حمدا لك يالله و صلاة و سلاما على نبيك و آله و صحبه و من تبعه ..
نتناول سويا فوائد من سورة الحجر فباسم الله نبدأ .
سورة الحجر سورة مكية عدا الآية 87 فمدنية , عدد آياتها 99 , نزلت بعد سورة يوسف .
ن :
- ( و لقد ءاتيناك سبعا من المثاني ) قال الحسين بن الفضل : إن سبع قوافل وافت من بصرى و أذرعات و ليهود قريظة و النضير في يوم واحد فيها أنواع
من البز و أوعية الطيب و الجواهر و أمتعة البحر فقال المسلمون : لو كانت هذا الأموال لنا لتقونيا بها فأنفقناها في سبيل الله فأنزل الله هذه الآية .
ط :
- آية 1 : "تلك آيات الكتاب " هذه الآيات آيات الكتاب التي كانت قبل القرآن و هذا قول قتادة و مجاهد و لم يذكر الطبري غيره , و رجح غيره من المفسرين
أن الكتاب و القرآن المبين شيء واحد و هو الكتاب الذي وعد الله محمد صلى الله عليه و سلم و المعنى تلك الآيات آيات ذلك الكتاب الكامل الذي أنزل عليك
يا محمد و هو الأظهر .
- آية 2 : "ربما " قال ابن عباس : ذلك يوم القيامة يتمنى الكفار لو كانوا موحدين و ذلك أن أناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم
المشركون : ما أغنى عنكم قولكم ( لا إله إلا الله ) و أنتم معنا في النار فيغضب الله لهم فيخرجهم منها فعند ذلك يتمنى الذن كفروا لو كانوا مسلمين .
- آية 3 : " ذرهم يأكلوا " فيها تنبيه عللى أن إيثار التلذذ و التمتع ليس من صفات المؤمنين .
- آية 9 : " إنا نحن نزلنا الذكر " في الآية نكتة وهي أنه سبحانه تولى حفظ القرآن و لم يكله إلى غيره فيبقى محفوظا على مر الدهور بخلاف الكتب المتقدمة
فإنه لم يتول حفظها و إنما استحفظها الربانيين و الأحبار ( بما استحفظوا من كتاب الله ) فاختلفوا فيما بينهم ووقع التحريف و التبديل .
- آية 18 : " إلا من استرق السمع " المراد من استراق السمع الخطفة اليسيرة لقوله تعالى ( إلا من خطف الخطفة ) و هو قول ابن عباس . وقال ابن عباس
الشهب لا تقتل و لكن تحرق و تجرح .
- آية 21 : " و إن من شيء إلا عندنا خزائنه " شيء من الأمطار , قال ابن مسعود : ما من عام بأمطر من عام و لكن الله يصرفه عمن يشاء .
- آية 29 : " من روحي "  الاضافة للتشريف و التكريم مثل ناقة الله و بيت الله .
- آية 44 : " لها سبعة أبواب " قال علي إن أبواب جهنم هكذا أطباق بعضها فوق بعض فيمتلئ الأول ثم الثاني ثم الثالث حتى تمتلئ كلها . وقال ابن جريج
أولها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية .
- آية 49 : " نبئ عبادي " تدل الآية على مقامي الرجاء و الخوف و فيها وعد ووعيد  و ترغيب و ترهيب و هي تشير إلى أن جانب الرحمة أغلب كما
ورد في الحديث الصحيح " إن رحمتي سبقت غضبي " .
- آية 54 : " فيم تبشرون " استفهم منكرا للولادة في حالة الشيخوخة لا شكا في قدرة الله فلذلك قال " فبم تبشرون " كأنه يقول فبأي أعجوبة تبشروني؟!
-آية 57 : " خطبكم " سألهم عن سبب مجيئهم لأنه عرف أن الغرض لو كان مجرد البشارة بالغلام لكان الملك الواحد كافيا فلما جاءوه جماعة عرف أنهم
جاءوا لأمر خطير .
- آية 72 : " لعمرك إنهم لفي سكرتهم " قال ابن عباس : ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم على الله من محمد وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره
يقول ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم) و قد أعاد الطبري ( أنهم ) على أهل مكة و الراجح أنه يعود على قوم لوط .
- آية 93 : " بما كانوا يعملون " قال ابن عباس : لا يسألهم هل عملتم كذا و كذا لأنه أعلم بذلك منهم و لكن يقول لهم : لم عملتم كذا و كذا .
- آية 95 : " إنا كفيناك المستهزئين " و هم الوليد بن المغيرة و العاص بن وائل و الأسود بن عبد يغوث و الأسود بن عبدالمطلب و الحارث بن الطلاطلة
و قد أهلكهم الله جميعا .
-آية99 : " حتى يأتيك اليقين " اليقين الموت و سمي يقينا لأنه أمر متيقن من نزوله لا مفر منه .
س :
- آية 42 : " من الغاويين " الغاوي ضد الراشد فهو الذي عرض الحق و تركه , و الضال :الذي تركه من غير علم منه .
-آية 72 : " لعمرك إنهم لفي سكرتهم " سكرة محبة الفاحشة التي لا يبالون معها بعذل و لا لوم .
- آية 78 : أصحاب الأيكة هم قوم شعيب عليه السلام نعتهم الله و أضافهم إلى الأيكة و هو البستان كثير الأشجار ليذكر نعمته عليهم و أنهم ما قاموا بها .
- آية 91 " عضين " أصنافا و أعضاء و أجزاء يصرفونه بحسب ما يهوونه .
ك:
- قال ابن جرير عن ابن عباس و أنس بن مالك أنهما كانا يتأولان الآية يوم يحبس الله أهل الخطايا من المسلمين و المشركين في النار فيقول لهم المشركون ما أغنى
عنكم ما كنتم تعبدون في الدنيا .قال: فيغضب الله لهم بفضل رحمته فيخرجهم و ذلك حين يقول "ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين " .
- آية 16 : " بروجا " قال مجاهد و قتادة : البروج هنا هي الكواكب و قيل منازل الشمس و القمر و قال عطية العوفي : هي قصور فيها الحرس و جعل الشهب
حرسا لها من مردة الشياطين لئلا يسمعوا إلى الملأ الأعلى و من تمرد جاءه شهاب مبين فأتلفه .
- آية 22 : " و أرسلنا الرياح لواقح " ذكرها بصيغة الجمع ليكون منها الانتاج بخلاف الريح العقيم فإنه أفردها و ذكرها بالعقيم و هو عدم الانتاج لأنه لا يكون
إلا بين شيئين فصاعدا .
- آية 22 " فأسقيناكموه " أي أنزلناه لكم عذبا يمكنكم أن تشربوا منه .
- آية 65 : " و اتبع أدبارهم " يمشي ورائهم ليكون أحفظ لهم و هكذا كان الرسول يمشي في الغزو إنما يكون ساقه يزجي الضعيف و يحمل المنقطع .
- آية 72 : " لعمرك "قال ابن عباس : ما خلق الله و ما ذرأ و ما برأ نفسا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه و سلم و ما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره.
- آية 80 : قال عبد الله بن مسعود : و الذي لا إله غيره ما منكم من أحد إلا سيخلو الله به يوم القيامة كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول : ابن آدم
ما غرك مني بي ؟ ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟ ابن آدم ماذا أجبت المرسلين ؟ .
- آية 99 : " و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين " يستدل بها على تخطئة الملاحدة إلى أن المراد باليقين المعرفة فمتى وصل أحدهم إلى المعرفة سقط عنه التكليف
عندهم و هذا كفر و ضلال و هؤلاء الملاحدة هم أهل وحدة الوجود التي هي نهاية حقائق علم النصوف و آخر درجات الحقيقة عندهم و هي الاعتقاد بأن الخالق
عين المخلوق مهما تعددت الأشكال و الذوات فالكل واحد و هو الله و هنا تسقط التكاليف نعوذ بالله من الكفر و الخذلان .
ق :
- آية 2 " ربما" قال الضحاك : هذا التمني إنما هو عند المعاينة في الدنيا حين تبين لهم الهدى من الضلالة .و قيل :في القيامة إذا رأوا كرامة المؤمنين و ذل
الكافرين .
- آية 26 " و لقد خلقنا الإنسان من صلصال "  يعني خلقنا آدم من صلصال أي من طين يابس قاله ابن عباس و غيره , و الصلصال :الطين الحر خُلط بالرمل
فصار يتصلصل إذا جف فإذا طبخ بالنار فهو الفخار قاله أبي عبيدة .و هو قول أكثر المفسرين و أنشد أهل اللغة : كعدو المصلصل الجوال .
-آية 38 " إلى يوم الوقت المعلوم " قال ابن عباس : أراد به النفخة الأولى أي حين تموت الخلائق و قيل : الوقت المعلوم الذي استأثر الله بعلمه و يجهله
إبليس فيموت إبليس ثم يبعث كما قال الله في سورة الرحمن آية 26 " كل من عليها فان " .
تم بحمد الله و اللقاء معكم مع سورة النحل إن شاء الله .
-

Comments (0)