علاقة طبيعية تحمل الحب الدافئ والعطف والحنان ..
تلعب مع مرح الأنوثة الصغيرة لتظهر الإبداع والرقة..
طبيعة علاقة الفتاة بالأب وما تحمله من مشاعر مختلطة في مراحل حياة الفتاة ...
هذه العلاقة بينهما تحدد معالم شخصية الفتاة وترسم كيوننة لها من بداية طفولتها حتى دخولها مرحلة المراهقة ومن ثم النضج ..
لو بحثنا في الدراسات التي أجريت على الفتيات لوجدنا أن الفتاة التي تمتعت بسند عائلي وعلاقة قوية حميمة من والدها ووالدتها
يتأخر نضج الشخصية عندها وتعيش طفولتها عمن عاشت حياة عائلية باردة او متباعده عاطفيا ..
تحاول الفتاة بطبيعتها منذ بداية النشأة الاقتراب من الوالد وتلتمس في حضنه شعورا
يعوضها عن الطبيعة التي أوجدها الله فيها بالميل للجنس الآخر ..
كما يكمن حرص الأب الواعي في الاقتراب من أبنائه خصوصا البنات حتى يوفر لهن حماية وحاجزا نفسيا
يقيهن من الوقوع في الأخطاء ويؤمن لهن استقرار عاطفيا وإشباعا قلبيا ..
بمداعبته لهن من الصغر وملاطفته عند المراهقة واحترام رأيهن ومشاورتهن فيما بعد ورسم حدود تتفاوت
بين الأبوة والصداقة ليضمن دخول الفتيات في جناح عطفه ولتهدأ عواطفهن في عمر اشتعالها..
بترك أقدامه للتدليك بأيديهن واللعب بأطراف أصابعه يكون قد كسر حاجزا قويا بينه وبين فتياته
ولمس جلده كفيل بلم قلوبهن وشعورهن بالرضا والمحبة له لانه لطيف معهن..
كذلك بضمة أبوية دافئة وقبلة ومناداة بأجمل الاسماء ..
بإشعارهن بمكانة عالية ومحاولة إدخال الفرح عليهن ..بطرق شتى يعرفها الآباء ذوي القلوب الحية
ويتفنون في التقرب لفتياتهم واحاطتهن بسراج الابوة .
مشاعر الفتاة ستتطور إلى الثقة والراحة والتعبير الجرئ عنها في علاقتها الزوجية القادمة التي ستعيش دورا فيها
ولن تشعر بالنقص في الشعور واستجداء الحب من الزوج بشكل جنوني لانها مشبعه قبلا ..
مدح الأب لفتاته ...دفقة حنان أخرى وإطرائه على عمل بسيط تعمله أو صحن تعده وتقدمه يعني لها الشئ الكثير
كما يكون محطما ومؤلماً ذمها سواء أمام الاخوة أو الغير من الأقارب ..
لذا فشأن المديح مهم في قلب الفتاة من والدها ..ومعزز للثقة بينهما ..ومربك لمحاولات الفشل والضعف والاكتئاب
التي تصيب أغلب الفتيات في تلك الاعمار..
ندائي أوجه الى كل أب ..كن قريبا من ابنتك ..وُدّها وعاملها بلطف وتقرب الى الله بحسن عملك معها
ولا تئد حقها أو تضيعه فهي أمانه الله بين يديك وأحسن لها بحسن التربية والتعليم والتدريب على الحياة
والنصح والقربب بالتوجيه حتى تصل إلى يد زوج يصونها ..
وترفع عن بذل الأعراض بزواج القاصرات أو زواج المصالح المتبادلة بينك وبين الغير
أو ظلم ابنتك وتأخير زواجها لأجل عادات وقيم لم يشرعها الله ..
أوتقديمك الذكور بالحفظ والكرامة والإحسان عليها ..
تقرب إلى فتاتك أشبع قلبها حبا طاهرا..
إغرس فيها مبادئ الخلق الحسن بحسن خلقك معها ..
وتذكر أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان يقوم لابنته فاطمة عند دخولها عليه ويقبل رأسها ويجلسها جواره ..
فهل لنا في فعله قدوة...
لفتياتنا التي تنتهك حقوقهن كل يوم وتبكي الكثر منهن فوق وسادتها قبل أن تنام لتحك مواجعها ومن دون أن يستمع إليها
أقرب الأقربين من روحها ...أقول ..الصمت لا يغير من الأمر شيئا عليكن بالتدرب على توجيه مشاعركن بالشكل الصحيح
والبوح للوالدين أو من يقدر على مساعدتكن والتقرب إليهم لأخذ النصح والدعاء الى الله بأن يصلح الامور ..
والله الهادي الى سواء السبيل..
6:12:00 ص |
Category:
مقالاتي
|
8
التعليقات
Comments (8)
مقاله رائعه يافاطمه
اتمنى لو تشاركي بمثل هذ المقالات في الجرائد اليوميه
فانت تستحقين عمود يومي بكل جداره
اتمنى لك التوفيق
وربنا يحفظ ابائنا وامهاتنا الي عمرهم ماقصرو معانا
خوخه
اهلا بخوخة ومرحبا..
شكرا عزيزتي على كلامك واحمد ربي ان راق لك المقال
لست بالطموحة لعمود في جريدة يقيدني ..
لأترك أحرفي في نسائمي حرة وأفيد بها الغير ..
متعتكم وفائدتكم هدفي
دمت لي بالقرب
مقاله مفيده
لاحظت ان بعض الاباء يغيروا من معاملتهم لبناتهم
لبناتهم عند دخول البنت اعتاب المراهقه وهذا برأيي يهز ثقة الفتاه في نفسها
فكل مرحله لها تواصل يليق بهاولنا في رسول الله اسوهحسنه
نحن بحاجه في هذا الزمن التي وجدت فيه البدائل السيئه الى الاهتمام بهذه النقطه
أهلا وفاء..
بالضبط اختي اعتاب ما يسمى المراهقة من اهم الفترات التي يجب ان يكون الاب جوار فتاته معززا وصديقا ..حتى لا تبحث عن صديق في ظل التطور الجارف الذي نعيشه ..
شكرا لحضورك رعم انشغالك
و كيف يريد الوالدان ان يكون ابنهم أو أبنتهم مثاليين؟!
أحب أن اتكلم على وجه العموم وليس على الخصوص فالتربيه مشتركه يشترك بها الأب والأم,,
هناك العديد من الأساليب التربوية التي تلعب دورا مهما في إنشاء هذا الجيل الصالح ومن هذه الأساليب :
التربية بالقصة، التربية بالحدث، التربية بتكوين العادات،
ولعل المُتصل بموضوعنا هو التربية بتكوينِ العادات التي تتأصَّلُ بالنفسِ
وهو أمرٌ مهمٌ و أسلوبٌ تربويٌّ واعدٌ .
"مِنْ وسائلِ التربيةِ ، التربيةُ بالعادةِ .. أيْ تعويدُ الطفلِ على أشياءَ معينةٍ حتى تصبحَ عادةً ذاتيةً لهُ يقومُ بِها دونَ حاجةٍ إلى توجيهٍ "
فلننظرَ إلى الحبيبِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الذي استطاعَ أنْ يُحْدِثَ نقلةً نوعيةً كبيرةً
بلْ وقفزةً منَ الحضيضِ الذي كانَ عليهِ حالُ العربِ في الجاهليةِ إلى قمةِ الخلُقِ الطاهرِ
فلا نقل :عظماءَ فاتَ زمانُهم لأنهم لمْ يكونوا عظماءَ بفضلِ الزمانِ والمكانِ،
بلْ عظماءَ حينَ عظَّموا كتابَ اللهِ وسنةِ رسولهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ..ولم يغيِّروا فطرةَ اللهِ التي فطرَهمُ عليها
أبي الفاضلُ .. أمي الفاضلةُ
كتابُ الله وسنةُ رسولِهِ لا زالا في أحضانِنا
ولازال الأمل في أطفالنا فلنعوِّدْهُم دائماً على التفاعلِ معهُم في الأعمالِ الحسنةِ الكريمةِ؛
لينشئوا محبينَ لها راغبينَ فيها .
سيدتي
لا يسعني القول سوى
رفقا"بالقوارير"
معنى عظيم ...
فــ عالم الفتاة عالم جميل لايدركه إلا من فهم معدن الفتاة وادركه ..
تعيش معك في عالم وبالحقيقة هي
في عالم أخر أنت لا تدركه
قد يكون عالم جميل تمارس فيه شقاوتها
ببراءة وأحلامها بـ طهارة
وقد يكون عالم أخر غير طاهر لا تعرف عنه
شيء ولاتفهمه ..
لأنك ببساطه لا تريد أن تفهمه بل تتنصل
من الأب
فـ لنأخذ بكلام خير البرية ..
رفقا"بالقوارير
رفقا"بالقوارير
رفقا"بالقوارير
السيده فاطمه
إِرْتَعَدَتْ فَوَاصِلُ لُغَتِي حِينَاً مِنَ الْدَهْشَةِ
عَبرَ حرُوفكِ المُثخَنةِ فِيْ الروعه والجمال،
حَيثُ لَا مَدَىْ يَحتَوِيهَا إِلّا ذَابَ وَتَبَخَرْ
صفحتك رَائِعَةٌ وأكثَر..
طرح قيم ومهم وقد اصاب الحقيقه..
وان شاء الله تعم الفائده
احترامي وتقديري..
عبدالله بغدادي
أشكر إطلالتك استاذ عبدالله وزادت صفحتي بهاء بكم الفائدة التي طرحتها عبر أحرفك .. ومداخلتك الجميلة .
دمت أباً مربيا لجيل واعد بالخير والفضل لامته .
فاطمة كعادتك انت شمعة تضىء جوانب خفيه فى حياتنا .. دمت موفقة القلم فى كل ما تكتبين
عبير المعداوي
اهلا بعوتك عبير ...
احمد الله على سلامتك ..
واتمنى دوام قربك ..