سورة النحل مكية إلا الآيات الثلاث الأخيرة فمدنية , آياتها 128 نزلت بعد سورة الكهف .
ن :
- " أتى أمر الله " هذا جواب النضر بن الحرث حين قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء يستعجل العذاب فأنزل الله الآية .
- " خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين " نزلت في أبي بن خلف الجمحي حين جاء بعظم رميم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد
أترى الله يحيي هذا بعدما قد رم .
- " و الذين هاجروا في الله من بعد ما فتنوا " نزلت في أصحاب النبي بمكة بلال و صهيب و خباب و عامر و جندل بن صهيب .
- " ضرب الله عبدا مملوكا " نزلت في هشام بن عمرو و هو الذي ينفق ماله سرا و جهرا و مولاه أبو الجوزاء الذي كان ينهاه فنزلت .
- " و ضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم " الأبكم فيهما الكَلّ - على مولاه- هذا السيد أسد بن أبي العيص, و الذي يأمر بالعدل على صراط مستقيم هو
عثمان بن عفان رضي الله عنه .
ط :
- آية 2" ينزل الملائكة بالروح " الوحي سمي روحا لأنه به تحيا القلوب الميتة من الجهل بإشراق أنوار العرفان .
- آية 6 " حين تريحون " الإراحة : رد الإبل إلى مكانها الذي تأوي إليه ليلا , و " حين تسرحون " السرح : إخراجها في الصباح للمرعى .
- آية 15 : " أن تميد بكم " الميد : الاضطراب يقال: مادت السفينة ميدا إذا مالت و اضطربت بأهلها .
- 38 : " و أقسموا بالله جهد أيمانهم " يعني أغلظ الأيمان و آكدها .
- 48 : " سجدا لله و هم داخرون " و هم صاغرون ذليلون , " يتفيؤا ظلاله" جمعت الظلال بالواو النون " و هم داخرون" لأنهم أشبهوا العقلاء من حيث
طاعتها لله سبحانه .
- آية 66 : " من بين فرث " الفرث : الفضلات التي تخرج من الحيوان و تسمى الروث و الثفل .
- آية 67 " سكرا " وضح الطبري أن المراد بالسكر النبيذ و الخل و أن الآية غير منسوخة, و رجح غيره أن المراد السكر الخمر ,و بالرزق الحسن التمر و الزبيب
و أن الآية نزلت قبل تحريم الخمر و هذا قول ابن عباس و هو الأظهر .
- آية 72 : " حفدة " الحفدة جمع حفيد و هو ولد الولد و يطلق في اللغة على الخادم و الصهر أيضا و اختار الطبري العموم .
- آية 81 " سرابيل تقيكم الحر ..الخ " ذكر الحر دون البرد من باب الاكتفاء و الأصل أن يقال " تقيكم الحر و البرد " فاكتفى بذكر أحدهما عن الآخر .
- آية 88 : " زدناهم عذابا فوق العذاب " العذاب الأول بسبب ضلالهم و زيادة العذاب بسبب الاضلال وفي الآية دليل على تفاوت الكفار في عذابهم كما
يتفاوتون في درجاتهم و منازلهم في الجنة .
- آية 92 " " أنكاثا " كل شيء نقض بعد الفتل فهو أنكاث و ضرب الله المثل لمن نكث بالعهد .
- آية 103 : " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي " كان المشركون يزعمون أن محمد صلى الله عليه و سلم يتعلم القرآن من ( جبر الرومي ) و هوغلام نصراني
كان النبي يجلس عنده في بعض الأحيان , و قد رد القرآن عليهم بالحجة الدامغة و البرهان القاطع " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي و هذا لسان عربي مبين "
فكيف يعقل للعجمي أن يعلم العربية و هو لا يعلمها ؟!
- آية 112 : " فأذاقها الله لباس الخوف و الجوع " قال الطبري : سلط الله عليهم الجوع سنين متوالية بدعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم عليهم
حتى أكلوا الجيف و العُلهز- الوبر يعجن بالدم - و القراد ,و أما الخوف الذي أصابهم فهو خوفهم من سرايا رسول الله صلى الله عليه و سلم التي كانت
تطيف بهم .
- آية 115 : " غير باغ و لا عاد " الباغي من يأكل فوق حاجته ,و العادي من يأكل المحرمات و هو يجد غيرها .
آية 124 : إنما اختار اليهود السبت ليكون عيدا لهم لأنه على زعمهم يوم استراحة الرب حيث قالوا إن الله فرغ من خلق الأشياء يوم الجمعة ثم استراح
يوم السبت فنحن نعظم هذا اليوم لأنه يوم استراحة الرب , تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
س:
هذه السورة تسمى سورة النعم فإن الله ذكر في أولها أصول النعم و قواعدها و في آخرها متمماتها و مكملاتها .
- آية 8 : " و الخيل و البغال و الحمير " لتركبوها و زينة و لم يذكر الأكل لأن البغال و الحمير محرم أكلها , و الخيل لا تستعمل في الغالب للأكل بل ينهى
عن ذبحها لأجل الأكل خوفا من انقطاعها و إلا فقد و قد ثبت في الصحيحين أن النبي أذن في لحوم الخيل .
- آية 27 : " قال الذين أوتوا العلم " في الآية فضيلة أهل العلم و أنهم الناطقون بالحق في هذه الدنيا و يوم يقوم الأشهاد و إن لقولهم اعتبارا عند الله و عند خلقه .
- آية 43 : " فسئلوا أهل الذكر " مدح أهل العلم و أن أعلى أنواعه العلم بكتاب الله المنزل فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث .
- آية 49 : سجود المخلوقات لله قسمان : سجود اضطرار و دلالة على ماله من صفات الكمال و هذا عام لكل مخلوق من مؤمن و كافر و حيوان ناطق و غيره
و سجود اختيار يختص بأوليائه و عباده المؤمنين و الملائكة و غيرهم من المخلوقات .
- آية 78 : " جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة " خص هذه الأعضاء لشرفها و فضلها و لأنها مفتاح لكل علم .
- آية 81 : " سرابيل تقيكم الحر " و لم يذكر البرد لأنه قد تقدم أن هذه السورة أولها في أصول النعم و ءاخرها في مكملاتها , ووقاية من البرد من أصول النعم
فإنه من الضروري و قد ذكره في أولها " لكم فيها دفء " .
- آية 84 : " و يوم نبعث من كل أمة شهيدا " هم الرسل .
- آية 89 : " و جئنا بك شهيدا على هؤلاء " أي على أمتك تشهد عليهم بالخير و الشر و هذا من كمال عدل الله تعالى أن كل رسول يشهد على أمته لأنه
أعظم اطلاعا من غيره على أعمال أمته و أعدل و أشفق من أن يشهد عليهم بما يستحقون .
- آية 90 : " إن الله يأمر بالعدل " يشمل العدل في حق الله و العدل في حق عباده بأداء الحقوق كاملة موفورة .
- آية 115 : الذكاة بالذال أي الذبح الشرعي و لا يتحقق الذبح الشرعي إلا بقطع الودجين و هما العرقان الموجودان على يمين العنق و على يساره .
ك :
- آية 1: " أتى " يخبر الله عن اقتراب الساعة و دنوها معبرا بصيغة الماضي الدال على التحقق و الوقوع لا محالة .
- آية 8 : " الخيل " استدل من استدل من العلماء , فمن ذهب إلى تحريم الخيل بذلك كالإمام أبي حنيفة رحمه الله و من وافقه من الفقهاء , و لكن في صحيح
مسلم عن أسماء بنت الصديق رضي الله عنها قالت ( نحرنا على عهد رسول الله فرسا فأكلناه و نحن بالمدينة ) فهذه الأحاديث أدل و أقوى و إلى ذلك صار
الجمهور كمالك و الشافعي و أحمد و أصحابهم و أكثر السلف و الخلف .
- آية 18 " إن الله لغفور رحيم " : قال ابن جرير : يقول إن الله لغفور لما كان منكم من تقصير في شكر بعض ذلك إذا تبتم و أنبتم إلى طاعته و اتباع مرضاته .
- آية 26 " قد مكر الذين من قبلهم " قال ابن عباس : هو النمروذ و قال زيد بن ابن أسلم : أول جبار كان في الأرض النمروذ فبعث الله عليه بعوضة
فدخلت في منخره فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق و كان جبارا أربعمائة سنة فعذبه الله أربعمائة سنة كملكه ثم أماته , و هو الذي بنى الصرح
إلى السماء الذي قال الله عنه " فأتى الله بنيانهم من القواعد " .
- آية 42 " و الذين هاجروا " نزلت في مهاجرة الحبشة الذين اشتد أذى قومهم لهم بمكة و من أشرافهم عثمان بن عفان و زوجته رقية بنت رسول الله
و جعفر الطيار , ابو سلمة في جماعة قريب من ثمانين رجل و امرأة رضي الله عنهم و أرضاهم .
- 44 : " بالبينات و الزبر " : الزبر جمع زبور تقول العرب : زبرت الكتاب إذا كتبته و قال تعالى " و كل شيء فعلوه في الزبر " .
- آية 67 : " سكرا " قال ابن عباس : السكر ما حرم الله من ثمرة التمر و العنب و الرزق الحسن ما أحل منهما و ختم الآية " إن في ذلك لآية لقوم يعقلون "
ناسب ذكر العقل ههنا فإنه أشرف ما في الإنسان و لهذا حرم الله على هذه الأمة الأشربة المسكرة صيانة لعقولها .
- آية 68 : " و أوحى ربك إلى النحل " وحي الإلهام و الهداية و الارشاد للنحل .
- آية 72 : " و الله جعل لكم من أنفسكم أزواجا " و لو جعل الأزواج من نوع ءاخر ما حصل الائتلاف و المودة و الرحمة .
- آية 76 : قيل إن ( الأبكم) مولى لعثمان بن عفان و من ( هو على صراط مستقيم ) هو عثمان بن عفان .
- آية 90 : " إن الله يأمر بالعدل " شهادة أن لا إله إلا الله وقال سفيان بن عيينة : العدل في هذا الموضع هو استواء السريرة و العلانية من كل عامل لله
عملا , و الإحسان أن تكون سريرته أحسن من علانيته , و الفحشاء و المنكر أن تكون علانيته أحسن من سريرته , و أما البغي فهو العدوان على الناس .
- آية 98 : " فاستعذ بالله " أمر ندب ليس بواجب , حكاه ابن جرير عن غيره من الأئمة .
- آية119 : " ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة " قال بعض السلف : كل من عصى الله فهو جاهل .
- آية 120 : " إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا " أما الأمة فهو الإمام الذي يقتدى به ,و القانت : هو الخاشع المطيع , و الحنيف :المنحرف قصدا عن الشرك إلى التوحيد .
ق :
يقول عن السورة أنها مكية كلها في قول الحسن و عكرمة و عطاء و جابر . و تسمى سورة النِّعم بسبب ما عدد الله فيها من نعمه على عباده . وقيل هي مكية
غير قوله تعالى " و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " النحل 126 , نزلت في المدينة في شأن التمثيل بحمزة و قتلى أحد .
- آية 1 : " أتى أمر الله فلا تستعجلوه " قيل أتى بمعنى يأتي فهو كقولك : إن أكرمتني أكرمتك و قد تقدم أن أخبار الله تعالى في الماضي و المستقبل سواء لأنه آت
لا محالة .
- آية 5 : " و الأنعام خلقها " فيها نقاط الأولى : لما ذكر الإنسان ذكر ما منّ به عليه , و الأنعام :الإبل و البقر و الغنم و أكثر ما يقال : نعم و أنعام للإبل ويقال
للمجموع و لا يقال للغنم مفردة .
الثانية : " دفء " الدفء : السَّخانة و هو ما استدفىء به من أصوافها و أوبارها و أشعارها , ملابس و لحف و قطف , وروي عن ابن عباس :دفؤها نسلها .
الثالثة : دلت الآية على لباس الصوف و قد لبسه رسول الله صلى الله عليه و سلم و الأنبياء قبله كموسى و غيره , و في حديث المغيرة : فغسل وجهه و عليه جبة
من صوف شامية ضيقة الكمين ..الحديث أخرجه مسلم و غيره .
- آية 6 : " و لكم فيها جمال حين تريحون و حين تسرحون " الجمال ما يتجمل به و يتزين . و الجمال : الحسن . و قد جَمُل الرجل جمالا فهو جميل و المرأة
جميلة و جملاء أيضا و عن الكسائي . و أنشد : فهي جملاء كبدر طالع بذّت الخلق جميعا بالجمال
- آية 7 : " و تحمل أثقالكم " فيها مسائل الأولى : الأثقال أثقال الناس من متاع و طعام و غيره , و هو ما يثقل الإنسان حمله . و قيل المراد أبدانهم , يدل على ذلك قوله تعالى " و أخرجت
الأرض ثقالها " سورة الزلزلة آية 2 . و البلد مكة في قول عكرمة و قيل : هو محمول على العموم في كل بلد مسلكه على الظهر
الثانية : منّ الله سبحانه بالأنعام عموما و خص الإبل هنا بالذكر في حمل الأثقال على سائر الأنعام فإن الغنم للسرح و الذبح , و البقر للحرث والإبل للحمل .
الثالثة : في هذه الآية دليل على جواز السفر بالدواب و جمل الأثقال عليها . و لكن على قدر ما تحتمله من غير إسراف في الحمل مع الرفق في السير .
- آية 14 : " و هو الذي سخر البحر ..الخ " : تسخير البحر هو تمكين البشر من التصرف فيه و تذليله بالركوب و الإرفاء و غيره ,و هذه نعمة من نعم الله علينا
فلو شاء سلطه علينا و أغرقنا .
* امتن الله سبحانه على الرجال و النساء امتنانا عاما بنا يخرج من البحر , فلا يحرم عليهم شيء منه و إنما حرم الله تعالى على الرجال الذهب و الحرير .
- آية 26 " قد مكر الذين من قبلهم " أي سبقهم بالكفر أقوام مع الرسل المتقدمين فكانت العاقبة الجميلة للرسل , قال ابن عباس و زيد بن أسلم و غيرهما : إنه
النمرود بن كنعان و قومه , أرادوا صعود السماء و قتال أهله فبنوا الصرح ليصعدوا منه بعد أن صنع بالنسور ما صنع فخرّ .
- آية 52 : " و له مافي السموات و الأرض و له الدين واصبا " واصبا معناه دائما , قاله الفراء , حكاه الجوهري . وصب الشيء يَصِب وُصوبا , أي دام .
ووصب الرجل على الأمر إذا واظب عليه . و المعنى : طاعة الله واجبة أبدا . وممن قال واصبا دائما :الحسن و مجاهد و قتادة و الضحاك .
-آية 67 : " تتخذون منه سَكَرا و رزقا حسنا " السكر ما يسكر هذا هو المشهور في اللغة , قال ابن عباس : نزلت هذه الآية قبل تحريم الخمر , و أراد بالسُكر الخمر
و بالرزق الحسن جميع ما يؤكل و يشرب حلالا من هاتين الشجرتين و قال بهذا القول ابن جبير و النخعي و الشعبي و أبو ثور , و قد قيل : إن السكر الخل بلغة
أهل الحبشة و الرزق الحسن الطعام , و قيل : السكر العصير الحلو الحلال و سمي سكرا لأنه قد يصير مسكرا إذا بقي فإذا بلغ الإسكار حرم .
- آية 68 : " و أوحى ربك إلى النحل " قد مضى القول في الوحي و أنه قد يكون بمعنى الإلهام و هو ما يخلقه الله تعالى في القلب ابتداء من غير سبب ظاهر .
- آية 69 : " ثم كلي من كل الثمرات " يعني العسل و جمهور الناس على أن العسل يخرج من أفواه النحل وورد عن علي رضي الله عنه أن قال في تحقيره للدنيا :
أشرف لباس ابن آدم فيها لعاب دودة , و أشرف شرابه رجيع نحله فظاهر هذا أنه من غير الفم . و قال " من بطونها " لأن استحالة الأطعمة لا تكون إلا في البطن .
* " مختلف ألوانه " يريد أنواعه من الأحمر و الأبيض و الأصفر و الجامد و السائل و الأم واحدة و الأولاد مختلفون دليل على أن القدرة نوعته بحسب تنويع الغذاء .
آية 72 : " بنين و حفدة " روى ابن القاسم عن مالك قال و سألته عن قوله " حفدة " قال : الحفدة الخدم و الأعوان في رأيي . و روى عن ابن عباس قال : هم الأعوان
من أعانك فقد حفدك . قيل له : فهل تعرف العرب ذلك ؟ قال نعم و تقوله ! أو ماسمعت قول الشاعر :
حفد الولائد حولهن و أسلمت بأكفهن أزمة الأجمال .
- آية 81 " ظلالا " الظلال كل ما يستظل به من البيوت و الشجر و قوله " مما خلق " يعم جميع الأشخاص المظلة .
* " أكنانا " : الأكنان جمع كن و هو الحافظ من المطر و الريح و غير ذلك و هي هنا الغيران في الجبال .
* " سرابيل تقيكم الحر " يعني القمص واحدها سربال , " سرابيل تقيكم بأسكم " يعني الدروع التي تقي الناس في الحرب .
تمت و نلتقي مع سورة بني إسرائيل " الإسراء " .
شكرا لقراءتكم .
1:42:00 ص |
Category:
موائد رمضان
|
0
التعليقات
Comments (0)