النسر الأسود أو قراقوش كما عرف بين البشر اسم تجاوز المدى في الأحكام الظالمة المستبدة والجائرة الغبية و ظُلم كثيرا حين تم
الجهل بهذا القرقوشي وصارت نسبة أعمال السفهاء و الجائرين المتخبطين ببلاهتهم والعجيبين في تصرفاتهم لقرقوش المسكين ,
ولما كان من الانصاف فعلينا أن نعرف أن هذا الرجل حقيقة واسمه بهاء الدين الأسدي الملقب بأبي سعيد كان وزيرا عند الأيوبي
صلاح الدين وقد استعمله وفتح الله عليه كثيرا وكان وصيا أمينا على الملك حتى بعد وفاة صلاح الدين .
و قد ذكره عدد كبير من المؤرخين دفاعا كابن كثير وذكره في المقابل البعض بالإساءة والكذب كما في كتاب الفاشوش وخلاصة
الأمر أن الرجل أفضى إلى ربه وفاضت روحه و بقي الكثير من ذكره في عمل الخير .
وإن تفحصنا بين القولين نجد أن من قال له أو عليه فقد اتفقا على ذكائه وفطنته وخروجه من مأزقه وليت لنا بقراقوشيين يفطنون
لأزمتنا فينقذونا و لورطتنا في سجل التاريخ يجدون حلا فلا ندري من أين أبوابه دخلنا ولا أي عار سيحفظ لنا فيه , فبعد العز صار
الذل وبعد النور دهم الظلام و بعد عصر الفتوحات صار عهد الانكماشات و امتزج الخوف بالجبن في خلطة لا نظير لها فأنبت لحم
ذكور لا رجال و سمنت أجساد إناث لا تتجاوز نظرتهن ما بين الشكل و الفتنة وغابت عنا نساء مربيات فاضلات خرج منهن الفاتح و
الناصر و القاضي و المدافع الذي لا يخاف في الله لومة لائم .
ولما شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي قلت له رحمك الله , سترك الله , آواك الله , فقهك الله , ثم قال اعلم بأن
العلم نور و نور الله لا يؤتاه عاصي فقلت هي هذه يا وكيع هذه هي يا إمام دللت فأصبت ولكن أنى وأنى فوكزني بعصاه حتى أوجعني
فقلت أستغفر الله وأعدت قراءة القراقوشية حسب الصياغة القرنية الحادي والعشرينية فزخرفتُ ونمقتُ و بعثتُ ولم أنسى اللايك
والشير فكنت سباقة للنسر قوية في إطلاق الحكم فوق بهاء الدين فمزجت العهدين و شربت العصرين وتفكهت ببقية ما تبقى علّ
بعض أحلامي أن تكون فأقف بين يدي ربي خاشعة في ركعتين .
12:51:00 م |
Category:
مقالاتي
|
2
التعليقات
Comments (2)
جهد عظيم أشكركم
شكرا لكم