وما بكم من نعمة فمن الله
بفضل الله فاز هذا المقال في مسابقة المقال المتميز الذي أعدته صحيفة صوت المدينة , قراءة ممتعة أرجوها لكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل جفت الأقلام ؟!
ما زال في القلب متسع ، و ما زال في الأقلام أحبار لأخبار و انتصارات و هزائم تدونها أنامل كاتب تفردت بحاسة شديدة الشعور ؛ لتقترب من شغاف قلب قارىء ينتظر شيئا ذا قيمة أو بعض قيمة !
حقيقة ما زلنا نكتب لنرسمنا و نعبرنا قبل أن نعبر ما نعيش معه و فيه ، ولكن تلح حظوظ النفس أحيانا على الكاتب وقلمه فيجده يكتب كما يقال ( حسب الموجة ) ؛ و بالتالي تتبعثر حبات عقده بين الإفراط و التفريط .
لم تبرح الكتابة أن تكون رسما ووصفا لحدث وواقع ، و لكن في نظري تظل كالسهم الموجه والذي على الكاتب أن يصوبه لينقذ أو يبني أو يقتل شرا مستطيرا دون أن يرفع صوت الحرب ، لذا فما نجده من كم الكلمات والمقالات و التي تملأ صحفنا تحتاج لا لغربلة فحسب بل إلى دعم و مساحة جيدة من الحرية لتبقى مصداقية بين القارىء و الكاتب .
و فوق هذه الحرية تكمن التغييرات البناءة و التي ينتظرها القارىء لتكون صوته و صورته التي عجز أن يوصلها لصاحب القرار .
و على كل حال فجزء من تبعات ما يحدث من وعي أو قلة وعي تتحمله الأقلام ، فهل جفت أحبار لا تبتغي غير تدوين نقطة واستفهام في واقع يغص بألوان فاقت حبره ؟!
و هل ستظل رؤيتنا للمقالات أنها مجرد أسطر مسلية تملأ جوف الصحف و يسترزق منها الكاتب و رئيس التحرير ؟!
و هل بين موجة الانطلاق للبناء و النقد الفارغ موجات أخرى ساقطة ؟
و لماذا تتعامل العرقية و القبلية في تدوينات أقلام ما كانت إلا لتُكون شَعبًا كالمرآة يعكس ذاته و يجلي حقيقته ؟
بين الحبر و قلمه و الكاتب و فكره انسجام ينبغي أن ترتفع حساسية مسؤوليته ، فهو المغير بصمت وسط اللحظات الصاخبة .
و دمتم شرفاء الأحبار .
كتبته على عجالة فاتت فيها بعض اللحظات !
*للكاتب : اكتب لتُكوِّن لا لتَكون .
بقلم / فاطمة حسن البار
Comments (0)