إلى الله ..

منه إليه ، لا منجى ولا ملجأ لنا من الله إلا إليه ، سبحانه جل في علاه .
نُمتحن في هذه الأيام أيما امتحان ، تختلف الألسن وتتجادل كيف ولماذا ومتى ، ينادي الكل باللامساس و تتفرق الاجتماعات ، تنوح المآذن والمساجد شوقا لعمارها ، تشتد الأزمة على كافة الجهات نفسيا واقتصاديا و صحيا و اجتماعيا ثم تتصعد أحداثها وتنخرط كل يوم في شيء لم نتوقعه بالأمس .
لكن لو ظللنا نردد نقاط المحنة فسنبقى في وعثائها ولن نخرج إلا بالملل والتعب والإرهاق العقلي .
هذا الوباء المسمى " كورونا " ليس إلا محطة نقف فيها بالتأمل والأمل ، بالخوف والرجاء ، بالدعاء و القرب من الله ، بالاستغفار والذكر . نعم لقد غفلنا فأحبنا الله وذكرنا بابتلائه فله الحمد في السراء والضراء ، والصحة والمرض .
قد يعتقد البعض أنه أمر بشري مدبر ، و قد يزعم البعض غير هذا وذاك  ولتكن جميعا لكن يبقى في النهاية أنه وقفة للمؤمن يحاسب فيها نفسه ويراجع أوراقه ، يعيد مظالمه ويرسم خطا إيمانيا جديدا وعامرا بقربه من الله .
أيام نقلتنا بعزلتها إلى من يشتاقنا قبل أن نشتاقه ، إلى الله جل في علاه حيث يشتاق أن يسمع دعاء العبد المؤمن الذي نسي ، فيبتليه ليدعو ويقول يارب ..
ليس البلاء ضرا في باطنه بل هو خير ونفع ( حتى الشوكة يشاكها ) ، لنتدرع بذكر الله ونجعل ما نمر بها من محنة هي منحة وفرصة لتجديد حساباتنا ولنسر إلى الله ( فَاسْتجبنا له ونَجَّيناهُ من الغمَّ وكذلكَ نُنْجي المؤْمنين ) 88 سورة الأنبياء .
فلا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين .    


Comments (2)

On 20 مارس 2020 في 10:14 م , Lavender يقول...

هذا الكلام الذي يشرح الخاطر ، نحن بحاجة لمن يبثون الأمان مثلك ، شكرًا لك فاطمة 🌺

 
On 28 يونيو 2020 في 9:05 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

شكرا لك لافندر ..مرور زاك سعدت به