الحمد لله كما يحب و يرضى , و الصلاة على نبيه المجتبى محمد و آله و صحبه ومن اهتدى ..
 نبتدأ اليوم في تفسير سورة القتال أو سورة التوبة تلك السورة التي نزلت بالسيف و سنتعرف في الفوائد التالية للكثير من معانيها الرائعة  نتناول الجزء من آية 1- 74.
سورة التوبة مدنية و آياتها 129 إلا الآيتين الأخيرتين فمكية , نزلت بعد سورة المائدة و هي من أواخر ما نزل على الرسول .
ن :
* عن ثوبان قال لما نزلت " و الذين يكنزون الذهب و الفضة ..الخ " قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( تبا للذهب و الفضة قالوا يا رسول الله فأي المال نكنز ؟ قال : قلبا شاكرا و لسانا ذاكرا و زوجة صالحة .
* " يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة ....الخ " قال مجاهد : كانوا يقولون القول بينهم ثم يقولون عسى الله أن لا يفشي علينا سرنا فنزلت .
ط :
* " و أذان من الله و رسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر " قال مجاهد : الحج الأكبر هو الحج و الحج الأصغر هو العمرة لأن عملها أقل من الحج .
* " و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم " آية 16 المراد معرفة المؤمنين لذلك لأن الله عالم أزلا بالمؤمن و ا لمنافق و لهذا قال الطبري : و لما يعرف أصل ولايته المجاهدين منكم و قيل المراد بالعلم هنا علم الظهور 
لا علم الخفاء أي و لما يظهر تعالى علمه للناس بالمجاهد و المنافق .
* " فتربصوا حتى يأتي الله بأمره " أي حتى يأتي بفتح مكة .
* " ياأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس آية 28 قيل إنهم نجس لأنهم يجنبون فلا يغتسلون و روي عن ابن عباس قال : أعيانهم نجسة كالكلاب و الخنازير و الصحيح أن المراد نجاسة الباطن و المعتقد فكفرهم بالله
منزل منزلة النجس كما أشار الطبري و الله أعلم .
* " يوم يحمى عليهم في نار جهنم " آية 35 ذكرت الأعضاء الجباه و الجُنوب و الظهور لأن البخيل يرى الفقير فيقطب جبهته فيه فإذا وصل إليه أعرض عنه بجانبه فإذا مد  يده إليه بالاحسان و لاه ظهره و مشى 
فعوقب بكيها في نار جهنم .
* النسئ : تأخير حرمة شهر لشهر آخر .
* " و فيكم سماعون لهم " آية 47 يعني فيكم عيون لهم يسمعون لحديثكم ليبلغوه لهم و هذا اختاره الطبري و هو قول مجاهد و اختار ابن كثير قول قتادة و هو : و فيكم من يسمع و يصغي إلى قولهم و يطيعهم و هذا 
ظهر  لأن الغرض عتاب بعض المؤمنين على طاعتهم و إصغائهم لأعدائهم الكافرين .
* أُذن : رجل أُذن إذا كان يسمع مقال كل واحد , قال الشاعر : قد صرت َ أُذنا للوشاة سميعة
* آية 72 سميت جنات عدن لأنها جنات الخلد و الإقامة من دخلها لم يخرج منها يقال : عدن فلان بأرض كذا إذا أقام فيها  و قال أبو الدرداء : هي دار الله لم ترها عين و لا يسكنها إلا النبيون و الصديقون و الشهداء 
و قال الحسن : هي قصور من اللؤلؤ و الياقوت الأحمر .
* " جاهد الكفار و المنافقين " قال ابن عباس جاهد الكفار بالسيف و المنافقين باللسان و اختار الطبري العموم و هو الارجح .
س: 
* " لا يرقبوا فيكم إلا و لا ذمة " قال الراغب الأصفهاني ( الإل ) كل حالة ظاهرة من عهد خلف و قرابة , تئل : تلمع فلا يمكنه انكاره والمراد هنا لا يرعون عهدا و لا حلفا ة لا قرابة " و لا ذمة " أي لا عهد لهم و لا أمان .
* و ليجة آية 16 : أي أصدقاء و بطانة تطلعونهم على جميع أسراركم و كل ما يتخذه الإنسان معتمدا عليه ليس من أهله .
* إنما  يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا : العذاب هو ما ينالهم من المشقة في تحصيلها  و السعي الشديد في ذلك وهم القلب و تعب البدن .
* الغارمون قسمان : 1- الغارمون لاصلاح ذات البين فيجعل لهم نصيب ليكون أنشط لهم و اقوى لغرمهم فيعطون و لو كانوا أغنياء .
2- من غرم لنفسه ثم أعسر فإنه يعطى ما يوفى به دينه .
* قال كثير من الفقهاء : إن تفرغ القادر على الكسب لطلب العلم أعطي من الزكاة لأن العلم داخل في الجهاد في سبيل الله و  قالوا أيضا : يجوز أن يعطي من الزكاة الفقير لحج فرضه و فيه نظر .
* كانت تسمى سورة التوبة  ب" الفاضحة " لأنها بينت أسرار المنافقين فما زال الله يقول ومنهم و منهم ومنهم و يذكر أوصافهم حتى إلا أنه لم يعين أشخاصهم لفائدتين : 
1- الله ستير يحب الستر على عباده .
2- أن الذم على من اتصف بذلك الوصف من المنافقين الذين توجه إليهم الخطاب و غيرهم إلى يوم ا لقيامة .
ك:
* آخر آية نزلت هي " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " و آخر سورة نزلت " براءة " رواه البخاري عن البراء و روي عن ابن عباس أنه سأل أمير المؤمنين عثمان بن عفان عن عدم الفصل بين الأنفال و التوبة ب " بسم الله الرحمن الرحيم "
فقال عثمان : كانت الانفال من أول ما نزل بالمدينة و كانت براءة من آخر ما نزل من القرآن و كانت قصتها شبيهة بقصتها و خشيت أنها منها و قبض رسول الله و لم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما و لم أكتب بينهما 
سطر " بسم الله الرحمن الرحيم " ووضعتها في السبع الطوال " .
* يعتقد العامة أن كل حج يصادف يوم الجمعة " يعني عرفة " يكون الحج أكبر و هذا خطأ إنما الحج الأكبر هو يوم النحر فيكون في كل عام حج أكبر لان يوم النحر في كل عام الى يوم القيامة .
* " فإذا انسلخ الأشهر الحرم " آية 5  تسمى آية السيف التي قال فيها الضحاك بن مزاحم أنها نسخت كل عهد بين النبي  صلى الله عليه و سلم و بين أحد من المشركين و قال الضحاك و السدي هي منسوخة بقوله " فإما منّا بعد  و إما فداء " 
و قال قتادة بالعكس .
* " فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين " كل عسى في القرآن فهي و اجبة و قال ابن اسحق و عسى من الله حق .
* الأحبار علماء اليهود  و الرهبان عباد النصارى و القسسيون علماؤهم .
* الكنز : هو المال الذي لا تؤدى زكاته قاله ابن عمر وروى عنه قال :  ما أدري أي زكاته فليس يكنز و إن جمع تحت سبع أرضين و قال عمر نحوه .
* من أحب شيئا و قدمه على طاعة الله عذب به .
* قال الشيخ علم الدين السخاوي في المشهور في أسماء الايام و الشهور " و كانت العرب تسمي الايام : أول ثم أهون ثم جبار ثم دبار ثم مؤنس ثم العروبة ثم شيار " . 
سمي رجب مضر ليبين صحة قولهم أي مضر في رجب أنه الشهر الذي بين جمادى و شعبان لا كما تظنه ربيه من أن رجب المحرم هو الشهر الذي بين شعبان و شوال أي هو رمضان .
* " انفروا خفافا و ثقالا " قال سفيان الثوري عن مسلم بن صبيح أنها أول ما نزل من براءة .
* " عفا الله عنك " 43  قال عون هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا ؟ نداء بالعفو قبل المعاتبة .
* " إنما يريد الله  ليعذبهم بها في الحياة الدنيا " قال قتادة : هذا من المقدم و المؤخر و تقديره فلا يعجبك أموالهم و لا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد  الله ليعذبهم بها في الآخرة و لكن الحسن البصري قال أي يعذبهم بدفع زكاتها و النفقة منها 
في سبيل الله و اختاره ابن جرير .
* " إن الصدقة لا تحل لمحمد و لا لآل محمد إنما هي أوساخ  الناس " 474 
* أعلى منزلة من الجنة هي الوسيلة لقربه من العرش و هو مسكن رسول الله من الجنة ...رزقنا الله  شفاعته ..
ط:
*  "لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة"  آية   10قال النحاس ليس هذا تكريرا لكن الأول لجميع المشركين والثاني لليهود خاصة والدليل على هذا (اشتروا بايات الله ثمنا قليلا) يعني اليهود باعوا حجج الله عز وجل وبيانه بطل الرئاسة وطمع في شيء 
* " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذو آبائكم وإخوانكم أولياء " آية 23 ظاهر هذه الآية أنها خطاب لجميع المؤمنين كافة وهي باقية الحكم إلى يوم القيامة لقطع الولاية بين المؤمنين والكافرين وروت فرقة أن هذه الآية إنما نزلت في الحض على الهجرة
 ورفض بلاد الكفرة . 
* " إذ أعجبتكم كثرتكم " آية 25 قيل كانوا اثني عشر ألفا وخمس مائة وقيل ستة عشر ألفا فقال بعضهم لن نغلب اليوم عن قلة فوكلوا إلى هذه الكلمة فكان ماذكرناه من الهزيمة في الإبتداء إلى أن تراجعوا فكان النصر والظفر للمسلمين 
لبركة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .
* "يريدون أن يطفئوا نور الله " آية 32 أي دلالته وحججه على توحيد  جعل البراهين بمنزلة النور بمافيها من البيان وقيل المعنى نور الاسلام أن يخمدوا نور الله بأيديهم .
* آية 34 ( والذين يكنزون الذهب والفضة) قال ابن عمر من كنزها فلم يؤدي زكاتها فويل له إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة فلما أنزلت جعلها الله طهرا للأموال .
* " فبشرهم بعذاب أليم  " فسرها النبي الكريم بقوله (بشر الكنازين بِكَي في ظهورهم يخرج من جنوبهم وبِكي من قبل أقفائهم يخرج من جباههم) رواه مسلم .
 قال علماؤنا ظاهر الآية تعليق الوعيد على من كنز ولا ينفق في سبيل الله ويتعرض للواجب وغيره , غير أن صفة الكنز لاينبغي أن تكون معتبرة فإن من لم يكنز ومنع الانفاق في سبيل الله فلا بد وأن يكون كذلك إلا أن الذي يخبأ تحت الأرض 
هو الذي يمنع انفاقه في الواجبات عرفا فلذلك خص الوعيد به والله أعلم .
 *" لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالا" آية 47 هو تسلية للمؤمنين في تخلف المنافقين عنهم والخبال الفساد والنميمة وإيقاع الاختلاف والأراجيف وهذا استثنائه من قطع اي مازادوكم قوة ولكن طلبوا الخبال 
وقيل المعنى لايزيدونكم فيما يترددون فيه من الرأي إلا خبالا فلا يكون إلا الاستثناء منقطعاً .
* " فلاتعجبك أموالهم ولا أولادهم " آية  55 أي لا تستحسن ما أعطيناهم ولا تَمِل إليه فإنه استدراج . 
* " يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة " آية 64  يحذر المنافقون خبر وليس بأمر ويدل على أنه خبر أن مابعده " إن الله مخرج ما تحذرون  " لأنهم كفروا عناداً .
.....تم بحمد الله جزء اليوم و نكمل في الدرس القادم جزءا جديدا من سورة التوبة ...أسأل الله الاخلاص في القول و العمل .

Comments (2)

On 23 يوليو 2012 في 3:01 ص , غير معرف يقول...

جزاك الله خير ونفع بك المسلمين

 
On 23 يوليو 2012 في 2:08 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

و جزاك كل الخير ..شكرا لمتابعتك