الحمد لله حمدا كما يحب ربنا و يرضى و الصلاة و السلام على نبيه الهادي المجتبى
أما بعد ..نستظل اليوم في ظل سورة إبراهيم , وهي من السور المكية عدا الآيتين 28- 29 فمدنية , نزلت سورة إبراهيم بعد سورة نوح
عند الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن يقول إنها مكية كلها في قول الحسن وعِكرِمة وجابر . وقال ابن عباس وقَتَادة : إلا آيتين منها مدنيتين
 وقيل : ثلاث , نزلت في الذين حاربوا الله ورسوله وهي قوله تعالى : " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً " ( إبراهيم : 28 )
إلى قوله : " فإن مصيركم إلى النار " ( إبراهيم : 30 ) .
ط :
- آية 6 : " و يذبِّحون " إنما دخلت الواو في هذا الموضع للتنبيه على أنهم يعذبون بني إسرائيل بأنواع كثيرة من العذاب و منها التذبييح ,و إذا حذفت الواو
كان تفضيلا للعذاب فالآية هنا دلت على معنى زائد و هو تنوع العذاب و كثرته .
- آية 9 : " فردوا أيديهم " فردوا أيديهم في أفواههم و عضوا عليها غيظا على الرسل و هذا ما رجحه الطبري و هو مروي عن ابن مسعود ,و قال بعضهم المعنى ردوا
عليهم قولهم و كذبوهم و هو قول مجاهد .
- آية 17 : " يتجرعه و لا يكاد يسيغه " أي يبتلعه و في الحديث " يقرب إليه فيتكرهه فإذا أدنى منه شُوي وجهه ووقعت فروة رأسه " أخرجه أحمد .
- آية 22 : " و قال الشيطان " هذه هي الخطبة البتراء التي يعلن فيها إبليس لأتباعه حقيقة الأمر .
- آية 28 : " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا " هم كفار قريش أنعم الله عليهم بمحمد فكفروا به و كذبوه و هذا قول ابن عباس و عطاء و رجحه الطبري.
- قال قتادة : لينظر الرجل من يصاحب فإن كان لله فليداوم و إن كان لغير الله فإنها ستنقطع .
- آية 37 : إنما قال " أفئدة من الناس " و لو قال أفئدة الناس لحجت اليهود و النصارى و فارس و الروم و ازدحموا عليه كما روي عن ابن عباس و مجاهد
 و معنى " تهوي" تطير و تسرع نحوهم شوقا إليهم .
- آية 43 : " مهطعين مقنعي رؤوسهم " قال الحسن : و جوه الناس يوم القيامة إلى السماء لا ينظر أحد إلى أحد " و أفئدتهم هواء " و قلوبهم خالية ليس
فيها شيء من الخير .
- آية 46 : " و إن كان مكرهم " و ما كان شركهم و قيل و أن كان مكرهم من القوة و التأثير بحيث يؤدي إلى زوال الجبال .
-آية 48 : تبديل الأرض بتسيير جبالها و تفجير بحارها حتى لا يرى فيها عوج و لا أمت و تبديل السماء بانتثار كواكبها و كسوف شمسها و خسوف قمرها
و انشقاقها و في الصحيحين " يُحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرضة النقي ليس فيها معلم لأحد " .
- آية 50 : " وجوههم " خص الوجه بالذكر لأنه أعز موضع و أشرفه في البدن فعبر بالوجه عن الكل و هو مجاز مشهور يسمى ( المجاز المرسل ) .
س:
- آية 1 : " إلى صراط العزيز الحميد " و في ذكر العزيز الحميد بعد ذكر الصراط الموصل إليه إشارة إلى أن من سلكه فهو عزيز بعزة الله قوي و لم لم يكن له
أنصار إلا الله محمود في أموره حسن العاقبة .
-آية 7 : الشكر اعتراف القلب بنعم الله و الثناء على الله بها و صرفها في مرضاة الله تعالى ,و كفر النعمة ضد ذلك .
- آية 22 : السلطان الذي أثبته فهو بالتسلط بالاغراء على المعاصي لأوليائه يؤزهم إلى المعاصي أزا , أما السلطان في الآية " إنما سلطانه على الذين يتولونه "
هو سلطان الحجة و الدليل فليس له حجة أصلا على ما يدعو عليه و إنما نهاية ذلك أن يقيم من الشبه و التزيينات مابه يتجرأون على المعاصي .
- آية 27 : الثبات أي يثبتهم الله في الحياة الدنيا عن ورود الشبهات بالهداية إلى اليقين و عند عروض الشهوات بالإرادة الجازمة على تقديم ما يحبه الله
على هوى النفس و مرادها .
ك :
- آية 24 :عن ابن عباس : قوله " مثلا كلمة طيبة " شهادة أن لا إله إلا الله , " كشجرة طيبة " و هو المؤمن , " أصلها ثابت " يقول لا إلا إلا الله في قلب
المؤمن ",و فرعها في السماء " بقبول يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء .
" كلمة خبيثة كشجرة خبيثة " هذا مثل كفر الكافر لا أصل له و لا ثبات مشبه بشجرة الحنظل و يقال لها الشريان .
- آية 34 : قال طلق بن حبيب رحمه الله : إن حق الله أثقل من أن يقوم به العباد و إن نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد و لكن أصبحوا تائبين و أمسوا
تائبين . و في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول " اللهم لك  الحمد غير مكفي و لامودع و لا مستغنى عنه ربنا "
- آية 35 :" هذا بلدا آمنا " عرفه لأنه دعا بهذا الدعاء بعد بنائه أما حين ذهب إبراهيم بإسماعيل و أمه و هو رضيع إلى مكان مكة فإنه دعا عليه السلام
أيضا فقال " رب اجعل هذا بلدا ءامنا " أي في حالة لم يكن هناك بلد بعد فقال " بلدا " فلم يعرفه .
- آية 37 : ليس في البلد الحرام مكة شجرة مثمرة , و هي تجبى إليها ثمرات ما حولها استجابة لنداء الخليل عليه السلام . 
- آية 48 : روى أحمد  عن عائشة رضي الله عنها " أنها سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قول الله تعالى  " يوم تبدل الأرض غير الأرض
و السموات " قالت : قلت يارسول الله فأين الناس يومئذ ؟ قال " لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي ذاك أن الناس على جسرهم " .
ق :
- آية 4 : " فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء " رد على القدرية في نفوذ المشيئة , وهو مستأنف , وليس بمعطوف على / " لِيُبِّنَ " لأن الإرسال إنما وقع
للتبيين لا للإضلال .
- آية 7 : " لئن شكرتم لأزيدنكم " أي لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي . الحسن : لئن شكرتم نعمتي لأزيدنكم من طاعتي . ابن عباس : لئن وحدتم
وأطعمتم لأزيدنكم من الثواب , والمعنى متقارب في هذه الأقوال ؛ والآية نص في أن الشكر سبب المزيد .
- آية 10 : " قالت رسلهم أفي الله شك " استفهام معناه الإنكار ؛ أي لا شك في الله ؛ أي في توحيده ؛ قاله قتادة . وقيل : في طاعته . ويحتمل وجهاً
ثالثاً : أفي قدرة الله شك ؟! لأنهم متفقون عليها ومختلفون فيما عداها .
تم بحمد الله و الجزء التالي سنقف فيه مع آيات سورة الحجر إن شاء الله .

Comments (0)