الرسالة المنشطرة وقد انتابني مدادها ظهر الخميس فمابرح عني طيف حرفها

حتى وثقت ما تدفق منها و تركت الباقي إلى آجل الدهر علّ بعض الرفق يكون 

فتتشدق الروح بالطرب و تضرب أطناب البهجة فتكون ريم الفلا و نجم المسا

و طيب الملوك و الأمرا فلا أجدى من الخوض في الرسالة و تمتمة مقاصدها المسهمة 

بتصويب عتيق من سيدة تغني معها أطيار الصبح عند تفتقه و تحملها رياح الصبا 

على أكف من حرير فقلت في رسالتي الموسومة بالمنشطرة 
::
::
تَرَكْتُه يَتَلَدُّدُ فَامْتَطى الزَّمَانَ , ثُمَّ كَبُرَ حَتَى صَارَ كَأنُه قُفَةٌ 

فَقُلْتُ : خَاسَ البَيْعُ وَ الطَعَامُ أَيُّهَا الهَرِمُ المَاجُّ , احْذَرْ فَقَدْ صَارَ حَالُكَ 

كَــ ( حَالِكِ الغُرَابِ ) فَلَيْتَ شِعْرِي مَتَى يَعْرِفُ النَقَاءُ طَرِيقًا إِلى قَلْبِكَ !

تَيَمَمْتُكَ بِالحَرْفِ فَوَجَدْتُكَ ضَخْمَ الدَسِيعَةِ حَامِي الحَقِيقَةِ وَ لَمْ تَكَنْ بَيْنَا 

وَ بَيْنَكَ مَسَافَةٌ حَتَى تَعْلَقَ رِكَابتُكَ فِي أَرْضِكَ وَ قَدْ تَحَمَلْتُ مِنْكَ زِبَالاً وَ ثِقَالاً

فَكُنْتُ خَيْرَ حَامِلٍ , فَالآنَ يَا ابْنَ العَمّ قَدْ بَرَحَ الخَفَاءُ فَلا تُبَلِم أَمْرَنَا

فَالنَاسُ أَخْيَافٌ , مِنْهُمْ مَنْ يَمُوتُ بِطَعْنَةٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُوتُ بِقَطْرَةٍ

وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمُوتُ بِكِلْمَةٍ !!

فَنَظْرَةٌ مِنْ ذِي عَلَقٍ فَقَدْ حَلَبَنَا الدَهْرُ حَلْباً وَ شَطَرَنَا الأَمْرُ شَطْراً فَمَا وَجَدْنَا

غَيْرَ الطَمِّ وَ الرَمِّ و الضِّحِ و الرِيحِ فَمَا تَأْمُرُنَا فَكُنْ فِيهِ بِالعَدْلِ 

وَ ابْتَعِدْ عَنْ الهِيَاطِ وَ المِيَاطِ وَ اسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارا .

توضيح لبعض المفردات :
* القفة : الشجرة اليابسة 
*ضخم الدسيعة : كثير العطية 
* زبالا : الزبال ما تحمله النملة بفيها 
* تبلم : تقبح 
* الطم و الرم : البحر و الثرى 
* الضح و الريح : ما طلعت عليه الشمس 

Comments (0)