ظاهرة بيع المتابعين والتي تفشت في مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا تويتر و أنستغرام لدرجة تسحق الكرامة الإنسانية وتعيدها لسوق العبيد .
ومما يضحك ويبكي في آن واحد أن تجد بعضهم يؤكد حقيقة بضاعته و أنهم- أي البشر -أصليون ! ما يعني وجود غش وتدليس عند باعة آخرين !
حقيقة إن ظاهرة البيع لتنبئ بضعف التفكير، وهلامية صاحب الحساب الذي يعد كل يوم متابعيه ، بل و يغضب إذا نقص واحد منهم ، و تلك لعمري ليست إلا نذيرا سيئا لدرجة الانحطاط في التفكير ، وضمور العقول ، و الالتفات للشكليات بشكل مبالغ فيه ما يقود إلى هشاشة في تركيبة المجتمع أكثر مما فيه .
و أخشى من يوم تصنف فيه البضاعة بهذا الشكل ( بيع متابعات ، بيع متابعين ) .
س: من هي الجهة المخولة بحفظ حقوق البشر من البيع والتلاعب بهم ؟
ودمتم أصدقاء على الحقيقة لا التزوير .

Comments (2)

On 14 نوفمبر 2014 في 11:12 ص , دكتور محمود عبد الناصر نصر يقول...

-----------------------------------------------------

صاحبة الضيافة الكريمة.. أديبتنا المبدعة الأستاذة فاطمة, أسعد الله كل أوقاتكم بكل الخير.
حمدت الله أن وجدت عقلاً راجحاً جديداً أُعول عليه في فكرة لطالما أرقت مضجعي.. لم تطل من حماسي.. وما زلت أصر على رأيي.. وما زلت أدق ناقوس الخطر.. أقصد سطحية الثقافة.. وهامشيتها لدى النشء الجديد.. وأنا أحَّمل المسؤولية كاملة لتلك الوسائل الحديثة للتواصل التي استعبدت الكبير قبل الصغير, وأحالت البيوت إلى زنزانات حبس انفرادي لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً.. الأب في واد.. الأم في واد.. وشلل من الأبناء كل منهم في واد.. والكل في عزلة يعمهون.. وتبقى نظرتي متشائمة حيال ما هو قائم..
ثقافة تسطحت.. بل كادت أن تندثر.. وقت يضيع في لا شيء سوى ثرثرة مقيتة لا تسمن ولا تغني من جوع.. علاقات أسرية صارت على المحك.. وفوق هذا وذاك عمل لا بد أنه تأثر بذاك العقل الشارد.. وتلك اليد العابثة..
والعينة ها هي قد صارت بينة.. ومن لا يرى من الغربال فهو أعمى (على حد قول المثل المصري).. شباب ضائع لا هوية له.. صار التقليد الأعمى ديدنه.. وثقافة القطيع (كما يحلو لي أن أسميها) صارت عرفه وهديه ونبراسه.. أليس من المضحكات المبكيات أن يجيب أحدهم على سؤال في لقاء تلفزيوني عن سؤال "ما هي أكبر الكبائر؟" بتلك الكلمات التي لا تدل سوى على أمية مقنعة وعصر جاهلي نحن على أبوابه إن لم نكن بالفعل قد ولجناه؟ أجاب ذاك المدعي الثقافة بأن "أكبر الكبائر هو كوبري 6 أكتوبر"؟!؟!؟!؟!؟!؟! لا أجد لدي تعليق سوى أن أوضح للقارئ إن لم يكن على علم بكوبري 6 أكتوبر.. هو من أكبر الجسور العلوية في مدينة القاهرة!!!! وشر البلية ما يضحك... وليسمح لي أبو الطيب المتنبي بتحريف طفيف في بيت شعر سهر يدبجه... "يا أمة ضحكت من تفاهتها الأمم!!!"
أشكر لكم أستاذة فاطمة ألف مرة أن فتحتم ذاك الملف الموجع.. أتمنى أن يكون له بقية من طرفكم.. ومني.. أشكر لكم كرم الضيافة..
************************************************

 
On 18 نوفمبر 2014 في 3:01 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

شرفتني أستاذي الفاضل , أثريت موضوعي بكرم حضورك و جميل إضافتك فشكرا لك
بالفعل صارت هذه التقنيات قيود تسلسل البشر حتى أقضت مضاجعها و ساقتها للبيع
ممتنة لكرمك يا فاضل .