كل منا يتمنى أن يفهم نفسية و مزاج طفله جيدا ليُحسن التعامل معه و يعطيه حقه من الرعاية و الاهتمام , في وقت يصمت فيه الكثير من الأطفال عن التعبير اللفظي عجزا أو استياء يعبرون عنه بطرق أخرى , كانت الرسمات و الشخرطات أكثر ما يوصل هذه المعلومات و يقدمها للأهل على طبق من ذهب لو كانوا يفقهون معناها .
التعرف إلى مدلولات رسم الطفل و شخرطته ليس بالأمر الصعب البتة و يرتبط بعلم الجرافولوجي من حيث التوصل لفهم الشخص عن طريق رسمه المعبر عنه .
كنت في دورة تحليل رسومات الاطفال مع المدرب فضل النسي و تعرفت منه إلى الكثير من المعلومات المهمة في الموضوع و حرصت على تقديم تلخيص للدورة و للمعلومات لمن يهمه الأمر و يسعى لفهم أعمق في الموضوع .
لماذا يرسم الأطفال ؟ سؤال قد تتنوع إجاباته بين رغبتهم في التعبير أو التسلية و التفريغ و لكن الحقيقة المختبئة بين ثنايا الرسمات تنبئ بأنهم يرسمون للتعبير عن مشاعرهم و كذلك لتنمية حواسهم و إداراكاتهم بالمحيط من حولهم ثم لتفريغ طاقة مختزنة في عقولهم و أجسادهم على حد سواء و التخلص من طاقة سلبية كبيرة تحيط تفكيرهم .
كيف نفهم رسمات أطفالنا ؟ سأضع لكم نقاط بسيطة و سهلة تمكنكم من فهم أولي لهذه الرسمات المعبرة أو الشخرطة المحيرة , لكن عليكم إدراك أن هذه الرسمات ليست دليلا دائما لشخصية الطفل بل هي تعبر عنه اللحظة المرسومة و بالتالي فإن نفسيته تتغير و تتغير تبعا لها هذه الرسمات فعلينا أن ننتبه لهذا .
يُكثر الطفل الذي يشعر بسعادة من رسم الأشكال الدائرية غالبا و المنحنية في جميع أنحاء الورقة صعودا للأعلى منها , بينما ينحشر الطفل القلق في رسمته في زاوية واحدة من الصفحة ليرسم رسوم مجردة نحيفة جدا , أما الطفل الحزين فيلجأ لتصغير حجم الرسومات و نلاحظ نزول الرسمات للأسفل أو ميلانها .
الطفل المدلل يرى الأشكال العفوية التي يرسمها و كأنها صناديق مربعة أو مستطيلة و هي إشارة إلى الهدايا التي يتمنى الحصول عليها في حين يختلف الطفل المرح عنه برسم الأشكال كأنها بالونات منتفخة في جميع أنحاء الصفحة .
يضغط الطفل الغاضب على القلم بكل قوته معبرا عن غضبه و يرسم غالبا أشكال حادة كبيرة و كلما زادت في الأحجام دل على زيادة المشاعر الغاضبة لديه  أما الطفل الذي يرسم دائما رسمات حادة و أشكال كبيرة فغضب هذا الطفل مستمر و متواصل .
الطفل المتوتر تكون الأشكال عنده متغايرة في الحجم و متقطعة و غير مستقرة , و يظهر لنا رسم الطفل الذكي كأشكال دائرية مرتبطة مع أشكال حادة بخطوط مستقيمة أو شبه مستقيمة و يستعمل هذا الطفل ألوانا مختلفة و كثيرة  , غالبا نجد هذا الطفل يفصل بين الرسمتين في ذات الصفحة بخط فاصل بينهما ما يعني شدة انتباهه للفرق بين الرسمتين .
الطفل الحساس يرسم أشكال دائرية لكن على يمين الصفحة و يترك يسار الصفحة فارغا في حين يلجأ الطفل العنيد إلى رسم أشياء حادة في أعلى الصفحة أو وسطها و يترك باقي الصفحة فارغ و مما يلاحظ أن هذه الصفة من صفات التميز و الابداع عند الطفل فهو يعتز بذاته و يشعر بضرورة تميزه , بينما يرسم الطفل البليد أشكال دائرية متسلسلة و كبيرة و متداخلة و ليس فيها أي انضباط .
تظهر الكثير من الصفات المشاعرية في هذه الرسمات كالكره , عدم الاتزان , الحيرة , التردد , التمرد , حب البروز , قلة شهية الطفل أو زيادتها , الخجل 
قوة العلاقة و الارتباط مع الآخرين أو ضعفها , العدوانية , الخوف , حب التملك , الثرثرة و الفضول , فرط الحركة , فقد الحنان من أحد الوالدين , قلة الثقة بالنفس و نقص الحنان ,  الهمة العالية , الذكاء و الفطنة  و الكثير الكثير من الصفات التي يشرحها هذا الجزء المهم في تفصيل و بيان لا أقدر على طرحه هنا لكن من باب التشويق لدراسة هذا العلم عن طريق دورات متخصصة فيه سيكون وضع القارئ لرسمة الطفل جيدا مدركا لكثير من معانيها فالطفل يرسم الشيء المهم عنده بطريقة واضحة و مميزة و مبالغ فيها .
نقطة مهمة في الموضوع دائما تُحلل الرسمة الغير موجهة من الطفل يعني لا تطلب منه أن يرسم شئ لتقوم بتحليله لكن حلل ما رسمه في لحظة اختارها هو ثم أخيرا لا تقارن بين رسمة الطفل و شخصيته الحقيقية أو طبيعته أو شكله فالرسمة ليست إلا مشاعر مبثوثة و فرق بين الفعل و الفاعل إلا في حالة تكرار ذات الرسمات من الطفل في كل أوقاته فعندها ننظر بعين الفاحص المحلل ..
كان هذا جزء مما استمتعت به في دورة الشخرطة الجميلة أتمنى أن تكون المعلومة المكتوبة أعلاه سهلة و جيدة الطرح .                    

                                                                                                                                                                           بقلم / فاطمة البار 







Comments (0)