اختبار القلوب 

يحزننا ويؤلمنا وتتفطر له قلوبنا، أطفال فقدوا ضحكاتهم بفقدان أهليهم، بل فقدوا حياتهم بتجاوز واعتداء صهيوني. 
وليس تؤلمنا فقط مناظر الشهداء فهم إلى جنات يرتقون إن شاء الله، ولا تلك البيوت التي مُحيت وسُويت بالأرض، ولا تلك النسوة اللواتي تشردن، ولا ولا من كثير مما نراه بأعيننا ونسمعه بآذاننا وبعده ننقسم لقسمين، فريق يشعر قلبه وفريق وهو المؤلم لا يتحرك ساكن فيه، بل يؤلمنا الخدرون المغيبون عن أقصاهم. 
إن قضية الأقصى هي قضية كل مسلم، فثالث الحرمين تشد له الرحال، وهو مسرى نبينا جميعا كمسلمين وليس فقط شأن فلسطيني داخلي.
إذن ففتش عن قلبك إذا لم تجده في ظل هذي الأحداث، وابحث عن إيمانك في أي زاوية من الدنيا رميته، الحرب في فلسطين ليست ككل الحروب، وهي اختبار صدق للقلوب الحية المؤمنة وتلك الميتة التي نسيت أو تناست انتماءها الديني ثم الأخلاقي ثم الإنساني.
تبا لقلوب أشد قسوة من الحجر لا يبكيها إلا مقطع تمثيل! وويل لإنسانية لا تشعر بهذا الظلم والتجاوز على أهلنا في فلسطين.
ننتظر صحوة الضمائر والقلوب والعيون والإسلام المختبئ في صدور الشعوب المسلمة.
اللهم قيض للأقصى من أهل الإيمان من يحميه، ولأهلنا هناك من ينصرهم ويرفع كلمة الإسلام، ويخرج الصهاينة الجبناء داحرين {بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى} 
ألا لعنة الله على اليهود الغاصبين.