بسم الله نبدأ ونحمده ونستعينه ونصلي على حبيبنا وقرة أعيننا محمد وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان
لله الفضل أن بلغنا هذا الشهر الفضيل وأمدنا بالعافية لنكمل مسيرة ما بدأناه في الأعوام الماضية .
في المنشور السابق في المدونة شرحت طريقة التفسير للمتابعين الجدد 
و نبدأ بحول الله الحلقة الأولى مع ثلاث سور ( الزمر - غافر - فصلت )نأخذهم عرضا على كل المراجع واحدة تلو الأخرى
سورة الزمر :
سورة مكية إلا الآيات 52,53,54 فمدنية . نزلت بعد سورة سبأ وعدد آياتها 75
ن :
- قوله تعالى " أمَّنْ هو قانتٌ آناء الليل " قال ابن عباس في رواية عطاء : نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه. و قال ابن عمر : نزلت في عثمان بن عفان وقال مقاتل : نزلت في عمار بن ياسر.
- قوله تعالى " و الذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها " قال ابن زيد : نزلت في ثلاثة أنفار كانوا في الجاهلية يقولون لا إله إلا الله و هم زيد ابن عمرو و أبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي.
- قوله تعالى " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تَقْنَطُوا من رحمة الله " قال ابن عباس : نزلت في أهل مكة قالوا : يزعم محمد أن من عبد الأوثان و قتل النفس التي حرم الله لم يغفر له , فكيف نهاجر و نسلم و قد عبدنا مع الله إلها آخر و قتلنا النفس التي حرّم الله ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية. 
ط :
- قوله تعالى " في ظلماتٍ ثلاث " ( آية 6 ) في ظلمة البطن , و ظلمة الرحم , و ظلمة المشيمة.
- قوله تعالى " قل تمتع بكفرك قليلا " ( آية 8 ) تمتع : الأمر للتهديد أي تمتع بهذه الحياة الدنيا الفانية , و تلذذ بنعيمها الزائل , فمصيرك إلى نار جهنم. 
- قوله تعالى " الله نزَّل أحسن الحديثِ كتابا متشابها مثاني " ( آية 23 ) الله نزّل القرآن , يشبه بعضه بعضا و يصدّق بعضه بعضا لا اختلاف فيه ولا تضاد. قوله تعالى " مثاني " تثنى فيه الأنباء , و الأخبار , و الحجج و الأحكام. 
- قوله تعالى " و الذي جاء بالصدق و صدّق به " ( آية 33 ) كل من دعا إلى توحيد الله , و صدّق بالقرآن , و برسل الله , من جميع خلق الله.
 قال بعض المفسرين : " والذي جاء بالصدق " هو محمد صلى الله عليه وسلم و الذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه , و الاختيار أن تكون الآية على العموم , لكل داع إلى الخير , و كل متبع له , و هو الذي رجحه الإمام الطبري. 
- قوله تعالى " قال إنما أوتيته على علم " ( آية 49 ) قال إنما أُعطيت ذلك , على علم من الله تعالى , بأني أهل لشرفي و رضاه بعملي. هكذا فسره ابن جرير , و قال غيره : على علمٍ مني بوجوه التجارة و الكسب , وهو أظهر. 
- قوله تعالى " و يُنَجِّي الله الذين اتقوا بمفازتهم " ( آية 61 ) بفوزهم و فضائلهم. 
- قوله تعالى " و نُفِخَ في الصور فَصَعِقَ من في السموات و من في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " ( آية 68 ) و نفخ إسرافيل في القرن النفخة الأولى فمات من في السموات , و من في الأرض إلا من شاء الله. و هذه هي نفخة الصَّعق - الموت - و قبلها نفخة الفزع , و بعدهما نفخة الإحياء. 
و الاستثناء " إلا من شاء الله " يراد به حملة العرش و الحور العين و الولدان. قوله تعالى " ثم نُفِخَ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " ثم نفخ في الصور نفخة أخرى , فإذا جميع خلق الله الذين كانوا أمواتا قيامٌ من قبورهم. 
- قوله تعالى " و ترى الملائكة حافِّين من حول العرش " ( آية 75 ) و ترى يا محمد الملائكة , محدقين حول عرش الرحمن.
س :
- قوله تعالى "و أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج " ( آية 6 ) خص بذكر ثمانية أزواج مع أنه أنزل لمصالح عباده من البهائم غيرها لكثرة نفعها ولشرفها واختصاصها بأشياء لا يصلح لها غيرها كالأضحية و الهدي و العقيقة و وجوب الزكاة فيها و اختصاصها بالدية .
- قوله تعالى " ثم إذا خوله نعمة منه " آية 8 , خوله أي أعطاه نعمة عظيمة من جنابه تعالى , من التخول وهو التعهد .
- قوله تعالى " و رجلا سَلَماً لرجل " آية 29 , أي خالصا له قد عرف مقصود سيده وحصلت له الراحة التامة .
- قوله تعالى " ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ..الخ " آية 35 , عمل الإنسان له ثلاث حالات : إما أسوأ , أو أحسن , أو لا أسوأ ولا أحسن , والقسم الأخير قسم المباحات و ما لا يتعلق به ثواب ولا عقاب . والأسوأ المعاصي كلها و الأحسن الطاعات كلها . فبهذا التفصيل يتبين معنى الآية و أن قوله " ليكفر عنهم أسوأ الذي عملوا " أي ذنوبهم الصغار بسبب إحسانهم وتقواهم . 
  " و يجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون " أي بحسناتهم كلها .
- قوله تعالى " وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا " آية 71 , أي يساقون إليها زمرا متفرقة كل زمرة مع الزمرة التي تناسب عملها و تشاكل سعيها يلعن بعضهم بعضا و يبرأ بعضهم من بعض .
ك :
- قوله تعالى " ساجدا وقائما يحذر الآخرة " آية 9 , عن أنس قال ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل وهو في الموت فقال له : " كيف تجدك " فقال أرجو وأخاف , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله عز وجل الذي يرجو و أمنّه الذي يخافه " ) .
- قوله تعالى " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني" آية 23 , قال بعض العلماء ومنهم سفيان بن عيينة : إن سياقات القرآن تارة تكون في معنى واحد فهذا من المتشابه و تارة تكون بذكر الشيء وضده كذكر المؤمنين والكافرين فهذا من المثاني .
- قوله تعالى " وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين  " آية 75 , قيل الحمد لله أي نطق الكون أجمعه ناطقه وبهيمه لله رب العالمين بالحمد في حكمه وعدله و لهذا لم يسند القول إلى قائل بل أطلقه فدل على أن جميع المخلوقات شهدت له بالحمد .
ق :
سورة الزمر ويقال سورة الغرف , قال وهب بن منبه : من أحب أن يعرف قضاء الله عز وجل في خلقه فليقرأ سورة الغرف .
- قوله تعالى " و أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج " آية 6 , أخبر عن الأزواج بالنزول لأنها تكونت بالنبات والنبات بالماء المنزل , وقيل : أنزل أنشأ وجعل , وقيل جعل الخلق إنزالا لأن الخلق إنما يكون بأمر ينزل من السماء .
- قوله تعالى " قل تمتع بكفرك قليلا " آية 8 , أي قل لهذا الإنسان " تمتع " وهو أمر تهديد فمتاع الدنيا قليل .
- قوله تعالى " قل يا عبادِ الذين آمنوا " آية 10 , قال ابن عباس : يريد جعفر بن أبي طالب و الذين خرجوا معه إلى الحبشة .
- قوله تعالى " لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل " آية 16 , سمى ما تحتهم ظللا لأنها تظل من تحتهم و هذه الآية نظير قوله تعالى " لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش " 41 الأعراف .
- قوله تعالى " أفمن شرح الله صدره للإسلام " آية 22 , قال ابن عباس : وسع صدره للإسلام حتى ثبت فيه , وقال السدي : وسع صدره بالإسلام للفرح به والطمأنينة إليه فعلى هذا لا يجوز أن يكون هذا الشرح إلا بعد الإسلام و على الوجه الأول يجوز أن يكون الشرح قبل الإسلام .
- قوله تعالى " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني " آية 23 , متشابها يعني يشبه بعضه بعضا في الحسن و الحكمة ويصدق بعضه بعضا , ليس فيه تناقض ولا اختلاف , ومثاني أي تثنى فيه القصص و المواعظ و الأحكام و ثنى للتلاوة فلا يمل .
- قوله تعالى " أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب " آية 24 , قال عطاء وابن زيد : يُرمى به مكتوفا في النار فأول شيء تمس منه النار وجهه . وقال مجاهد : يدر على وجهه في النار .
- قوله تعالى " ويخوفونك بالذين من دونه " آية 36 , ذلك أنهم خوفوا النبي صلى الله عليه وسلم مضرة الأوثان فقالوا : أتسب آلهتنا ؟ لئن لم تكف عن ذكرها لتخبلنك أو لتصيبنك بسوء . و يدخل في الآية تخويفهم للنبي بكثرة جمعهم وقوتهم .
- قوله تعالى " الله يتوفى الأنفس حين موتها " قال النبي صلى الله عليه وسلم" كما تنامون فكذلك تموتون و كما توقظون فكذلك تبعثون " .
- قوله تعالى " له مقاليد السموات و الأرض " آية 63 , واحدها مقليد و قيل مقلاد و أكثر ما يستعمل فيه إقليد . والمقاليد المفاتيح عن ابن عباس وغيره .وقال السدي : خزائن السموات و الأرض .
- قوله تعالى " فإذا هم قيام ينظرون " آية68 , فإذا الأموات من أهل الأرض و السماء أحياء بعثوا من قبورهم .
- قوله تعالى " وسيق الذين كفروا " آية 71 , و قوله " وسيق الذين اتقوا " آية 73 , قال النحاس : فأما الحكمة في إثبات الواو في الثانية وحذفها في الأول فقد تكلم فيه بعض أهل العلم بقول لا أعلم أنه سبقه إليه أحد و هو أنه لما قال الله عز وجل في أهل النار " حتى إذا جاؤها فتحت أبوابها " دل بهذا على أنها كانت مغلقة  ,و لما قال في أهل الجنة " حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها" 
دل بهذا أنها كانت مفتحة لهم قبل أن يجيئوها و الله أعلم .
وفي قوله " وفتحت أبوابها " قيل الواو للعطف , عطف على جملة والجواب محذوف و قال المبرد : أي سعدوا و فتحت . 
سورة غافر :
سورة مكية إلا الآيات 56 ,57 فمدنية . نزلت بعد سورة الزمر وعدد آياتها 85 و تسمى سورة المؤمن. 
ن : لايوجد
ط :
- قوله تعالى " لينذر يوم التلاق " ( آية 15 ) لينذر عذاب يوم القيامة , يوم يلتقي فيه أهل السماء و أهل الأرض.
- قوله تعالى " إن الله سريع الحساب " ( آية 17 ) ذو سرعةٍ في محاسبة عباده , قال القرطبي : يحاسب الخلائق جميعًا في ساعة واحدة , كما يرزقهم في ساعة واحدة. 
- قوله تعالى " و استحيوا نساءَهم " ( آية 25 ) و استبقوا نساءهم للخدمة. 
- قوله تعالى " و قال موسى إني عذت بربي و ربكم  من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب " ( آية 27 ) قال ابن جرير : "و إنما خص موسى عليه السلام الاستعاذة بالله ممن لا يؤمن بيوم الحساب ؛ لأن من لم يكن بيوم الحساب مصدقًا لم يكن للثواب على الإحسان راجيًا , ولا للعقاب على الإساءة خائفًا , و لذلك كان استجارته من هذا الصنف من الناس خاصة.
- قوله تعالى " و يا قومِ إني أخاف عليكم يوم التنادِ " ( آية 32 ) و يا قوم إني أخاف عليكم إن قتلتم موسى عقاب الله , يوم ينادي الناس بعضهم بعضا من هول ما قد عاينوا. 
- قوله تعالى " النار يُعْرَضُون عليها غُدُوًّا و عشيًّا " ( آية 46 ) تعرض أرواحهم على النار . في الآية دليل على أن المراد بالنار نار القبر لا نار جهنم ؛ لأن الله تعالى قال بعدها :" و يوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " فدل هذا على أن المراد به عذاب القبر.  
- قوله تعالى " قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال " ( آية 50 ) إنما يقولون لهم ذلك لا لرجاء المنفعة من الدعاء , و لكن للدلالة على الخيبة ؛ و لهذا صرحوا بعد ذلك بقولهم " و ما دعاء الكافرين إلا في ضلال " أي لا ينفع ولا يجدي. 
- قوله تعالى " لَخَلْقُ السموات و الأرض أكبر من خلق الناس " ( آية 57 ) لابتداع السموات والأرض و إنشاؤها من غير شيء أعظم من خلق الناس , إن كنتم مستعظمي خلق الناس.
- قوله تعالى " و بما كنتم تمرحون " ( آية 75 ) المرح : البطر و الأشر و الفخر , و قال ابن عباس : هو الخيلاء و العمل في الأرض بالخطيئة.  
س:
- قوله تعالى " ذي الطول " آية 3 , أي الفضل والإحسان الشامل , لما قرر ما قرر من كماله وكان ذلك موجبا لأن يكون وحده المألوه الذي تخلص له الأعمال قال " لا إله إلا هو إليه المصير " 
- قوله تعالى " إذ القلوب لدى الحناجر " آية 18 , أي قد ارتفعت وبقيت أفئدتهم هواء و وصلت القلوب من الروع والكرب إلى الحناجر شاخصة أبصارهم " كاظمين " لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا , كاظمين على مافي قلوبهم من الروع الشديد والمزعجات الهائلات .
- قوله تعالى " يعلم خائنة الأعين " آية 19 , وهو النظر الذي يخفيه العبد عن جليسه ومقارنه وهو نظر المسارقة .
ك:
- قوله تعالى " وقال رجل مؤمن من آل فرعون " آية 28 , المشهور أن هذا الرجل المؤمن القبطي من آل فرعون وليس إسرائيليا وقال ابن عباس رضي الله عنه : لم يؤمن من آل فرعون سوى هذا الرجل وإمرأة فرعون .
- قوله تعالى " كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار " آية 35 , أي متكبر على اتباع الحق جبار قال قتادة : آية الجبابرة : القتل بغير حق والله أعلم .
ق:
سورة غافر وهي سورة المؤمن وتسمى سورة الطول .
- قوله تعالى " هو الذي يريكم آياته " آية 13 , أي دلائل توحيده وقدرته , " وينزل لكم من السماء رزقا " جمع بين إظهار الآيات و إنزال الرزق ؛  لأن بالآيات قوام الأديان و بالرزق قوام الأبدان .
- قوله تعالى " ويوم يقوم الأشهاد " آية 51 , يعني يوم القيامة وقال زيد بن أسلم : " الأشهاد " أربعة : الملائكة و النبييون و المؤمنون و الأجساد .
سورة فصلت :
سورة مكية وآياتها 54 , نزلت بعد سورة غافر , و تسمى حم~ السجدة
ن :
- قوله تعالى " و ما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم " ( آية 22 ) عن ابن مسعود في هذه الآية قال : كان رجلان من ثقيف و ختن لهما من قريش , أو رجلان من قريش و ختن لهما من ثقيف في بيت فقال بعضهم : أترون الله يسمع نجوانا أو حديثنا ؟ فقال بعضهم : قد سمع بعضه و لم يسمع بعضه فقالوا : لئن كان يسمع بعضه لقد سمعه كله.
ط :
- قوله تعالى " فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون " ( آية 4 ) المراد بالسماع التفكر و التدبر. 
- قوله تعالى " و قالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه و في آذاننا وقر و من بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون " ( آية 5 ) و قال المشركون من قريش :
 قلوبنا في أغطية مما تدعونا إليه يا محمد من توحيد الله , لا نفقه ما تقول "و في آذاننا وقر" و في آذاننا ثقل و صمم , لا نسمع ما تدعونا إليه "و من بيننا و بينك حجاب" و بيننا و بينك ساتر , لا نجتمع نحن ولا أنت من أجله , و هو اختلاف ديننا و دينك. "فاعمل إننا عاملون" فاعمل بدينك إننا عاملون بديننا.
- قوله تعالى " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين " ( آية 9 ) , و قوله تعالى " و قدَّر فيها أقواتها في أربعة أيام " ( آية 10 ) إن قيل : كيف ذكر أنه خلق الأرض في يومين , ثم قال هنا : في أربعة أيام ؟ فالجواب أن خلق الأرض و تقدير أرزاقها كان في أربعة أيام , فخلقُ الأرض في يومين , و تقدير الأقوات و الأرزاق و سائر المنافع كان في يومين فالمجموع أربعة أيام , ابتدأت بالأحد و انتهت بالأربعاء. 
- قوله تعالى " و ما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم " ( آية 22 ) و ما كنتم تستخفون , و قيل : المراد و ما كنتم تظنون أن تشهد عليكم أعضاؤكم , و قد رجح الطبري أن المراد تستخفون منها لأن معنى الاستهتار هو الاستخفاء , وهو الصحيح.
- قوله تعالى " نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين " ( آية 29 ) نجعلهما أسفل منا , قال الطبري : أبواب جهنم بعضها أسفلُ من بعض , و كل ما سفل منها  فعذاب أهله أشد و أغلظ . " ليكونا من الأسفلين " ليكونا في أشد العذاب.
- قوله تعالى " و من آياته أنك ترى الأرض خاشعة " ( آية 39 ) و من حججه تعالى و أدلته على البعث والنشور , أنك ترى الأرض دارسةً غبراء , لا نبات بها ولا زرع. 
- قوله تعالى " ما يُقال لك إلا ما قدْ قيل للرسل من قبلك " ( آية 43 ) فيه تعزية و تسلية للنبي صلى الله عليه و سلم على ما يلقاه من أذى المشركين , قال قتادة : يُعزّي نبيه صلى الله عليه و سلم كما تسمعون.
- قوله تعالى " و ما تَخْرُجُ من ثمرات من أكمامها " ( آية 47 ) و ما تظهر ثمرة فتخرج بارزة من طلعها , الأكمام : جمع كُمٍّ و هو وعاء الثمرة و غلافها  الذي تخرج فيه , و فسره السُّدي بالطَّلع. 
- قوله تعالى " لا يسأم الإنسان من دعاء الخير " ( آية 49 ) لا يملُّ الكافر من دعاء ربه بالخير , المراد بالإنسان هنا - الكافر - كما قال الإمام ابن جرير , بدليل إنكاره للبعث " و ما أظن الساعة قائمة " و ليس للعموم. 
- قوله تعالى " و إذا مسه الشر فذو دعاء عريض " ( آية 51 ) و إذا مسته الشدة , فهو ذو دعاءٍ كثير . استعار العرض هنا للكثرة , و هكذا طبيعة الإنسان الكافر , يعرف ربه في البلاء و ينساه في الرخاء.
س : لايوجد 
ك :
- قوله تعالى " ثم استوى إلى السماء و هي دخان فقال لها و للأرض إئتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين " ( آية 11 ) و هو بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الأرض.
و قوله تعالى " فقال لها و للأرض أئتيا طوعًا أو كرهًا " أي استجيبا لأمري طائعتين أو مكرهتين , و قوله تعالى " قالتا أتينا طائعين " أي بل نستجيب لك مطيعين بما فينا مما تريد خلقه.
- قوله تعالى " فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا " ( آية 16 ) و هي شديدة الهبوب باردة لها صوت مزعج لتكون عقوبتهم من جنس ما اغتروا من قواهم.
- قوله تعالى " و أما ثمود فهديناهم " ( آية 17 ) قال ابن عباس رضي الله عنهما و غيره بينّا لهم.
- قوله تعالى " إن الذين يلحدون في آياتنا " ( آية 40 ) قال ابن عباس : الإلحاد وضع الكلام على غير مواضعه , و قال قتادة : هو الكفر و العناد.
ق :
- قوله تعالى " والغوا فيه " آية ( 26 ) , قال ابن عباس : قال أبوجهل إذا قرأ محمد فصيحوا في وجهه حتى لا يدري ما يقول , وقيل : إنهم فعلوا ذلك لما أعجزهم القرآن , وقال مجاهد : المعنى " والغوا فيه " أي بالمكاء والتصفيق والتخليط في المنطق حتى يصير لغوا , و قال الضحاك : أي أكثروا الكلام ليختلط عليه ما يقول . وقال أبو العالية و ابن عباس أيضا : قعوا فيه وعيبوه .
- قوله تعالى " نجعلهما تحت أقدامنا "  آية ( 29 ) , سألوا أن يُضِّعف الله عذاب من كان سبب ضلالتهم من الجن والإنس .

تمت بحمد الله وفضله , ونكمل الدرس القادم مع السور التالية : الشورى ,الزخرف , الدخان و الجاثية .
قراءة موفقة نفع الله بها . 

Comments (0)