في وجل من الجميع ...
ورهبة الموت التي تغطي الوجوه ..
أبو محمد ..ادعو لجدتكم ياأبنائي..
رفع الجميع أكفهم ورفعت يدي معهم ندعو .."اللهم اغفر لها وارحمها وأكرم نزلها ..." وكلام أحفظه لكن لا أعي معناه ..
فجأة انفتح القبر كباب موصد ..ارتعشت قلوبنا ..توقف الشعر في أجسادنا ...قشعريرة رهيبة ..وخوف فظيع جفت أرياقنا بسببه ..واعتلتنا صفرة وبرودة
لا كلام ....صمت فظيع في المكان
عيوني تحملق بقوة وتفقد الاحساس بالدموع ...جف البكاء فيها منظر مرعب..للغاية ..
ظهر ماء كثير ثم جف فجأة وبانت جدتي ..
إنها هي نفسها التي كنت أعرفها قبل ..
لقد توفيت من سنين كثيرة لكنها الآن تبدو جميلة كأنها في شبابها ..
كان الكفن منحسرا عن وجهها المتلألأ
نظرت إلينا جميعا وابتسمت ..
جلست في قبرها المفتوح ..
وهي ترتدي ثوبها الأبيض الناصع ..
أخذت تقلب عينيها في الجميع ..
تحدثت بنفس صوتها الذي نعرفه
كيف حالكم ياعيالي..
رد والدي ..نحن بخير ياأمي .. كيف حالك أنت ؟
لقد اشتقنا إليك كثيرا ...
ردت أنا بخير يا صالح ..كيف أبنائكم جميعا حدثوني..
التف حولها أبنائها التفافة دافئة كتلك التي كانوا يفعلونها يوم أن كانت في دنياهم ..
صار الجميع في هدوء وطمأنينة ..
أحدهم يريد أن يلمس وجهها فقالت له لا يابني ..ليس الآن
أنا في عالم آخر لا تقدر ..
فقط انظرو الي وحدثوني عن أخباركم ..
بدأ كل واحد يكلمها عن حاله وعياله ..
نظرت برحمة عينيها وابتسامة دافئة ...
صحيح ..
من هؤلاء الصغار أنا لا أعرفهم
عندما غادرت كنتم قليلا وما أكثركم الآن ..ماشاء الله تغيرت الدنيا ..
هيا أريد أن أعرف أسماءهم
هذا أحمد ...
وهذه سميرة ...
وهذه سارة .. وهذا ......وبدأ تعداد الأحفاد ...
ثم لفتت صغيرة جوار فاطمة نظرها ..
من هذه يافاطمة ..
جدتي ...هذه ابنتي ..
آه يافاطمة هل تزوجت ..
نعم ياجدة تزوجت وأنجبت هذه الجميلة...
نظرت إليها بفرح ..
ليتني أقدر على تقبيلها ...
طال الحديث والسؤال ..
أخبرتهم عن حالها ...
وأنها في نعيم وخير كبير ..
أخبرتهم أن عالمها الآن مختلف تماما وأنها تنتظر مثل الكثير الذين ماتوا أن تجتمع بهم ..
ثم قالت : الآن سيغلق قبري وأعود لعالمي ..
الجميع بصوت واحد انتظري قليلا ..ليس الآن
الآمر ليس في يدي ياأبنائي
تمددت في قبرها ..
نظرتهم بعين مودعة ..أغمضت عينيها ونامت في سلام ..
اختفت وعاد الماء ..
أغلق القبر واستوت الأرض كأن شيئا لم يكن أو حدثا يحدث
نظر الجميع لبعضهم غير مصدقين ما يجري فهول ذلك واستحالة تصديقه شئ عظيم ...
أكلموا دعائهم ..
خرجوا من المقبرة ..
وعيونهم لا تكاد تصدق هذا الحدث المخيف ...الممتع ..المستحيل ...
كانت فاطمة تردد مع ابنتها دعاء زيارة المقابر وتلقنه إياها ..احفظيه يا صغيرتي " السلام عليكم دار قوم مؤمنين ....الخ "
.....فجأة صوت زوج فاطمة يرتفع ..
فاطمة ماذا تقولين ...
منذ ساعة وأنت تتحدثين بما لا أفهم ...
استيقظت ..آه لقد كنت أحلم بجدتي ..
لقد كان حلما ..
لقد رأيتها ..إنها بصحة جيدة ..
....لقد ....ماء ....انفتح القبر .....
أسرع خالد وأحضر كوب ماء لفاطمة وقال لا بأس إنه حلم ..
تناولت الكأس منه وقالت لكن الماء هناك ....
ابتسم ولفها بحضنه ..
اشربي فاطمة ..
الماء هنا ...
حلم وانتهى...
رحم الله جدتك ...
6:14:00 م |
Category:
قصص قصيرة
|
2
التعليقات
Comments (2)
رعب ..
يمه بسم الله...الحمد لله انها قصة مو اكثر ..
اهلا بك زائري
قصة لا اكثر :)