سورة السجدة 
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد , والصلاة على النبي المصطفى أحمد , نكمل مع سورة السجدة وهي من السور المكية عدا الآيات من 16-20 فمدنية , نزلت هذه السورة بعد سورة المؤمنون
سميت بسورة السجدة لورود السجدة فيها , و من فضائل هذه السورة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها في صلاة فجر الجمعة في الركعة الأولى ويقرأ بالإنسان في الثانية .
ن :
- قوله تعالى " تَتَجافَى جُنُوبُهُمْ عن المضاجِع " قال مالك بن دينار : سألت أنس بن مالك عن هذه الآية فيمن نزلت , فقال : كان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلون من المغرب
 إلى صلاة العشاء الآخرة , فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية .
- قوله تعالى " أفَمَن كانَ مُؤمِنًا كَمَنْ كانَ فَاسِقًا " الآية : نزلت في عليّ بن أبي طالب و الوليد بن عقبة . 
ط : 
- قوله تعالى " الذي أحسن كل شيء خَلَقَه " ( آية 7 ) المعنى أنه تعالى أتقن و أحكم كل شيء خلقه و أوجده , قال ابن عباس : ليست القردة بحسنة , و لكنها متقنةٌ محكمة . 
- قوله تعالى " ولَـنُذيقَـنَّـهُم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون " ( آية 21 ) ولنعذبنهم في الدنيا بالبلاء , والشدائد , والمصائب . 
"دون العذاب الأكبر" قبل عذاب يوم القيامة , " لعلهم يرجعون " كي يرجعوا و يتوبوا . 
- قوله تعالى " قل يوم الفتح " ( آية 29 ) فسَّر الطبري " يوم الفتح " بيوم مجيء العذاب , و قال غيره من المفسرين : يوم الفتح هو يوم النصر والغلبة , فقد كان المشركون يقولون للمسلمين 
سخرية و استهزاء : متى ستنصرون علينا , و يكون لكم الغلبة و الفتح علينا ؟ فأخبرهم تعالى أن يوم القيامة هو يوم الفتح الحقيقي , لأن الله يفصل فيه بين المؤمنين و المشركين , 
و هذا المعنى أظهر والله أعلم . 
س :
- قوله تعالى " ثم يعرج إليه " ( آية 5 ) أي : الأمر ينزل من عنده , و يعرج إليه . 
- قوله تعالى " خوفًا و طمعًا " ( آية 16 ) أي : جامعين بين الوصفين , خوفًا أن ترد أعمالهم , و طمعًا في قبولها . خوفًا من عذاب الله , و طمعًا في ثوابه . 
- قوله تعالى " لا يستوون " ( آية 18 ) عقلاً و شرعًا , كما لا يستوي الليل و النهار , و الضياء , و الظلمة , و كذلك لا يستوي ثوابهما في الآخرة . 
ك : 
- قوله تعالى " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " ( آية 16 ) يعني بذلك قيام الليل و ترك النوم و الاضطجاع على الفرش الوطيئة .
 قال مجاهد و الحسن في قوله تعالى : " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " يعني بذلك قيام الليل و قيل الصلاة بين العشاءَين و عن أنس : هو انتظار صلاة العتمة . 
- قوله تعالى " و يقولون متى هذا الفتح " ( آية 28 ) أي متى تُـنْـصَـرُ علينا يا محمد ؟ كما تزعم , ما نراك أنت و أصحابك إلا مختفين خائفين ذليلين . 
- قوله تعالى " قل يوم الفتح " ( آية 29 ) أي إذا حل بكم بأس الله و سخطه و غضبه في الدنيا و الآخرة . 
- قوله تعالى " لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون " ( آية 29 ) و من زعم أن المراد من هذا الفتح فتح مكة فقد أبعد النجعة و أخطأ فأفحش ، فإن يوم فتح مكة من قبل 
رسول الله صلى الله عليه و سلم إسلام الطلقاء و قد كانوا قريبًا من ألفين ولو كان المراد فتح مكة لما قبل إسلامهم لقوله تعالى : " قل يوم الفتح لا ينفع الذين آمنوا إيمانهم ولا هم ينظرون "
 و إنما المراد : الفتح يوم القضاء و الفصل . 
ق : 
- قوله تعالى " أم يقولون افتراه " ( آية 3 ) هذه " َمْ " المنقطعة التي تقدر ببل و ألف الاستفهام ؛ أي بل أيقولون . 
- قوله تعالى " يدبر الأمر من السماء إلى الأرض " ( آية 5 ) قال ابن عباس : يُنزل القضاءَ و القدر . و قيل : ينزل الوحي مع جبريل . 
- قوله تعالى " ثم يَـعْـرُجُ إليه " ( آية 5 ) قال يحيى بن سلام : هو جبريل يصعَد إلى السماء بعد نزوله بالوحي . النقاش : هو الملَك الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض .
و قيل : إنها أخبار أهل الأرض تصعَد إليه مع حملتها من الملائكة ؛ قاله ابن شجرة . 
- قوله تعالى " و قالوا أئـذا ضَلَلْنا في الأرض " ( آية 10 ) هذا قول منكري البعث ؛ أي هلكنا و بطلنا و صرنا ترابًا . 
و أصله من قول العرب : ضلّ الماء في اللبن إذا ذهب . و العرب تقول للشيء غلب عليه حتى خفي فيه أثره : قد ضلّ . 
- قوله تعالى " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وُكِّلَ بكم ثم إلى ربكم ترجعون " ( آية 11 ) استدلّ بهذه الآية بعض العلماء على جواز الوكالة من قوله : " وُكِّلَ بكم " أي يقبض الأرواح .
- قوله تعالى " فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنّـا نسيناكم و ذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون " ( آية 14 ) قوله تعالى " فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا فيه قولان : 
أحدهما : أنه من النسيان الذي لا ذكر معه ؛ أي لم يعملوا لهذا اليوم فكانوا بمنزلة الناسين . و الآخر : أن "نسيتم" بما تركتم . قوله تعالى " نسيناكم " تركناكم من الخير ؛ قاله السُّدّي .
 مجاهد : تركناكم في العذاب . و في استئناف قوله : " إنّـا نسيناكم " و بناء الفعل على " إنّ " و اسمها تشديد في الانتقام منهم 
- قوله تعالى " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " ( آية 16 ) فيها قولان , أحدهما : لذكر الله تعالى , إما في صلاة و إما في غير صلاة ؛ قاله ابن عباس و الضحاك . 
الثاني : للصلاة . و في الصلاة التي تتجافى جنوبهم لأجلها أربعة أقوال أحدها : التنفُّـل بالليل ؛ قاله الجمهور من المفسرين و عليه أكثر الناس . الثاني : صلاة العشاء 
التي يقال لها العتمة ؛ قاله الحسن و عطاء . الثالث : التنفُّل ما بين المغرب و العشاء ؛ قاله قتادة و عكرمة . الرابع : قال الضحاك : تَجافِي الجُنُب هو أن يصلّي الرجل
العشاء و الصبح في جماعة . و قاله أبو الدّرداء و عُبادة . 
- قوله تعالى " و لقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه " ( آية 23 ) أي فلا تكن يا محمد في شك من لقاء موسى ؛ قاله ابن عباس . و قد لقِيه ليلة الإسراء . و المعنى واحد . و قيل : فلا تكن في شك من لقاء موسى في القيامة , و ستلقاه فيها .
 و قيل : فلا تكن في شك من لقاء موسى الكتاب بالقبول ؛ قاله مجاهد و الزجاج . 
تم بحمد الله و نكمل تاليا مع سورة الأحزاب .

Comments (0)