قراءتي لرواية حجر الكحل للأستاذ محمود توفيق .
..
 " رواية حجر الكحل " .. 
من القراءات الجميلة التي شاركتني لحظاتي للأيام الثلاث الخوالي , كانت "حجر الكحل " الكلمات التي تبدأ بفلسفة هذا الحجر , كما تخط الآلام والمصاعب خطوطها 
مشابهة حجر الكحل " الإثمد "  بصلابته و قوته والذي جاء ذكره في أحداث الرواية  .
 تخط أيضا قوة الألم و صعوبته وقساوة الروح الوجعة ورغبتها في نيل الثأر كل هذا يشابه ثانية هذا الحجر .
كان توافق العنوان مع الأحداث موفقا , كهزيم يستبق الهطال  و قد وُفق الكاتب  في اختياره في نظري .
تتمتع الرواية  بجمال و مفردات حِسان و أساليب بلاغية راقية وليس ذلك بغريب على قلم الأستاذ محمود .
جاءت أحداث القصة متسلسلة مشوقة للقراءة واكمال الفصول و محدِّثة عن قصة الثأر والنزاع و حياة ساد فيها منطق الأقوى .
 فكانت السيادة تتحدث مع الشيخ مصبح و الشيخ صابر , ثم مع سعد الذي جار على زوجة أبيه الأرملة صابرة وولدها عاصم , ثم دارت ببراعة لتصف الاضطهاد 
, الإنسان المظلوم , الزواج القسري , السيادة بالمال , والأهم الخوالج النفسية التي تعتري الإنسان .
هناك حيث يتخاصم الحق المغتَصب مع الضمير الحي تترك القصة بابا مشرعا للقارئ في توقع النتيجة ليفاجئ به مع "حسّان " الصديق المقرب لعاصم !.
 و فيه وقفتُ على نقطةِ ما قد يكون غائبا بين الأصحاب ويجب فيه المراعاة حفظا للعلاقة و التماس العذر .
 سيفاجأ القارئ مثلي بمن هو حسَّان في نهاية الصفحات ليودع الألم الذي جرّه الثأر .
شِبهُ واقعية القصة قربت زمن الحدث و مثلته أمام العين  لتُدخل القارئ في تلك الحقبة الزمنية الفائتة وهذا ما يُحسب للكاتب .
تبدت اللهجة الدينية والمفردات المأخوذة من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم و بعض الأنبياء و هذا من الأدب الإسلامي إن جاز تصنيفه .
 و كان بروز روح الواعظ الديني حتى من خلال الطفل "زايد " والذي صار الشيخ الراوي و الرسمي للحادثة .
كانت النهاية لطيفة هادئة بعكس السيناريو الذي وضعه خيالي القارئ للقصة .
  خُتمت بتذكير الكاتب صدق هذه الأحداث في وقت ما و تفجُر رغبته لأن يكون قلما كاتبا لشيء ما  .
شكرا لابداع الأستاذ محمود الذي عرّفنا على الشارع المصري و المدينة والقرية و بعض من التاريخ الخديوي و حقبة الباشوات و الفريق الألماني لمحلة هارون .

Comments (0)