وفق ذلك لفسدت السموات والأرض و من فيهن لفساد أهوائهم و اختلافها.
- آية رقم 93 ( قل رب إما تريني ما يوعدون ) جاء في الحديث الذي رواه أحمد و الترمذي و صححه : 275 ( و إذا أردت بقوم بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون ) .
- آية رقم 118 ( و قل رب اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين ) هذا إرشاد من الله تعالى إلى هذا الدعاء فالغفر إذا أطلق معناه محو الذنب و ستره عن الناس , و الرحمة معناها أن يسدده و يوفقه في الأقوال و الأفعال.
س :
- آية رقم 2 ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) الخشوع في الصلاة هو : حضور القلب بين يدي الله تعالى , مستحضرا لقربه. فيسكن لذلك قلبه , وتطمئن نفسه , وتسكن حركاته ويقل التفاته , متأدبا بين يدي ربه.
- آية رقم 5 ( والذين هم لفروجهم حافظون ) -والذين هم لفروجهم حافظون- عن الزنا , ومن تمام حفظها تجنُّبُ ما يدعو إلى ذلك كالنظر واللمس ونحوهما.
- آية رقم 18 ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ) -وإنا على ذهاب به لقادرون- هذا تـنبيه منه لعباده , أن يشكروه على نعمته , ويقدروا عدمها , ماذا يحصل به من الضرر.
- آية رقم 62 ( ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ) -ولا نكلف نفسا إلا وسعها- أي : بقدر ما تسعه , و بفضل من قوتها عنه. ليس مما يستوعب قوتها , رحمة منه وحكمة , لتيسير طريق الوصول إليه , ولتعمر جادة السالكين في كل وقت إليه. , -وهم لا يظلمون- أي لا ينقص من إحسانهم , ولا يزاد في عقوبتهم وعصيانهم.
- آية رقم 76 ( ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ) -ولقد أخذناهم بالعذاب- قال المفسرون : المراد بذلك : الجوع الذي أصابهم سبع سنين , و أن الله ابتلاهم بذلك , ليرجعوا إليه , بالذل والاستسلام . فلم ينجع فيهم , ولا نجح منهم أحد.
ق :
- الآية 1-11 فيها مسائل :
الأولى : قوله تعالى ( قد أفلح المؤمنون ) روى البَيْهَقي من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( لما خلق الله جنة عَدْن و غرس أشجارها بيده قال لها تكلّمي فقالت قد أفلح المؤمنون ) .
الثانية : قوله تعالى : ( خاشعون ) روى المُعْتمر عن خالد عن محمد بن سِيرين قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم ينظر إلى السماء في الصلاة ؛ فأنزل الله عز وجل هذه الآية "الذين هم في صلاتهم خاشعون" . فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر حيث يسجد.
الثالثة : اختلف الناس في الخشوع , هل هو من فرائض الصلاة أو من فضائلها ومكملاتها على قولين . والصحيح الأول , و محله القلب , وهو أول علم يرفع من الناس .
الرابعة : قوله تعالى : ( والذين هم لفروجهم حافظون ) قال ابن العربي : "من غريب القرآن أن هذه الآيات العشر عامّةٌ في الرجال و النساء , و كسائر ألفاظ القرآن التي هي محتملة لهم فإنها عامّة فيهم ,
إلا قوله ( والذين هم لفروجهم حافظون ) فإنما خاطب بها الرجال خاصة دون الزوجات , بدليل قوله : ( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ) . قلت : ( أي القرطبي ) و على هذا التأويل في الآية فلا يحلّ لامرأة أن يطأها مَن تملكه إجماعاً من العلماء ؛ لأنها غير داخلة في الآية , و لكنها لو أعتقته بعد مِلكها له جاز له أن يتزوجها كما يجوز لغيره عند الجمهور .
الخامسة : قوله تعالى : ( والذين هم لأماناتهم وعدهم راعون ) الأمانة أعم من العهد , و كل عهد فهو أمانه فيما تقدم فيه قول أو فعل أو معتقد .
- الآية 12-14 فيها مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان ) الإنسان هنا آدم عليه الصلاة و السلام ؛ قاله قتادة و غيره , لأنه استلّ من الطين . و قوله ( من طين ) أي أن الأصل آدم وهو من طين . قلت : أي من طين خالص ؛ فأما ولده فهو من طين ومنِيّ .
و ذهب بعض الناس إلى نفي هذه اللفظة عن الناس و إنما يضاف الخلف إلى الله تعالى . وقال ابن جريج : إنما قال ( أحسن الخالقين ) لأنه تعالى قد أذن لعيسى عليه السلام أن يخلق ؛ و اضطرب بعضهم في ذلك . و لا تُـنْـفَى اللفظة عن البشر في معنى الصنع ؛ و إنما هي منفية بمعنى الاختراع و الإيجاد من العدم .
- آية رقم 19 ( فأنشأنا لكم به جنات من نخيل و أعناب لكم فيها فواكه كثيرة و منها تأكلون ) قوله تعالى -فأنشأنا- أي جعلنا ذلك سبب النبات , و أوجدناه به و خلقناه . و ذكر تعالى النخيل و الأعناب لأنها ثمرة الحجاز بالطائف و المدينة و غيرهما ؛ قاله الطبري . و لأنها أيضاً أشرف الثمار , فذكرها تشريفاً لها و تنبيهاً عليها .
- آية رقم 20 ( و شجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن و صبغ للآكلين ) قوله تعالى -تنبت بالدهن- والتقدير : تنبت و معها الدهن .
- آية رقم 36 ( هيهات هيهات لما توعدون ) قال ابن عباس : هي كلمة للبعد ؛ كأنهم قالو بعيدٌ ما توعدون ؛ أي أن هذا لا يكون ما يذكر من البعث .
- آية رقم 51 ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) فيها ثلاث مسائل :
الأولى : روي في الصحيح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا و إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا )
الثانية : قال بعض العلماء : الخطاب في هذه الآية للنبي صلى الله عليه وسلم و أنه أقامه مقام الرسل .
الثالثة : سوى الله بين النبيين و المؤمنين في الخطاب بوجوب أكل الحلال و تجنب الحرام ثم شمل الكل في الوعيد الذي تظمنه قوله تعالى ( إني بما تعملون عليم ) .
- آية رقم 61 ( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) -يسارعون في الخيرات- أي : يسارعون في الطاعات كي ينالوا بذلك أعلى الدرجات , -وهم لها سابقون- أحسن ما قيل فيه أنه يسبقون إلى أوقاتها .
- آية رقم 67 ( مستكبرين به سامرا تهجرون ) -سامرا- نصب على الحال , و معناه سمّارا , وهو الجماعة يتحدثون في الليل , مأخوذ من السمر وهو ظل القمر ؛ و منه سمرة اللون . و كانوا يتحدثون حول الكعبة في سمر القمر ؛ فسمي التحدث به .
- آية رقم 68 ( أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين ) -أفلم يدبروا القول- يعني القرآن وسمي القرآن قولا لأنهم خطبوا به .
- آية رقم 73 ( و إنك لتدعوهم إلى صراط المستقيم ) أي إلى دين قويم . و الصراط في اللغة الطريق ؛ فسمّي الدين طريقا لأنه يؤدي إلى الجنة فهو يؤدي إليها .
- آية رقم 76 ( و لقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم و ما يتضرعون ) قال الضحّاك : أخذناهم بالعذاب أي بالجوع . و قيل : بالأمراض و الحاجة و الجوع . و قيل : بالقتل و الجوع .
- آية رقم 101 ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ) قال ابن عباس : لا يفتخرون بالأنساب في الآخرة كما يفتخرون بها في الدنيا , و لا يتساءلون فيها كما يتساءلون في الدنيا ؛ من أي قبيلة أنت ولا من أي نسب , و لا يتعارفون لهول ما أذهلهم .
تم بحمد الله
ن: اسباب النزول للنيسابوري
ط: تفسير الطبري
ك: ابن كثير
س: السعدي
ق: القرطبي
و بسم الله نبدأ
"سورة المؤمنون" سورة مكية ترتيبها 23 , عدد آياتها 118 , نزلت بعد سورة الأنبياء .
ن :
- في قوله عز وجل ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) , عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء , فنزل - الذين هم في صلاتهم خاشعون -.
في قوله تعالى ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) , قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : وافقت ربي في أربع....ونزلت -ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين- إلى قوله تعالى ثم أنشأناه خلقا آخر -فقلت - فتبارك الله أحسن الخالقين -.
ط :
- آية رقم 2 ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) الخشوع في الصلاة يكون بأمرين : بأفعال القلب كالخوف والرهبة واستحضار عظمة الله , و بأفعال الجوارح كالسكون وترك الالتفات والنظر إلّا إلى موضع سجوده , روي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يعبث بلحيته فقال : " لو خشع قلبه لخشعت جوارحه "
- آية رقم 12-14 ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة ...فتبارك الله أحسن الخالقين ) هذه الأطوار التي مر بها الإنسان , هي ما يثبته علم التشريح , وعلم الأجنة في عصرنا الحديث , فمن أين لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعرف هذه الأدوار , في عصر لم تكتشف فيه الأشعة ولا المجاهر الدقيقة , لو لم يكن هذا القرآن تنزيل الحكيم العليم ؟!
- آية رقم 19 ( فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب ) قال ابن جرير : " وخص جل ثناؤه الجنات بأنها من نخيل وأعناب دون وصفها بسائر ثمار الأرض لأن هذين النوعين من الثمار كانا أعظم ثمار الحجاز , وما قرب منها , فكانت النخيل لأهل المدينة , والأعناب لأهل الطائف , فذكر القوم بما يعرفون من نعمة الله عليهم بما أنعم عليهم من ثمارها .
- آية رقم 27 ( فإذا جاء أمرنا وفار التنور ) قال ابن جرير : هو التنور الذي يخبز فيه الذي جعلنا فورانه بالماء آية مجيء عذابنا لهلاك قومه ! وقيل : المراد بالتنور وجه الأرض لقوله تعالى ( وفجرنا الأرض عيونًا ) .
- آية رقم 41 ( فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين ) الغثاء : هو ما يحمله السيل على وجه الماء من أوراق يابسة وعيدان مما لا ينتفع به.
- آية رقم 62 ( ولا نكلف نفساً إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ) المراد بنطقه إثبات كل عمل في سجل صحائف أعمالهم.
- آية رقم 67 ( مستكبرين به سامرًا تهجرون ) "مستكبرين به" مستكبرين بحرم الله تقولون : لا يغلبنا أحد فيه. , لأنا أهل الحرم , "سامرًا تهجرون" تسمرون بالليل تقولون في القرآن أفحش الكلام , معرضين عن القرآن وعن الرسول عليه السلام.
- آية رقم 77 ( حتى إذا فتحنا عليهم بابًا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون ) "إذا هم فيه مبلسون" إذا هم نادمون على ما سلف منهم. , والإبلاس : اليأس من كل خير أو السكوت مع التحير , وفسَّره الطبري بالندم على ما سلف.
- آية رقم 104 ( تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ) "وهم فيها كالحون" وقد تـقلّصت شفاههم وبدت أسنانهم من إحراق النار. , ورد أنه تتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه , وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته , فهذا هو الكلوح.
ك :
- آية رقم 2 ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) أي خاشعو القلوب. والخشوع في الصلاة يحصل لمن فرغ قلبه لها , واشتغل بها عما عداها آثارها على غيرها.
- آية رقم 3 ( والذين هم عن اللغو معرضون ) أي عن الباطل , وهو يشمل الشرك والمعاصي و ما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال.
- آية رقم 17 ( و لقد خلقنا فوقكم سبع طرائق و ما كنا عن الخلق غافلين ) لما ذكر الله تعالى خلق الإنسان , عطف بذكر خلق السموات السبع , وكثيراً ما يذكر تعالى خلق السموات والأرض مع خلق الإنسان.
- آية رقم 49 ( و لقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون ) وبعد أن أنزل االله التوراة لم يهلك الله أمةً بعامة بل أمر المؤمنين بقتال الكافرين , كمــا قال تعالى : ( و لقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس و هدى و رحمةً لعلم يتذكرون ) .
- آية رقم 51 ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) يأمر الله تعالى عباده المرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين بالأكل من الحلال و القيام بالصالح من الأعمال , فدل على أن الحلال عون على العمل الصالح.
- آية رقم 71 ( و لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات و الأرض و من فيهنّ ) أي لو أجابهم الله تعالى إلى ما في أنفسهم من الهوى , و شرع الأمور على وفق ذلك لفسدت السموات والأرض و من فيهن لفساد أهوائهم و اختلافها.
- آية رقم 93 ( قل رب إما تريني ما يوعدون ) جاء في الحديث الذي رواه أحمد و الترمذي و صححه : 275 ( و إذا أردت بقوم بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون ) .
- آية رقم 118 ( و قل رب اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين ) هذا إرشاد من الله تعالى إلى هذا الدعاء فالغفر إذا أطلق معناه محو الذنب و ستره عن الناس , و الرحمة معناها أن يسدده و يوفقه في الأقوال و الأفعال.
س :
- آية رقم 2 ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) الخشوع في الصلاة هو : حضور القلب بين يدي الله تعالى , مستحضرا لقربه. فيسكن لذلك قلبه , وتطمئن نفسه , وتسكن حركاته ويقل التفاته , متأدبا بين يدي ربه.
- آية رقم 5 ( والذين هم لفروجهم حافظون ) -والذين هم لفروجهم حافظون- عن الزنا , ومن تمام حفظها تجنُّبُ ما يدعو إلى ذلك كالنظر واللمس ونحوهما.
- آية رقم 18 ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ) -وإنا على ذهاب به لقادرون- هذا تـنبيه منه لعباده , أن يشكروه على نعمته , ويقدروا عدمها , ماذا يحصل به من الضرر.
- آية رقم 62 ( ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ) -ولا نكلف نفسا إلا وسعها- أي : بقدر ما تسعه , و بفضل من قوتها عنه. ليس مما يستوعب قوتها , رحمة منه وحكمة , لتيسير طريق الوصول إليه , ولتعمر جادة السالكين في كل وقت إليه. , -وهم لا يظلمون- أي لا ينقص من إحسانهم , ولا يزاد في عقوبتهم وعصيانهم.
- آية رقم 76 ( ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ) -ولقد أخذناهم بالعذاب- قال المفسرون : المراد بذلك : الجوع الذي أصابهم سبع سنين , و أن الله ابتلاهم بذلك , ليرجعوا إليه , بالذل والاستسلام . فلم ينجع فيهم , ولا نجح منهم أحد.
ق :
- الآية 1-11 فيها مسائل :
الأولى : قوله تعالى ( قد أفلح المؤمنون ) روى البَيْهَقي من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( لما خلق الله جنة عَدْن و غرس أشجارها بيده قال لها تكلّمي فقالت قد أفلح المؤمنون ) .
الثانية : قوله تعالى : ( خاشعون ) روى المُعْتمر عن خالد عن محمد بن سِيرين قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم ينظر إلى السماء في الصلاة ؛ فأنزل الله عز وجل هذه الآية "الذين هم في صلاتهم خاشعون" . فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر حيث يسجد.
الثالثة : اختلف الناس في الخشوع , هل هو من فرائض الصلاة أو من فضائلها ومكملاتها على قولين . والصحيح الأول , و محله القلب , وهو أول علم يرفع من الناس .
الرابعة : قوله تعالى : ( والذين هم لفروجهم حافظون ) قال ابن العربي : "من غريب القرآن أن هذه الآيات العشر عامّةٌ في الرجال و النساء , و كسائر ألفاظ القرآن التي هي محتملة لهم فإنها عامّة فيهم ,
إلا قوله ( والذين هم لفروجهم حافظون ) فإنما خاطب بها الرجال خاصة دون الزوجات , بدليل قوله : ( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ) . قلت : ( أي القرطبي ) و على هذا التأويل في الآية فلا يحلّ لامرأة أن يطأها مَن تملكه إجماعاً من العلماء ؛ لأنها غير داخلة في الآية , و لكنها لو أعتقته بعد مِلكها له جاز له أن يتزوجها كما يجوز لغيره عند الجمهور .
الخامسة : قوله تعالى : ( والذين هم لأماناتهم وعدهم راعون ) الأمانة أعم من العهد , و كل عهد فهو أمانه فيما تقدم فيه قول أو فعل أو معتقد .
- الآية 12-14 فيها مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان ) الإنسان هنا آدم عليه الصلاة و السلام ؛ قاله قتادة و غيره , لأنه استلّ من الطين . و قوله ( من طين ) أي أن الأصل آدم وهو من طين . قلت : أي من طين خالص ؛ فأما ولده فهو من طين ومنِيّ .
و ذهب بعض الناس إلى نفي هذه اللفظة عن الناس و إنما يضاف الخلف إلى الله تعالى . وقال ابن جريج : إنما قال ( أحسن الخالقين ) لأنه تعالى قد أذن لعيسى عليه السلام أن يخلق ؛ و اضطرب بعضهم في ذلك . و لا تُـنْـفَى اللفظة عن البشر في معنى الصنع ؛ و إنما هي منفية بمعنى الاختراع و الإيجاد من العدم .
- آية رقم 19 ( فأنشأنا لكم به جنات من نخيل و أعناب لكم فيها فواكه كثيرة و منها تأكلون ) قوله تعالى -فأنشأنا- أي جعلنا ذلك سبب النبات , و أوجدناه به و خلقناه . و ذكر تعالى النخيل و الأعناب لأنها ثمرة الحجاز بالطائف و المدينة و غيرهما ؛ قاله الطبري . و لأنها أيضاً أشرف الثمار , فذكرها تشريفاً لها و تنبيهاً عليها .
- آية رقم 20 ( و شجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن و صبغ للآكلين ) قوله تعالى -تنبت بالدهن- والتقدير : تنبت و معها الدهن .
- آية رقم 36 ( هيهات هيهات لما توعدون ) قال ابن عباس : هي كلمة للبعد ؛ كأنهم قالو بعيدٌ ما توعدون ؛ أي أن هذا لا يكون ما يذكر من البعث .
- آية رقم 51 ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) فيها ثلاث مسائل :
الأولى : روي في الصحيح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا و إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا )
الثانية : قال بعض العلماء : الخطاب في هذه الآية للنبي صلى الله عليه وسلم و أنه أقامه مقام الرسل .
الثالثة : سوى الله بين النبيين و المؤمنين في الخطاب بوجوب أكل الحلال و تجنب الحرام ثم شمل الكل في الوعيد الذي تظمنه قوله تعالى ( إني بما تعملون عليم ) .
- آية رقم 61 ( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) -يسارعون في الخيرات- أي : يسارعون في الطاعات كي ينالوا بذلك أعلى الدرجات , -وهم لها سابقون- أحسن ما قيل فيه أنه يسبقون إلى أوقاتها .
- آية رقم 67 ( مستكبرين به سامرا تهجرون ) -سامرا- نصب على الحال , و معناه سمّارا , وهو الجماعة يتحدثون في الليل , مأخوذ من السمر وهو ظل القمر ؛ و منه سمرة اللون . و كانوا يتحدثون حول الكعبة في سمر القمر ؛ فسمي التحدث به .
- آية رقم 68 ( أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين ) -أفلم يدبروا القول- يعني القرآن وسمي القرآن قولا لأنهم خطبوا به .
- آية رقم 73 ( و إنك لتدعوهم إلى صراط المستقيم ) أي إلى دين قويم . و الصراط في اللغة الطريق ؛ فسمّي الدين طريقا لأنه يؤدي إلى الجنة فهو يؤدي إليها .
- آية رقم 76 ( و لقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم و ما يتضرعون ) قال الضحّاك : أخذناهم بالعذاب أي بالجوع . و قيل : بالأمراض و الحاجة و الجوع . و قيل : بالقتل و الجوع .
- آية رقم 101 ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ) قال ابن عباس : لا يفتخرون بالأنساب في الآخرة كما يفتخرون بها في الدنيا , و لا يتساءلون فيها كما يتساءلون في الدنيا ؛ من أي قبيلة أنت ولا من أي نسب , و لا يتعارفون لهول ما أذهلهم .
تم بحمد الله
1:47:00 ص |
Category:
موائد رمضان
|
0
التعليقات
Comments (0)