الحمد لله حمدا يليق بجلال وجهه و عظيم سلطانه , الحمد لله كما يحب و يرضى ..
الحمد لله أن بلغنا رمضان و سلمنا إليه و سلمه لنا و نحن نرفل في ثوب الصحة و العافية و المعافاة
نسأله الرضا و القبول و التوفيق و نعود لموائد رمضان التي ابتدأناها قبل سنوات ثلاث مضت و اليوم مد الله في العمر
و في السنة الرابعة نكمل مسيرتنا التي نحفظ فيها كتاب الله و نراجع تفسير معانيه
و كما كنت سابقا أذكر لمن التحق جديدا أنه يمكنه حفظ الآيات أو الجزء المخصص أو قراءته و الاطلاع على تفسيره من أي مرجع لديه ثم الانتقال لهذه الفوائد المجموعة و تذكيرا باختصار الرموز هنا ..
ن : أسباب النزول للنيسابوري
ط : تفسير الطبري
س : تفسير السعدي
ك : تفير ابن كثير
ق : تفسير القرطبي .
وتلك ما قدرت على جمع الفوائد منها و ها أنا أضعها مختصرة بين أيديكم و الله أسأل التوفيق لي و لكم
محبتكم ..فاطمة
سورة الأنفال
* ن : سورة الانفال مدنية إلا من آية 30-36 فمكية , نزلت بعد سورة البقرة , آياتها 75 آية .
ط :
* عن عبادة بن الصامت قال : نزلت فينا أصحاب بدر حين اختلفنا في النفل و ساءت فيه أخلاقنا فنزعه الله من أيدينا و جعله إلى رسول الله فقسمه رسول الله بين المسلمين على السواء ..رواه أحمد
* روى أن المسلمين نزلوا في كثيب رمل تسوخ فيه الأقدام على غير ماء و ناموا فاحتلم بعضهم فوسوس إليهم الشيطان : كيف تنصرون و قد غلبتم على الماء و أنتم تصلون محدثين مجنبين و تزعمون
أنكم أولياء الله وفيكم رسوله ؟ فأنزل الله المطر فشرب المسلمون و تطهروا و ثبتت أقدامهم و أذهب الله عنهم وسوسة الشيطان .
* " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول ....الخ "آية 24 قال قتادة و هو الآن فيه الحياة و الثقة و النجاة و العصمة في الدنيا و الآخرة .
" يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله و الرسول ..آية 27 قال ابن عباس خيانة الله بترك فرائضه و الرسول بترك سنته و ارتكاب معصيته و الامانات هي الأعمال -الفرائض - التي ائتمن الله عليها عباده .
* " و لو أراكهم كثيرا لفشلتم ...آية 44 قال مجاهد : أراه الله إياهم في منامه قليلا فأخبر النبي بذلك فكان تثبيتا لقلوبهم .
* " يا أيها النبي حسبك الله و من اتبعك من المؤمنين " كافيك الله و كافي من اتبعك من المؤمنين و قال الحسن : المعنى كافيك الله و المؤمنون و ما ذكره الطبري أرجح لأن الله و حده يكفي عبده " أليس الله بكاف عبده "
* روي أن الآية 68 لما نزلت قال عليه السلام : لو نزل عذاب من السماء لما نجا منه غير عمر .
س :
* " ولذي القربى " آية 41 الخمس الثاني لذي القربى و هم قرابة النبي عليه السلام من بني هاشم و بني المطلب و إضافة الله إلى القرابة دليلا على أن العلة فيه مجرد القرابة فيستوي فيه غنيهم و فقيرهم ذكرهم وأنثاهم .
ك :
* روى البخاري عن ابن عباس : الأنفال المغانم و عنه أيضا لما سأله بن جبير عنها قال نزلت في بدر وروي عن ابن عباس أيضا أنه قال : الأنفال الغنائم و قد فسر ابن عباس باسناد صحيح أن النفل هو ما ينفله الامام
لبعض الأشخاص من سلب أو نحوه بعد قسم أصل المغنم و هو المتبادر إلى فهم كثير من لفظ النفل و الله أعلم .
* قال عليه السلام ( إن أهل عليين ليراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الغابر في آفاق السماء , قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا ينالها غيرهم فقال : بلى و الذي نفسي بيده رجال ءامنوا بالله و صدقوا
المرسلين " متفق عليه 358 .
* في الصحيح أن رسول الله لما كان يوم بدر في العريش مع الصديق و هما يدعوان أخذت رسول الله سنة من النوم ثم استيقظ مبتسما فقال " أبشر يا ابا بكر هذا جبريل على ثناياه النقع " ثم خرج من باب العريش وهو
يتلو قوله تعالى سيهزم الجمع ويولون الدبر " 366
* ( اجتبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هن ؟ قال " الشرك بالله و السحر ة قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق و أكل الربا و أكل مال اليتيم و التولي يوم الزحف و قذف المحصنات الغافلات المؤمنات )366
* عن أنس بن مالك قال كان النبي يكثر أن يقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال فقلنا يا رسول الله آمنا بك و بما جئت به فهل تخاف علينا . قال : نعم ان القلوب بين إصبعين من أصابع الله
تعالى يقلبها " 374
* يوم الزحمة : هو اليوم الذي تآمرت فيه قريش على قتل الرسول ثم أذن الله له بالهجرة .
* ( أنزل الله علي أمانين لأمتي " وما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون " فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة ) 381
* ( إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث ) 425
ق :
* الأنفال واحدها نَفَل بتحريك الفاء
إن تقوى ربنا خير نفل وبإذن الله رَيثِي و العجل .
أي خير غنيمة و النفل : اليمين ومنه الحديث ( فتبرئكم يهود بنفل خمسين منهم ) و النفل الانتفاء ومنه الحديث ( فانتفل من ولدها ) و النفل : نبت معروف و النفل : الزيادة على الواجب و هو التطوع
وولد الولد نافلة لانه زيادة على الولد و الغنيمة نافلة لانها زيادة فيما احل الله لهذه الأمة مما كان محرما على غيرها قال عليه السلام ( فضلت على الانبياء بست - وفيها - و أُحِلت لي الغنائم )
و الأنفال : الغنائم أنفسها قال عنترة : إنا إذا احمر الوغى نروي القنا و نعف عند مقاسم الأنفال .
* وما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم ...آية 33 " قال المدائني عن بعض العلماء قال : كان رجلا من العرب في زمن النبي مسرفا على نفسه لم يكن يتحرج فلما توفي النبي لبس الصوف و رجع عما كان عليه
و أظهر الدين و النسك فقيل له : لو فعلت هذا و النبي حي لفرح بك .قال : كان لي أمانان فمضى و احد وبقي الآخر قال الله تعالى " و ماكان الله ليعذبهم و أنت فيهم " فهذا أمان و الثاني " وما كان معذبهم و هم يستغفرون "
* آية 38 " إن ينتهوا ..الخ
يستوجب العفو الفتى إذا اعترف ثم انتهى عما أتاه واقتـــــرف
لقوله سبحانه في المعتــــــرف إن ينتهوا يغفر لهم ماقد سلف
* " إذا يريكهم الله في منامك ...الخ " آية 43 قال مجاهد رآهم النبي في منامه قليلا فقص ذلك على أصحابه فثبتهم الله بذلك و قيل : عني بالمنام محل النوم و هو العين أي في موضع منامك فحذف , عن الحسن
قال الزجاج : و هذا مذهب حسن و لكن الأولى أسوغ في العربية .
* " يا ايها الذين ءامنوا ...الخ " آية 45
و اذكروا الله للعلماء فيها ثلاثة أقوال :
الأول : اذكروا الله عند جزع قلوبكم فإن ذكره يعين على الثبات في الشدائد .
الثاني اثبتوا بقلوبكم و اذكروه بألسنتكم فإن القلب لا يسكن عن اللقاء ويضطرب اللسان فأمر بذلك يثبت القلب على اليقين و يثبت اللسان على الذكر و هذه الحالة لا تكون إلا من قوة المعرفة و اتقاد البصيرة
و هي الشجاعة المحمودة في الناس .
و الثالث : اذكروا ما عندكم من وعد الله في ابتياعه أنفسكم و مثامنته لكم .
قلت و الأظهر أنه ذكر اللسان الموافق للجنان .
* آية 48 ..
ليس النكوص على الأدبار مكرمة إن المكارم إقدام على الأسل
* آية 58 " و إما تخافن من قوم خيانة ...الخ "
قال ابن العرب : فإن قيل كيف يجوز نقض العهد مع خوف الخيانة و اتلخوف ظن لا يقين معه فكيف يسقط يقين العهد مع ظن الخيانة ؟ فالجواب : من وجهين أحدهما أن الخوف قد يأتي بمنعى اليقين كما قد
يأتي الرجاء بمعنى العلم , الثاني : إذا ظهرت آثار الخيانة و ثبتت دلالتها وجب نبذ العهد لئلا يرقع التمادي عليه في الهلكة و جاز إسقاط اليعين هنا ضرورة .
.....تم بتوفيق الله جمع فوائد سورة الانفال و ما كان من صواب فمن الله و ما كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان ..في المائدة التالية نراجع سورة التوبة .
11:09:00 م |
Category:
موائد رمضان
|
0
التعليقات
Comments (0)