حق مهضوم أم تجاوز وتهميش ؟ 
لعلنا في غفلة عن وجودهم معنا وتكوينهم لشريحة من مجتمعنا ، غير أن غفلتنا ساقتنا إلى مزيد من الإغفال عن أبسط حقوقهم و متطلباتهم كبشر ، فوق جهلنا بالتعامل الصحيح معهم والذي لا يتجاوز  نظرة العطف التي لا يحتاجوها إطلاقا بل والتي قد تدمر طاقاتهم و قدراتهم .
يعيش الكفيف جماليات الحياة كغيره ويرى بحاسته الشعورية بدلا عن البصر المفقود ، يحس بالأشياء ويستلهم معاني قد تفوتنا نحن ، يبصر ببصيرته مالا نبصره بعيوننا لذا فمن حقه أن نمنحه حقه كفرد فعال في المجتمع .
و بلا شك فالدعم يمتد ليصل إلى تسهيل طرق الحياة العامة لهذه الفئة بحيث تعتمد على ذاتها وتحقق ما تريد دون طلب المساعدة ممن حولها في كل لحظة ، في الطرق و المتاجر و الوظائف والمدارس يجب منحهم الحق في ممارسة الحياة بشكل طبيعي .
كما سيكون جميلا لو تعرفنا إلى تفاصيل حياتهم واستخداماتهم للتقنية بشكل متقن حيث توفر البرامج القارئة  والتي أعطتهم مالم يكن مسموحا لهم من قبل  حتى بات منهم من يقدر على اللعب بالألعاب الإلكترونية والتفوق فيها باستعمال سمعه وحدسه .
بإمكان الأكفاء أن يستعملوا مواقع التواصل بشكل ممتاز كما يستعملها المبصرون و بإستطاعتهم أن يوصلوا رسالتهم و كلامهم  و كتاباتهم لشرائح أكبر ، فقط يحتاجون لمن يحترم قدراتهم و يعينهم بالتشجيع على تجاوز العقبات و يحترم حقوقهم كاملة .
من التطبيقات الجميلة  تطبيق ( be my eye ) والذي يوفر خدمة للمكفوفين في أي مكان في العالم - ويمكن تحديد المنطقة واللغة فيه - عن طريق مساعدتهم في التعرف على أي شيء يصادفهم في اللحظة و إخبارهم به عند عدم وجود مساعد لهم كسعر عملة أو لون ورقة أو ما شابه في اللحظة التي يرغبون فيها بذلك .
لكن المحزن هو استعمال البعض من المبصرين لهذه البرامج كتسلية و إزعاج للغير مما يقلل فرص مساعدة الكفيف الحقيقي فمتى نعي الحقوق والواجبات و نتخلى عن التسلية بمشاعر وأوقات الغير ؟! 
*معلومة .. ليس كل كفيف يرى ظلاما وسوادا فبعضهم يرى الضوء ! فهل سترى نظرتنا لهم الضوء أيضا ؟!


Comments (0)