انتهيت اليوم من قراءة رواية ( النبطي ) ليوسف زيدان

من قرأ للكاتب سيدرك مقدرته على نزع الملل من القارئ وبراعته في نقل الروح لمحطاته التي اختارها .

في هذه الرواية التي أعتبرها وان اختلف موضوعها جزء ثاني بعد رواية عزازيل والتي مس فيها حياة من أسفار قديمة .

في رواية النبطي والتي ابتدأها بتاريخ المصريين وعله اختار كفرا من الاكفار سكنه اليعقوبيون بدا لي ابداعه في تصوير حياة 

الفقر والمعاناة التي يعيشها اهل القرية و تأثير الرهبان والكنيسة عليهم بتوضيح مدى السلطة الجائرة و مدى الخلافات 

الحقيقية الموجودة بين طبقات القائمين على الكنائس في صورة توضح أن النفس الانسانية مهما رقت تظل أرضية لا سماوية .

في تعريجه على جزء مهم تسرده بطلة الرواية الفتاة المصرية الفاتنة منذ صغرها وحتى زواجها بالعربي ابن الصحراء الذي 

أرغمت عليه ثم انتقلت معه للبدو تعرض الكاتب لقراءات نفسية لقلوب النساء الوجعة وأراه وصل بنجاح باستعمال تراكيب 

لغوية مقننة للوصول للمعنى بأدب جم .

توقفت عند مشهد الرحلة الطويلة من مصر إلى قلب الصحراء القفر, كان التصوير كالتقاطات كاميرا تمرر الاحداث أمام العين و 

تُري ألوان الارض جبلا وصحراء و نهرا وبحرا بطريقة تكاد تشتم الانف معها رائحة الاجواء الحارة المحيطة بالقافلة .

وتنقلت الرواية بعد الصفحات المائة لسرد لتاريخ المنطقة و ظهور النبي القرشي و اخبار الفرس والروم و الكثير من التاريخ .

فَتَر ربط العين القارئة قليلا لكنه عاد بقوة ليدخل في صميم الحياة للرجل العربي , علاقته بالمرأة , بالتجارة, معنى الرجولة في 

المفهوم السائد حينها .

عشت مع رواية النبطي حزنا و فرحا , تاريخا و أدبا نسجه الاستاذ زيدان ليقرب لنا حقبة تاريخية ( الاقباط , الفرس , الروم , 

المسلمون , اليهود , النصارى , الهوديون ) .

رأيت توفيقا بدى للرواية ذات ال393 صفحة ..وقراءة ممتعة أرجوها لمن لم يقرأها 

                                                                                  ..............فاطمة

Comments (0)