قصة 
::
سرت معه و فجأة اصطدمنا بلحظة تائهة
زم شفتيه و اغتالها 
فقلت له : 
أتغتالها يا جبان
لتروي لهاث أبوابك المشرعة .

Comments (2)

On 31 مايو 2013 في 1:45 م , دكتور محمود عبد الناصر نصر يقول...

مبدعة الجمال أستاذة فاطمة, طابت جميع أوقاتكم, وأسعدكم الله بكل ما يسركم.
جو إبهام, وروح غموض, وإحساس باللاهوية, وفقدان للزمان كما المكان, وتضارب في مشاعر هائمة لا ترسو على مرفأ ولا تجد صخرة تتحطم عليها, تضافر الجمع في نسيج أُحكم شد لحمته وسداه.
تأتت القصة تحت عنوان "قصة" وكفى, ولا أجد أكثر من أن أقول مرحى لك أيتها القاصة المبدعة, فليقيس كل قارئ الثوب على مقاسه, وليختر من الأزياء ما يناسب عقليته. فالقراءة سجال, ومجالها ما أوسعه, وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
تأتت شخصيات القصة كما عنوانها, شخوص بلا مسميات, جسوم تتحرك ولا نعرف عنها سوى ما ينقله الحرف. والحرف للحرف رفيق, ومن رفقتهما نجلو ما نراه أو يتراءى لنا.
اكتفت القاصة بضمائر الغائب, فوفت وأوفت. أحالتنا الضمائر إلى عوالم اللامتحدد واللامتناهي. إنما هي لحظة, كما أي لحظة, ولكنها لحظة فارقة. إنما هي لحظة مجابهة الحقيقة الأليمة المرة.
أظنها (أقصد هاتيك البائسة) كانت تمني نفسها بأشياء وأشياء برفقته. أخالها وقد هرولت خلف حلم أخضر ما أن برق حتى خبا لهيبه, ولكن كان الوقت قد تأخر, ولحظتئذ لا ينفع الندم.
وما أن تأزمت الأحداث حتى تطل علينا نون نسوة جديدة, هي محل الحدث, وهي مدار الصراع, بل هي ذروة الحدث وقد تأجج. ولكن أصرت القاصة عن عمد أن تحيلها إلينا في صورة ضمير غائب لا يسمن ولا يغني من رغبة في التعرف على هوية المغدور بها.
وإن كانت القاصة قد بدأت قصتها باستخدام ضمير المتكلم, إلا أنه لم يغن عن نفسه شيئاً. إنما هي أناة جرها القهر فانقادت, وجردها جبروت فسلبها أدنى هوية نتعرف بها عليها. صارت الظل لأصل يسبقها. صارت الشبح لمن أمرها فأتمرت.
وعند تأجج الحدث لم تجد الأنا الخاوية المنكسرة الخانعة سوى حروف لاكها لسانها, واتخذت منها سلاحها, علَّه يحميها أو يحمي من وقعت تحت براثن ظلمه وقد أصر على أن ينفذ مكيدته. نطقت حروفها, أطلقت قذيفتها, ظنت فعلتها مرجعة إياه عن غيه, فما وجدت فيه إلا ذاك الجبان, وما زالت أبوابه مشرعه.
وما أن تقع أعيننا على هاتيك النهاية الرافعة هامتها كما رأس أبي الهول, حتى يتأنى العقل هنيهة. إنما هو سؤال أطلقته ذات مستصرخة. هو في صياغته اللغوية سؤال, ولكنني سأدرجه تحت ما نسميه بلغة الأدب "سؤال استنكاري, أو قل بلاغي" فكلاهما صحيح. وأقصد بذلك انه لا ينتظر إجابة ولا مجيباً, فإجابته قائمة بذاتها, حتى وإن أنكرها المنكرون.
أطلت عليكم.. فكفى.. أشكر لكم حسن ضيافتكم في مدونتكم العامرة.. محمود
— ******************************

 
On 1 يونيو 2013 في 6:57 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

لا إطالة البتة في حضورك الجميل بل انصات مني بكامل حضوري لجمال هذا الشرح و القراءة التي تنقل السطرين لأبهة من الجمال
لا يوفيك شكري دكتور محمود
فشكرا لك أستاذي الفاضل , لا عدمت متابعتك