مع المدرب أ/ عوض جبرتي كانت دورتي بالأمس و التي كان موضوعها (فن إدارة المشاعر و السلوك ) و قد خرجت لكم بفهمي لها و الذي أكتبه في هذه الأسطر القليلة .
حقيقة أن المشاعر هي ما يحركنا في هذ الحياة و ما يحرك مواقفنا التي هي ردات لأفعالنا و التي قد تتناوب بين التفاعل الشديد الظاهر أو المكبوت أو ما يسمى بالمشاعر و الأحاسيس , في طرح المحاضر جمال رُسم بعناية ليُظهر أن للذات البشرية إدارة يجب توجيهها بشكل صحيح لنصل للمطلوب و لتحقيق أعلى درجات الراحة المطلوبة .
فإدارة الذات - التي لا تخرج عن دائرة الإدارات المعروفة كإدارة المنشئة أو إدارة الغير - إدارة لشيئين مهمين في النفس و هما المشاعر و السلوك .
و دائما ما نهتم بأمرالسلوك و نهمل المشاعر في حين أن الصواب هو الاهتمام بهذه المشاعر المتدفقة و التي تُسَيِّر سلوكنا فيما بعد , و كما نشاهد أن بعض الناس لديهم قدرة مبهرة في إدارة سلوكهم في حين يفقد البعض الإدارة على ذواتهم و الأمر بحاجة لشيء من الوقفة الصريحة مع النفس و فسح مجال لها بالتعبير عن مشاعرها بدل الكبت الذي قد يولد الانفجار .
ما هي المشاعر ؟ كان سؤالا طرحه المحاضر لنصل معه إلى جواب يضع خطوطا لها , فالمشاعر هي حالة من الإحساس النفسي التي تجعلنا نبتسم , نبكي , نضحك , نغضب ..الخ الكثير من السلوكيات الناتجة عن هذه المشاعر , و قد يكون الإحساس بهذه المشاعر نفسيا كالسعادة و الاطمئنان أو الخوف و الكثير من الأحوال المعروفة للنفس و قد يكون الاحساس جسديا كالإحساس بالسخونة أو البرودة أو الألم و المحصلة الأخيرة هي تَوّلد احساس يدل على مشاعر و يُوجه لسلوك .
لا يخفى على عاقل كَمُّ التاثير السلبي أو الإيجابي لهذه المشاعر على الصحة و الجسد فما ظهور الأمراض النفسية و الأحزان أو التوترات التي تفقد الإنسان اتزانه و تربك حياته إلا بسببها , و ما ظهور الأمراض الجسدية كالضغط و السكر و الجلطات حتى الوصول للموت ذاته إلا بسبب هذا التوترات التي سمحنا لها بالتجاوز أو لم نعرف كيف نصرفها و نعبر عنها لنتنفس و نخفف الضغط و نروح عن ذواتنا بدل الاستسلام لها و الذي يصيب الروح و الجسد بالهزيمة و الضعف .
عبروا عن مشاعركم و روضوها , تبصروا في ردات أفعالكم فقد تحصلون على حلول عندما تخلدون لذواتكم و تديرون مواقفكم بشكل جيد و استعملوا عقولكم للحصول على حلول قد يطرحها الآخرون دون وعي منهم فقط كونوا أذكياء منتبهين لهذه المواقف و  المشاعر التي تعيشونها و التي تحتاج منكم لمهارة .
من الجميل كذلك الفصل بين الذات و السلوك و عدم المبالغة في تأنيب الذات و جلدها عند وقوع الخطأ , فالسلوك السيء لا يعني مطلقا أننا سيئون لكن يعني أننا لم نحسن إدارة ذواتنا أو وقعنا لبشريتنا في خطأ نقدر على إصلاحه ما دمنا في دائرة و نطاق القلب المسلم المتقي لله و ويؤكد قول نبي الله لوط عليه السلام لقومه مستنكرا عليهم فعل الفاحشة ( إني لعملكم من القالين ) فهو يرفض العمل السيء الناتج و لا يرفض الذات و هنا يتضح كيف فصل بين السلوك والذات و هذا بربي ما نفقده و ما نزعم أننا لم نقدر أن نسعد في حياتنا في وقت لم نميز بين أخطائنا السلوكية الناتجة عن مشاعرنا الانفعالية و بين ذواتنا التي خلقها الله على الفطرة .
من خلاصة ساعات الأمس أخرج لكم بهذه الكلمات التي فهمتها و أؤكد أن علينا جميعا أن نوظف مشاعرنا بطريقة إيجابية في حياتنا و لنتأكد أن الظلال لا تعكس الحقائق و أن الأمور قد تبدو بظاهرها مختلفة تماما عن حقيقتها فلا نعجل في الاقتصاص لنا أو علينا و لنتعامل بذكاء أكثر من عشوائية التصرف و لنسعى لتوظيف هذه المشاعر و نبتعد عن أذية أنفسنا أو غيرنا بجرح المشاعر و التبلد في التصرف ما يؤجج سلوكيات تقود لحروب نفسية طاحنة نكون نحن أو الحول ضحية لها .
ابكوا إذا حزنتم و أطلقوا دموعكم فقد بكى الحبيب في مواقف كثيرة , و عبروا عن خوفكم , فرحكم , استيائكم و ارقوا في سلم الأخلاق و المحاولة الجادة لإصلاح عيوب النفس مبتعدين قدر الإمكان عن أذية ذواتكم أو غيركم .
تعاملوا بفن و إدارة و أحبوا أنفسكم ........بقلم / فاطمة البار  

Comments (2)

On 23 أبريل 2013 في 7:08 ص , المدرب الدولي في التنمية البشرية أ.عوض الجبرتي يقول...

ما شاء الله تبارك الرحمن..جداً أسعدتيني بهذا التلخيص الرائع..والذي يدل على دقة استيعابك..وقوة مﻻحظتك..وجمال تعبيرك..بل واستقلال شخصيتك..حيث قمت بتلخيصها بصياغتك..وأيضا حسن أسلوبك في إيصال المعلومة وتقريب المعنى .
سعيد جداً أن أرى أثر دوراتي وبرامجي تتجسد معالمها..وتؤتي ثمارها على حياة من شرفوني بحضورهم..وأبهجوني بتتويجهم .
شكراً من اﻷعماق أ.فاطمة البار .
تقبلي تحياتي المدرب / عوض الجبرتي .

 
On 23 أبريل 2013 في 8:46 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

الشكر الوافر لك أستاذ عوض وكل كلمة وعيتها في الأمر تأكيد لنجاحك و قدرتك على إيصال المعلومة .
توفيق أتمناه لي ولك و للجميع
شكرا لوارف حضورك هنا و ازادنت المدونة به .