الرحيل عن المهجة 

قصيدة لخالي الشاعر عمر بن حسين البار رحمه الله و غفر له 

..
لم يبق لي زمني حزناَ ولا طربا
ولا غناءَ ولا لهــــــــواَ ولا لعـــبا

كأنني لم أغـــــــــرد فوق رابيةٍ
ولم أسامر نجيماَ ناحــــــلاَ تعِبا

كأن قلبي لم يعشق ولا خفقت
أضلاعه ويــح قلبي خلته انقلبا

كأنني في عـــروق الليل نائحة
ثكلى أصاخ إليها الدهـر فانتحبا

كأنني لم أنادم عاشقاً دنفــــاً
كأنني لم أنـــاج الليل والشُهُبا

كأنني فارس ضـــاعت مسالكه
في حالكات الليالي والجواد كبا

كأنني زفـــــــرات الحزن لافحةً
تحيل كل نسيم لافــــــــحٍ لهبا

كأن قلبي في ليل النوى وتـــر
إذا تأود ضج الكـــــون واضطربا

رحلت عن مهجتي يوماً وها أنذا
أعود من رحلة الأحزان مغتـــربا

ضاعت ملامح وجهي في الدروب سدى
وهمـت أقطــــع ليــــل العــمر منتهبــــا

ياليل كم ذهبت سلوى مرفرفةً
ليت الزمانُ معيدٌ بعضَ ماذهــبا

أهديتني ياكنار الحزن لحن أسى
ورحت تسرق مني فرحةً وصــبا

سئمت يا بحر أسفاري وأشرعتي
الشعر والنثر والأقــلام والكتبــــــا

لمن يسيل يراعي راعفـــاً ولـــمن
أشدو ومن علّم الأحــــزان أن تثبا

لمن أرقت مداد القلب يـــــــاقلمي
لمَن . لمَن بات دمع العين منسكبا

عرفت عـــزة أيــــامي و لذتهــــــا
فلـــم تزدني بها علماً و لارغبـــــا

كنت الذبيحـــة والجزار والهفــــي
وكنت كنت أنــا النيران والحـطبـــا

أعطيتها مـن فؤادي كــــــلَّ غاليةِ
فبــــــــــــادلتني بما أعطيتها نَغَبا

منحتها مــــن أغاريدي ومن نغمي
مـــايُرقِص الصَّخرَ أو ما يبعث التُرُبَا

لكنها قَحْمةٌ جـــــدباءُ مـــــاعرفتْ
معنى المــروةِ لاكسباً ولا نسبــــا

كأن في طبعها غدراً فمـا حفظتْ
للود عهداً ولا صـــــــــانت له أدبا

لسوف تبكي فؤاداً ضاحكاً جـذلاً
نشوان أسكرها حُبّاً وماشـــــربا

وحيدةً تقطع الأيــــــــام بـــــاكيةً
تبكي زمـــــان صباها والزمان صبا

رأيتـــــــها كســـــراج نصف متّقِدٍ
الزيت قد شحَّ فيه والشعاع خبـــا

رنت إلي بطرفٍ ضــــــــــارعٍ تَربٍ
واستوقفتني بلحــــــظٍ خلته عَتَبا

يا حب يا شوق يا أمـــــال معذرةً
لم يبق لي زمني حزنا ولا طـــربا

* القصيدة من ديوان الشاعر(الرحيل عن المهجة

Comments (0)